الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أن أظهر القول أنّ القرآن مخلوق. فقال له: كذبت على أمير المؤمنين، فإن كنت صادقا فاصبر إلى أن يجتمع عليّ الناس. (قال) فلمّا كان الغد واجتمع عليه الناس قلت: يا أبا خالد إنّ أمير المؤمنين يقرئك السلام ويقول لك: إنّي أريد أن أظهر القول بخلق القرآن، فما عندك في ذلك؟ قال: كذبت على أمير المؤمنين، أمير المؤمنين لا يحمل الناس على ما لا يعرفونه وما لم يقل به أحد. قال الرجل: فلمّا رجعت إلى أمير المؤمنين قلت له: يا أمير المؤمنين إنّك كنت أعلم بالأمر منّا: كان من القصّة كيت وكيت. فقال أمير المؤمنين: إنّه تلعّب بك. اه.
وقال البيهقي: باب ما جاء في محنة أبي عبد الله أيّام المأمون ثمّ المعتصم ثمّ الواثق بسبب القرآن، وما أصابه من الحبس الطويل والضربالشديد والتهديد بالقتل، وقلّة مبالاته بما كان منهم وتمسّكه بالدين القويم والصراط المستقيم:
وكان رحمه الله سمع ما ورد في مثل حاله من الآيات المتلوّة والأخبار المأثورة، وبلغه ما أوصي به في المنام واليقظة فرضي وسلّم إيمانا واحتسابا وفاز بخير الدنيا ونعيم الآخرة هنّأه الله بما آتاه من ذلك ببلوغ أعلى منازل أهل البلاء في الله من أولياء الله، وألحق به محبّيه فيما نال من كرامة الله إن شاء الله من غير بليّة.
ثمّ روى البيهقيّ بسنده إلى مصعب بن سعد (1) عن أبيه سعد قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيّ الناس أشدّ بلاء؟ قال الأنبياء ثمّ الأمثل فالأمثل
…
الحديث. وعن أنس رضي الله عنه:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاث من كنّ فيه فقد وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحبّ إليه
ممّا سواهما، وأن يحبّ المرء لا يحبّه إلّا لله، وأن يقذف [2 ب] في النار أحبّ إليه من أن يرجع إلى الكفر بعد أن أنقذه الله منه (2).
قال الإمام البيهقي رحمه الله: فاجتمعت هذه الخصال الثلاث في أبي عبد الله رحمة الله عليه، وظهرت آثارها حتّى وقع في المحنة، كما روينا عن بشر بن الحارث- يعني الحافي (3) - أنّه سئل عن أبي عبد الله بعد المحنة فقال: إنّ ابن حنبل أدخل الكير فخرج ذهبا أحمر، هذا لأنّه هانت عليه نفسه في الله حين عوقب في كلام الله، كما هانت على بلال بن رباح نفسه في الله حين عذّب في دين الله فكان بلال إذا دعي إلى الشرك بالله ومسّ بالعذاب جعل يقول: أحد! أحد! وكان أبو عبد الله إذا دعي إلى القول بخلق القرآن وضرب بالسياط يقول: القرآن كلام الله غير مخلوق، فإذا قيل له: القول بذلك يؤدّي إلى التشبيه يقول: أحد صمد! لا شبه له ولا عدل، وهو كما وصف به نفسه. وكان أبو عبد الله وطّن نفسه على الصبر على المكروه والرضا بالقضاء فحين [
…
] (4) أقرّ بما عزم عليه وأظهر الرضا به فرحمة الله ورضوانه عليه، اه. كلام البيهقي.
ذكر طلب أبي عبد الله أمام المأمون
قال حنبل بن إسحاق بن حنبل ابن عم الإمام أحمد: سمعت أبا عبد الله يقول: لمّا دعيت إلى المحنة رأيت في المنام عليّ بن عاصم (5) فأوّلتها:
علوّا وعصمة من الله عز وجل والحمد لله على
(1) مصعب بن سعد بن أبي وقاص (ت 103): طبقات خليفة 423 (2082).
(2)
الحديث في ترجمة الماليني من أعلام النبلاء 17/ 303.
(3)
بشر الحافي الزاهد (ت 227): أعلام النبلاء 10/ 469 (153).
(4)
تغدبر بنحو كلمتين.
(5)
عليّ بن عاصم (ت 201) مسند العراق: سير أعلام النبلاء 9/ 249 (72).
