المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(130) باب: فى تخفيف الصلاة - بذل المجهود في حل سنن أبي داود - جـ ٤

[خليل أحمد السهارنفوري]

فهرس الكتاب

- ‌(118) بَابُ رَفْعِ الْيَدَيْنِ

- ‌(119) بَابُ افْتَتِاحِ الصَّلَاةِ

- ‌(120) بَابٌ

- ‌(121) بَابُ مَنْ لَمْ يَذْكُرِ الرَّفْعَ عِنْدَ الرُّكُوعِ

- ‌(123) بَابُ مَا يُسْتَفْتَحُ بِهِ الصَّلَاةُ مِنَ الدُّعَاءِ

- ‌(124) (بَابُ مَنْ رَأَى الاستِفْتَاحَ بِـ: سُبْحَانَكَ)

- ‌(125) بَابُ السَّكْتَةِ عِنْدَ الافْتِتَاحِ

- ‌(126) بَابُ مَنْ لَمْ يَرَ الجَهْرَ بِـ: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

- ‌(127) بَابُ مَا جَاءَ منْ جَهَرَ بِهَا

- ‌(128) (باب تَخْفِيفِ الصَّلَاةِ لِلأَمْرِ يَحْدُثُ)

- ‌(129) بَابُ مَا جَاءَ في نُقْصَانِ الصَّلَاةِ

- ‌(130) بابٌ: فِى تَخْفِيفِ الصَّلَاةِ

- ‌(131) بَابُ مَا جَاءَ فِي القِرَاءَة في الظُّهْرِ

- ‌(132) بَابُ تَخْفِيفِ الأُخْرَيَيْنِ

- ‌(133) باب قَدْرِ الْقِرَاءَةِ فِى صَلَاةِ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ

- ‌(134) بَابُ قَدْرِ الْقِرَاءَةِ في الْمَغْرِبِ

- ‌(135) (بَابُ مَنْ رَأَى التَّخْفِيفَ فِيهَا)

- ‌(136) بابُ الرَّجُلِ يُعِيدُ سُورَةً وَاحِدَةً فِى الرَّكْعَتَيْنِ

- ‌(137) بَابُ القِرَاءَةِ في الفَجْرِ

- ‌(138) بَابُ مَنْ تَرَكَ القِرَاءَةَ في صَلاتِهِ

- ‌(139) بَابُ مَنْ كَرِهَ القِراءَةَ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ إِذَا جَهَرَ الإِمَامُ

- ‌(140) (بَابُ مَنْ رَأَى الْقِرَاءَةَ إِذَا لَمْ يَجْهَر)

- ‌(142) بَابُ تَمَامِ التَّكْبِيرِ

- ‌(143) بابٌ: كَيْفَ يَضَعُ رُكْبَتَيْهِ قَبْلَ يَدَيْهِ

- ‌(144) بَابُ النُّهُوضِ في الفَرْدِ

- ‌(145) بَابُ الإِقْعَاءِ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ

- ‌(146) بَابُ مَا جَاءَ في مَا يَقْولُ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرّكُوع

- ‌(147) بَابُ الدُّعَاءِ بَيْنَ السَّجدَتَيْنِ

- ‌(148) (بَابُ رَفْعِ النِّسَاءِ إِذَا كُنَّ مَعَ الإمَامِ رُؤوسَهُنَّ مِنَ السَّجْدَةِ)

- ‌(149) بَابُ طُولِ القِيامِ مِنَ الرُّكُوعِ وَبَيْنَ السَّجدَتَيْنِ

- ‌(150) بَابُ صَلَاةِ مَنْ لَا يُقِيمُ صُلْبَهُ في الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ

- ‌(153) بَابُ مَا يَقُولُ الرَّجُلُ في رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ

- ‌(154) بَابٌ: في الدُّعَاءِ في الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ

- ‌(155) بَابُ الدُّعَاءِ في الصَّلَاةِ

- ‌(156) بَابُ مِقْدَارِ الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ

- ‌(157) (بَابُ الرَّجُلِ يُدْرِكُ الإِمَامَ سَاجِدًا كَيْفَ يَصْنَعُ

- ‌(158) بَابٌ: في أَعْضَاءِ السُّجُودِ

- ‌(159) بَابُ السُّجُودِ عَلَى الأَنْفِ وَالْجَبْهَةِ

- ‌(160) (بَابُ صِفَةِ السُّجُودِ)

