الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هذا ما جاء عن البراق .. البراق الذي نسج حوله الكذابون الأساطير. فقالوا: إن له رأس آدمي .. وعرفًا من اللؤلؤ .. وأذنين من الزمرد وغير ذك من الأكاذيب. البراق باختصار هو: دابة أكبر من الحمار وأصغر من البغل أبيض اللون .. وخطوته تصل إلى آخر ما يستطيع مشاهدته .. وقد ركبه صلى الله عليه وسلم حتى أوصله إلى:
المسجد الأقصى
وفي طريقه صلى الله عليه وسلم إلى المسجد الأقصى (مر على موسى وهو يصلي في قبره)(1)(فأوثق صلى الله عليه وسلم الفرس- أو قال: الدابة في الخرابة)(2) وفي ذلك يقول صلى الله عليه وسلم: (فركبته حتى أتيت بيت المقدس، فربطته بالحلقة التي يربط بها الأنبياء، ثم دخلت المسجد، فصليت فيه ركعتن، ثم خرجت، فجاءني جبريل عليه السلام بإناء من خمر، وإناء من لبن، فاخترت اللبن، فقال جبريل:
اخترت الفطرة.
ثم عرج بنا إلى السماء، فاستفتح جبريل. فقيل:
من أنت؟ قال:
= المخضرم الثقة: زر بن حبيس الذي روى عن حذيفة. انظر التهذيب (5/ 38) والتقريب (1/ 259).
(1)
حديث صحيح. رواه مسلم وغيره بلفظ: (مررت ليلة أسري بي على موسى قائمًا يصلي في قبره).
(2)
رواه البيهقي (2/ 361) وأبو يعلى (تفسير ابن كثير 5/ 8) من طريق معتمر بن سليمان ابن طرخان، عن أبيه، قال: سمعت أنس، وهذا الإسناد صحيح. فالرجلان ثقتان. انظر التهذيب (10/ 227) والتقريب (1/ 326).
جبريل. قيل:
ومن معك؟ قال جبريل:
محمَّد. قيل:
وقد بعث إليه؟ قال جبريل:
لقد بعث إليه، ففتح لنا، فإذا أنا بآدم، فرحب بي، ودعا لي بخير. ثم عرج بنا إلى السماء الثانية، فاستفتح جبريل عليه السلام. فقيل:
من أنت؟ قال:
جبريل. قيل:
ومن معك؟ قال:
محمَّد. قيل: وقد بعث إليه؟ قال جبريل: قد بعث إليه. ففتح لنا، فإذا أنا بابني الخالة: عيسى بن مريم، ويحيى بن زكريا صلوات الله عليهما، فرحبا، ودعوا لي بخير.
ثم عرج بي إلى السماء الثالثة، فاستفتح جبريل، فقيل: من أنت؟ قال: جبريل. قيل: ومن معك؟ قال: محمَّد صلى الله عليه وسلم. قيل: وقد بعث إليه؟ قال: قد بعث إليه، ففتح لنا، فإذا أنا بيوسف عليه السلام، وإذا هو قد أعطي شطر الحسن.
ثم عرج بنا إلى السماء الرابعة، فاستفتح جبريل عليه السلام. قيل: من هذا؟. قال: جبريل. قيل: ومن معك؟ قال: محمَّد. قيل: وقد بعث إليه؟ قال: قد بعث إليه، ففتح لنا، فإذا أنا بإدريس، فرحب ودعا لي بخير. قال الله عز وجل:{وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا} .
ثم عرج بنا إلى السماء الخامسة، فاستفتح جبريل. قيل: من هذا؟ قال: جبريل. قيل: ومن معك؟ قال: محمَّد. قيل: وقد بعث إليه؟ قال: قد بعث إليه، ففتح لنا، فإذا أنا بهارون عليه السلام، فرحب ودعا لي بخير.
ثم عرج بنا إلى السماء السادسة، فاستفتح جبريل عليه السلام. فقيل: من هذا؟ قال: جبريل. قيل: ومن معك؟ قال: محمَّد. قيل: وقد بعث إليه؟ قال: قد بعث إليه. ففتح لنا، فإذا أنا. بموسى عليه السلام، فرحب بي ودعا لي بخير.
ثم عرج بنا إلى السماء السابعة، فاستفتح جبريل فقيل: من هذا؟ قال: جبريل. قيل: ومن معك؟ قال: محمَّد. قيل: وقد بعث إليه؟ قال: قد بعث إليه، ففتح لنا، فإذا أنا بإبراهيم عليه السلام، مسندًا ظهره إلى البيت المعمور، وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه.
