الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأحاديث الواردة في ذمّ (البذاذة والتبذل) معنى
4-
* (عن جابر بن عبد الله- رضي الله عنهما أنّه قال: «أتانا النّبيّ صلى الله عليه وسلم فرأى رجلا ثائر الرّأس فقال: «أما يجد هذا ما يسكّن به شعره» ) * «1» .
5-
* (عن أبي الأحوص عن أبيه- رضي الله عنهما أنّه قال: أتيت النّبيّ صلى الله عليه وسلم، في ثوب دون فقال:
«ألك مال؟» قال: نعم من كلّ المال. قال: من أيّ المال؟» . قال: قد آتاني الله من الإبل والغنم والخيل والرّقيق. قال: فإذا آتاك الله مالا فلير أثر نعمة الله عليك وكرامته» ) * «2» .
6-
* (عن وائل بن حجر- رضي الله عنه أنّه قال: أتيت النّبيّ صلى الله عليه وسلم ولي جمّة «3» . قال: «ذباب «4» » وظننت أنّه يعنيني فانطلقت فأخذت من شعري.
فقال: «إنّي لم أعنك، وهذا أحسن» ) * «5» .
7-
* (عن ابن عمر- رضي الله عنهما أنّه قال: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استوى على بعيره خارجا إلى سفر، كبّر ثلاثا ثمّ قال: «سبحان الّذي سخّر لنا هذا وما كنّا له مقرنين، وإنّا إلى ربّنا لمنقلبون. اللهمّ إنّا نسألك في سفرنا هذا البرّ والتّقوى، ومن العمل ما ترضى. اللهمّ هوّن علينا سفرنا هذا، واطو عنّا بعده.
اللهمّ أنت الصّاحب في السّفر والخليفة في الأهل، اللهمّ إنّي أعوذ بك من وعثاء السّفر، وكآبة المنظر، وسوء المنقلب في المال والأهل» وإذا رجع قالهنّ، وزاد فيهنّ:«آيبون تائبون عابدون، لربّنا حامدون» ) * «6» .
8-
* (عن ابن عمر- رضي الله عنهما أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن القزع «7» ) * «8» .
9-
* (عن عبد الله بن شقيق أنّه قال: كان رجل من أصحاب النّبيّ صلى الله عليه وسلم عاملا بمصر فأتاه رجل من أصحابه فإذا هو شعث الرّأس مشعانّ «9» ، قال:
«مالي أراك مشعانّا وأنت أمير؟» قال: كان نبيّ الله صلى الله عليه وسلم ينهانا عن الإرفاه. قلنا: وما الإرفاه؟ قال:
«التّرجّل كلّ يوم» ) * «10» .
10-
* (عن عبد الله بن سرجس- رضي الله
(1) النسائي (8/ 183- 184) واللفظ له. وقال محقق جامع الأصول: إسناده صحيح (4/ 751) . وصحيح سنن النسائي (4832) وقال الألباني: صحيح.
(2)
أبو داود (4063) . والنسائي (8/ 181) وقال الألباني: صحيح (3/ 1062) رقم (4820) . ورواه أيضا أحمد في «المسند» (3/ 473) .
(3)
الجمة: بضم الجيم وتشديد الميم- مجتمع شعر الرأس وقيل: ما سقط منه على المنكبين.
(4)
المراد بالذباب: الشر.
(5)
النسائي (8/ 135) وقال الألباني: صحيح (3/ 1042) رقم (4691) . وأبو داود (4190) . وقال محقق جامع الأصول: إسناده حسن (4/ 755) .
(6)
مسلم (1342) .
(7)
القزع: حلق بعض شعر الرأس وترك بعضه وذلك لسوء هيئة فاعله.
(8)
البخاري- الفتح 10 (5920) . ومسلم (2120) واللفظ له
(9)
مشعانّ الرأس: المنتفش الشعر الثائر الرأس.
(10)
النسائي (8/ 132) وقال الألباني: صحيح (3/ 104) رقم (4683) والإرفاه: كثرة التدهن والتنعم.
عنه- أنّه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا سافر يتعوّذ من وعثاء السّفر، وكآبة المنقلب، والحور بعد الكون «1» ، ودعوة المظلوم وسوء المنظر في الأهل والمال) * «2» .