- ‌(161) بَابُ الرُّخْصَةِ في ذَلِكَ

- ‌(162) بَابٌ: في التَّخَصُّرِ وَالإِقْعَاءِ

- ‌(163) بَابٌ: في الْبُكَاءِ فِي الصَّلَاةِ

- ‌(164) بَابُ كَرَاهِيَّةِ الوَسْوَسَةِ وَحَدِيثِ النَّفْسِ في الصَّلَاةِ

- ‌(165) بَابُ الفَتْحِ عَلَى الإِمَامِ في الصَّلَاةِ

- ‌(166) بَابُ النَّهْيِ عَنِ التَّلْقِينِ

- ‌(167) بَابُ الالْتِفَاتِ في الصَّلَاةِ

- ‌(168) بَابُ السُّجُودِ عَلَى الأَنْفِ

- ‌(169) بَابُ النَّظَرِ في الصَّلَاةِ

- ‌(170) بَابُ الرُّخْصَةِ في ذَلِكَ

- ‌(171) بَابٌ: في الْعَمَلِ في الصَّلَاةِ

- ‌(172) بَابُ رَدِّ السَّلَامِ فِي الصَّلَاةِ

- ‌(173) بَابٌ في تَشْمِيتِ الْعَاطِسِ في الصَّلَاةِ

- ‌(174) بَابُ التَّأْمِينِ وَرَاءَ الإِمَامِ

- ‌(175) بَابُ التَّصْفِيقِ في الصَّلَاةِ

- ‌(176) بَابُ الإِشِارَةِ في الصَّلَاةِ

- ‌(177) بَابٌ: في مَسْحِ الْحَصَى في الصَّلَاةِ

- ‌(178) بَابُ الرَّجُلِ يُصَلِّي مُخْتَصِرًا

- ‌(179) بَابُ الرَّجُلِ يَعْتَمِدُ في الصَّلَاةِ عَلَى عَصًا

- ‌(180) بَابُ النَّهْيِ عَنِ الْكَلَامِ في الصَّلَاةِ

- ‌(181) بَابٌ: في صَلَاةِ القَاعِدِ

- ‌(182) بَابٌ كَيْفَ الْجُلُوسُ في التَّشَهُّدِ

- ‌(183) بَابُ مَنْ ذَكرَ التَّوَرُّكَ في الرَّابِعَةِ

- ‌(184) بَابُ التَّشَهُّدِ

- ‌(185) بَابُ الصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ التَّشَهُّدِ

- ‌(186) بَابُ مَا يَقُولُ بَعْدَ التَّشَهُّدِ

- ‌(187) بَابُ إِخْفَاءِ التَّشَهُّدِ

- ‌(188) بَابُ الإِشَارَةِ في التَّشَهُّدِ

- ‌(189) بَابُ كرَاهِيَّةِ الاعْتِمَادِ عَلَى الْيَدِ في الصَّلَاةِ

- ‌(190) بَابٌ: في تَخْفِيفِ القُعُودِ

- ‌(191) بَابٌ: في السَّلَامِ

- ‌(192) بَابُ الرَّدِّ عَلَى الإِمَامِ

- ‌(193) بَابُ التَّكْبِيرِ بَعْدَ الصَّلَاةِ

- ‌(194) بَابُ حَذْفِ السَّلَامِ

- ‌(195) بَابٌ: إِذَا أَحْدَثَ في صَلاتِهِ

- ‌(196) بَابٌ: في الرَّجُلِ يَتَطَوَّعُ في مَكَانِهِ الَّذِي صَلَّى فِيهِ الْمَكْتُوبَةَ

