الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فردّها إليه ثانيا. فقال: يا مولانا كأنّك ذاهل.
فقال: بل عالم غير جاهل. ما الذي حملك على هذا؟
قال: رأيت الناس قد أجمعوا على كرمك، ووفود الشعراء على حرمك. ولست مجيدا في النظم فأعرف، واسمي أحمد فما أصرف. ولو مدحتك أعطيتني قليلا ولم يعلم بي أحد، ولم يكن لي في الشهرة ملتحد. فإذا هجوتك وعزّرتني، وطفت بي وشهّرتني، يقال، هذا الذي هجا قاضي القضاة، وقابله بما لا ارتضاه.
فأحسن الخويّيّ صلته ولم يؤاخذه.
ولمّا عزل شمس الدين محمد بن عدلان عن القضاء عند عود الملك الناصر من الكرك، دخل عليه ومعه قصيدة. فسلّم عليه وقال له [البسيط]:
والله ما سرّني عزل ابن عدلان
…
فقال له: حاشاكم يا مولانا، جزاكم الله خيرا.
فقال:
…
من غير صفع ولا والله أرضاني فقال: قبّحك الله يا نحس!
وسافر الشيخ أثير الدين أبو حيّان مرّة إلى الإسكندريّة فأشيع أنّه غرق في النيل ودفن في بلدة يقال لها «بولة» ، على شاطئ النيل. فقال أبياتا، فيها [الطويل]:
وقد دفنوا ذاك الخراء ببولة
…
وحقّ لذاك الميت تلك المقابر
ومن جيّد شعره [الطويل]:
محجّبة بين الترائب والحشا
…
فدمعي لها طلق وقلبي بها رهن
وحال الهوى ما ليس يدرك كنهه
…
وهل هو وهم يعتري القلب أو وهن
ومسلكه بالطرف سهل وإنّما
…
له منهج أعيى القلوب به حزن
لديه الأماني بالمنايا مشوبة
…
وفيه الرجا والخوف واليأس والأمن
وكم مهلك فيه يقين لعاشق
…
ومطلبه من دونه في الورى ظنّ
466 - أبو العبّاس القصبيّ المقرئ [- 540]
(1)
أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن الحسين بن عاصم، الثقفيّ، أبو العبّاس، القصبيّ، الأندلسيّ، المقرئ.
أخذ القراءات عن أبي عمران موسى بن سليمان. وسمع من أبي داود، وابن الدوش، وأبي خالد يزيد مولى المعتصم بن صمادح، وأبي الحسن ابن أبي زيد.
وحجّ فمرّ بالقاهرة. وتصدّر بالمريّة للقراءة.
أخذ عنه أبو بكر ابن رزق، وأبو القاسم ابن حبيش، وأبو يحيى ابن اليسع (2) بن حزم، في آخرين.
توفّي في حدود سنة أربعين وخمسمائة.
467 - علم الدين درادة [- 718]
(3)
أحمد بن عبد الرحمن بن عبد الكريم بن عليّ بن جعفر درادة، علم الدين، القرشيّ، المصريّ.
(1) غاية النهاية 1/ 66 (286). الذهبي: المشتبه في الرجال 2/ 541 وقال: نسبة إلى القصب- الذيل والتكملة لابن عبد الملك 1/ 195 (266) - التكملة لابن الأبّار 1/ 50 (141). وينسبانه إلى برجة وإلى قصبة المرية.
(2)
في غاية النهاية: أبو يحيى اليسع.
(3)
الدرر 423، مسالك الأبصار، المخطوط 18/ 262 ولم يذكر له تاريخا.