ذلك. وقال حنبل: سمعت أبا عبد الله يقول: أقلّ من دعي للمحنة سبعة أنفس، وهم: يحيى بن معين، وأبو خيثمة زهير بن حرب، وأحمد بن إبراهيم الدورقيّ، وإسماعيل الجزريّ، ومحمّد بن سعد كاتب الواقدي، وأبو مسلم مستملي [يزيد بن هارون](1) فأجابوا، ولو كانوا صبروا وقاموا لله لكان انقطع الأمر وحذر الرجل- يعني المأمون- ولكن، لمّا أجابوا وهم عين البلد اجترأ على غيرهم. وكان أبو عبد الله إذا ذكرهم يغتمّ ويقول: هم أوّل من ثلم هذه الثلمة. وقال حنبل: حدّثني أبي قال: ورد كتاب المأمون من الروم على بغداد إلى إسحاق بن إبراهيم (2) يأمره بامتحان أبي عبد الله ابن حنبل وعبيد الله بن عمر القواريريّ والحسن بن حمّاد المعروف بسجّادة ومحمّد بن نوح، فوجّه إليهم إسحاق وأحضرهم، فأدخلوا على إسحاق فامتحنهم، فأبى أبو عبد الله والقوم أن يجيبوا. فلمّا كان بعد يوم أو يومين دعا إسحاق بالقواريريّ وسجّادة من الحبس وهما مقيّدان فسألهما فأجاباه فخلّى عنهما. وكان أبو عبد الله رحمه الله يقيم عذرهما ويقول: أليس قد حبسا وقيّدا؟ قال الله تعالى: إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ [النحل: 106]. ثمّ قال أبو عبد الله رحمه الله: القيد كره، والحبس كره، والضرب كره، فأمّا إذا لم ينل بمكروه فلا عذر له.
قال أبو عبد الله رحمه الله: وكان في الكتاب:
اقرأ عليهم لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ [الشورى: 11] فقرأ عليّ إسحاق: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ فقلت: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الشورى: 11] فقال لي إسحاق: ما أردت بهذا؟ قلت: قرأت كلام الله وذكرت ما وصف به نفسه سبحانه وتعالى ولم أزد في كتابه شيئا.
قلت (3): انظر كيف فتح الله على الإمام أحمد بإقامة حجّته في إثبات الصفات من الآية التي احتجّوا عليه بها فكان الذي استدلّوا به دليلا له لا عليه رضي الله عنه.
ثمّ ورد كتاب المأمون إلى إسحاق بن إبراهيم بحمل أبي عبد الله ومحمد بن نوح (4) إليه ببلاد الروم فحملا.
وسأل رجل أبا عبد الله فقال له: إن عرضت على السيف تجيب؟ قال: لا أجيب.
وذكر البيهقيّ وابن الجوزيّ كلّ منهما بسنده إلى إبراهيم بن عبد الله البصريّ (5) أنّه قال: قال أحمد بن حنبل: ما سمعت كلمة كانت أقوى لقلبي من كلمة كلّمني بها أعرابي في رحبة طوق (6)، قال: يا أحمد إن يقتلك الحقّ متّ شهيدا وإن عشت عشت حميدا. قال البيهقيّ: زاد غيره- أي غير إبراهيم البصريّ- أنّه قال: يا أبا عبد الله، تحبّ الله؟ قال: قلت نعم، قال: فإنّك إن أحببت الله أحببت لقاءه، ثمّ مضى فلم أزل انظر
(1) النفر السبعة: سقط منهم هنا: إمّا إسماعيل بن داود وإمّا إسماعيل ابن أبي مسعود.
انظر الطبريّ في سنة 218 والكامل في نفس السنة.
وعند ابن الجوزيّ 324، هم: يحيى بن معين، أبو خيثمة، أحمد الدورقيّ، القواريريّ، سعدويه، سجّادة وأحمد بن حنبل. وقيل: خلف المخزوميّ.
(2)
إسحاق بن إبراهيم الخزاعيّ (ت 235) صاحب الشرطة ببغداد أيّام المأمون: الزركليّ 1/ 283.
(3)
أي حنبل بن إسحاق.
(4)
محمد بن نوح المضروب: تاريخ بغداد 3/ 322 (1425).
(5)
إبراهيم بن عبد الله الكجّيّ صاحب السنن (ت 292):
أعلام النبلاء 13/ 423 (209).
(6)
هي رحبة مالك بن طوق على الفرات بين الرقة وبغداد (ياقوت).
إليه حتّى غاب.
قال ابن أبي حاتم (1): وكان كما قال الأعرابيّ:
لقد رفع الله عز وجل شأن أحمد بعد ما امتحن وعظم عند الناس وارتفع أمره جدّا.
