الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(180) بَابُ النَّهْيِ عَنِ الْكَلَامِ في الصَّلَاةِ
949 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِى خَالِدٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ شُبَيْلٍ، عَنْ أَبِى عَمْرٍو الشَّيْبَانِىِّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: "كَانَ أَحَدُنَا يُكَلِّمُ الرَّجُلَ إِلَى جَنْبِهِ فِى الصَّلَاةِ، فَنَزَلَتْ {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ}
===
وكذلك لو قدر أن يعتمد على عصا أو كان له خادم لو اتكأ عليه قدر على القيام، انتهى.
(180)
(بَابُ النَّهْيِ عَنِ الْكَلَامِ (1) في الصَّلَاةِ)
949 -
(حدثنا محمد بن عيسى، نا هشيم، أنا إسماعيل بن أبي خالد، عن الحارث بن شبيل، عن أبي عمرو) سعد بن إياس (الشيباني، عن زيد (2) بن أرقم قال: كان أحدنا يكلم الرجل إلى جنبه في الصلاة، فنزلت:{وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} (3)، قال العيني (4): والقنوت يرد لمعان كثيرة بمعنى الطاعة والخشوع والصلاة والدعاء والعبادة والقيام وطول القيام، وقال ابن بطال: القنوت في هذه الآية بمعنى الطاعة والخشوع لله تعالى، ولفظ الراوي يشعر بأن المراد به السكوت، فحمله على ما يشعر به كلام الراوي أولى وأرجح، لأن المشاهدين للوحي والتنزيل يعلمون سبب النزول، انتهى.
(1) تقدم بعض الكلام عليه في "باب رد السلام في الصلاة". (ش).
(2)
قال ابن رسلان: هاهنا إشكال وهو أن زيدًا هذا الراوي مدني، فالظاهر أن نسخ الكلام بالمدينة، واستدل به عليه مجد الدين بن تيمية، وتقدم في حديث ابن مسعود أنه قدم من الحبشة إلى مكة قبل الهجرة، وجمع بينهما بوجوه، منها أن زيدًا لم يبلغه النسخ بعد، ومنها تكرار النسخ وغير ذلك، بسطه، قلت: وهذا كله يشكل على الشافعية لا على الحنفية. (ش).
(3)
سورة البقرة: الآية 238.
(4)
"عمدة القاري"(5/ 590).
فَأُمِرْنَا بِالسُّكُوتِ، وَنُهِينَا عَنِ الْكَلَامِ". [خ 1200، م 539، ت 405، ن 1219، حم 4/ 368]
===
وقال الشوكاني في "النيل"(1): قال زين الدين في "شرح الترمذي": وذكر ابن العربي أن له عشرة معان، قال: وقد نظمتها في بيتين بقولي:
ولفظ القنوت اعدد معانيه تجد
…
مزيدًا على عشر معاني مرضيه
دعاء خشوع والعبادة طاعة
…
إقامتها إقرارنا بالعبوديه
سكوت صلاة والقيام وطوله
…
كذاك دوام الطاعة الرابح الفيه
(فأمرنا بالسكوت، ونهينا (2) عن الكلام) ولفظ البخاري: يكلم أحدنا صاحبه بحاجته، قال الحافظ (3): والذي يظهر أنهم كانوا لا يتكلمون فيها بكل شيء، وإنما يقتصرون على الحاجة من رد السلام ونحوه، ثم قال الحافظ: قوله: "حتى نزلت" ظاهر في أن نسخ الكلام في الصلاة وقع بهذه الآية، فيقتضي أن النسخ وقع بالمدينة، لأن الآية مدنية بالاتفاق، فيشكل ذلك على قول ابن مسعود: إن ذلك وقع لما رجعوا من عند النجاشي، وكان رجوعهم من عنده إلى مكة، انتهى.
قلت: وقد تقدَّم الجواب عنه عند حديث ابن مسعود - رضي الله تعالى عنه - في "باب رد السلام في الصلاة".
وقال العيني في "شرحه على البخاري"(4): ذكر أبو عمر في "التمهيد" أن الصحيح في حديث ابن مسعود أنه لم يكن إلَّا بالمدينة، وبها نهي عن الكلام في الصلاة، وقد روى حديثه بما يوافق حديث زيد بن أرقم، وصحبة زيد لرسول الله صلى الله عليه وسلم كانت بالمدينة، وسورة البقرة مدنية.
(1)"نيل الأوطار"(2/ 368).
(2)
استدل به ابن رسلان على أن الأمر بالشئ لا يكون نهيًا عن خلافه وإلَّا فما احتاج إلى ذلك النهي بعد الأمر بالسكوت. (ش).
(3)
" فتح الباري"(3/ 74).
(4)
"عمدة القاري"(5/ 590).