الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال الخطيب (1): حدّث عنه إسرائيل والأشجّ، وبين وفاتيهما بضع وتسعون سنة.
وحدّث عنه الليث والأشجّ، وبين وفاتيهما اثنتان وثمانون سنة.
وقال البخاري في تاريخه: إبراهيم [21 أ] بن أعين عن الحكم بن أبان، وروى عن أبي الحرث عن ابن يحيى عن فرّوخ عن عمرو عن النبيّ صلى الله عليه وسلم في الحكم. قال أبو عبد الله: فيه نظر في إسناده.
قال لنا عبد الله بن صالح (2): حدّثني الليث، سمع إبراهيم. قال أبو عبد الله: قد سمعت إبراهيم، وسمع منه أبو همّام ابن شجاع.
64 - إبراهيم ابن الخشّاب [695 - 775]
(3)
إبراهيم بن أحمد بن عيسى بن عمر بن خالد بن عبد المحسن بن [نشوان المخزوميّ]، بدر الدين، ابن صدر الدين [أحمد] ابن مجد الدين [عيسى]، الشافعيّ.
من بيت رئاسة. ولد سنة خمس وتسعين وستّمائة بنسا. وسمع من ابن الشحنة وغيره.
وتفقّه وتميّز. ثمّ ولي قضاء حلب مدّة. [وولي] الحكم بالقاهرة مدّة.
وكان فقيها فاضلا عارفا بالمكاتيب ناقدا في الأحكام. أفتى ودرّس. وولي قضاء المدينة النبويّة، ثمّ عرض له مرض فقصد الرجوع إلى القاهرة فركب البحر من ينبع فمات في الطريق،
ودفن بجزيرة في البحر.
65 - إبراهيم بن الأغلب [- 196]
(4)
ولي أبوه الأغلب إفريقية من قبل أبي جعفر المنصور في سنة ثمان وأربعين ومائة بعد محمد بن الأشعث الخزاعيّ، ثم عزل. وولي إفريقيّة بعده جماعة، آخرهم محمد بن مقاتل العكّيّ. فاختلف عليه الجند، وقدّموا مخلد بن مرّة الأزديّ وقاتل فأخذ وقتل. فقام تمّام بن تميم التميميّ بتونس، وقصد القيروان في جمع كبير، وأخرج محمد بن مقاتل إلى طرابلس. فجمع إبراهيم بن الأغلب جمعا كبيرا، وكان على الزاب. فخرج في سبعين رجلاليلقى تماما، وهو في سبعين ألفا. فسار إلى القيروان منكرا لما فعله تمّام. فلمّا قاربها سار عنها تمّام لما دبّره إبراهيم بجودة رأيه وحسن تدبيره.
ودخل إبراهيم القيروان واستدعى محمد بن مقاتل [العكّيّ]، فعاد إلى القيروان. وجمع تمّام [وسار] إلى القيروان، فخرج إليه إبراهيم وقاتله وهزمه وقتل من أصحابه جماعة، وتبع تماما إلى تونس فأخذه بأمان.
فكره أهل البلاد محمّد بن مقاتل، وحملوا إبراهيم على أن يكتب إلى أمير المؤمنين هارون الرشيد يطلب منه ولاية إفريقيّة، فكتب إليه. وكان على ديار مصر كلّ سنة مائة ألف دينار تحمل إلى إفريقيّة بمعونة. فترك إبراهيم ذلك وبذل أن يحمل كلّ سنة أربعين ألف دينار. فأحضر الرشيد ثقاته واستشارهم فيمن يولّيه إفريقيّة، وذكر لهم كراهة أهلها ولاية محمد بن مقاتل. فأشار هرثمة بن
(1) لم نجده في تاريخ بغداد.
(2)
هو أبو صالح كاتب الليث (أعلام النبلاء 10/ 405 (115).
(3)
المنهل الصافي 1/ 32، شذرات 6/ 237، الدرر 1/ 13 (16). وفيها أنّ مولده كان سنة 698. وترجم له المقريزي بشيء من التفصيل في درر العقود 1/ 67 (12).
(4)
الوافي 5/ 327 (2400)، الحلّة السيراء 1/ 96، البيان المغرب 1/ 89، تاريخ إفريقية والمغرب للرقيق 176.
