الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
5 - {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ} :
صيغة "افعل" هنا للوجوب؛ لرجوع ذلك لحفظ الأنساب، وهو أحد الكليات الخمس. وقول الفخر هي للإرشاد، يُرَدُّ بأنَّه في اصطلاح الأصوليين خاصٌّ بالأمور الدنيوية، حسبما قرَّره ابن التِّلمساني. ولَمَّا كان "ادعوهم" بمعنى انسُبوهم، تعدّى باللام.
ولفظُ الآية في الذكور والإناث، وهو عمومٌ خرج على سَبب، وفيه خلاف.
ومن النِّسبة للأمِّ محمد بن الْحَنَفِية؛ وفي "صحيح مسلم": "كان صلى الله عليه وسلم يحمل أمامةَ بنتَ زينب بنتِ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم على رقبتِه في الصلاة".
وفي "مسلم" أيضاً، في كتاب الطب "عن زينب بنت أم سلمة"، والظاهر أن ذلك لخصوصيةٍ فلا يُقاسُ عليه.
{هُوَ أَقْسَطُ} :
وقع لعياض في "الإكمال": "قسط بمعنى عدل، وتعقَّبه بعض الأندلسيين قائلا: سمعْتُهم يرْوونه كذلك فأنكرتُه عليهم فأصلحوه؛ وقال صاحب "المثل السائر" -ضياء الدين أبو الفتح المعروف بابن الأثير- في فصل الفصاحة: "قد يُعَبَّرُ عن الكلمة بغير موضوعِها العربيِّ، كقولِ البحتري:
شَرْطيَ الإنصافُ إنْ قيل اشترطْ
…
وصديقي بَرٌّ إذا صَافى قَسَطْ
أي عدل. وإنما موضوعُ هذا اللفظ بمعنى "جَارَ".
{فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ} :
يدُلُّ أنّ ولدَ الملاعنة لا يُنسب لأمِّه.
{وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ} الآية:
يدل أن الطلاقَ لا يلزم بمجرد اللفظ دون نية.
ابن رشد في "جامع البيان": "ورُفِع الحرجُ بهذه الآية عمَّن نَسَب الرجلَ إلى مواليه، أو إلى أنه أخٌ للمسلمين إذا لم يعلمْ أباه.
وأوجب عليه الحرجَ إذا تعمّده عالماً أنه غيرُ أبيه".