الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وتتبّعهم معايب حكّامهم.
وبالجملة فمحامده أكثر من معايبه رحمة الله (1).
وسليم بفتح السين المهملة وكسر اللام ثم ياء آخر الحروف وميم، على وزن رغيف.
والمقير بضمّ الميم وفتح القاف ثمّ ياء آخر الحروف ساكنة بعدها راء مهملة: قرية من أعمال الكرك.
548 - أبو جعفر المذبوح [- 378]
(2)
[104 أ] أحمد بن عون الله بن حدير بن يحيى بن تبيع بن سليمان بن حدير، المعروف بالمذبوح، ابن عبد الله بن عمرو بن حدير، المجير، واسمه سليمان بن جندل بن نهشل بن دارم، التميميّ، أبو جعفر، الأندلسيّ، القرطبيّ، البزّاز.
سمع من قاسم بن أصبغ، ومحمد بن عبد الله بن أبي دليم، وغيرهما من أهل قرطبة. ورحل فسمع بمكّة من ابن الأعرابيّ، وابن فراس وغيره.
وسمع بدمشق وطرابلس من جماعة. وسمع بمصر من عبد الله بن جعفر بن الورد، وأبي العبّاس أحمد بن إبراهيم. وكانت عدّة شيوخه الذين روى عنهم، على تفصيل البلاد التي لقيهم فيها، اثنين وسبعين شيخا، رجالا وامرأتين.
وروى عنه أبو عمر (3) أحمد بن محمد الطلمنكيّ.
قال أبو عمر أحمد بن عفيف الأندلسيّ: [118 ب] كان رجلا صالحا شديد الانقباض عن أهل الدنيا لا
يمضي إلى أحد، ولا يداخل أحدا، إنّما كان من داره إلى مسجده، ومن مسجده إلى داره، قاعدا للناس لإسماع الحديث من غدوّه إلى الليل.
وقال أبو عبد الله محمد بن أحمد بن مفرّج:
كان محتسبا على أهل البدع، غليظا عليهم، مذلّا لهم، طالبا لمساوئهم، مسارعا في مضارّهم، شديد الوطأة عليهم، مشرّدا لهم إذا تمكّن منهم، غير مبق عليهم. وكان كلّ من كان منهم، خائفا منه، على نفسه مترقّبا، لا يداهن أحدا منهم على حال ولا يسأله (4). وإن عثر لأحد منهم على منكر، وشهد عليه عنده بانحرافه عن السنّة، نابذه وفضحه وأعلن بذكره والبراءة منه، وعيّره بذكر السوء في المحافل، وأغرى به حتّى يهلكه، أو ينزع عن قبيح مذهبه وسوء معتقده.
ولم يزل دءوبا على هذا جاهدا فيه ابتغاء وجه الله، [وله في] الملحدين آثار مشهورة، ووقائع مذكورة. واستمرّ إلى أن لقي الله عز وجل على ذلك.
وقال القاضي أبو الوليد عبد الله بن محمّد بن يوسف بن الفرضيّ الأندلسيّ: كان شيخا صدوقا، صارما في السنّة، متشدّدا على أهل البدع، وكانلهجا بهذا النوع صبورا على الأذى فيه. كتب عنه الناس قديما وحديثا، وكتبت عنه.
توفّي ليلة السبت لثلاث عشرة بقيت من شهر ربيع الآخر سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة.
549 - أبو مسعود الرازيّ الأصبهانيّ [- 258]
(5)
[105 أ] أحمد بن الفرات بن خالد، أبو
(1) نقل السخاوي: الضوء 2/ 61 شيئا من ثناء المقريزي على المترجم، ثم قال: والمقريزي ممّن طوّل ترجمته في عقوده. وهذا مثال آخر من تكرير المقريزي تراجم معاصريه بين المقفّى والعقود.
(2)
ابن الفرضي 1/ 114 (181) - أعلام النبلاء 16/ 390 (280).
(3)
كتب المقريزيّ: أبو عمرو بعين مفتوحة وسنرى في ترجمته رقم 579 أنّ كنيته أبو عمر.
