الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وطلب الحديث على وجهه حتى مهر فيه، وصار له فيه تقدّم ومعرفة جيّدة، وحفظ وإتقان، وخرّج تخاريج عدّة. وذيّل وفيات شيخه المنذري [إلى سنة أربع وسبعين].
وتوفي يوم [
…
] سنة خمس وتسعين وستّمائة.
568 - تاج الدين البلبيسيّ [717 - 801]
(1)
[64 أ] أحمد بن محمد بن عبد الرحمن، تاج الدين البلبيسيّ، الشافعيّ.
ولد سنة سبع عشرة وسبعمائة تخمينا.
وسمع الحديث وحدّث وتفقّه، وخطب بالجامع الخطيريّ من بولاق خارج القاهرة، وأعاد به.
وولي أمانة الحكم لقاضي القضاة برهان الدين إبراهيم بن جماعة، فشكرت سيرته.
ثمّ تورّع عنها وتركها عفّة وزهادة.
وما زال يعرف بالخير حتّى توفّي عن ثلاث وثمانين سنة في ثاني عشرين شهر ربيع الأوّل سنة إحدى وثمانمائة.
569 - أبو العبّاس الشارقيّ [- نحو 500]
(2)
[64 أ] أحمد بن محمد بن عبد الرحمن، أبو العبّاس، الشارقيّ، الأنصاريّ، الواعظ، أحد تلامذة الشيخ أبي إسحاق الشيرازيّ.
تفقّه عليه. وحجّ من بغداد. وسمع من كريمة [المروزيّة]. وجال في بلاد فارس، ثمّ عاد إلى
بلاد المغرب وسكن سبتة وفاس. توفّي بشرق الأندلس في نحو سنة خمسمائة. وكان صالحا ديّنا.
570 -
ابن الغزالة البلنسيّ [560 - 623](3)(أبو العبّاس البصير)
أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر ابن جزيّ، الشيخ أبو العبّاس، البصير، الخزرجيّ، الأنصاريّ، البلنسيّ، ويعرف بابن الغزالة.
ولد بمدينة بلنسية من جزيرة الأندلس سنة ستّين وخمسمائة مطموس العينين. وكان أبوه من أمراء بلده. فشنأته أمّه وألقته في البرّيّة. فبعث الله إليه ظبية فأرضعته. وكان أبوه يتصيّد فمرّ به، والظبية ترضعه. فعجب من ذلك وألقى الله الرحمة في قلبه فحمله إلى داره، فإذا هم يبكون ويقولون إنّ المولود الذي ولدته امرأته مات. فأسلمهم الطفل وقال لامرأته: أرضعيه لعلّ الله يعوّضنا خيرا.
فعرفته أمّه وربّته حتّى بلغ سنّ الطفولة.
[ف] تسلّمه المقرئ ليقرئه القرآن، فكان يرى العجب في سرعة حفظه.
ثمّ تفقّه فبرع. فلمّا كبر تجرّد، وسلك على يدي الأستاذ أبي أحمد جعفر الأندلسيّ، أحد أتباع الشيخ أبي مدين. وعن أبي أحمد أخذ أبو العبّاس الحرّار.
ثمّ قدم إلى القاهرة على قدر عظيم من التجرّد والزهد. ومضى إلى بلاد الصعيد واجتمع بمن فيها من الأولياء. وعاد فمضى إلى دمشق، فصحبه
(1) الضوء اللامع 2/ 123 - درر العقود 2/ 135، 254.
(2)
الصلة 75 (159).
(3)
طبقات الشعرانيّ 2/ 3 (306) واسمه فيها: أبو العبّاس البصير- الكواكب السيّارة 314 - حسن المحاضرة 1/ 246.
الشيخ عبد الله الغماري وتلمذ له، وصار خادمه.