- ‌(197) بَابُ السَّهْوِ في السَّجدتَيْنِ

- ‌(198) بَابٌ: إِذَا صَلَّى خَمْسًا

- ‌(201) بَابُ مَنْ قَالَ: بَعْدَ التَّسْلِيمِ

- ‌(202) بَابُ مَنْ قَامَ مِنْ ثِنْتَيْنِ وَلَمْ يَتَشَهَّدْ

- ‌(203) بَابُ مَنْ نَسِيَ أَنْ يَتَشهَّدَ وَهُوَ جَالِسٌ

- ‌(204) بَابُ سَجْدَتَيِ السَّهْوِ فِيهِمَا تَشَهُّدٌ وتَسْلِيمٌ

- ‌(205) بَابُ انْصِرافِ النِّسَاءِ قَبْلَ الرِّجَالِ مِنَ الصَّلاةِ

- ‌(206) بَابٌ: كيْفَ الانْصِرَافُ مِنَ الصَّلاةِ

- ‌(207) بَابُ صَلَاةِ الرَّجُلِ التَّطوُّعَ في بَيْتِهِ

- ‌(208) بَابُ مَنْ صَلَّى لِغَيْرِ الْقِبْلَةِ ثُمَّ عَلِمَ

الفصل: ‌(130) باب: فى تخفيف الصلاة

(130) بابٌ: فِى تَخْفِيفِ الصَّلَاةِ

789 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، سَمِعَهُ مِنْ جَابِرٍ (1): كَانَ مُعَاذٌ يُصَلِّى مَعَ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ يَرْجِعُ فَيَؤُمُّنَا. وقَالَ مَرَّةً: ثُمَّ يَرْجِعُ فَيُصَلِّى بِقَوْمِهِ. فَأَخَّرَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةً الصَّلَاةَ، وَقَالَ مَرَّةً: الْعِشَاءَ. فَصَلَّى مُعَاذٌ مَعَ النَّبِىِّ (2) صلى الله عليه وسلم ثُمَّ جَاءَ يَؤُمُّ قَوْمَهُ فَقَرَأَ الْبَقَرَةَ،

===

والحاصل: أنه ينبغي للمصلي أن يحافظ صلاته، ولا يخلُّ بشيء من ظاهرها وباطنها، فيستحق كمال (3) الأجر.

(130)

(بَابٌ: في تَخْفِيْفِ الصَّلَاةِ)

789 -

(حدثنا أحمد بن حنبل، نا سفيان) بن عيينة، (عن عمرو) بن دينار، (سمعه من جابر) بن عبد الله، (كان معاذ) بن جبل (يصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم) أي مقتديًا به (ثم يرجع) إلى مسجدنا (فيؤمنا) أي فيصلي بنا الصلاة إمامًا (وقال) عمرو بن دينار، والقائل سفيان (مرة: ثم يرجع) أي معاذ (فيصلي بقومه).

والحاصل أن سفيان يقول: إن شيخي عمرو بن دينار حدثنا هذا الحديث مرات بألفاظ مختلفة، فمرة حدث بلفظ:"ثم يرجع فيؤمنا"، ومرة أخرى:"ثم يرجع فيصلي بقومه"، وإرجاع الضمير إلى جابر كما فعله صاحب "العون"(4) فبعيد.

(فأخر النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الصلاة، وقال) عمرو (مرة) أخرى في موضع لفظ الصلاة: (العشاء) يعني أخر النبي صلى الله عليه وسلم ليلة العشاء (فصلى معاذ مع النبي صلى الله عليه وسلم) أي تلك الصلاة (ثم جاء يؤم قومه) أي يصلي بهم إمامًا (فقرأ البقرة،

(1) زاد في نسخة: "قال".

(2)

وفي نسخة: "رسول الله".

(3)

وما ينقص منه يتم من التطوع، كما سيأتي في "باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: كل صلاة لا يتمها صاحبها تتم من تطوعه". (ش).

(4)

انظر: (3/ 4).

ص: 181

فَاعْتَزَلَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ فَصَلَّى، فَقِيلَ: نَافَقْتَ يَا فُلَانُ، فَقَالَ: مَا نَافَقْتُ، فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: إِنَّ مُعَاذًا يُصَلِّى مَعَكَ ثُمَّ يَرْجِعُ فَيَؤُمُّنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَإِنَّمَا (1) نَحْنُ أَصْحَابُ نَوَاضِحَ، وَنَعْمَلُ بِأَيْدِينَا، وَإِنَّهُ جَاءَ يَؤُمُّنَا فَقَرَأَ بِسُورَةِ الْبَقَرَةِ فَقَالَ: «يَا مُعَاذُ، أَفَتَّانٌ أَنْتَ

===

فاعتزل رجل) قال في "جامع الأصول"(2): حديث صلاة معاذ وتطويله: اسم الرجل (3) الذي قطع صلاته وصلى وحده حرام بن ملحان خال أنس بن مالك (من القوم) أي قطع الصلاة التي كان يصلي مع معاذ وفارق الجماعة (فصلى) لنفسه في ناحية المسجد صلاة خفيفة.

