الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
طاقاتهم طوال النهار في التعذيب والمطاردة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الذين يجعلون ليلهم مناجاة لخالقهم وتهجدًا وصفاء .. وفي ليلة غريبة .. في ليلة لا كالليالي .. جاء جبريل عليه الصلاة والسلام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على غير عادته.
يقول صلى الله عليه وسلم: (فرج عن سقف بيتي وأنا بمكة، فنزل جبريل، ففرج صدري، ثم غسله بماء زمزم ثم جاء بطست من ذهب، ممتلئ حكمة وإيمانًا، فأفرغه في صدري، ثم أطبقه)(1) شق للسقف .. وشق للصدر! لكن أين تم ذلك الشق الآخر؟ لقد كان عند بئر زمزم. لقد كان صلى الله عليه وسلم نائمًا في بيته ثم أُخِذَ للمسجد الحرام .. وكان في المسجد نيام .. أما رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فكان بين النائم واليقظان .. أُخِذَ أيضًا من بين الناس نحو بئر زمزم. يقول صلى الله عليه وسلم:
(بينا أنا عند البيت بين النائم واليقظان -وذكر يعني رجلًا بين رجلين- فأُتيتُ بطست (2) من ذهب مليء حكمة وإيمانًا، فشق من النحر إلى مراق (3) البطن، ثم غسل البطن بماء زمزم، ثم ملئ حكمة وأيمانًا) (4).
هذا هو الشق الثالث له صلى الله عليه وسلم .. استعدادًا لرحلة عجيبة مدهشة معجزة .. لكن كم من الزمن ستستغرقه هذه الرحلة. ومن سيحمله فيها؟
البراق
دابة غريبة ركبها صلى الله عليه وسلم .. ووصفها فقال:
(1) متفق عليه -البخاري كتاب الصلاة ومسلم -الإيمان- الإسراء.
(2)
الطست هو إناء نحاسي مستدير.
(3)
ما لانَ منه ورَقَّ.
(4)
حديث صحيح. رواه البخاري (بدء الخلق).
(وأُتِيتُ بدابة أبيض، دون البغل، وفوق الحمار "البراق")(1) ويقول أنس:
(أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبراق ليلة أسري به، مسرجًا ملجمًا، فاستصعب عليه.
فقال له جبريل عليه السلام:
ما حملك على هذا. والله ما ركبك خلق قط أكرم على الله عز وجل منه. فأرفض (2) عرقًا) (3).
أما سرعة هذا البراق .. فيقول صلى الله عليه وسلم بأنه:
(يضع حافره عند منتهى طرفه) .. والله أعلم بمنتهى طرفه .. لكنه يبدو طويلًا جدًا .. يدل على ذلك أن زمن الرحلة كان قصيرًا بحيث يعجز الإنسان عن قياس سرعة ذلك المخلوق العجيب. يقول حذيفة رض الله عنه:
(أتي صلى الله عليه وسلم بالبراق -وهو دابة أبيض فوق الحمار ودون البغل- فلم يزايلا ظهره هو وجبريل حتى انتهت إلى بيت المقدس)(4).
(1) جزء من الحديث السابق.
(2)
سال عرقه.
(3)
رواه الترمذيُّ بإسناد صحيح. (تفسير سورة الإسراء) والببهقي (2/ 363): عبد الرزاق أخبرنا معمر عن قتادة عن أنس، وقتادة إمام لكنه مدلس ويخشى من تدليسه، لكن هذا الشك يزول بروايته للحديث قائلًا: حدثت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وللحديث شواهد ستمر معنا.
(4)
إسناده حسن، رواه أبو داود الطيالسي (2/ 91) واللفظ له، والترمذيُّ (التفسير) والبيهقيُّ (2/ 364) من طريق عاصم بن بهدلة، وهو حسن الحديث وهو ابن أبي النجود أحد أئمة القراءة وهو ثقة في نفسه، عدل لكن في حفظه بعض الشيء، وشيخه هنا هو التابعي =