الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المهاجرين والأنصار .. كأنه مكة .. مكة التي تفتقد إلى وجه ابنها وحبيبها صلى الله عليه وسلم .. كأنه تلك الحجارة التي كانت تسلم عليه صلى الله عليه وسلم كلما مر بها .. وتبادله حبًا بحب وشوقًا بشوق .. هذا الجذع بكى لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لن يخطب عليه بعد اليوم .. لن يحظى بدفء جسده بعد اليوم
…
وسوف يفتقد إلى ذكر الله يفوح عطرًا وهدايةً من رسول الله صلى الله عليه وسلم .. لقد عبر صلى الله عليه وسلم عمَّا بأعماق هذه الشجرة عندما قال: (بكت على ما كانت تسمع من الذكر عندها)(1) إنها تغبط:
امرأة من الأنصار وغلامها تبرعا بالمنبر
فالأنصارية هي التي تطوعت وغلامها لبناء المنبر .. يحدثنا عن ذلك أحد كرام الأنصار: جابر بن عبد الله فيقول:
(إن امرأة من الأنصار قالت: يا رسول الله .. ألا أجعل لك منبرًا تقعد عليه فإن لي غلامًا نجارًا .. ، فقال صلى الله عليه وسلم:
"إن شئت" .. ، فعملت له منبرًا، فلما كان يوم الجمعة قعد على المنبر الذي صنع له، فصاحت النخلة التي كان يخطب عندها حتى كادت أن تنشق، فترل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أخذها، فضمها إليه فجعلت تئن أنين الصبي الذي يسكت حتى استقرت. قال صلى الله عليه وسلم:"بكت على ما كانت تسمع من الذكر عندها"(2) ثم عاد صلى الله عليه وسلم إلى منبره.
فماذا صنع
يقول سهل الساعدي: إن المرأة أمرت غلامها (فعملها من طرفاء
(1) حديث صحيح. رواه البخاري والبيهقيُّ (2/ 560).
(2)
حديث صحيح. رواه البخاري والبيهقيُّ (2/ 560).