وتوجّه إلى الحجّ، وقد أحرم في خرقة اتّزر بها، وخرقة أخرى على كتفه وسار ماشيا، وليس معه سوى إبريق يتوضّأ به فقط. واجتمع في حجّه بأبي الحجّاج الأقصريّ. فلمّا قضي حجّه عاد ومعه جماعة قد تبعوه على طريق [ت] هـ في التجرّد من جميع الأسباب. فنزل [65 أ] بقرافة مصر، وصار له عدّة مريدين. ويقال: إنّه رأى النبيّ صلى الله عليه وسلم في منامه فخيّره بين ردّ بصره عليه أو الأجر والجنّة، فاختار الأجر والجنّة.
وكان يقول: من أحبّه الله حماه من تعب الدنيا، ومن أبغضه [125 ب] جعله جيفة، وكلاب الدنيا حوله.
ثمّ سكن بزاويته المعروفة به بجوار قنطرة باب الخرق، حتّى توفّي بها يوم الاثنين [
…
] عشرين شوّال سنة ثلاث وعشرين وستّمائة، عن ثلاث وستّين سنة. ودفن بالقرافة غربيّ زاوية الشيخ أبي السعود.
وله شعر، منه مطلع قصيدة [الطويل]:
شهدت بعين الفكر في حال حضرتي
…
حبيبا تجلّى للقلوب فحيّت
ومطلع أخرى [الخفيف]:
أنا صبّ فصبوتي في ازدياد
…
لا أرى سلوة ليوم التنادي
وقد ذكره صفيّ الدين أبو عبد الله الحسين بن علي ابن أبي منصور في رسالته (1).
وذكره الشيخ قطب الدين أبو بكر محمد بن
أحمد بن عليّ القسطلانيّ في كتاب «ارتقاء الرتبة باللباس والصحبة» (2).
وذكره أبو عبد الله محمد بن عبد الله الناسخ في كتاب «مصباح الدياجي» .
وأفرد له شيخنا برهان الدين إبراهيم بن موسى الأبناسيّ (3) ترجمة سمّاها «الكوكب المنير في مناقب أبي العبّاس البصير» ، ولم أقف عليها. ثمّ وقفت عليها بعد ذلك. وذكر أنّه كان فقيها حافظا محدّثا، صاحب كرامات ومجاهدات، وأنّه كان متمسّكا بالكتاب والسنّة، متّبعا لهما، يشغل الناسبالقراءات السبع. وكان حافظا للسنّة بارعا في علم الحديث، حافظا لمتونه، عارفا بعلله، داريا برجاله، حسن الاستنباط بذهن وقّاد، وقريحة لا تضادّ.
[و] كان له أحوال غريبة، وأساليب عجيبة، دائم المحاسبات كثير المجاهدات، نهاره صائم، وليله قائم، لا تأخذه في الله لومة لائم.
وأقرأ بزاويته القراءات والعلوم الشرعيّة. وكان عنده جماعة معتمّين من المريدين، منهم: محمد السلاويّ وحاتم، من أصحاب الشيخ أبي السعود.
وذكر له شعرا، وعدّة كرامات، وذكر جماعة من أصحابه، ذكرت غير واحد في موضعه من هذا الكتاب، منهم خادمه الشيخ عبد الله الغماري المغربيّ (4)[الذي] توفّي في المحرّم سنة خمس وستّين وستّمائة. ودفن تحت رجلي الشيخ أبي العبّاس بالقرافة.
(1) الحسين بن عليّ ابن أبي منصور (ت 682): هديّة العارفين 1/ 313، وكتاب الرسالة (في التصوّف) ذكره الباباني في الإيضاح 2/ 299. وانظر ص 416 الآتية هـ 1.
(2)
القطب القسطلاني محمد بن أحمد بن علي (ت 680):
كشف 62. وانظر ترجمته في المقفّى (رقم 1784).
(3)
البرهان الأبناسيّ (ت 802) مذكور في درر العقود 1/ 79 (23).
(4)
لا توجد ترجمة عبد الله الغماري في المقفّى.