وذكر ابن الجوزيّ بسنده إلى أبي جعفر الأنباريّ (2) أنه قال: لمّا حمل أحمد إلى المأمون أخبرت فعبرت الفرات فإذا هو جالس [في الخان] فسلّمت عليه فقال: يا أبا جعفر، تعنّيت! فقلت:
ليس في هذا عناء، وقلت له: أنت اليوم رأس والناس يقتدون بك، فو الله لئن أجبت إلى خلق القرآن ليجيبنّ بإجابتك خلق من خلق الله. وإن أنت لم تجب ليمتنعنّ خلق من الناس كثير. ومع هذا فإنّ الرجل- يعني المأمون- إن لم يقتلك تموت، ولا بدّ من الموت، فثق بالله ولا تجبهم إلى شيء (قال) فجعل أبو عبد الله يبكي ويقول: ما شاء الله، ما شاء الله! .
وقال أحمد بن غسّان (3) كنت سائرا مع أحمد لمّا طلبه المأمون فلمّا صرنا قرب غابة قال لي أحمد: قلبي يحسّ أنّ رجاء الحضاري (4) يأتي في هذه الليلة، فإن أتى وأنا نائم فأيقظني، وإن أتى وأنت نائم أيقظتك. فبينما نحن نسير إذ قرع قارع المحمل (5) فاستشرف أبو عبد الله فإذا هو برجل فعرفه أبو عبد الله بالصفة وكان لا يأوي المدائن والقرى، وعليه عباءة قد شدّها على عنقه، فقال:
يا أبا عبد الله إنّ الله قد رضيك له وافدا فانظر أن لا
يكون وفودك على المسلمين وفودا مشئوما، واعلم أنّ الناس إنّما ينتظرونك لأن تقول فيقولوا، فاعلم إنّما هو الموت والجنّة، ثمّ مضى (قال) فلم يكن بأسرع من أن ورد علينا قاصد المأمون، وهو رجاء الحضاريّ، فقال: أين هؤلاء الأشقياء؟ فقال له أحمد: يا عدوّ الله، تقول: القرآن مخلوق ونكون نحن الأشقياء؟ (قال) فأنزلنا من المحامل وصيّرنا في خيمة فخرج إلينا خادم وهو يمسح عن وجهه بكمّه ويقول: عزّ عليّ يا أبا عبد الله: [لقد] جرّد أمير المؤمنين سيفا لم يجرّده قطّ، وبسط نطعا لم يبسطه قطّ. ثمّ قال: وقرابتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم [3 أ] لا رفعت عن أحمد وصاحبه حتّى يقولا: القرآن مخلوق. (قال) فنظرت إلى أحمد وقد برك على ركبتيه ولحظ السماء بعينه ثمّ قال: علا عن هذا الفاجر حكمك حتّى يتجرّأ على أوليائك بالضرب والقتل! اللهمّ فإن يكن القرآن كلامك غير مخلوق فاكفنا مؤنته! (قال) فو الله ما مضى الثلث الأوّل من الليل إلّا ونحن بصيحة وضجّة وإذا برجاء الحضاريّ قد أقبل علينا فقال:
صدقت يا أبا عبد الله: القرآن كلام الله غير مخلوق وقد مات والله أمير المؤمنين (6).
فلمّا مات المأمون ووليّ أخوه أبو إسحاق المعتصم ردّ بأبي عبد الله ومحمد بن نوح إلى بغداد، فمات محمد بن نوح في الطريق، ووصل أبو عبد الله إلى بغداد مقيّدا (قال) فكان أبو عبد الله يقول: ما رأيت أحدا على حداثة سنّه وقلّة علمه أقوم بأمر الله من محمد بن نوح، قال لي ذات يوم: يا أبا عبد الله إنّك لست مثلي: أنت رجل يقتدى بك، وقد مدّ الخلق أعناقهم [إليك] ليسمعوا مقالتك، فاتّق الله واثبت لأمر الله! (قال)
(1) عبد الرحمن بن أبي حاتم (ت 327) صاحب كتاب الجرح والتعديل: الزركليّ 4/ 99.
(2)
أبو جعفر الأنباريّ: لم نعرفه.
(3)
أحمد بن غسّان الزاهد (ت نحو 230): أعلام النبلاء 9/ 409.
(4)
رجاء بن أيّوب الحضاريّ أحد قوّاد المأمون فالمعتصم فالمتوكّل، الطبريّ 9/ 117، 197.
(5)
المحمل هو الهودج.
(6)
مات المأمون في رجب سنة 218. انظر ترجمته في المقفّى برقم 1479.
وكان أبو عبد الله يتعجّب من تقويته له وموعظته (1).
ومكث أبو عبد الله مسجونا في دار الحضاريّ أيّاما، ثمّ نقل إلى حبس العامّة [في درب الموصلية] (2). (قال): لمّا سجن أبو عبد الله جاءه السجّان فقال له: يا أبا عبد الله، الحديث الذي روي في الظلمة وأعوانهم [
…
] قال السجّان:
وأنا من أعوان الظلمة. فقال له أبو عبد الله: أعوان الظلمة من يأخذ شعرك ويغسل [
…
] ويصلح طعامك ويبيع ويشتري منك، أمّا أنت فمن أنفسهم.
