الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جعفر المعروف بغندر. وحدّث عنه القاضي أبو الحسن عليّ بن الحسن ابن الخلعيّ، وأبو إسحاق إبراهيم بن سعيد بن عبد الله الحبّال (1) وأثنى عليه.
ومات في ثالث عشر صفر سنة خمس عشرة وأربعمائة، قاله الحميديّ.
694/ 16 - أبو الحسن ابن الحبّاب الهرويّ [
…
- بعد 300]
[20 أ] أحمد بن محمد بن الحباب، أبو الحسن، الهرويّ، سكن مصر وحدّث بها عن هشام بن عمّار وغيره. ومات بعد الثلاثمائة.
694/ 17 - أبو العبّاس القموليّ [
…
- 727]
(2)
[121 أ] أحمد بن محمد بن أبي الحرم مكّيّ بن ياسين، نجم الدين، أبو العبّاس، القموليّ، الفقيه الشافعيّ.
ولد في [
…
].
وسمع الحديث على قاضي القضاة بدر الدين محمد ابن جماعة وغيره، واشتغل في الفقه على مذهب الشافعيّ بمدينة قوص وبالقاهرة، قرأ الأصول والنحو وبرع في الفقه وشرح الوسيط لأبي حامد الغزالي في الفقه شرحا حافلا في غاية البسط والاتّساع، يحتوي على بحوث غزيرة ونقول كثيرة سمّاه البحر المحيط، ثمّ جرّد نقوله في مجلّدات وسمّاه جواهر النحو. وشرح مقدّمة ابن الحاجب في النحو [شرحا] جيّدا. وشرح أسماءالله الحسنى في مجلّد وكمّل تفسير الإمام فخر الدّين محمد بن عمر الرازيّ.
وناب في الحكم ببلدة قمولا من عمل الصعيد عن قاضي قوص شرف الدين إبراهيم بن عتيق، ثم قسم العمل بينه وبين الوجيه عبد الله السبريانيّ في أيّام ذي الرئاستين قاضي القضاة تقيّ الدين عبد الرحمن ابن بنت الأعزّ، وولي قضاء إخميم مرّتين، وولي أسيوط وغيرها، وناب في القاهرة عن القضاة، ثمّ ولي حسبة مصر.
ودرّس بالمدرسة الفخريّة بالقاهرة ومات يوم [
…
] ثامن شهر رجب سنة سبع وعشرين وسبعمائة، وهو ينوب عن قاضي القضاة بمصر والجيزة ويتقلّد حسبة مصر، ودفن بالقرافة.
قال الكمال الأدفويّ: كان من الفقهاء الأفاضل والعلماء المتعبّدين والقضاة المتّقين، وافر العقل، حسن التصرّف، محفوظا. قال يوما: لي قريب من أربعين سنة أحكم، ما وقع لي حكم خطإ ولا أثبتّ مكتوبا تكلّم فيه ولا ظهر فيه خلل.
وما زال يفتي ويدرّس ويكتب ويصنّف وهو مبجّل معظّم إلى حين وفاته. وكان حسن الأخلاق كبير المروءة والفتوّة. حافظا ودّ أصحابه ومعارفه، محسنا إلى أهله وأقاربه وأهل بلده. وكان له قيام بالليل، ولسانه بالليل والنهار كثير الذكر، رأيته في مرضه الذي مات فيه وهو ملازم وظائفه وكلّ يوم يزداد وأقول له يترك بعضها فلا يفعل، ويكتب إلى أن عجز وتوفّي.
ونقل عن صدر الدين ابن المرحّل أنّه قال:
ليس بمصر أفقه من القموليّ.
694/ 18 - ابن بسطام الكاتب [
…
- 297]
(3)
[98 أ] أحمد بن محمد بن الحسن بن بسطام،
(1) وذكره في «وفيات قوم من المصريّين» تحت سنة 415 وقال: صلّيت عليه.
(2)
الوافي 8/ 92 (3516) - الدرر 1/ 304 (769) - السبكيّ 9/ 30 (1330) - بغية الوعاة 1/ 383 (744).
(3)
الوافي 7/ 371 (3366) وفيه أنّه مات سنة 297. وكذلك في الكامل 8/ 58.
أبو العبّاس، الكاتب. قرأ على يعقوب بن السكّيت، وروى عن مشرّف بن سعيد الواسطيّ (1).
روى عنه عليّ بن سليمان الأخفش، وأبو بكر محمد بن هارون بن حميد بن المجدّر (2).