(فقيل) أي لذلك الرجل، وفي رواية لمسلم:"فأخبر معاذ عنه فقال: إنه منافق"، وفي رواية له:"فقالوا له"، والقائل كلهم، فمرة نسب القولى إلى معاذ، ومرة نسب إلى القوم، ومرة أبهمه (نافقت) بحذف همزة الاستفهام، وتدل عليه رواية مسلم، فإن فيها تصريحًا بهمزة الاستفهام، ويحتمل أن يكون خبرًا كما تدلى عليه الرواية الثانية بلفظ:"فقال: إنه منافق"(يما فلان) أي فعلت فعل المنافقين من ترك الصلاة مع الجماعة.

(فقال) الرجل: (ما نافقت، فأتى) ذلك الرجل (النبي- صلى الله عليه وسلم وسلم- فقال) ذلك الرجل للنبي صلى الله عليه وسلم: (إن معاذًا يصلي معك ثم يرجع فيؤمنا يا رسول الله، وإنما نحن إصحاب نواضح) وهي الإبل التي يستقى عليها، يريد أنهم أصحاب عمل في الزراعة (ونعمل بايدينا) وحاصل الكلام إظهار التعب والمشقة في العمل، وإطالة الصلاة زيادة على المشقة (وإنه جاء يؤمنا فقرأ بسورة البقرة) أي استفتحها وكأنه يومئ إلى أنه لا يطيق الإطالة في الصلاة بسبب التعب في العمل.

(فقال) أي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا معاذ، أفتان أنت) أي موقع الناس في

(1) وفي نسخة: "إنا".

(2)

(15/ 602).

(3)

وفي "تلقيح فهوم أهل الأثر"(ص 468): حرام بن ملحان، وقيل: حزم بن أبي كعب، وقيل: سليم، كما تقدم. (ش).

ص: 182

أَفَتَّانٌ أَنْتَ؟ ! اقْرَأْ بِكَذَا، اقْرأْ بِكَذَا". قَالَ أَبُو الزّبَيْرِ:{سَبِّحِ (1) اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} وَ {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} ، فَذكَرْنَا لِعَمْرٍو، فَقَالَ: أُرَاهُ قَدْ ذَكَرَهُ. [خ 705، م 465، ن 831، جه 986، حم 3/ 299]

790 -

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا طَالِبُ بْنُ حَبِيبٍ قال: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ جَابِرٍ يُحَدِّثُ عَنْ حَزْمِ بْنِ أُبَىِّ بْنِ كَعْبٍ:

===

الفتنة، ومنفر عن الدين، وصادٍ عنه، وهذا استفهام توبيخ، فإن تفرق الجماعة بفعله تفريق منه وإيقاع الناس في الفتنة (أفتّان أنت؟ اقرأ بكذا، اقرأ بكذا).

(قال أبو الزبير) قائله سفيان، لأنه قال مسلم في "الصحيح": قال سفيان: فقلت لعمرو: إن أبا الزبير حدثنا عن جابر أنه قال: اقرأ {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} "، الحديث ({سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} وَ {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى}، فذكرنا لعمرو، فقال) عمرو: (أراه) أي أظن جابرًا (قد ذكره) أي أسماء السور، وقد تقدم حديث معاذ هذا في "باب إمامة من صلى بقوم وقد صلى تلك الصلاة"، وأخرجه المصنف هناك مختصرًا، وتقدم هناك البحث في اقتداء المفترض بالمتنفل، فلا نعيده ههنا.

790 -

(حدثنا موسى بن إسماعيل، نا طالب (2) بن حبيب) الأنصاري المدني، ويقال له: طالب بن ضجيع، لأن جده سهل بن قيس استشهد يوم أحد، فكان ضجيع حمزة بن عبد المطلب، قال البخاري: فيه نظر، وقال ابن عدي: لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال في "ميزان الاعتدال": ضعيف.