وكان أحمد بن أبي دواد المعتزليّ مستوليا لقضاء القضاة وكان يحمل المعتصم على القول بخلق القرآن. قال إسحاق بن حنبل عمّ الإمام:
لقد كنت أتكلّم مع أصحاب السلطان والقوّاد في خلاص أبي عبد الله فلم يتمّ لي أمر، فاستأذنت على إسحاق بن إبراهيم فدخلت إليه وكلّمته فقال لحاجبه: اذهب معه إلى ابن أخيه ولا يكلّم ابن أخيه بشيء إلّا أخبرتني به. قال إسحاق: فدخلت على أبي عبد الله ومعي حاجبه، فقلت: يا أبا عبد الله، قد أجاب أصحابك وقد أعذرت فيما بينك وبين الله وبقيت أنت في الحبس والضيق.
فقال أبو عبد الله. يا عمّ، إذا أجاب العالم تقيّة، والجاهل يجهل، متى يتبيّن الحقّ؟ (قال) فأمسكت عنه (قال) فذكر أبو عبد الله ما روي في التقيّة من الأحاديث فقال: كيف تصنعون بحديث خبّاب (3): إنّ من كان قبلكم ينشر أحدهم بالمنشار
ثمّ لا يصدّه ذلك عن دينه (قال) فيئسنا منه. ثمّ قال: لست أبالي بالحبس، ما هو ومنزلي إلّا واحد، ولا قتلا بالسيف، إنّما أخاف فتنة بالسوط وأخاف أن لا أصبر. فسمعه بعض أهل الحبس وهو يقول ذلك، فقال: لا عليك يا أبا عبد الله ما هو إلّا سوطان ثمّ لا تدري أين يقع الباقي. فلمّا سمع ذلك سرّي عنه.
(قال) ثمّ حوّل أبو عبد الله إلى دار إسحاق بن إبراهيم في شهر رمضان سنة تسع عشرة ومائتين، فبعث إسحاق بن إبراهيم فأخذ الزنبيل الذي فيه إفطار أبي عبد الله فنظر إليه فإذا فيه رغيفان وشيء من قثاء وملح فعجب إسحاق من ذلك.
قال أبو عبد الله: كان إسحاق يوجّه إليّ برجلين يناظراني يقال لأحدهما أحمد بن رباح والآخر أبو شعيب الحجّام فلا يزالان يناطراني، فإذا أرادا الانصراف دعوا (4) بقيد حتّى صار في رجلي سبعة أقياد. (قال) ودار بيني وبين الحجّام كلام فقلت له: ويحك، بعد طلبك العلم والحديث صرت إلى هذا الأمر؟ وسألته عن علم الله فقال: مخلوق.
فقلت: كفرت بالله العظيم! (5) فقال لي رجل معه:
هذا رسول أمير المؤمنين. فقلت له: هذا كفر بالله العظيم. ثمّ قلت لصاحبه ابن رباح: هذا زعم أنّ علم الله مخلوق فكفر، فنظر إليه وأنكر عليه مقالته، تمّ انصرفا. فقال الحجّام: ما رأيت لهذا نظيرا: عجبت من هذا الذي هو فيه، وهو يعظني ويوبّخني.
قال أبو عبد الله: ثمّ أدخلت على إسحاق فقال لي: لو أجبت أمير المؤمنين إلى ما دعاك إليه؟
فكلّمته بكلام قويّ. فقال: يا أحمد إنّي عليك
(1) كلمات مطموسة، والإكمال من تاريخ بغداد 3/ 323 ومن ترجمة أحمد في أعلام النبلاء 11/ 242.
(2)
الزيادة من ترجمته في أعلام النبلاء.
(3)
حديث خبّاب بن الأرتّ في ترجمته بأسد الغابة رقم 1407.
(4)
في المخطوط: دعيا.
(5)
زيادة في الهامش بالخطّ نفسه: وجه الكفر أنّه جعل الباري سبحانه محلّا للحوادث.
مشفق، وقد آلى أمير المؤمنين إن لم تجبه ليقتلنّك. فقلت له: ما عندي في هذا الأمر إلّا الأوّل- كذا نقل البيهقي.
