الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مجلّدات يأتيه بها.
فلمّا أخذ أخوه إلى القاهرة في أيّام تحكّم الأمير قوصون قدم معه، وولي دمياط.
توفّي في يوم [
…
] سنة ثلاث وخمسين وسبعمائة.
وكان يعرف الفقه على مذهب الشافعيّ. ونظم كتاب التنبيه في الفقه (1).
ومن شعره [البسيط]:
لله ساق رشيق القدّ أهيفه
…
كأنّما صيغ من درّ ومن ذهب
يسقي معتّقة تحكي شمائله
…
أنوارها تزدري بالسبعة الشهب
[72 ب] حبّاتها ثغره والطعم ريقته
…
ولونها لون ذاك الخدّ في اللهب
415 - محبّ الدين اللبليّ [573 - 625]
(2)
أحمد بن تميم بن هشام بن حيّون، محبّ الدين، أبو العبّاس، اللبليّ، الأندلسيّ.
ولد بلبلة من قرى الأندلس سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة.
وقدم إلى مصر وسار إلى بغداد وخراسان.
وسمع من أبي القاسم منصور بن أبي المعالي عبد المنعم ابن أبي البركات الفزاريّ بنيسابور، والمؤيد بن محمد الطوسيّ.
ومات بدمشق يوم الخميس سابع عشر رجب سنة خمس وعشرين وستّمائة.
416 - أبو القاسم ابن جعفر المقرئ [500 - 568]
(3)
أحمد بن جعفر بن أحمد بن إدريس، الإمام أبو القاسم، الشافعيّ، المقرئ، الخطيب.
ولد سنة خمسمائة. وقرأ على أبي البركات محمد بن عمر صاحب أبي معشر [الطبريّ].
قرأ عليه شكر بن صقر الكوفيّ (4)، وأبو القاسم الصفراويّ، وأحمد بن ريّان.
[ومات] بالإسكندريّة في العشرين من شوّال سنة ثمان (5) وستّين وخمسمائة.
417 - جلال الدين الرازيّ [651 - 745]
(6)
[ليدن 3 أ] أحمد بن الحسن بن أحمد بن الحسن بن أنوشروان، قاضي القضاة، جلال الدين، أبو المفاخر، ابن قاضي القضاة حسام الدين، ابن قاضي القضاة تاج الدين أبي المفاخر، الرازيّ، ثمّ الروميّ، الحنفيّ.
مولده في سنة إحدى وخمسين وستّمائة بمدينة أنكوريا (7) من بلاد الروم.
وتفقّه على أبيه وغيره. وبرع في الفقه والتفسير والنحو. وولي قضاء خربرت (8) وعمره سبع عشرة سنة.
وقدم مع أبيه دمشق، واستقرّ في قضاء قضاة
(1) التنبيه في الفقه الشافعيّ للشيرازي: انظر أعلاه ص 124 هـ 2.
(2)
الوافي 6/ 281 (2776) - المنذريّ 3/ 224 (2199).
(3)
غاية النهاية 1/ 43 (178) - معرفة القراء الكبار 556 (508).
(4)
ابن صبرة في غاية النهاية، والعوفي عند الذهبي.
(5)
تسع في غاية النهاية.
(6)
الدرر 1/ 126 (328) - الدليل الشافي 1/ 43 (140).
(7)
في الدرر: أنكورية. وفي معجم البلدان: الأنكبردة وهو عنده من إقليم إيطاليا الحالية.
(8)
عند ياقوت: خرتبرت وهو حصن زياد في بلاد الأرمن.
الحنفيّة بها عوضا عن أبيه لمّا توجّه إلى مصر في ثاني صفر سنة ستّ وتسعين وستّمائة.
ودرس وأفتى، وعمي في آخر عمره.
وتوفّي يوم الجمعة تاسع عشر شهر رجب سنة خمس وأربعين وسبعمائة.