11-
* (عن سمرة بن جندب- رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني- ممّا يكثر أن يقول لأصحابه: «هل رأى أحد منكم من رؤيا؟» قال فيقصّ عليه ما شاء الله أن يقصّ، وإنّه قال لنا ذات غداة:
«إنّه أتاني اللّيلة آتيان وإنّهما ابتعثاني وإنّهما قالا لي:
انطلق، وإنّي انطلقت معهما، وإنّا أتينا على رجل مضطجع، وإذا آخر قائم عليه بصخرة، وإذا هو يهوي بالصّخرة لرأسه فيثلغ رأسه «3» فيتدهده «4» الحجر هاهنا، فيتبع الحجر فيأخذه فلا يرجع إليه حتّى يصحّ رأسه كما كان، ثمّ يعود عليه فيفعل به مثل ما فعل به المرّة الأولى، قال: قلت لهما: سبحان الله ما هذان؟ قال:
قالا لي: انطلق، انطلق فانطلقنا فأتينا على رجل مستلق لقفاه، وإذا آخر قائم عليه بكلّوب «5» من حديد وإذا هو يأتي أحد شقّي وجهه فيشرشر شدقه «6» إلى قفاه، ومنخره إلى قفاه، وعينه إلى قفاه، قال: وربّما قال أبو رجاء فيشقّ. قال: ثمّ يتحوّل إلى الجانب الآخر فيفعل به مثل ما فعل بالجانب الأوّل، فما يفرغ من ذلك الجانب حتّى يصحّ ذلك الجانب كما كان، ثمّ يعود عليه فيفعل مثل ما فعل المرّة الأولى. قال قلت:
سبحان الله ما هذان؟ قال: قالا لي: انطلق انطلق، فانطلقنا فأتينا على مثل التّنّور. قال- وأحسب أنّه كان يقول-: فإذا فيه لغط وأصوات. قال: فاطّلعنا فيه فإذا فيه رجال ونساء عراة، وإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم، فإذا أتاهم ذلك اللهب ضوضوا «7» قال: قلت لهما: ما هؤلاء؟ قال: قالا لي: انطلق انطلق. قال:
فانطلقنا فأتينا على نهر- حسبت أنّه كان يقول- أحمر مثل الدّم، وإذا في النّهر رجل سابح يسبح، وإذا على شطّ النّهر رجل قد جمع عنده حجارة كثيرة، وإذا ذلك السّابح يسبح ما يسبح، ثمّ يأتي ذلك الّذي قد جمع عنده الحجارة فيفغر «8» له فاه فيلقمه حجرا فينطلق يسبح ثمّ يرجع إليه، كلّما رجع إليه فغر له فاه فألقمه حجرا قال: قلت لهما: ما هذان؟ قال: قالا لي: انطلق انطلق. قال فانطلقنا فأتينا على رجل كريه المرآة «9» كأكره ما أنت راء رجلا مرآة، وإذا عنده نار يحشّها ويسعى حولها. قال: قلت لهما: ما هذا؟ قال: قالا لي:
انطلق انطلق. فانطلقنا فأتينا على روضة معتمة «10» فيها من كلّ لون الرّبيع، وإذا بين ظهري الرّوضة رجل
(1) الحور بعد الكون هكذا هي في معظم النسخ بالنون في الكون وقد وردت الحور بعد الكور بالراء وكلاهما بمعنى النقصان بعد الزيادة.
(2)
مسلم (1343) .
(3)
يثلغ رأسه: أي يشدخه، الشدخ: كسر الشيء الأجوف.
(4)
تدهده: إذا انحط.
(5)
كلوب من حديد: بفتح الكاف وتشديد اللام: حديدة معوجّة الرأس.
(6)
يشرشر شدقه: أي يقطعه شقا، والشدق: جانب الفم.
(7)
ضوضوا: أي رفعوا أصواتهم مختلطة.
(8)
يفغر فاه: أي يفتحه.
(9)
كريه المرآة: أي قبيح المنظر.
(10)
روضة معتمة: من العتمة وهو شدة الظلام فوصفها بشدة الخضرة، كقوله تعالى مُدْهامَّتانِ.
