الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رسول الله حزين معتزل
يقول ابن عباس رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ("لما كانت ليلة أسري بي، وأصبحت بمكة، فظعت بأمري، وعرفت أن الناس مكذبي، فقعد معتزلًا حزينًا"، فمر عدو الله أبو جهل، فجاء حتى جلس إليه فقال: كالمستهزئ: هل من شيء؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نعم". قال أبو جهل: ما هو؟ قال صلى الله عليه وسلم: "إنه أسري بي الليلة". قال أبو جهل: إلى أين؟ قال عليه الصلاة والسلام: "إلى بيت المقدس". قال أبو جهل: ثم أصبحت بين ظهرانينا؟ قال صلى الله عليه وسلم: "نعم". فلم يُرَ (1) إنه يكذبه مخافة أن يجحده الحديث إذا دعا قومه إليه. قال: أرأيت إن دعوت قومك تحدثهم ما حدثتى؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نعم"، فقال أبو جهل: هيا يا معشر بني كعب بن لؤي. فانتفضت إليه المجالس، وجاءوا حتى جلسوا إليهما. قال: حدِّثْ قومك بما حدثتني. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني أسري بي الليلة". قالوا: إلى أين؟ قال صلى الله عليه وسلم: "إلى بيت المقدس". قالوا: ثم أصبحت بين ظهرانينا؟! قال صلى الله عليه وسلم: "نعم". فمن بين مصفق، ومن بين واضع يده على رأسه متعجبًا) (2) (فقال ناس: نحن نصدق محمدًا بما يقول؟ فارتدوا كفارًا، فضرب الله أعناقهم مع أبي جهل. وقال أبو جهل: يخوفنا محمَّد شجرة الزقزم، هاتوا تمرًا وزبدًا فتزقموا) (3).
(1) أي تظاهر أبو جهل بأنه يصدق ذلك الخبر، ظانًا أن تكذيبه في هذا الوقت سوف يجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يتراجع عن قول الحقيقة إذا اجتمع القوم.
(2)
سيأتي تخريجه.
(3)
سيأتي تخريجه.