أعين بإبراهيم بن الأغلب، وذكر له ما رآه من عقله ودينه وكفايته، وأنّه قام بحفظ إفريقيّة على ابن مقاتل.
فوّلاه الرشيد في المحرّم سنة أربع وثمانين ومائة. ووصلته الولاية في جمادى الآخرة فانقمع الشرّ وضبط الأمر، وسيّر تماما وكلّ من توثّب على الأمر إلى الرشيد ببغداد، فسكنت البلاد.
وابتنى مدينة سمّاها العبّاسيّة بالقرب من القيروان، وانتقل إليها بأهله وعبيده، وتحصّن بها لما رأى من تحكّم العرب وغلبتهم على ولاة إفريقيّة.
وخرج عليه في سنة ستّ وثمانين [ومائة] حمديس (1) بمدينة تونس، ونزع السواد، وكثف جمعه. فبعث إليه عمران بن مخلد على عسكر كثير فقاتله وقتل ممّن معه عشرة آلاف، وملك تونس.
ثم إنّ إدريس بن إدريس بن عبد الله بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب كثر جمعه بأقاصي الغرب، وهمّ بغزو إفريقيّة. فقصد إبراهيم غزوة، ثمّ رأى أنّ الحيلة أنجع له، فأهدى إلى بهلول بن عبد الواحد القيّم بأمر إدريس، وما زال حتى انضوى إليه وترك إدريس فانحلّ جمعه. فكتب حينئذ إلى إبراهيم يستعطفه ويتلطّف له فكفّ عنه.
ثمّ إنّ عمران بن مخلد (2) أحد بطانة إبراهيم تنكّر له وفارقه وجمع لحربه واستولى على أكثر بلاد إفريقيّة، وحارب إبراهيم بالعبّاسيّة وقد خندق عليه [22 أ] وامتنع بها مدّة سنة. وبلغ الرشيد ذلك فأمدّه بخزانة مال. فلمّا أتته نادى:«من كان من جند أمير المؤمنين فليحضر لأخذ العطاء» ! ففارق
عمران أصحابه وتفرّقوا عنه. فوثب عليهم أصحاب إبراهيم فانهزموا. ونادى فيهم إبراهيم بالأمان والحضور لقبض العطاء، فأتوه فأعطاهم.
وفرّ عمران حتى لحق بالزاب. وقلع إبراهيم أبواب القيروان وهدم سورها فسكن الشرّ بإفريقيّة، وأمّن إبراهيم الناس حتّى مات إبراهيم في يوم الثلاثاء لثمان بقين من شوّال سنة ستّ وتسعين ومائة، عن ستّ وخمسين سنة. ومدّة إمارته اثنتا عشرة سنة وأربعة أشهر وعشرة أيّام.
وكان فقيها عالما أديبا شاعرا خطيبا ذا رأي وبأس وحزم، وعلم بالحروب والمكايد، حسن السيرة. لم يكن أحد قبله يساويه في حسن السيرة وجميل السياسة والعدل.
وكان قد أقام بمصر زمانا، وهو كثير الاختلاف إلى الليث بن سعد للأخذ عنه.
وهو أوّل من غزا صقليّة. وكان يصلّي الخمس في الجامع. فخرج ليلة لصلاة العشاء وهو مشغول القلب، فعثر في حصير فسقط. فلمّا صلّى بالناس وانصرف، استدعى القاضي أبا عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن غانم، وذكر له خبر سقوطه وأمره أن يستنكهه لئلّا يظنّ أنّه سقط لسكر. فاستنكهه فلم يجد به بأسا. فشكر له ذلك.
ومن شعره في ردّه محمد بن مقاتل العكّيّ إلى ملكه بالقيروان [الوافر]:
ألم ترني رددت طريد عكّ
…
وقد نزحت به أيدي الركاب؟
أخذت الثغر في سبعين منّا
…
وقد أشفى على حدّ الذهاب
هزمت لهم بعدّتهم ألوفا
…
كأنّ رعيلهم قطع السحاب
وقال لمّا عمل على راشد جدّ إدريس لأمّه
(1) عند الرقيق 189: حمديس بن عبد الرحمن الكندي.
(2)
في الوافي: ابن مجالد. وعن الرقيق: ابن مخالد.