(قال: سمعت عبد الرحمن بن جابر) بن عبد الله الأنصاري، أبو عتيق المدني، ثقة (يحدث عن حزم بن أبي كعب) الأنصاري (3) السلمي المدني، صحابي، قليل الحديث.

(1) وفي نسخة: "بسبِّح".

(2)

لم يذكر عنه المصنف غير هذا الحديث، قاله ابن رسلان. (ش).

(3)

انظر ترجمته في: "الاستيعاب"(1/ 388)، و"أسد الغابة"(2/ 4)، و"الإصابة"(1/ 325).

ص: 183

أَنَّهُ أَتَى مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ، وَهُوَ يُصَلِّى بِقَوْمٍ صَلَاةَ (1) الْمَغْرِبِ، فِى هَذَا الْخَبَرِ قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «يَا مُعَاذُ، لَا تَكُنْ (2) فَتَّانًا، فَإِنَّهُ يُصَلِّى وَرَاءَكَ الْكَبِيرُ وَالضَّعِيفُ وَذُو الْحَاجَةِ وَالْمُسَافِرُ» . [ق 3/ 117]

===

قال الحافظ في "التهذيب": هذا الحديث أخرجه البزار (3) من الوجه الذي أخرجه منه أبو داود فقال: عن جابر، عن أبيه أن حزم بن أبي كعب أتى معاذًا، وهو أشبه.

وفي بعض نسخ أبي داود: "حزم بن أبي بن كعب" بضم الهمزة وفتح الموحدة وتشديد التحتانية كما في المصرية ونسخة "العون" والنسخة القديمة القادرية، وهو تصحيف من الناسخ، والصواب حزم بن أبي كعب.

(أنه أتى معاذ بن جبل، وهو يصلي بقوم صلاة المغرب، في هذا الخبر) يشير إلى أنه كان في الحديث المتقدم ذكر صلاة العشاء بخلاف هذا الحديث، فإن فيه ذكر صلاة المغرب (قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا معاذ لا تكن فتانًا) أي بقراءتك الطويلة (فإنه يصلي وراءك الكبير) الشيخ الهرم (والضعيف) بضعف عارضي (وذو الحاجة والمسافر) والاختلاف الواقع في هذا الحديث والحديث المتقدم في صلاة المغرب والعشاء لا ينبغي أن يجمع بتعدد القصة، فإنه لا يمكن

(1) وكذا أخرج الترمذي (583) بلفظ المغرب، وفي "العرف الشذي"(1/ 254) عن البيهقي أنه معلول، ومال الحافظ في "التلخيص"(2/ 543) إلى التعدد، وحكاه عن ابن حبان للاختلاف في اسم الرجل، وقال ابن رسلان: لعل إطلاق المغرب وهم نشأ من إطلاق الأعراب العشاء على المغرب، كما ورد:"لا يغلبنكم الأعراب على اسم صلاتكم المغرب فإنهم يقولون: العشاء". قلت: ويشكل على المغرب أيضًا ما ورد من التعجيل في صلاته، فإنه يبعد أنهم ينتظرون لصلاتهم فراغه من المغرب ومجيئه بعد ذلك. (ش).

(2)

وفي نسخة: "لا تكونن"، وفي نسخة أخرى:"لا تكون".

(3)

انظر: "مجمع الزوائد"(2/ 219) رقم الحديث (2374).

ص: 184

791 -

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِىٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِى صَالِحٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: قَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم لِرَجُلٍ: «كَيْفَ تَقُولُ فِى الصَّلَاةِ؟ » قَالَ: أَتَشَهَّدُ وَأَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّى أَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ، أَمَا إِنِّى لَا أُحْسِنُ دَنْدَنَتَكَ وَلَا دَنْدَنَةَ مُعَاذٍ. فَقَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم:«حَوْلَهَا نُدَنْدِنُ» . [جه 910]

792 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَبِيبٍ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلَانَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مِقْسَمٍ، عَنْ جَابِرٍ - ذَكَرَ قِصَّةَ مُعَاذٍ -

===

أن يكون معاذ سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم التشديد في الإطالة والأمر بالتخفيف أن يخالفه مرة أخرى، بل الوجه أن الراجح العشاء.