ثم ذهب بي إلى السدرة المنتهى، وإذا أوراقها كآذان الفيلة، وإذا ثمرها كالقلال. فلما غشيها من أمر الله ما غشيها تغيرت، فما أحد من خلق الله يستطيع أن ينعتها من حسنها.
فأوحى الله إلي ما أوحى، ففرض علي خمسين صلاة في كل يوم وليلة.
فنزلت إلى موسى عليه السلام. فقال: ما فرض ربك على أمتك؟ قلت: خمسين صلاة. قال: ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف، فإن أمتك لا يطيقون ذلك، فإني قد بلوت (1) بني إسرائيل، وخبرتهم.
فرجعت إلى ربي. فقلت: يا رب خفف على أمتي.
(1) جربت واختبرت.
فحط عني خمسًا، فرجعت إلى موسى. فقلت: حط عني خمسًا. قال موسى: إن أمتك لا يطيقون ذلك، فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف. قال صلى الله عليه وسلم: فلم أزل أرجع بين ربي تبارك وتعالى وبين موسى عليه السلام، حتى قال: يا محمَّد إنهن خمس صلوات، كل يوم وليلة، لكل صلاة عشر، فذلك خمسون صلاة، ومن هَمَّ بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة، فإن عملهاكتبت له عشرًا. ومن هم بسيئة فلم يعملها لم تكتب شيئًا. فإن عملها تكتب سيئة واحدة. قال صلى الله عليه وسلم: فنزلت حتى انتهيت إلى موسى عليه السلام، فأخبرته، فقال: ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: قد رجعت إلى ربي حتى استحييت منه) (1).
ويقول صلى الله عليه وسلم:
(.. ثم أخذ بيدي فعرج بي إلى السماء الدنيا، فلما جئت إلى السماء الدنيا. قال جبريل لخازن السماء:
افتح. قال: من هذا؟ قال: جبريل. قال: هل معك أحد؟ قال: نعم. معي محمَّد صلى الله عليه وسلم، فقال:
أرسل إليه؟ قال: نعم. فلما فتح علونا السماء الدنيا. فإذا رجل قاعد، على يمينه أسودة (2)، وعلى يساره أسودة، إذا نظر قِبَل يمينه ضحك، وإذا نظر قبل يساره بكى. فقال: مرحبًا بالنبي الصالح والابن الصالح. قلت لجبريل: من هذا؟ قال:
(1) حديث صحيح. رواه مسلم (الإيمان / الإسراء) عن أنس.
(2)
جمع من الناس.
هذا آدم. وهذه الأسودة عن يمنه وشماله نسم (1) بنيه، فأهل اليمن منهم: أهل الجنة. والأسودة التي عن شماله: أهل النار. فإذا نظر عن يمينه ضحك، وإذا نظر قبل شماله بكى. حتى عرج بي إلى: السماء الثانية، فقال لخازنها: افتح. فقال له خازنها مثل ما قال الأول. ففتح.
ويقول ابن عباس وأبو حبة الأنصاري: قال النبي صلى الله عليه وسلم:
ثم عرج بي حتى ظهرت لمستوى أسمع فيه صريف الأقلام. قال أنس بن مالك قال النبي صلى الله عليه وسلم:
..... ثم انطلق بي حتى انتهى بي إلى سدرة المنتهى، وغشيتها ألوان لا أدري ما هي. ثم أدخلت الجنة فإذا فيها حبائل اللؤلؤ وإذا ترابها المسك) (2).
ويقول مالك بن صعصعة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
فأتينا على السماء السادسة. قيل: من هذا؟ قيل: جبريل. قيل: من معك؟ قيل: محمَّد صلى الله عليه وسلم قيل: وقد أرسل إليه، مرحبًا به ولنعم المجيء جاء. فأتيت على موسى، فسلمت، فقال: مرحبًا بك من أخ ونبي، فلما جاوزت بكى. فقيل: ما أبكاك؟ قال: يا رب هذا الغلام الذي بعث بعدي، يدخل الجنة من أمته أفضل مما يدخل من أمتي.
فأتينا السماء السابعة. قيل: من هذا؟ قيل: جبريل. قيل: من معك؟ قيل: محمَّد. قيل: وقد أرسل إليه. مرحبًا به، ونعم المجيء جاء. فأتيت على إبراهيم، فسلمت، فقال: مرحبًا بك من ابن ونبي، فرفع لي البيت المعمور،
(1) يعنى أرواح أبنائه.
(2)
حديث صحيح. رواه البخاري ومسلمٌ واللفظ لمسلم. (باب الإسراء من كتاب الإيمان).