ونقل ابن الجوزيّ أنّ إسحاق بن إبراهيم قال له: إنّ أمير المؤمنين لا يقتلك، وقد آلى إن لم تجبه يضربك ضربا بعد ضرب ويلقيك في موضع لا ترى فيه شمسا. ثمّ قال إسحاق: اذهبوا به إلى أمير المؤمنين. قال أبو عبد الله: فذهبوا بي إلى دار المعتصم، وأدخلت في حجرة ليلا وأغلق عليّ الباب وأقعد عليه رجلان، وليس في المكان سراج. فأردت أن أتيمّم للصلاة فمددت يدي فإذا أنا بإناء فيه ماء وطست موضوع، فتوضّأت وقمت أصلّي ولا أعرف القبلة فصلّيت. فلمّا أصبحت فإذا أنا أصبت القبلة. ثمّ جاء رسول المعتصم فقال: أجب! فثقلت عليّ القيود وكدت غير مرّة أخرّ على وجهي. فأخرجت تكّة سراويلي وشددت بها القيود أحملها، وعطفت سراويلي من غير تكّة. ثمّ مشيت إلى أن دخلت عليه والتكّة بيدي أحمل بها الأقياد، فإذا هو جالس وابن أبي دواد حاضر وقد جمع خلقا كثيرا من أصحابه، منهم أبو عبد الرحمن الشافعيّ (1) وغيره. فلمّا نظر إليّ المعتصم سمعته يقول لهم كالمنكر عليهم: أليس قد زعمتم أنّه حدث السنّ؟ هذا شيخ مكتهل. فلمّا دنوت سلّمت. فقال لي المعتصم: ادن! ولم يزل يدنيني حتى قربت منه. ثمّ قال: اجلس! فجلست وقد أثقلتني الأقياد، فمكثت قليلا ثمّ قلت: يا أمير المؤمنين [3 ب] ائذن لي في الكلام. فقال: تكلّم! فقلت: إلام دعا الله ورسوله- وفي رواية: إلام دعا إليه ابن عمّك رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: إلى شهادة أن
لا إله إلّا الله. ثمّ قلت: إنّ جدك ابن عبّاس يقول: لمّا قدم وفد عبد القيس على رسول الله صلى الله عليه وسلم سألوه عن الإيمان فقال: أتدرون ما الإيمان بالله؟
قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: شهادة أن لا إله إلا الله وأنّ محمّدا رسول الله، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وأن تعطوا الخمس من المغنم. فإلام أدعى وهذه شهادتي وإخلاصي بالتوحيد؟ فقال المعتصم: لولا أنّي وجدتك في يد من كان قبلي ما عرضت لك. ثمّ قال لعبد الرحمن بن إسحاق (2):
ألم آمرك أن [ترفع] المحنة؟ قال أبو عبد الله:
فقلت: الله أكبر! إنّ في هذا لفرجا للمسلمين.
ثمّ قال المعتصم للحاضرين: ناظروه! ثمّ قال لعبد الرحمن: كلّمه! فقال لي عبد الرحمن: ما تقول في القرآن؟ فسكتّ، فقال لي المعتصم:
أجبه! فقلت له: ما تقول في علم [الله
…
] قلت لعبد الرحمن: القرآن من علم الله عز وجل ومن زعم أنّ علم الله مخلوق فقد كفر بالله. فسكت عبد الرحمن، فقال [الجماعة] للمعتصم: يا أمير المؤمنين أكفرنا وأكفرك! فلم يلتفت إلى ذلك منهم. فقال لي عبد الرحمن: كان الله ولا قرآن فقلت سبحان الله! ولا علم؟ فأمسك، ولو زعم أنّ الله كان ولا علم لكفر.
قال أبو عبد الله: واحتجّوا عليّ بحديث عمران بن حصين (3) إنّ الله عز وجل خلق الذّكر، والذكر هو القرآن. فقلت: هذا خطأ، حدّثنا غير واحد أن الله عز وجل كتب الذّكر.
واحتجّوا عليّ بحديث ابن مسعود: وما خلق الله من جنّة ولا نار، ولا سماء ولا أرض أعظم من آية الكرسيّ. قال أبو عبد الله: فقلت: إنّما وقع الخلقعلى الجنّة والنار، والسماء والأرض، ولم
(1) أبو عبد الرحمن الشافعيّ: هو ابن بنت الإمام الشافعي كما جاء في أعلام النبلاء 11/ 240 في هامش 1 للمحقّقين.
(2)
عبد الرحمن بن إسحاق قاضي بغداد.
(3)
عمران بن حصين الخزاعيّ الصحابيّ: أسد الغابة 4042.
يقع على القرآن.
