الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأحاديث الواردة في ذمّ (البغي)
1-
* (عن عمرو بن عبسة- رضي الله عنه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بعكاظ فقلت: من تبعك على هذا الأمر؟ فقال: «حرّ وعبد» ومعه أبو بكر وبلال- رضي الله تعالى عنهما-. فقال لي:
«ارجع حتّى يمكّن الله- عز وجل لرسوله» فأتيته بعد فقلت: يا رسول الله: جعلني الله فداءك، شيئا أتعلّمه وأجهله لا يضرّك. وينفعني الله عز وجل به «1» .
هل من ساعة أفضل من ساعة وهل من ساعة يتّقى فيها؟ فقال: «لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد قبلك: إنّ الله- عز وجل يتدلّى في جوف اللّيل فيغفر إلّا ما كان من الشّرك والبغي، فالصّلاة مشهودة محضورة. فصلّ حتّى تطلع الشّمس فإذا طلعت فأقصر عن الصّلاة، فإنّها تطلع بين قرني شيطان وهي صلاة الكفّار حتّى ترتفع. فإذا استقلّت الشّمس فصلّ؛ فإنّ الصّلاة محضورة مشهودة حتّى يعتدل النّهار، فإذا اعتدل النّهار فأقصر عن الصّلاة فإنّها ساعة تسجر فيها جهنّم حتّى يفيء الفيء فإذا فاء الفيء فصلّ؛ فإنّ الصّلاة محضورة مشهودة حتّى تدلّى الشّمس للغروب فإذا تدلّت فأقصر عن الصّلاة حتّى تغيب الشّمس؛ فإنّها تغيب على قرني شيطان وهي صلاة الكفّار» ) * «2» .
2-
* (عن عياض بن حمار المجاشعيّ- رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم في خطبته:
«ألا إنّ ربّي أمرني أن أعلّمكم ما جهلتم ممّا علّمني يومي هذا. كلّ مال نحلته عبدا، حلال. وإنّي خلقت عبادي حنفاء كلّهم، وإنّهم أتتهم الشّياطين فاجتالتهم «3» عن دينهم، وحرّمت عليهم ما أحللت لهم، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا، وإنّ الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم عربهم وعجمهم إلّا بقايا من أهل الكتاب وقال: إنّما بعثتك لأبتليك وأبتلي بك، وأنزلت عليك كتابا لا يغسله الماء. تقرؤه نائما ويقظان، وإنّ الله أمرني أن أحرّق قريشا فقلت: ربّ إذا يثلغوا رأسي «4» فيدعوه خبزة. قال: استخرجهم كما استخرجوك، واغزهم نغزك «5» ، وأنفق فسننفق عليك.
وابعث جيشا نبعث خمسة مثله، وقاتل بمن أطاعك من عصاك. قال: وأهل الجنّة ثلاثة: ذو سلطان مقسط متصدّق موفّق، ورجل رحيم رقيق القلب لكلّ ذي قربى ومسلم، وعفيف متعفّف ذو عيال. قال: وأهل النّار خمسة: الضّعيف الّذي لا زبر له «6» ، الّذين هم فيكم تبعا لا يتبعون أهلا ولا مالا. والخائن الّذي لا يخفى له طمع، وإن دقّ إلّا خانه، ورجل لا يصبح ولا يمسي إلّا وهو يخادعك عن أهلك ومالك» . وذكر
(1) في الكلام حذف والتقدير: بيّن لي شيئا أتعلمه، وأنا الآن أجهله، وعلمي به لا يضرك ولكنه ينفعني.
(2)
أحمد (4/ 385) وأصل الحديث في صحيح مسلم (832) .
(3)
اجتالتهم: أي استخفوهم فذهبوا بهم.
(4)
يثلغوا رأسي: أي يشدخوه ويشجوه.
(5)
نغزك: أي نعينك.
(6)
لا زبر له: أي لا عقل له، وهي بفتح الزاي وسكون الباء.
البخل أو الكذب «والشّنظير الفحّاش «1» وإنّ الله أوحى إليّ أن تواضعوا حتّى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغي أحد على أحد» ) * «2» .
3-
* (عن أبي سعيد الخدريّ- رضي الله عنه قال: أخبرني من هو خير منّي «3» أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمّار حين جعل يحفر الخندق وجعل يمسح رأسه ويقول: «بؤس ابن سميّة «4» . تقتلك فئة باغية» ) * «5» .
4-
* (عن البراء بن عازب- رضي الله عنهما قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب ينقل التّراب- وقد وارى التّراب بياض بطنه- وهو يقول-:
لولا أنت ما اهتدينا
…
ولا تصدّقنا ولا صلّينا
فأنزلن سكينة علينا
…
وثبّت الأقدام إن لاقينا
إنّ الألى قد بغوا علينا
…
إذا أرادوا فتنة أبينا) * «6» .
5-
* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما قال:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو: ربّ أعنّي ولا تعن عليّ، وانصرني ولا تنصر عليّ، وامكر لي ولا تمكر عليّ، واهدني ويسّر هداي إليّ، وانصرني على من بغى عليّ. اللهمّ اجعلني لك شاكرا، لك ذاكرا، لك راهبا، لك مطواعا، إليك مخبتا «7» أو منيبا، ربّ تقبّل توبتي، واغسل حوبتي «8» . وأجب دعوتي، وثبّت حجّتي، واهد قلبي، وسدّد لساني، واسلل سخيمة قلبي «9» » ) *1» .
6-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه أنّه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سيصيب أمّتي داء الأمم» فقالوا: يا رسول الله وماداء الأمم؟ قال: الأشر، والبطر، والتّكاثر، والتّناجش في الدّنيا، والتّباغض.
والتّحاسد، حتّى يكون البغي» ) * «11» .
7-
* (عن عبد الله بن عمرو بن العاص- رضي الله عنهما أنّه قال: قيل يا رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيّ النّاس أفضل؟ قال: «كلّ مخموم القلب، صدوق اللّسان» . قالوا: صدوق اللّسان نعرفه، فما مخموم
(1) الشنظير: فسره في الحديث بأنه الفحاش وهو السيىء الخلق.
(2)
مسلم (2865) .
(3)
أخبرني من هو خير مني: يعني به أبا قتادة الأنصاري.
(4)
بؤس ابن سمية: ما أشده وأعظمه.
(5)
البخاري- الفتح 1 (447) . ومسلم (2915) واللفظ له.
(6)
البخاري- الفتح 6 (2837) واللفظ له ومسلم (1803) .
(7)
مخبتا: أي خاشعا مطيعا.
(8)
حوبتي: يعني المأثم وقيل: تخشعي وتمسكني.
(9)
سخيمة قلبي: السخيمة: الحقد والضغينة.
(10)
أبو داود (1510) واللفظ له. والترمذي (3551) وقال: حسن صحيح. ابن ماجة (3830) . أحمد (1/ 227) وقال الشيخ أحمد شاكر (3/ 309) : إسناده صحيح. ونقل عن شارح الترمذي عزوه إلى النسائي وابن حبان. والحاكم وابن أبي شيبة وعزاه في التهذيب إلى البخاري في الأدب المفرد كذلك.
(11)
الحاكم (4/ 168) واللفظ له وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. وقال العراقي في تخريج الإحياء (3/ 187) : أخرجه ابن أبي الدنيا في ذم الحسد والطبراني في الأوسط وقال: إسناده جيد.