طويل لا أكاد أرى رأسه طولا في السّماء، وإذا حول الرّجل من أكثر ولدان رأيتهم قطّ «1» . قال: قلت لهما: ما هذا؟ ما هؤلاء؟ قال: قالا لي: انطلق انطلق.
فانطلقنا فانتهينا إلى روضة عظيمة لم أر روضة قطّ أعظم منها ولا أحسن. قال: قالا لي: ارق، فارتقيت فيها قال: فارتقينا فيها فانتهينا إلى مدينة مبنيّة بلبن ذهب ولبن فضّة «2» ، فأتينا باب المدينة فاستفتحنا ففتح لنا، فدخلناها فتلقّانا فيها رجال شطر من خلقهم كأحسن ما أنت راء وشطر كأقبح ما أنت راء، قال: قالا لهم: اذهبوا فقعوا في ذلك النّهر، قال: وإذا نهر معترض يجري كأنّ ماءه المحض «3» من البياض، فذهبوا فوقعوا فيه، ثمّ رجعوا إلينا قد ذهب ذلك السّوء عنهم، فصاروا في أحسن صورة. قال قالا لي: هذه جنّة عدن، وهذاك منزلك. قال فسما بصري صعدا «4» . فإذا قصر مثل الرّبابة»
البيضاء. قال: قالا لي: هذاك منزلك، قال: قلت لهما: بارك الله فيكما، ذراني فأدخله، قالا:
أمّا الآن فلا، وأنت داخله قال: قلت لهما: فإنّي قد رأيت منذ اللّيلة عجبا، فما هذا الّذي رأيت؟ قال: قالا لي: أما إنّا سنخبرك: أمّا الرّجل الأوّل الّذي أتيت عليه يثلغ رأسه بالحجر فإنّه الرّجل يأخذ القرآن فيرفضه وينام عن الصّلاة المكتوبة، وأمّا الرّجل الّذي أتيت عليه يشرشر شدقه إلى قفاه ومنخره إلى قفاه وعينه إلى قفاه فإنّه الرّجل يغدو من بيته فيكذب الكذبة تبلغ الآفاق، وأمّا الرّجال والنّساء العراة الّذين في مثل بناء التّنّور فهم الزّناة والزّواني، وأمّا الرّجل الّذي أتيت عليه يسبح في النّهر ويلقم الحجر فإنّه آكل الرّبا، وأمّا الرّجل الكريه المرآة الّذي عند النّار يحشّها ويسعى حولها، فإنّه مالك خازن جهنّم، وأمّا الرّجل الطّويل الّذي في الرّوضة فإنّه إبراهيم صلى الله عليه وسلم، وأمّا الولدان الّذين حوله فكلّ مولود مات على الفطرة» قال: فقال بعض المسلمين: يا رسول الله وأولاد المشركين؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وأولاد المشركين وأمّا القوم الّذين كانوا شطر منهم حسن وشطر قبيح فإنّهم قوم خلطوا عملا صالحا وآخر سيّئا، تجاوز الله عنهم» ) * «6» .
12-
* (عن عائشة- رضي الله عنها أنّها قالت: كان النّاس يسكنون العالية فيحضرون الجمعة وبهم وسخ «7» فإذا أصابهم الرّوح «8» سطعت أرواحهم «9» فيتأذّى بها النّاس فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «أو لا يغتسلون؟» ) * «10» .
ولفظه عند البخاريّ: كان النّاس مهنة «11»
(1) أصل العبارة: وإذا حول الرجل ولدان ما رأيت ولدانا قط أكثر منهم.
(2)
لبن ذهب ولبن فضة- بكسر الباء- جمع لبنة: وهو ما يبنى به من طين.
(3)
قال الحافظ ابن حجر: المحض: هو اللبن الخالص عن الماء حلوا كان أو حامضا. «فتح الباري» (12/ 444) .
(4)
صعدا- بضم أوله وثانيه- أي ارتفع كثيرا.
(5)
قال ابن الأثير: الرّبابة: السّحابة التي ركب بعضها بعضا. «النهاية» (2/ 181) .
(6)
البخاري- الفتح 12 (7047) واللفظ له. ومسلم (2275) .
(7)
وسخ: أي قذر وذلك لا نشغالهم بأمر المعاش.
(8)
الرّوح: بالفتح نسيم الريح.
