الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أضحت تحنّ إلى العقيق صبابة
…
وتمدّ أعناقا لهنّ خضوعا
وردت على ماء العذيب فسرّها
…
ذاك الورود فنقّطته دموعا
والله لولا حبّ من سكن الحمى
…
ما كان قلبي للغرام مطيعا
[108 ب] وتوفّي بمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد مجاورة طويلة بمكّة في شهر رجب سنة سبع وستّين وستّمائة ودفن بها.
487 - الأسعد الركابيّ [- بعد 459]
(1)
أحمد بن عبد الواحد، الأسعد، المرتضى، المعروف بالركابيّ.
قبض عليه المستنصر بالله أبو تميم معدّ في جمادى الأولى سنة تسع وخمسين وأربعمائة، فوجد له ألف ثوب ديباج، وعشرة أعدال من رفيع الثياب، وألف قطعة من الملابس الشريفة وغيرها، وثلاثمائة سفط من دقّ تنيس ودمياط، ومالا صامتا في أحد وعشرين صندوقا.
ووجد له من السروج والمناديل الرفيعة المعمّمة ما لا يحصى كثرة، وعدلان كبيران من أوتار العيدان برسم قيانه، وعدل محزوم فيه مضاربة العيدان، وثلاثمائة طبل، وهاون فضّة وزنه زيادة على سبعين رطلا.
ووجد له من التوابل وما شاكلها ما يزيد عن الحدّ ويتجاوز الوصف.
ومن آلات الزّمر وسائر الملاهي أمر عظيم.
488 - أحمد بن المدروز الزنبيل [- 617]
(2)
أحمد بن عبد الواحد المدروز، العجميّ.
ورد مصر، وصحب روزبهار، وصحب قضيب البان بالموصل (3). وكان يدروز بالزنبيل حتى عرف بالشيخ أحمد الزنبيل.
وسار إلى حلب وأقام بها في مسجد. وكان الملك الظاهر وأمراؤه يحترمونه، حتّى مات بها في ثامن شوّال سنة سبع عشرة وستّمائة، وقد ناهز المائة سنة.
489 - معين الدين الدّروي [- بعد- 680]
(4)
أحمد بن عبد المجيد بن عبد الحميد، معين الدين، ابن نوح، الدروي، القوصيّ، الشافعيّ.
تفقّه وولي قضاء أدفو وأسوان والأقصر. وكان حسن السيرة مرتضى في أفعاله.
ومات بأسوان بعد سنة ثمانين وستّمائة.
490 - القاضي المكين أبو طالب ابن حديد [462 - 528]
(5)
أحمد بن عبد المجيد بن أحمد بن الحسن بن حديد [بن حمدون، الكنانيّ]، القاضي مكين الدولة وأمينها، أبو طالب، ابن القاضي أبي [
…
].
(1) لم نظفر بترجمة أخرى للركابيّ هذا فلا نعرف مهنته ولا أصل ثرائه.
(2)
لم نعرف هذا الشيخ. والدروزة هي الخياطة، والزنبيل هو الجراب؛ ولم نجد دروز في التاج.
(3)
روزبهار ورزبهان: أبو عبد الله العجميّ الفارسيّ، ذكره ابن الزيّات في الكواكب السيّارة 224. أمّا قضيب البان فلم نقف له على ترجمة.
(4)
الطالع 94 (48).
(5)
أخبار مصر لابن ميسّر 77 - اتّعاظ 3/ 151 - معجم السفر 53 (139 - 141).
ولد في سنة اثنتين وستّين وأربعمائة. وولي قضاء الإسكندريّة بعد أبيه في [
…
].
وأضيف إليه مشارف الثغر التي تعرف اليوم بنظر الإسكندريّة. فباشر ذلك إلى أن توفّي في ثغر رشيد، وهو عائد من القاهرة إلى الإسكندريّة في يوم [
…
] جمادى الآخرة سنة ثمان وعشرين وخمسمائة. ورثي بقصائد كثيرة. وكان قد استولى على سائر أمور الإسكندرية ولم يبق لأحد معه فيها كلام. وضمنها للدولة بجملة أموال في كلّ سنة.
