الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نادى: يا بني عبد مناف، إني نذير، إنما مثلي ومثلكم كمثل رجل رأى العدو، فانطلق يربؤ أهله، فخشي أن يسبقوه، فهتف: يا صباحاه) (1).
(يا بني كعب بن لؤي أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني مرة بن كعب أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني عبد شمس أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني عبد مناف أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني هاشم أنقذوا أنفسكم من النار، يا فاطمة أنقذي نفسك من النار، فإني لا أملك لكم من الله شيئًا، غير أن لكم رحمًا سأبلها ببلالها)(2).
(يا معشر قريش، اشتروا بأنفسكم لا أغني عنكم من الله شيئًا، يا بني عبد مناف لا أغني عنكم من الله شيئًا، يا عباس بن عبد المطلب لا أغني عنك من الله شيئًا، ويا صفية عمة رسول الله لا أغني عنك من الله شيئًا، ويا فاطمة بنت محمَّد سليني ما شئت من مالي، لا أغى عنك من الله شيئًا)(3).
مفاجأة لمعظم قريش .. ما الذي يحدث؛ ولم هذا التحذير؟ الكل مذهول .. الكل مأخوذ وعم رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أبو لهب .. أول مكذب
لقد جعل صلى الله عليه وسلم (ينادي يا بني فهر، يا بني عدي: ببطون قريش)(4).
وسكتت بطون قريش كلها .. ألجمها هول ما يقوله الأمين صلى الله عليه وسلم .. إلا رجلًا ركب رأسه كما ركبته الأصنام .. ذلك الرجل هو: أبو لهب عم
(1) حديث صحيح: رواه مسلم- الإيمان.
(2)
حديث صحيح: رواه مسلم أيضًا- الإيمان. أي سأصلكم لأنكم أقاربي.
(3)
حديث صحيح: رواه البخاري- الوصايا.
(4)
حديث صحيح. رواه البخاري.
الرسول صلى الله عليه وسلم .. يحدثنا عما قاله ابن أخيه عبد الله بن عباس فيقول:
(لما نزلت: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} ورهطك منهم المخلصين، خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم-حتى صعد الصفا. فهتف:
يا صباحاه. قالوا:
من هذا الذي يهتف؟ قالوا: محمد.
فاجتمعوا إليه. قال صلى الله عليه وسلم:
أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلًا تخرج بسفح هذا الجبل، أكنتم مصدقي.
قالوا:
ما جربنا عليك كذبًا. قال صلى الله عليه وسلم:
فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد. قال أبو لهب:
تبًا لك أما جمعتنا إلا لهذا. ثم قام. فنزلت هذه السورة: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2) سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (5)} (1).
وقف أبو لهب في أول الطريق .. وفتح ألسنة من اللهب على ابن أخيه الأمين-صلى الله عليه وسلم .. لكن هذه الألسنة أحرقته هو .. لقد بدأ أبو لهب المواجهة .. وبدأ التكذيب .. جحد تاريخ محمد الأبيض الذي شهد هو وقومه به قبل لحظات عندما صاحت مكة بصوت كالرعد يتبعه المطر: ما جربنا عليك كذبًا.
ولم يكن أبو لهب لوحده في هذه الأولوية .. لقد شاركته أم جميل
(1) سورة المسد. والحديث متفق عليه واللفظ لمسلم- كتاب الإيمان.