قال أبو عبد الله: كان القوم إذا انقطعوا عن الحجّة عرض ابن أبي دواد فتكلّم. وكلّمني مرّة فلم ألتفت إليه، فقال لي المعتصم: ألا تكلّمه؟
فقلت: لست أعرفه من أهل العلم فأكلّمه! .- قال أبو عبد الله: وكان ابن أبي دواد من أجهل الناس بالعلم والكلام- (قال) فجعل ابن أبي دواد يقول:
يا أمير المؤمنين، والله إن أجابك لهو أحبّ إليّ من مائة ألف دينار ومائة ألف دينار- وعدّد من ذلك ما شاء الله- فقال المعتصم: والله إنّه لفقيه والله إنّه لعالم، ووددت أن يكون معي يصلح من شأني ويردّ عليّ أهل الملل. ثمّ قال لي: يا أحمد، أتعرف صالحا الرشيد؟ (1) قلت: قد سمعت باسمه. قال: كان مؤدّبي وكان صاحب سنّة، فسألته عن القرآن فخالفني فأمرت به فوطئ وسحب.
ثمّ قال لي: يا أحمد، أجبني إلى شيء فيه أدنى فرج حتّى أطلق عنك بيدي. ولأركبنّ إليك بجندي ولأطأنّ بساطك! فقلت: أعطوني شيئا من كتاب الله تعالى أو سنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلمّا طال المجلس قام ورددت إلى الموضع الذي كنت فيه، ووجّه إليّ برجلين من أصحاب ابن أبي دواد يبيتان عندي ويناظراني. فلمّا كان وقت الإفطار وجيء بالطعام جهدا بي أن أفطر فلم أفعل.
فلمّا كان في اليوم الثاني جاء الرسول فذهب بي. فقال لهم: ناظروه وكلّموه فجعلوا يناظروني ويتكلّم هذا من ههنا فأردّ عليه ويتكلّم هذا فأردّ عليه، وإذا جاءوا بشيء من الكلام والبدع ممّا ليس في كتاب الله تعالى ولا سنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عندي فيه خبر أقول: لا أدري ما هذا، فيقولون:
يا أمير المؤمنين، إذا توجّهت له الحجّة انساب علينا، وإذا كانت الحجّة عليه قال: لست صاحب كلام، أنا صاحب أثر. فلم يزالوا كذلك إلى قرب الزوال، فلمّا ضجر قال لهم: قوموا! ثمّ رددت إلى المكان الذي كنت فيه.
فلمّا كان الليل نام من كان معي وأنا متفكّر في أمري، فإذا أنا برجل طويل يتخطّى الناس حتّى دنا منّي، فقال: أنت أحمد بن حنبل؟ قلت: نعم.
قال: فاصبر ولك الجنّة. قال أبو عبد الله رضي الله عنه: فلمّا مسّني حرّ السوط ذكرت قول الرجل فصبرت. (قال) فلمّا كانت الليلة الثالثة قلت:
خليق أن يحدث غدا من أمري شيء. فلمّا كان من الغد وجّه إليّ المعتصم فأدخلت فإذا الدار غاصّة، فجعلت أدخل من موضع إلى موضع، وقوم معهم السيوف، وقوم معهم السياط وغير ذلك، ولم يكن في اليومين الماضيين شيء من ذلك. فلمّا انتهيت إليه قال: اقعد! ثمّ قال لي: يا أحمد، أجبني إلى ما أدعوك إليه، فإنّه بلغني أنّك تحبّ الرئاسة، وو الله إن أجبتني إلى ما أنا فيه لآتينّك في حاشيتي ومواليّ ولأطأن بساطك ولأنوّهنّ بك! يا أحمد، الله الله في نفسك! .
قلت: يا أمير المؤمنين هذا القرآن وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخباره فمهما وضع عليّ من حجّة صرت إليها. فقال: ناظروه! كلّموه! (قال) فجعلوا يناظروني ويتكلّم هذا فأردّ عليه، ويتكلّم هذا فأردّ عليه، ويتكلّم هذا فأردّ عليه، وصار صوتي يعلو أصواتهم. قال أبو عبد الله: واحتجّوا عليّ فقالوا: تجيء سورة البقرة يوم القيامة، فقلت لهم: إنّما هو الثواب، قال عز وجل: وَجاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا [الفجر، 22] وإنّما تأتي قدرته، أي آثار قدرته، إنّما القرآن أمثال ومواعظ، وأمر ونهي، وكذا وكذا. فلمّا طال المجلس نحّاني
(1) صالح الرشيديّ في أعلام النبلاء.
ثم خلا بهم. وكان المعتصم لا يعلم [4 أ] ويظن إلا أنّ القول قولهم (1).