وكان ذا مروءة عظيمة، يحذو في أفعاله ما نقل عن البرامكة.
وقد مدحه ظافر الحدّاد وأميّة بن [عبد العزيز بن] أبي الصلت وجماعة من الشعراء بعدّة مدائح.
وكان الأفضل شاهنشاه ابن أمير الجيوش، إذا اعتنى بأحد، كتب معه إلى ابن حديد هذا، فيبالغ في الإفضال عليه حتى يبلغ منه فوق ما يؤمّله.
وكان له بستان بظاهر الثغر يتفرّج فيه، وله به جرن كبير من رخام قطعة واحدة، ينحدر فيه الماء فيبقى كالبركة من كبره وسعته. وكان يجد في نفسه برودة هذا الجرن زيادة ترف على من سواه من أهل عصره، ويسامي بذلك الأكابر. فوشي به إلى الغالية البدويّة محبوبة الخليفة الآمر بأحكام الله أبي عليّ المنصور، فطلبته من الآمر، فأنفذ إليه بإحضار الجرن. فلم يسعه إلّا أن قلعه من مكانه وحمله إلى مصر. فعمله الآمر في الهودج الذي بناه للبدويّة (1) في الجزيرة التي تعرف بالروضة تجاه مدينة مصر.
فبقي في قلب المكين حزازة لأخذ هذا الجرن، ورأى أن قد أتّضع بذلك. فبذل جهده في خدمة الغالية وجميع من يلوذ بها حتى قالت، لعظم ما حمله إليها هذا الرجل: قد أخجلنا بكثرة هداياه وتحفه، ولم يكلّفنا قطّ أمرا نقدر عليه عند [109 أ] الخليفة مولانا.
فقال، لمّا بلغه عنها ذلك: ما لي حاجة بعد الدعاء لله بحفظ مكانها وطول حياتها، غير ردّ الجرن الذي قلع من داري التي بنيتها في أيّامهم من نعمتهم، إلى موضعه.
فعجبت الغالية من ذلك وردّته عليه فأعاده كما كان. وأخذ خواصّه في لومه وقالوا له: قد حصلت في حدّ أن خيّرتك الغالية البدويّة في سائر المطالب، فنزلت همّتك إلى قطعة حجر.
فقال: أنا أعرف بنفسي: ما كان لها أمل سوى أن لا تغلب في أخذ ذلك الحجر من مكانه، وقد بلّغها الله أملها.
ولمّا ولي المؤتمن سلطان الملوك حيدرة بن فاتك، أخو الوزير الأجلّ المأمون عبد الله محمد بن فاتك البطائحيّ الإسكندريّة، وصف له الطيب- وقد نزل بظاهرها- دهن شمع بحضور القاضي مكين الدولة. فللوقت أمر بعض غلمانه أن يحضر من داره الدهن المذكور، فلم يكن فيه مسافة الطريق حتى جاء ومعه صرّ مختوم. ففكّ عنه، فإذا فيه منديل لطيف مذهب على مداف (2) بلّور، فيه ثلاثة بيوت، كلّ بيت عليه قبّة ذهب مشبّكة مرصّعة بياقوت وجوهر:
ففي بيت منها دهن شمع بمسك، وفي بيت دهن شمع بكافور، وفي بيت دهن شمع بغير طيب.
وليس شيء من ذلك ممّا صنع لوقته، بل يشهد
(1) انظر خبر البدويّة مع الأمر- ومع ابن عمّها ابن ميّاح- في الخطط 3/ 295. ففيها تفاصيل لخبر الجرن، أي البركة الرخاميّة.
(2)
المداف: حقّة من بلّور تتّخذ وعاء للعطور (دوزي).