وقد تقدّم ذكر أبيه الحسن بن أحمد (1).
قال الشهاب أحمد بن يحيى، ابن فضل الله العمريّ: وهو كثير المروءة لقصّاده، حسن المعاشرة، طيّب الأخلاق، سخيّ النفس جدّا.
وله نيف وسبعون سنة يدرّس بدمشق، وغالب مفتي مذهبه من الحكّام والمدرّسين كانوا فقهاء عنده، وقلّ منهم من أفتى ودرّس بغير خطّه.
حكى لي أعجوبة جرت له قال: كان والدي قد سفر بي لإحضار أهله من الشرق، فلمّا أجزت البيرة (2) ألجأنا المطر إلى أن نمنا في مغارة، وكنت في جماعة. فبينما أنا [3 ب] نائم إذا شيء يوقظني فانتبهت فإذا أنا بامرأة وسط من النساء لها عين واحدة مشقوقة بالطول، فارتعت، فقالت: ما عليك! إنّما أتيتك لتتزوّج ابنة لي كالقمر.
فقلت، لخوفي منها: على خيرة الله!
ثمّ نظرت فإذا برجال قد أقبلوا كهيئة المرأة التي أتتني، عيونهم كلّهم مشقوقة بالطول، في هيئة قاض وشهود. فخطب القاضي وعقد، فقبلت ونهضوا.
وعادت المرأة ومعها جارية حسناء، إلّا أنّ عينها مثل عين أمّها. وتركتها عندي وانصرفت.
فزاد خوفي واستيحاشي. وبقيت أرمي من معي
بالحجارة لينتبهوا، فما انتبه والله ولا واحد منهم، فأقبلت في الدعاء والتضرّع.
ثمّ آن الرحيل، فرحلنا، وتلك الشابّة لا تفارقني. فدمت على هذا ثلاثة أيّام، وأنا مقبل على الدعاء، والتضرّع. فلمّا كان في اليوم الرابع أتتني المرأة وقالت: كأنّ هذه الشابّة ما أعجبتك؟
وكأنّك تختار فراقها؟
فقلت: إيه والله!
فقالت: طلّقها!
فطلّقتها وانصرفتا. ثمّ لم أرهما.
(قال) فسألته إن كان أفضى إليها، فزعم أن لا.
ولمّا قدم السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون من الكرك سنة تسع وسبعمائة تردّد إليه ونفق عليه. فجلس مرّة هو والقضاة إلى جانبه وقت [73 أ] صلاة الجمعة في الميدان الصغير، فقرأ القارئ عشرا، فسأل السلطان عن معنى آية منه، فلم يحر القضاة جوابا. فقال هو للسلطان بالتركيّ: هؤلاء حمير، ما فيهم من يعرف التفسير.
ثمّ أخذ يفسّرها له بالتركيّ، فقال له: لم لا تقول بالعربيّ؟
فقال: لأنّ هؤلاء ما هم أهل لأن أعلّمهم، وإنّما الخطيب يعرف- يريد جلال الدين القزويني- وسيتفرّج السلطان عليّ وعليه ويظهر له ذلك الوقت جهل هؤلاء القضاة.
فضحك السلطان وجميع من حضر. ثمّ قرأ الخطيب وصلّى. فلمّا فرغ طلبه السلطان فأعاد السؤال فتكلّم هو والرازي وتناظرا والقضاة سكوت وقد سقطوا من الأعين كلّها. فكان الاستظهار للرازيّ.
(1) الحسن بن أحمد ترجمته تأتي برقم 1147. ولقبه حسام الدين وتوفي 699. فترجمته لم تتقدم، فنتساءل: هل حرّر المقريزيّ ترجمة الأب قبل ترجمة الابن، أم هو ينقل عن معجم آخر دون التثبت من الترتيب؟
(2)
بيرة الشام غير إلبيرة بالأندلس، وهي في فلسطين.