ثمّ نحّاهم وردّني إليه وقال: ويحك يا أحمد، أجبني حتّى أطلق عنك بيدي، إني والله لأشفق عليك كشفقتي على هارون ابني. فرددت عليه نحوا ممّاكنت أردّ قبل ذلك فغضب ولعن وقال:
لقد طمعت فيك أن تجيبني، خذوه واسحبوه وخلّعوه! قال أبو عبد الله: وكان معي شعر من شعر [رسول الله] صلى الله عليه وسلم أعطانيه الفضل بن الربيع، وكان في صرّة من قميصي. فقالوا: انزعوا منه قمصيه ولا تخرقوه. ثمّ قال: ما هذا في ثوبك؟
فقالوا لي: ما هذا في ثوبك؟ قلت: هذا شعر من شعره صلى الله عليه وسلم. قال صالح: قال أبي: فظننت أنّه إنّما [درئ](2) عن قميصي الخرق بسبب الشعر الذي كان فيه. قال أبو عبد الله: وجعلت بين العقابين (3) فقلت: يا أمير المؤمنين إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يحلّ دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأنّي رسول الله إلا بإحدى [ثلاث]، وقال (4) رسول الله صلى الله عليه وسلم: أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فإذا قالوها عصمت دماؤهم وأموالهم، فبم تستحلّ دمي ولم آت شيئا من هذا يا أمير المؤمنين؟ أذكر وقوفك بين يدي الله عز وجل كوقوفي بين يديك، يا أمير المؤمنين، راقب الله! فلمّا رأى المعتصم ثبوت أبي عبد الله وتصميمه
[
…
] الله فخشي ابن أبي دؤاد من رأفته عليه فقال: يا أمير المؤمنين، إن تركته قيل إنك تركت مذهب المأمون وسخطت قوله وأنّه غلب خليفتين، فهاجه ذلك وطلب كرسيّا جلس عليه، وقام ابن أبي دؤاد وأصحابه على رأسه. ثم قال للجلّادين: أروني أسياطكم! فنظر إليها، ثم قال:
ائتوني بغيرها! فأتوه بغيرها. ثم قال: تقدّموا! فيتقدم الرجل منهم فيضربني سوطين فيقول المعتصم: شدّ، قطع الله يدك! ثم يتنحّى، ثم يتقدم الآخر فيضربني سوطين، وهو في كلّ ذلك يقول: شدّوا، قطع الله أيديكم! فلمّا بلغ تسعة عشر سوطا قام الخليفة إليّ ثم قال: يا أحمد، علام تقتل نفسك؟ والله إنّي عليك شفيق. فجعل عجيف ينخسني بقائم سيفه وقال: تريد أن تغلب هؤلاء كلّهم؟ وجعل بعضهم يقول: ويلك! الخليفة على رأسك قائم! وبعضهم يقول: يا أمير المؤمنين، دمه في عنقي، أقتله! وجعلوا يقولون:
يا أمير المؤمنين، أنت صائم، وأنت في الشمس قائم. فقال لي: ويحك يا أحمد، ما تقول؟
فأقول: أعطوني شيئا من كتاب الله عز وجل أو سنّة رسوله صلى الله عليه وسلم حتى أقول به. (قال): ثم رجع فجلس، ثم قال للجلّاد: تقدّم، أوجع، قطع الله يدك! ثم قام الثانية فقال: يا أحمد، أجبني! فجعلوا يقولون لي: ويلك! إمامك أمير المؤمنين قائم على رأسك! فقال المعتصم: أجبني إلى شيء لك فيه أدنى فرج حتّى أطلق عنك بيدي! فقلت: يا أمير المؤمنين، أعطوني شيئا من كتاب الله أو سنّة رسوله صلى الله عليه وسلم حتى أقول به. ثم رجع فجلس، فقال للجلّادين: تقدّموا! فيتقدّم الجلّاد فيضربني سوطين ويتنحّى وهو في خلال ذلك يقول: شدّ قطع الله يدك! قال أبو عبد الله رضي الله عنه: فذهب عقلي. ثم أفقت، فإذا الأقياد قد أطلقت عنّي،
(1) الفقرة غامضة وهي ساقطة من أعلام النبلاء.
(2)
درأ: دفع وصدّ وأبعد. والمعنى هنا أنه صان القميص عن الخرق ببركة شعرات الرسول صلى الله عليه وسلم.
(3)
العقابان: خشبتان يمدّ بينهما السجين ليعذب (اللسان) وتسميان أيضا: الهنبازين بالباء أو الهنتازين بالتاء انظر ص 493 هـ 4، وانظر قادما ج 5/ 84 هـ 1.
(4)
الحديث مبتور. والخصال الثلاث هي قتل النفس، والزنا بعد إحصان والردّة (روته عائشة رضي الله عنها. والزيادة من أعلام النبلاء.
