الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ودلتِ الآيةُ على أن من ترك شيئا لله أو فعله له، مِن غير مشقة عليه في ذلك، يسمَّى صابراً.
147 - {وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا} الآية:
قولُ ابن عطية: "الخبرُ فيما بعد "إلا"، يُرَدُّ بقول "الإيضاح" وغيرِه: "لا يجوز "إن الذاهبة جاريته صاحبها"".
152 - {إِذْ تَحُسُّونَهُمْ} :
قول أبي حيان: "العامل في "إذْ"، "وَعْدَهُ""، يُرَدُّ بأنَّ الوعد قديم، وإنما العامل "صَدَقَ".
153 - {إِذْ تُصْعِدُونَ} :
ضغف أبو حيان كونَ العامل فيه "اذْكر"، بأنه مستقبل، و "إذْ" ماض.
ويُجاب بوجهين:
- أحدهما: أن عملَه فيه، عملُ المفعول لا عملُ الظرف.
- الثاني: التقدير: "اذكروا حالَكم إذْ تصعدون".
154 -
{قَدْ أَهَمَّتْهُمْ} :
الزمخشري: "هو صفةٌ لـ "طائفة"، و "يظنون" صفة أخرى؛ أو
حال بمعنى "ظانين"؛ أو استئنافٌ للبيان للجملة قبلَها، و "يقولون" بدلٌ من "يظنون".
ابن هشام في "المغني": "كأنه نسِيَ المبتدأ فلم يجعل له خبرا، أو رآه محذوفا، أي: "ومعكم طائفةٌ صفتُهم كيتَ وكيتَ".
والظاهر أن الجملةَ الأولى خبر، وسَوَّغَ الابتداءَ بالنكرة ثَمَّ
صفةٌ مقدّرة، أي:"وطائفة مِن غيركم"، مثل "السَّمْنُ مَنَوَانِ بدرهم"، أي: مَنَوَانِ منه، أو اعتمادُه على واو الحال، كقوله في الحديث:"دَخَلَ عليه الصلاة والسلام وَبرْمَةٌ عَلَى النارِ".
- {قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ} :
الآية إما تكذيبٌ للقضية المتقدمة، بصِدْقِ نقيضها، وإمّا إبطالٌ لإحدى مقدِّمَتَيِ القياس، وهي الكبرى. فالمَعنى على الأول أنهم قالوا: لوْ كان لنا من الأمر شيءٌ لَمَا خرجْنا، ولو لم نخرج ما قُتِلنَا. فأُبْطِل ذلك كلُّه بِأنْ قيل لهم: بل لو كان لكم من الأمر شيء لخرجتم. والمعنى على الثاني -وهو منع الكبرى وإبطالُها- وهي: "كلما لم نخرُجْ لم نُقتَلْ"، فصدق
الأخص من نقيضها؛ لأن كونَهم في بيوتهم، أخصُّ مِن قولهم {لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأمْرِ شَىْء} ، فإذا رُتِّبَ الموتُ على كونهم في بيوتهم، فأحْرَى أن يترتبَ على عدمِ خروجهم.
وقولُ ابن عطية: "هذا من المنافقين قولٌ بأن للإنسان أجلَيْنِ"؛ يُردُّ بأنه منهم وقوفٌ على العادة، فقال:"والملازمة في شرطيتِهم عادية لا عقلية".
{وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ} :
"التمحيص" تخليصُ شيء من شيء وتصفيتُه، فَنَايسَبَ تعليقُه بالمقصود من الإنسان وهو القلبُ. وأما "الابتلاء" فراجع إلى علم الله تعالى، فناسَب تعليقُه بالأعم وهو الصدرُ.