الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قد أظلكم خروج نبي يبعث من نحو هذا البيت، ثم أشار بيده إلى "بيت الله" فمن أدركه فليصدقه .. فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلمنا وهو بين أظهرنا لم يسلم حسدًا وبغيًا) (1) ولم يقتصروا على ذلك بل أنكروا أن يكون هو النبي المنتظر. وطمسوا أسماءه المكتوبة في التوراة .. لكن تبقى فيها عبارات قوية لا تنطبق إلا عليه مثل هذه العبارة الموجودة حتى الآن في التوراة المحرفة .. تقول التوراة:
(وحي يأتي من بلاد العرب .. في الوعر في بلاد العرب .. قابلوا الهارب بخبره فهو قد هرب من السيوف والأقواس وشدة الاضطهاد .. ويقول الرب أنه خلال سنة سوف يتحطم مجد عدنان جد العرب .. وسوف يتلاشى بقية أبطال أبناء عدنان)(2) .. لقد ظن اليهود أن هذا النبي القادم من أرض العرب الوعرة الشديدة الوعورة -وهي مكة- .. ظنوا أنه سوف يفني أبناء عدنان وهم العرب على أيدي اليهود .. ولكن عندما تبين أن هذا النبي من أبناء عدنان العربي حسدوه .. لكن لماذا يحسدونه؟ السبب موجود في هذه القصة التي تروي انتقال النبوة من أبناء يعقوب -وهو إسرائيل- جد اليهود إلى أبناء عدنان -واسمه في التوراة: قيدار- وهو جد العرب فكيف انتقلت النبوة ..
إبراهيم وأبناؤه
كان لإبراهيم صلى الله عليه وسلم ولدان إسماعيل وهو الأكبر وإسحاق .. وهما نبيان
(1) ذكره الإمام ابن كثير في سيرته (1/ 293) فقال: وروى أبو نعيم في الدلائل عن عاصم ابن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد، عن محمد بن سلمة .. وهذا الجزء من الإسناد صحيح، ويشهد له ما قبله.
(2)
ص 875 وانظر (محمد في الكتاب المقدس -33).
عليهما الصلاة والسلام .. إسماعيل هو جد العرب، وإسحاق هو والد يعقوب جد اليهود وليعقوب ابن إسحاق صلى الله عليه وسلم اسم آخر هو إسرائيل .. رزق يعقوب أو إسرائيل باثني عشر ولدًا أحدهم نبي الله يوسف عليه الصلاة والسلام .. وعندما صار يوسف عليه الصلاة والسلام وزيرًا عند عزيز مصر انتقل والده وإخوته إلى هناك .. فيوسف وإخوته هم أبناء إسرائيل والذين تحولوا إلى اثنتي عشرة عائلة وتزايدت أعدادهم في مصر .. حتى جاء زمن الطاغية فرعون ومن أبناء إسرائيل ولد موسى وأخوه هارون عليهما الصلاة والسلام .. وقد بعثه الله نبيًا بالتوحيد لإنقاذ بني إسرائيل من الشرك والاضطهاد .. ثم تولى القيادة من بعد موته في سيناء تلميذه النبي: يوشع عليه الصلاة والسلام .. ثم جاء أنبياء كثيرون من أبناء إسرائيل من بينهم داود وابنه سليمان عليهما الصلاة والسلام .. حتى جاء الزمن الذي بعث فيه عيسى عليه الصلاة والسلام وهو أيضًا من أبناء إسرائيل .. كل هؤلاء الأنبياء من بني إسرائيل جاءوا لإعادة قومهم إلى التوحيد وترك الشرك والبدع والانحراف .. ومع ذلك استمر انحراف اليهود -بني إسرائيل- حتى وصل بهم الأمر إلى اغتيال وذبح بعض الأنبياء كما حدث لنبي الله زكريا وابنه يحيى وهما في زمن عيسى بن مريم عليهم الصلاة والسلام .. بل حاولوا اغتيال عيسى ولما رفعه الله تعقبوا أتباعه بالقتل والتشريد .. وكان من أشرس اليهود الذين فتكوا بأتباع عيسى صلى الله عليه وسلم رجل اسمه "شاءول"(1) هذا الطاغوت أحس بأن الاضطهاد لا يفني الأديان ولا يفني أتباعها بل يزيدهم رسوخًا وثباتًا وتصفية .. لذلك بحث هو وأشرار اليهود عن طريقة للقضاء على تعاليم الله لعيسى بن مريم فاكتشف أن محاربة الدين من الداخل أجدى من محاربته من الخارج ..
(1) واسمه الذي يشتهر به عند النصارى وفي الإنجيل المحرف هو: (بولس أو بول).