فقال رجل ممّن حضرنا: إنّا كببناك على وجهك وطرحنا على ظهرك بارية ودسناك فما شعرت بشيء من ذلك! وأتوني بسويق فقالوا لي: اشرب وتقيّأ! فقلت: لست أفطر- يعني من الصيام- ثمّ جيء بي إلى دار إسحاق بن إبراهيم (1) فحضرت صلاة الظهر، فتقدّم ابن سماعة (2) فصلّى. فلمّا انفتل من الصلاة قال لي: صلّيت والدم يسيل في ثوبك. فقلت: قد صلّى عمر وجرحه يثعب (3) دما.
وذكر ابن الجوزيّ بسنده إلى [أبي الفضل] عبيد الله بن عبد الرحمن الزهريّ قال: قال المروزيّ:
قال لي أبو عبد الله، وهو بين الهنتازين (4): اخرج انظر أيّ شيء ترى! (قال) فخرجت إلى رحبة دار الخليفة فرأيت خلقا من الناس لا يحصي عددهم إلّا الله، والصحف والأقلام في أيديهم والمحابر في أذرعتهم. فقال لهم المروزيّ: أي شيء تعملون؟
فقالوا: ننتظر ما يقول أحمد فنكتبه. فدخل المروزيّ إلى أبي عبد الله وهو قائم بين الهنتازين فقال:
رأيت قوما بأيديهم الصحف والأقلام ينتظرون ما تقوله فيكتبونه، فقال: يا مروزيّ، أضلّ هؤلاء كلّهم؟ أقتل نفسي ولا أضلّ هؤلاء كلّهم.
قال الحافظ أبو الفرج: قلت: هذا رجل هانت عليه نفسه في الله عز وجل كما هانت على بلال نفسه. وقد روينا عن سعيد بن المسيّب أنّه كانت عليهنفسه في الله تعالى أهون من نفس ذباب،
او إنّما تهون عليهم أنفسهم لعلمهم العواقب، فعيون البصائر ناظرة إلى المآل لا إلى الحال، وشدّة ابتلاء الإمام أحمد دليل على قوّة دينه لأنّه قد صحّ عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال: يبتلى الرجل على حسب دينه. فسبحان من أيّده وبصّره وقوّاه ونصره! .
وقد تقدّم كلام الإمام البيهقي بمعنى ذلك.
وذكر ابن الجوزي أيضا بسنده إلى ميمون بن الأصبغ قال: كنت ببغداد فسمعت ضجّة فقلت:
ما هذا؟ فقالوا: أحمد بن حنبل يمتحن. فأتيت منزلي فأخذت مالا له خطر، فذهبت به إلى [4 ب] من يدخلني إلى المجلس، فأدخلوني، فإذا بالسيوف قد جرّدت وبالرماح قد ركزت وبالتراس قد نصبت وبالسياط قد طرحت. فألبسوني قباء أسود ومنطقة وسيفا، وأوقفوني حيث أسمع الكلام. فأتى أمير المؤمنين فجلس على كرسيّ، وأتى بأحمد بن حنبل فقال له: وقرابتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم لأضربنّك بالسياط أو تقول كما أقول! ثمّ التفت إلى جلّاد فقال: خذه إليك! فأخذه. فلمّا ضرب سوطا قال: باسم الله. فلمّا ضرب الثاني قال: لا حول ولا قوّة إلّا بالله. فلمّا ضرب الثالث قال: القرآن كلام الله غير مخلوق. فلمّا ضرب الرابع قال: قُلْ لَنْ يُصِيبَنا إِلَّا ما كَتَبَ اللَّهُ لَنا [التوبة: 51] فضربه تسعة وعشرين سوطا.
وكانت تكّة سراويله حاشية ثوب فانقطعت فنزل السراويل إلى عانته فقلت: الساعة ينهتك! فرمى أبو عبد الله طرفه نحو السماء وحرّك شفتيه فما كان بأسرع من أن بقي السراويل لم ينزل (5)(قال ميمون): فدخلت إلى أبي عبد الله بعد سبعة أيّام فقلت يا أبا عبد الله رأيتك يوم ضربوك قد انحلّ سراويلك فرفعت طرفك نحو السماء ورأيتك تحرّك شفيتك فأيّ شيء قلت؟ قال: قلت: اللهمّ إني
(1) إسحاق بن إبراهيم هو والي بغداد.
(2)
أبو عبد الله ابن سماعة (ت 233) قاضي بغداد: تاريخ بغداد 5/ 341 (2859).
(3)
ثعب بوزن فتح: سال.
(4)
الهنتازين في المخطوط بالمثنّاة الفوقيّة، والهنبازين بالباء الموحّدة في أعلام النبلاء والمناقب 331. ولعلّهما الخشبتان المنصوبتان لتعذيب الممتحنين. وهما في اللسان خشبتان يشبح- أي يمدّ- بينهما الرجل ليجلد. انظر «العقابان» ص 492 هـ 3.
(5)
في المناقب (331): من أن ارتقى ولم ينزل.