الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فيقال لأهل الجنّة ولأهل النّار: هل تعرفون هذا؟
فيقولون هؤلاء وهؤلاء: قد عرفناه، هو الموت الّذي وكّل بنا، فيضجع فيذبح ذبحا على السّور الّذي بين الجنّة والنّار، ثمّ يقال: يا أهل الجنّة خلود لا موت، ويا أهل النّار خلود لا موت» ) * «1» .
من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في ذمّ (الإحباط)
1-
* (عن ابن مسعود- رضي الله عنه قال:
أكبر الكبائر الإشراك بالله، والأمن من مكر الله، والقنوط من رحمة الله، واليأس من روح الله» ) * «2» .
2-
* (عن عروة أنّه سأل عائشة- رضي الله عنها زوج النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «أرأيت قول الله حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا (يوسف/ 110) أو كذّبوا؟ قالت: بل كذّبهم قومهم، فقلت: والله لقد استيقنوا أنّ قومهم كذّبوهم وما هو بالظّنّ. فقالت: يا عرّية، لقد استيقنوا بذلك. قلت:
فلعلّها «أو كذبوا» قالت: معاذ الله، لم تكن الرّسل تظنّ ذلك بربّها، وأمّا هذه الآية قالت: هم أتباع الرّسل الّذين آمنوا بربّهم، وصدّقوهم، وطال عليهم البلاء، واستأخر عنهم النّصر. حتّى إذا استيأست ممّن كذّبهم من قومهم وظنّوا أنّ أتباعهم كذّبوهم جاءهم نصر الله» ) * «3» .
3-
* (عن أبي الدّرداء- رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يلقى على أهل النّار الجوع فيعدل ما هم فيه من العذاب فيستغيثون فيغاثون بطعام من ضريع لا يسمن ولا يغني من جوع فيستغيثون بالطّعام فيغاثون بطعام ذي غصّة، فيذكرون أنّهم كانوا يجيزون الغصص في الدّنيا بالشّراب فيستغيثون بالشّراب فيرفع إليهم الحميم بكلاليب الحديد، فإذا دنت من وجوههم شوت وجوههم، فإذا دخلت بطونهم قطّعت ما في بطونهم، فيقولون: ادعوا خزنة جهّنم، فيقولون: قالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّناتِ قالُوا بَلى قالُوا فَادْعُوا وَما دُعاءُ الْكافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ (غافر/ 50) . قال:
فيقولون: ادعوا مالكا، فيقولون: وَنادَوْا يا مالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ؟ قال: فيجيبهم إِنَّكُمْ ماكِثُونَ (الزخرف/ 77) قال الأعمش: نبّئت أنّ بين دعائهم وبين إجابة مالك إيّاهم ألف عام. قال: فيقولون:
ادعوا ربّكم فلا أحد خير من ربّكم، فيقولون قالُوا رَبَّنا غَلَبَتْ عَلَيْنا شِقْوَتُنا وَكُنَّا قَوْماً ضالِّينَ* رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْها فَإِنْ عُدْنا فَإِنَّا ظالِمُونَ قال:
(1) البخاري الفتح 8 (4730) ، ومسلم (2849) ، والترمذي (2557) واللفظ له.
(2)
رواه عبد الرزاق في مصنفه، الدر النضيد (226) .
(3)
البخاري، الفتح 6 (3389) .
فيجيبهم: قالَ اخْسَؤُا فِيها وَلا تُكَلِّمُونِ (المؤمنون/ 106- 108) قال: فعند ذلك يئسوا من كلّ خير، وعند ذلك يأخذون في الزّفير والحسرة والويل» ) * «1» .
4-
* (قال مجاهد، في قوله تعالى: كَما يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحابِ الْقُبُورِ (الممتحنة/ 13) قال:
كما يئس الكفّار في قبورهم من رحمة الله تعالى، لأنّهم آمنوا بعد الموت بالغيب فلم ينفعهم إيمانهم حينئذ» ) * «2» .
5-
* (قال محمّد بن عبد الملك بن هاشم، قال: سمعت ذا النّون المصريّ يقول في دعائه: اللهمّ، إليك تقصد رغبتي، وإيّاك أسأل حاجتي، ومنك أرجو نجاح طلبتي، وبيدك مفاتيح مسألتي، لا أسأل الخير إلّا منك، ولا أرجوه من غيرك، ولا أيأس من روحك بعد معرفتي بفضلك» ) * «3» .
6-
* (قال أبو حاتم السّجستانيّ منشدا:
إذا اشتملت على اليأس القلوب
…
وضاق لما به الصّدر الرّحيب
وأوطأت المكاره واطمأنّت
…
وأرست في أماكنها الخطوب
ولم تر لانكشاف الضّرّ وجها
…
ولا أغنى بحيلته الأريب
أتاك على قنوط منك غوث
…
يمنّ به اللّطيف المستجيب
وكلّ الحادثات إذا تناهت
…
فموصول بها الفرج القريب) * «4» .
(1) الترمذي (2586) .
(2)
بصائر ذوي التمييز (5/ 376) .
(3)
حلية الأولياء لأبي نعيم (9/ 333) .
(4)
تفسير ابن كثير (4/ 526)