(9)
سطعت أرواحهم: المراد أنهم كانوا إذا مر النسيم عليهم تكيف بأرواحهم فحمل رائحة عرقهم إلى الناس وذلك لمجيئهم مشيا من مكان بعيد.
(10)
النسائي (3/ 94) وقال الألباني: صحيح (1/ 298) رقم (1306) .
(11)
مهنة أنفسهم: جمع ماهن أي خدم أنفسهم.
أنفسهم وكانوا إذا راحوا إلى الجمعة راحوا في هيئتهم فقيل لهم: لو اغتسلتم» «1» .
13-
* (عن جرير- رضي الله عنه قال: كنّا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في صدر النّهار. قال: فجاءه قوم حفاة عراة مجتابي النّمار «2» أو العباء «3» ، متقلّدي السّيوف. عامّتهم من مضر، بل كلّهم من مضر.
فتمعّر «4» وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رأى بهم من الفاقة، فدخل ثمّ خرج، فأمر بلالا فأذّن وأقام، فصلّى ثمّ خطب فقال: يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ (النساء/ 1) إلى آخر الآية إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً. والآية الّتي في الحشر: اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ (الحشر/ 18) تصدّق رجل من ديناره، من درهمه، من ثوبه، من صاع برّه، من صاع تمره (حتّى قال) ولو بشقّ تمرة» قال: فجاء رجل من الأنصار بصرّة كادت كفّه تعجز عنها، بل قد عجزت. قال: ثمّ تتابع النّاس، حتّى رأيت كومين «5» من طعام وثياب. حتّى رأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتهلّل «6» . كأنّه مذهبة «7» . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«من سنّ في الإسلام سنّة حسنة فله أجرها، وأجر من عمل بها بعده، من غير أن ينقص من أجورهم شيء، ومن سنّ في الإسلام سنّة سيّئة كان عليه وزرها، ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء» ) * «8» .
14-
* (عن عبد الله بن سلام- رضي الله عنه أنّه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على المنبر في يوم الجمعة: «ما على أحدكم لو اشترى ثوبين ليوم الجمعة سوى ثوب مهنته؟» ) * «9» .
(1) البخاري- الفتح 2 (903) .
(2)
مجتابي النمار: نصب على الحالية. أي لابسيها خارقين أوساطها مقورين. يقال: اجتبت القميص أي دخلت فيه. والنمار جمع نمرة. وهي ثياب صوف فيها تنمير. وقيل: هي كل شملة مخططة من مآزر الأعراب. كأنها أخذت من لون النمر لما فيها من السواد والبياض. أراد أنه جاءه قوم لابسي أزر مخططة من صوف.
(3)
العباء: بالمد وبفتح العين، جمع عباءة وعباية، لغتان. نوع من الأكسية.
(4)
فتمعر: أي تغير.
(5)
كومين: هو بفتح الكاف وضمها. قال القاضي: ضبطه بعضهم بالفتح وبعضهم بالضم قال ابن سراج: هو بالضم اسم لما كوّم. وبالفتح المرة الواحدة. قال: والكومة، بالضمّ، الصبرة. والكوم العظيم من كل شيء والكوم المكان المرتفع كالرابية. قال القاضي: فالفتح هنا أولى، لأن مقصوده الكثرة والتشبيه بالرابية.
(6)
يتهلل: أي يستنير فرحا وسرورا.
(7)
مذهبة: ضبطوه بوجهين: أحدهما وهو المشهور، وبه جزم القاضي والجمهور: مذهبة. والثاني، ولم يذكر الحميدي في الجمع بين الصحيحين غيره: مدهنة. وقيل: هذا تصحيف. وذكر القاضي وجهين في تفسيره: أحدهما معناه فضة مذهبة، فهو أبلغ في حسن الوجه وإشراقه. والثّاني: شبهه في حسنه ونوره بالمذهبة من الجلو، وجمعها مذاهب، وهي شيء كانت العرب تصنعه من جلود وتجعل فيها خطوطا مذهبة يرى بعضها إثر بعض.
(8)
مسلم (1017) .
(9)
أبو داود (1078) . وابن ماجة (1095) واللفظ له وقال في الزوائد: إسناده صحيح ورجاله ثقات. وقال محقق جامع الأصول: إسناده صحيح (7/ 330) .