الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عَنِ ابْنِ أَبِى هِلَالٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْجُهَنِىِّ أَنَّ رَجُلاً مِنْ جُهَيْنَةَ أَخْبَرَهُ:"أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِى الصُّبْحِ {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ} فِى الرَّكْعَتَيْنِ كِلْتَيْهِمَا، فَلَا أَدْرِى أَنَسِىَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَمْ قَرَأَ ذَلِكَ عَمْدًا".
(137) بَابُ القِرَاءَةِ في الفَجْرِ
815 -
حَدَّثَنَا حَفْص بْن عُمَر، ثنَا شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي الْمِنْهَال، عَنْ أَبِي برزة قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي الْفَجْرَ، وَيعرف أَحَدُنَا جَلِيسَه
===
الحارث بن يعقوب بن عبد الله الأنصاري المصري، أصله مدني، (عن ابن أبي هلال) أي سعيد، (عن معاذ بن عبد الله الجهني أن رجلًا من جهينة أخبره) أي معاذًا (أنه) أي رجلًا من جهينة (سمع النبي- صلى الله عليه وسلم يقرأ في الصبح) سورة ({إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ} في الركعتين كلتيهما) يعني قرأ في الأولى من الركعتين سورة {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ} تامة، ثم في الأخرى كذلك قرأها تامة، واحتمال التبعيض منفي، لأن قوله:(فلا أدري أنسي رسول الله صلى الله عليه وسلم -أم قرأ ذلك عمدًا) يأبى عنه، والظاهر أنه صلى الله عليه وسلم فعل ذلك لبيان الجواز.
قال الشوكاني (1): تردد الصحابي في أن إعادة النبي صلى الله عليه وسلم للسورة هل كان نسيانًا لكون المعتاد من قراءته أن يقرأ في الركعة الثانية غير ما قرأ به في الأولى، فلا يكون مشروعًا للأمة، أو فعله عمدًا لبيان الجواز، فتكون الإعادة مترددة بين المشروعية وعدمها، وإذا دار الأمر بين أن يكون مشروعًا أو غير مشروع، فحمل فعله صلى الله عليه وسلم على المشروعية أولى، لأن الأصل في أفعاله التشريع، والنسيان على خلاف الأصل، انتهى.
(137)
(بَابُ الْقِرَاءَةِ في الْفَجْرِ)
815 -
(حدثنا حفص بن عمر، ثنا شعبة، عن أبي المنهال، عن أبي برزة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الفجر، ويعرف أحدنا جليسه
(1)"نيل الأوطار"(2/ 267).
الَّذِي كَانَ يَعْرِفَهُ، وَيَقْرَأُ فِيهَا مِنَ السِّتّينَ إِلَى الْمَائَة.
816 -
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الرَّازِىُّ، أَخْبَرَنَا عِيسَى - يَعْنِى ابْنَ يُونُسَ -، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أَصْبَغَ مَوْلَى عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ قَالَ:"كَأَنِّى أَسْمَعُ صَوْتَ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِى صَلَاةِ الْغَدَاةِ {فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجَوَارِ الْكُنَّسِ} "[جه 817، م 456 ، ن 951]
===
الذي كان يعرفه، ويقرأ فيها من الستين إلى المائة) صح هذا الحديث مع الترجمة من طريق الأشيري إلى الرملي واللؤلؤي فقط، وليس هذا الحديث لأحد غيره، والترجمة عند الكل، سواه للكل من غير تخصيص.
قلت: وجدنا هذا الحديث على هامش النسخة المكتوبة القديمة مع العبارة الملحقة فأحببنا أن نذكرها، وليس في نسخ أبي داود الموجودة عندنا سوى المكتوبة إلَّا فيما نقل عنها.
816 -
(حدثنا إبراهيم بن موسى الرازي، أنا عيسى - يعني ابن يونس -، عن إسماعيل) بن أبي خالد، (عن أصبغ مولى عمرو بن حريث، عن عمرو بن حريث قال) عمرو: (كأني أسمع) أي الآن لشدة حفظي بقراءته تلك السورة (صوت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في صلاة الغداة) أي الفجر {فَلَا أُقْسِمُ (1) بِالْخُنَّسِ الْجَوَارِ الْكُنَّسِ} أي السورة التي فيها ذلك، وهي سورة التكوير، وهي من قصار طوال المفصل.
(1) قال الراغب ("المفردات" ص 300): الخنس القبض {فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ
…
} إلخ [التكوير: 16]، أي بالكواكب التي تخنس بالنهار، وقيل: زحل والمشتري والمريخ، لأنها تخنس في مجراها أي ترجع، وفي "الجلالين" (ص 586): هي الخمسة السيارة غير القمرين، قال البيضاوي: بالخنس أي بالكواكب الرواجع من خنس إذا تأخر، وهي ما سوى النيرين من السيارات، ولذا وصفها بقوله:"الجوار الكنس" أي السيارات التي تختفي تحت ضوء الشمس من "كَنَسَ الوحش" إذا دخل كناسه، وهو بيته المتخذ من أغصان الشجر. (ش).