والشيخ عثمان بن مليك من زفيتا بالقليوبيّة:
نشأ بها ورعى الغنم في صغره وأخذ عن الشيخ أبي العبّاس. وألبسه الخرقة ودعا له بكثرة المريدين.
فيقال إنّه خرج من تحت يده أربعون وليّا لله تعالى، ومات بزفيتا، وبها قبره يزار. وكان له خادم يقال له قيصر، يحكى عنه وعن شيخه عثمان كرامات عديدة.
ومنهم: الشيخ يحيى. قدم من المغرب، وخدم الشيخ أبا العبّاس حتّى مات. ودفن قريبا من قبره. وهو جدّ الشيخ يحيى بن عليّ بن يحيى الصنافيري.
ومنهم: الفضيل. تجرّد [من] دنيا متّسعة، وسلك حتى وصل. وكان قد انقطع إلى الشيخ أبي العبّاس بزاويته حتى مات.
ومنهم: الشيخ حاتم، خادم أبي العبّاس. كان أوّلا في خدمة الشيخ أبي السعود، ولمّا قدم الشيخ أبو العبّاس من بلاد المغرب، بعث به إليه مع الشيخ [أبي] محمد الغماري، فخدماه. وقبر الشيخ حاتم قريب من قبر الشيخ أبي العبّاس.
ومنهم: الشيخ أبو عبد الله محمد السلاوي المغربيّ. نشأ بمدينة سلا وقدم مصر، ومات بأشبون من الشرقيّة. وقبره يزار.
و[منهم]: الشيخ أبو عبد الله محمد الأتريبيّ.
نشأ بأتريب قريبا من بنها العسل، وبها مات، وقبره يزار. وانتقل أولاده إلى أبناس، ولهم بها زاوية.
ومنهم: الشيخ الهمام. كان من الأمراء، فتجرّد وسلك حتّى مات بسمنهود من بلاد الصعيد.
والشيخ أبو عبد الله الملقّب «أبو طرطور» :
تجرّد وساح سبع سنين، وأقام في خدمة الشيخ أبي العبّاس بزاويته مدّة: ومات بزفيتا، ببلد [126 أ] الشيخ عثمان المقدّم ذكره.
وهذه هي الطبقة الأولى من أصحاب الشيخ أبي العبّاس.
والطبقة الثانية:
الشيخ علي الدومرانيّ، أكبر خدّام الشيخ عبد الله الغماري المقدّم ذكره. نشأ بناحية دومريّة (1) من أعمال [
…
] أقام بأبناس مدّة لا يضع جنبه بالأرض ليلا ولا نهارا، وإنّما ينام وهو جالس.
وأقام سبع سنين لم يشرب ماء. وجاور بالمدينة النبويّة ثنتي عشرة سنة ومات في سنة عشر وستّمائة بفرجوط من بلاد الصعيد، وله بها زاوية، خلّف فيها ولده سراج الدين عمر. وكان له من الخدّام عبد النبيّ الكبير، وعبد النبيّ الصغير، ونور الدين عليّ بن عرب. ومات عليّ بن عرب بالقرافة.
ومنهم الشيخ موسى بن قيصر الويسانيّ: كان أوّلا من الشطّار، ثمّ سلك على أيدي الشيخ عثمان بن مليك المقدّم ذكره. نشأ في عرب [65 أ] يقاللهم ويسان. ومات بناحية منها في سنة أربع وثلاثين وسبعمائة في سابع عشرين رجب. وأصله من المنوفيّة، وقبره يزار. وخلفه من بعده ولداه محمد وعليّ.
ومنهم الفقيه شهاب الدين أحمد، وولداه:
الفقيه شمس الدين محمد بن أحمد، والفقيه نور الدين عليّ بن أحمد.
ومنهم الفقيه ابن مالك، وولده الفقيه جمال الدين يوسف.
ومنهم الشيخ شمس الدين محمد بن عبيد.
والشيخ شهاب الدين أحمد البكري، ودفن بالقرافة. وكان من علماء الشافعيّة.