(4)
الضمائر هنا ملتبسة فصارت الفقرة غامضة.
(5)
الوافي 7/ 280 (3261) - تاريخ بغداد 4/ 343 - أعلام النبلاء 12/ 480 (176).
مسعود، الضّبيّ، الرازيّ، الحافظ، أحد الأعلام.
رحل رحلة واسعة، وسافر في طلب العلم إلى الشام والجزيرة، وجمع في رحلته بين البصرة والكوفة والحجاز واليمن والشام ومصر. وورد بغداد في حياة الإمام أحمد بن حنبل. وبعد ذلك نزل أصبهان واستوطنها حتّى مات.
وحدّث عن أبي أسامة، وحسين الجعفيّ، وعبد الله بن نمير، ويزيد بن هارون، ويعلى بن عبيد، وأبي داود الحفريّ (1)، وعبد الرزّاق، وشبابة (2)، وخلق.
وحدّث عنه أبو داود السجستانيّ، وحميد بن الربيع وهو أكبر منه، والفضل بن الجبّاب الجمحيّ، وجعفر الفريابيّ، ومحمد بن يحيى بن مندة، وجماعة.
قال أحمد بن حنبل: ما تحت أديم السماء أحفظ لأخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبي مسعود.
رواه أبو الشيخ.
وعن إبراهيم بن رزمة: بقي اليوم في الدنيا ثلاثة: محمد بن يحيى بخراسان، وأبو مسعود بأصبهان، والحسن بن عليّ الحلوانيّ بمكّة.
وعن محمد بن آدم المصيصيّ: لو كان أبو مسعود أحمد بن الفرات على نصف الدنيا، لكفاهم- يعني في الفتيا.
وعن أبي الشيخ: بلغني أنّ رجلا قال لأبي مسعود: إنّنا ننسى الحديث.
فقال: أيّكم يرجع في حفظ الحديث الواحد خمسمائة مرّة؟
قالوا: ومن يقوى على هذا؟
قال: لذاك لا تحفظون!
وقال حجّاج الشاعر: لا أعرف اليوم أحدا أحذق بهذه الصناعة من أحمد بن الفرات، وعبّاس الطبريّ.
وقال أبو مسعود: كتبت عن ألف وسبعمائة وخمسين رجلا أدخلت في تصنيفي ثلاثمائة وعشرة، وعطّلت سائر ذلك. وكتبت ألف ألف حديث وخمسمائة ألف حديث، فأخذت من ذلك [105 ب] ثلاثمائة ألف في التفسير والأحكام والفوائد وغيره.
قال أبو الشيخ (3): كان من الحفّاظ الكبار، صنّف المسند والكتب.
وقال أبو عروبة (4) الحرّانيّ: أبو مسعود الأصبهانيّ في عداد أبي بكر بن أبي شيبة في الحفظ، وأحمد بن سليمان الرهاويّ في الثبت.
وقال أبو بشر الدولابيّ: سمعت حميد بن الربيع يقول: قدم أبو مسعود الأصبهانيّ مصر فاستلقى على قفاه فقال لنا: خذوا حديث مصر! (قال) فجعل يقرأ علينا شيخا شيخا من قبل أن يلقاهم.
وروي عنه أنّه قال: وددت أنّي أقتل في حبّ [119 أ] أبي بكر وعمر رضي الله عنهما.
وقال أبو أحمد بن عديّ: لا أعلم لأبي مسعود رواية منكرة، وهو من أهل الصدق والحفظ.
وعن أحمد بن الفرات: سمعت أحمد بن حنبل يقول: من دلّ صاحب رأي فقد أعان على هدم الإسلام.
(1) أبو داود الحفريّ: عمر بن سعد (ت 203): أعلام النبلاء 9/ 415 (145).
(2)
شبابة بن سوّار (ت 206)؛ أعلام النبلاء 9/ 513 (197).
(3)
أبو الشيخ محدّث أصبهان (ت 369) أعلام النبلاء 16/ 276 (196).
(4)
في المخطوط: أبو عرابة. وهو الحسين بن محمد (ت 318): أعلام النبلاء 14/ 510 (285).