وكان من الأعيان الفضلاء، ولي ولايات جليلة وتنقّل فيها إلى أن مات بمصر. ومنشؤه ببغداد، تصرّف في الخدمة بالكتابة وقلّده المعتضد خراج ديار ربيعة وديار مضر وطريق الفرات في سنة ثمانين ومائتين ثمّ صرفه في سنة ثلاث وثمانين وطلبه إلى بغداد فقدمها وتقلّد عمالة آمد وميافارقين وأعمالها بعد أخذها من عيسى بن شيخ فوردها في زيّ الوزراء بأمر عظيم هائل، وكان يتقلّدها وصيف القائد (3) ويكتب له أبو إسحاق إبراهيم بن يعقوب التنوخيّ، فاستدعاه ابن بسطام يوما وقال له: لي حاجة عند صاحبك لا أس [أ] له إيّاها مجانا ولكنّي أعطيه عليها عشرة آلاف دينار، وأعطيك أنت ثلاثة آلاف دينار.
فقلت: يأمر مولانا.
فقال: قد وردت هذا العمل، وعليّ كلف، وأنت تعلم أنّ اتساع المعروف إنّما هو بمال السلطان، وهنا غلّات عظيمة لا يؤثّر فيها الارتفاق، وقد عوّلت على بيع شيء منها وأخذه، وأن أنسب ذلك في الحساب إلى أنّ الأعراب
أحرقوه ونهبوه. ويحتاج هذا إلى شهادة صاحبك لي فإنّ الوزير لا بدّ أن يكاتبه ويعرف منه صحّة الخبر وليس في هذا عيب فإنّي أقول إنّ الأعراب وردوا وهم ألوف لم يف بهم الجيش ولا أضعافه فيسقط عنه العتب بشهادتي له بعظم الأعراب وأبلغ أنا ما أريد بشهادته ويأخذ هو في الوسط عشرة آلاف دينار.
فاعتذرت بأنّه لا يجيب إلى هذا فقال: لا بدّ من محادثته في ذلك فإن [98 ب] أجاب وإلّا فعرّفه أنّ هذا يتمّ بغير حمده ولا يصير إليه منه شيء.
فمضى إلى وصيف وأعلمه ذلك. فغضب منه.
فعاد إلى ابن بسطام وأعلمه فقال له: هذا أحمق وأنت فأحسن الله جزاءك. وصرفه.
وأخذ ابن بسطام يبيع الغلال حتى حصل بها أربعين ألف دينار. وكتب إلى الوزير بأنّ الأعراب وردوا فأحرقوا من الغلال ونهبوا بكذا وكذا، وأنّ وصيفا قصّر في الحماية وضعف عن المدافعة وفشل عن القوم. فلم يشعر وصيف إلّا بكتاب الخليفة المكتفي (4) بالله قد ورد عليه بما ذكر عنه ابن بسطام ويقيم قيامته ويهدّده. فقال لكاتبه: ما ترى في هذا الرجل؟ أمس يراسلني على يدك بما عرفته ثمّ يكتب بمثل هذا؟ وأخذ يعمل محضرا يأخذ فيه خطوط أهل البلد يكذّب ما رمي به فدافعوه وأعلموا ابن بسطام وذلك أنّهم كانوا قد أسعفوا من ابن بسطام وسامحهم في المقاسمة وخفّف عنهم الخراج. فبعث إليه ابن بسطام يقول: لم أحضرت الثناء؟ وأيّ شيء تريد منهم، ولا يد لك عليهم، وإنّما لك الحماية والمعونة؟
وانتزعهم من يده قسرا ووضع محضرا أخذ فيه خطوطهم بصحّة ما ادّعاه، والشكاية من وصيف،
(1) ابن السكّيت (ت 244) يعقوب بن إسحاق، الأعلام 9/ 255. ومشرّف بن سعيد لم نجده.
(2)
علي بن سليمان الأخفش (ت 315) - الأعلام 5/ 103.
ابن المجدّر (ت 311) - سير أعلام النبلاء 14/ 436 (242).
(3)
وصيف هو إمّا وصيف التركيّ (قتل سنة 253 في خلافة المعتزّ (ت 255): انظر الكامل 7/ 178. وإمّا وصيف بن صوارتكين (قتله المقتدر سنة 296): انظر الكامل 8/ 17.
(4)
المكتفي العبّاسي عليّ بن أحمد (ت 295).