الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأحاديث الواردة في ذمّ (الجهل) معنى
25-
* (عن عامر بن واثلة، أنّ نافع بن عبد الحارث لقي عمر بعسفان، وكان عمر يستعمله على مكّة، فقال من استعملت على أهل الوادي؟ فقال ابن أبزى، قال: ومن ابن أبزى؟ قال: مولى من موالينا.
قال: فاستخلفت عليهم مولى؟ قال: إنّه قارىء لكتاب الله- عز وجل وإنّه عالم بالفرائض قال عمر: أما إنّ نبيّكم صلى الله عليه وسلم قد قال: «إنّ الله يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين» ) * «1» .
26-
* (عن عوف بن مالك- رضي الله عنه قال: بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فنظر في السّماء ثمّ قال: «هذا أوان العلم أن يرفع» ، فقال له رجل من الأنصار، يقال له زياد بن لبيد: أيرفع العلم يا رسول الله وفينا كتاب الله، وقد علّمناه أبناءنا ونساءنا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن كنت لأظنّك من أفقه أهل المدينة» ثمّ ذكر ضلالة أهل الكتابين وعندهما ما عندهما من كتاب الله- عز وجل فلقي جبير بن نفير شدّاد بن أوس بالمصلّى فحدّثه هذا الحديث عن عوف بن مالك فقال: صدق عوف، ثمّ قال: وهل تدري ما رفع العلم؟ قال قلت: لا أدري، قال: ذهاب أوعيته، قال: وهل تدري أيّ العلم أوّل أن يرفع؟ قال: قلت لا أدري. قال: الخشوع حتّى لا تكاد ترى خاشعا) * «2» .
27-
* (عن أبي كبشة الأنماريّ- رضي الله عنه أنّه قال: سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ثلاثة أقسم عليهنّ وأحدّثكم حديثا فاحفظوه، قال: ما نقص مال عبد من صدقة، ولا ظلم عبد مظلمة فصبر عليها إلّا زاده الله عزّا، ولا فتح عبد باب مسألة إلّا فتح الله عليه باب فقر أو كلمة نحوها، وأحدّثكم حديثا فاحفظوه قال: إنّما الدّنيا لأربعة نفر: عبد رزقه الله مالا وعلما فهو يتّقي فيه ربّه، ويصل فيه رحمه، ويعلم لله فيه حقّا، فهذا بأفضل المنازل، وعبد رزقه الله علما ولم يرزقه مالا، فهو صادق النّيّة يقول: لو أنّ لي مالا لعملت بعمل فلان فهو نيّته فأجرهما سواء، وعبد رزقه الله مالا ولم يرزقه علما فهو يخبط في ماله بغير علم لا يتّقي فيه ربّه، ولا يصل فيه رحمه، ولا يعلم لله فيه حقّا. فهذا بأخبث المنازل، وعبد لم يرزقه الله مالا ولا علما فهو يقول: لو أنّ لي مالا لعملت فيه بعمل فلان فهو نيّته فوزرهما سواء» ) * «3» .
28-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أفتي بغير علم، كان
(1) مسلم (817) .
(2)
أحمد (6/ 26، 27) واللفظ له. وقال الألباني: صحيح (تقييد العلم للخطيب البغدادي (189) . وعزاه كذلك للحاكم وصححه ووافقه الذهبي.
(3)
الترمذي (2325) وقال: هذا حديث حسن صحيح. وأحمد (4/ 231)، وذكره المنذري في الترغيب والترهيب (1/ 58) وقال الألباني: صحيح.
إثمه على من أفتاه، ومن أشار على أخيه بأمر يعلم أنّ الرّشد في غيره فقد خانه» ) * «1» .
29-
* (عن عائشة- رضي الله عنها قالت: جلس إحدى عشرة امرأة فتعاهدن وتعاقدن أن لا يكتمن من أخبار أزواجهنّ شيئا. قالت الأولى:
زوجي لحم جمل غثّ على رأس جبل وعر، لا سهل فيرتقى، ولا سمين فينتقل. قالت الثّانية: زوجي لا أبثّ خبره، إنّي أخاف أن لا أذره، إن أذكره أذكر عجره وبجره. قالت الثّالثة: زوجي العشنّق، إن أنطق أطلّق، وإن أسكت أعلّق. قالت الرّابعة: زوجي كليل تهامة، لا حرّ ولا قرّ، ولا مخافة ولا سآمة. قالت الخامسة:
زوجي إن دخل فهد، وإن خرج أسد، ولا يسأل عمّا عهد. قالت السّادسة: زوجي إن أكل لفّ، وإن شرب اشتفّ، وإن اضطّجع التفّ، ولا يولج الكفّ ليعلم البثّ. قالت السّابعة: زوجي غياياء أو عياياء طباقاء، كلّ داء له داء، شجّك أو فلّك أو جمع كلّا لك. قالت الثّامنة: زوجي المسّ مسّ أرنب، والرّيح ريح زرنب.
قالت التّاسعة: زوجي رفيع العماد، طويل النّجاد، عظيم الرّماد، قريب البيت من النّاد. قالت العاشرة:
زوجي مالك وما مالك، مالك خير من ذلك، له إبل كثيرات المبارك، قليلات المسارح، وإذا سمعن صوت المزهر، أيقنّ أنّهنّ هوالك. قالت الحادية عشرة: زوجي أبو زرع فما أبو زرع؟ أناس من حليّ أذنيّ، وملأ من شحم عضديّ، وبجّحني فبجحت إليّ نفسي، وجدني في أهل غنيمة بشقّ، فجعلني في أهل صهيل وأطيط، ودائس ومنقّ، فعنده أقول فلا أقبّح، وأرقد فأتصبّح، وأشرب فاتقنّح. أمّ أبي زرع، فما أمّ أبي زرع؟ عكومها رداح، وبيتها فساح، ابن أبي زرع، فما ابن أبي زرع؟
مضجعه كمسلّ شطبة، ويشبعه ذراع الجفرة. بنت أبي زرع، فما بنت أبي زرع؟ طوع أبيها، وطوع أمّها، وملء كسائها، وغيظ جارتها. جارية أبي زرع، فما جارية أبي زرع؟ لا تبثّ حديثنا تبثيثا ولا تنقّث ميرتنا تنقيثا، ولا تملأ بيتنا تعشيشا؛ قالت: خرج أبو زرع والأوطاب تمخض، فلقي امرأة معها ولدان لها كالفهدين يلعبان من تحت خصرها برمّانتين، فطلّقني ونكحها، فنكحت بعده رجلا سريّا، ركب شريّا، وأخذ خطّيّا، وأراح عليّ نعما ثريّا، وأعطاني من كلّ رائحة زوجا، وقال كلي أمّ زرع وميري أهلك، قالت: فلو جمعت كلّ شيء أعطانيه ما بلغ أصغر آنية أبي زرع. قالت عائشة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كنت لك كأبي زرع لأمّ زرع» ) * «2» .
(1) أبو داود (3657) واللفظ له. وقال محقق جامع الأصول: إسناده حسن (11/ 562) .
(2)
البخاري- الفتح 9 (5189) ، ومسلم (2448) . وسبق تفسير غريبه في صفحات سابقة.