791 -

(حدثنا عثمان بن أبي شيبة، نا حسين بن علي، عن زائدة، عن سليمان) الأعمش، (عن أبي صالح) السمان، (عن بعض (1) أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لرجل (2): كيف تقول في الصلاة؟ ) أي كيف تدعو في القعدة الآخرة من الصلاة؟ (قال: أتشهد) أي أقرأ التحيات (وأقول: اللَّهم إني أسألك الجنة، وأعوذ بك من النار، أما إني لا أحسن) لا أسمع سماعًا حسنًا (دندنتك) الدندنة: أن يتكلم بما تسمع نغمته ولا يفهم (ولا دندنة معاذ) أي لا أفهم ما تقول أنت في الصلاة، ولا ما يقول معاذ الذي هو إمام، (فقال النبي صلى الله عليه وسلم: حولها) أي حول الجنة (ندندن) يعني حول طلبها نصوت بالدعاء.

792 -

(حدثنا يحيى بن حبيب، نا خالد بن الحارث، نا محمد بن عجلان، عن عبيد الله بن مقسم، عن جابر، ذكر قصة معاذ) والضمير يعود

(1) لعل المراد به أبو هريرة، فإن ابن ماجه أخرجه عن أبي صالح عن أبي هريرة. "ابن رسلان". (ش).

(2)

قال في "التلقيح"(ص 475): اسم الرجل سليم الأنصاري، وقال ابن رسلان: هو سليم بن الحارث. (ش).

ص: 185

قَالَ: وَقَالَ - يَعْنِى النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم لِلْفَتَى -: «كَيْفَ تَصْنَعُ يَا ابْنَ أَخِى إِذَا صَلَّيْتَ؟ » قَالَ: أَقْرَأُ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ، وَأَسْأَلُ اللَّهَ الْجَنَّةَ، وَأَعُوذُ بِهِ مِنَ النَّارِ، وَإِنِّى لَا أَدْرِى مَا دَنْدَنَتُكَ وَلَا دَنْدَنَةُ (1) مُعَاذٍ. فَقَالَ النبي صلى الله عليه وسلم:«إِنِّى وَمُعَاذًا (2) حَوْلَ هَاتَيْنِ» أَوْ نَحْوَ هَذَا. [حم 3/ 474]

793 -

حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِىُّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِى الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ لِلنَّاسِ فَلْيُخَفِّفْ، فَإِنَّ فِيهِمُ الضَّعِيفَ وَالسَّقِيمَ وَالْكَبِيرَ، وَإِذَا صَلَّى لِنَفْسِهِ

===

إلى جابر، والقائل عبيد الله بن مقسم (قال) أي جابر:(وقال -يعني النبي- صلى الله عليه وسلم للفتى-: كيف تصنع يا ابن أخي إذا صليت؟ قال: أقرأ بفاتحة الكتاب، وأسأل الله الجنة، وأعوذ به من النار، وإني لا أدري ما دندنتك ولا دندنة معاذ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إني ومعاذًا حول هاتين) أي الجنة والنار، أما الجنة فنحن حولها بالطلب، وأما النار فبالاستعاذة منها والهرب (أو نحو هذا) شك من الراوي في لفظ الحديث بأن شيخه قال هذا اللفظ أو نحوه.

793 -

(حدثنا القعنبي، عن مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم يقال: إذا صلى أحدكم للناس) أي إمامًا (فليخفف)(3) القراءة بحيث لا يشق على القوم ولا يفوت القراءة المسنونة (فإن فيهم الضعيف) بغير مرض (والسقيم) المريض (والكبير، وإذا صلى لنفسه) وحده

(1) وفي نسخة "وما دندنة".

(2)

وفي نسخة: "إني ومعاذ".

(3)

وبسط ابن القيم في "كتاب الصلاة" له أن التخفيف أمر إضافي، ولا ينافيه قراءته عليه السلام في المغرب بأعراف إلخ، ومعنى رواية مسلم عن جابر بن سمرة: كان عليه السلام يقرأ في الفجر بقاف، وكانت قراءته بعد تخفيفًا أي بعد الفجر، ولم يرد أنه كان يخفف قراءة الفجر أيضًا بعد ذلك. (ش).

ص: 186