الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تحب ذاك. قال: ادعيها إلي. فدعيتها. قال: أي بنية إن هذه تزعم أن محمَّد بن عبد الله بن عبد المطلب قد أرسل يخطبك، وهو كفء كريم. أتحبين أن أزوجك به؟ قالت سودة: نعم. قال: ادعيه لي. فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم -إليه، فزوجها إياه. فجاء أخوها عبد بن زمعة من الحج، فجعل يحثي في رأسه التراب. فقال بعد أن أسلم: إني لسفيه يوم أحثي في رأسي التراب أن تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم سودة بنت زمعة) (1).
ودخلت سودة بنت زمعة بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، أول امرأة بعد خديجة .. وكانت مثل خديجة قد سبق لها الزواج برجل قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وربما كانت أسن منه .. أما عائشة رضي الله عنها فقالت:
(تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم متوفى خديجة قبل مخرجه إلى المدينة بسنتين وأنا بنت سبع سنين)(2). ودخل صلى الله عليه وسلم على سودة .. لكنه لم يدخل على عائشة في مكة أبدًا .. أما سودة فالتحقت ببيته صلى الله عليه وسلم .. تصلح من شأنه وترعاه وتزيح عنه الكدر والأذى الذي يلاحقه في شوارع مكة كظله.
عروس ولكن
أصبح صلى الله عليه وسلم عروسًا يبتهج بحياته الجديدة كما تبتهج زوجته به .. لكنهما عريسان للكفاح .. للنضال .. يريدان جعل الأرض كلها أعراسًا
(1) إسناده حسن. رواه أحمد (الفتح 20/ 237). محمَّد بن عمرو، قال: حدثنا أبو سلمة ويحيى قالا: وظاهره الإرسال لكنه جاء متصلًا كما في سيرة الذهبي حيث قال يحيى بن عبد الرحمن بن خاطب: قالت: عائشة. وهو ممّن روى عنها وروى عن غيرها من الصحابة وسبب كون الإسناد حسنًا هو محمَّد بن عمرو بن علقمة فهو حسن الحديث. وقد جاء الحديث متصلًا عند الطبراني (23/ 24).
(2)
تزوجها في مكة لكنها لم تزف إليه صلى الله عليه وسلم إلا في المدينة، والحديث رواه البخاري ومسلم.