(1) دومريّة: جزيرة في وسط النيل تجاه الصعيد (ياقوت).
ومنهم أولاد الشيخ الصامت بأبناس، وهم:
محمد وشهاب الدين أحمد، الملقّب بالحجر، ونور الدين عليّ، وإبراهيم.
ومنهم أولاد الإتريبيّ، وهم: الشيخ ناصر الدين والشيخ قطب الدين.
ومنهم الشيخ نور الدين عليّ بن يونس (1).
والفقيه خليل، والد الفقيه تاج الدين، وولده عليّ.
ومنهم الشيخ عبد الله بن خليل: أقام بزاوية باب الخرق في مقام الشيخ أبي العبّاس، وأنشأ بها جماعة، وأخذ عن الشيخ محمد، ابن الشيخ موسى، ابن قيصر المقدّم ذكره.
ومن أصحاب الشيخ عثمان بن مليك: الشيخ ناصر الدين، أبو معروف القرشي: كان عالما، وله كرامات. وخادمه الشيخ شاور. مات أبو معروف بمنية ربيع من الفيّوم، وقبره يزار. وقام بعده ابنه بدر الدين محمد، ثمّ فخر الدين عثمان بن محمد (2).
ومن مريدي أبي معروف، الشيخ أبو سريّة.
مات بقاي، وقبره يزار.
ومنهم الشيخ عبد النور. مات بالميمون من البهنساويّة وقبره يزار.
ومنهم الشيخ صالح. مات بناحية الحمّام من الفيّوم، وقبره يزار.
ومنهم الشيخ شاور، المغربيّ، الصنهاجيّ.
توفّي بمنشية الحي في يوم الجمعة ثاني عشر ذي
الحجة سنة تسع وعشرين وسبعمائة، وقبره يزار.
وخلفه من بعده أولاده: محمد، ورحمة، وعليّ، ثمّ شاور، ابن محمد المذكور.
ومن خدّام الشيخ عثمان بن مليك، الشيخ قيصر. هام فلم يوقف له على قبر.
ومنهم الشيخ فضل، من أصحاب الشيخ عثمان: كان مؤاخيا للشيخ موسى بن قيصر الدبسانيّ (3)، ودفن ببلدة منا، وقبره يزار.
ومنهم الشيخ زكريّ، ويقال له: خفير ركب الحجاز. مات بناحية ناي من القليوبيّة. وقبره يزار. وخلفه من بعده ولده الشيخ أبو عبد الله محمد. كان عارفا بالفقه والأصول والعربيّة، [65 ب] وله كرامات. ودفن عند أبيه.
ومنهم الشيخ عثمان الجرواني. مات بجروان، وقبره يزار. وقام من بعده ابنه الشيخ أبو عبد الله محمد، ثمّ أخوه الشيخ عقيل بن عثمان، وكان يعرف القراءات.
ومنهم الشيخ أبو صالح الدربي من أصحاب الشيخ عثمان بن مليك، قبره بصنافير من القليوبيّة.
ومنهم الشيخ عليّ بن يحيى، والد الشيخ يحيى الصنافيريّ.
ومنهم الشيخ تقيّ الدين [126 ب] بن الهمام، أحد العلماء العاملين. مات بسمنهود، ودفن بجنب والده المقدّم ذكره. وولده الشيخ الهمام له علم وحال. وولده محمد بن الهمام مات بالخرقانيّة، وخلف بعده ابنه الشيخ مؤمن بن محمد بن الهمام.
ومنهم الشيخ العارف: مات بتخانس، من الأعمال القوصيّة، وقبره يزار.
(1) ابن عبد الله الهواري (ت نحو 750): انظر كتاب العمر 1/ 404 (93).
(2)
انظر ترجمته في كتاب العمر أيضا 1/ 317 (62) توفّي 713.
(3)
نسبة إلى بعض أجداد ابن دبسان البيطار المحدّث.
(السمعانيّ).