الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(135)
بَابُ (1) مَنْ رَأَى التَّخْفِيفَ فِيهَا
811 -
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ: "أَنَّ أَبَاهُ كَانَ يَقْرَأُ فِى صَلَاةِ الْمَغْرِبِ بِنَحْوِ مَا تَقْرَءُونَ
===
وقال الحافظ أيضًا: قال الترمذي: ذكر عن مالك أنه كره أن يقرأ في المغرب بالسور الطوال نحو "الطور" و"المرسلات" وقال ابن دقيق العيد: استمر العمل على تطويل القراءة في الصبح وتقصيرها (2) في المغرب.
قال العيني (3): قال الترمذي: والعمل على هذا عند أهل العلم، قلت: هو مذهب الثوري والنخعي وعبد الله بن المبارك وأبي حنيفة وأبي يوسف ومحمد وأحمد ومالك وإسحاق، ثم قال العيني بعد كلام طويل: وروي نحو ذلك من التابعين، فذكر سعيد بن جبير والحسن البصري وعمر بن عبد العزيز وإبراهيم النخعي وعروة بن الزبير أنهم يقرأون في المغرب بقصار المفصل، انتهى ملخصًا.
(135)(بَابُ مَنْ رَأَى التَّخْفِيفَ فِيهَا)
أي: تخفيف القراءة في صلاة المغرب (4)
811 -
(حدثنا موسى بن إسماعيل، نا حماد) أي ابن سلمة، (أنا هشام بن عروة: أن أباه) أي عروة كان يقرأ في صلاة المغرب بنحو ما تقرؤون) أي من
(1) وفي نسخة: "باب ما جاء في".
(2)
وذكر العيني مذهب جماعة من السلف قالوا بالتطويل فيها. (ش).
(3)
"عمدة القاري"(4/ 467).
(4)
وتمسكوا فيها برواية أبي هريرة: ما رأيت أشبه صلاة به صلى الله عليه وسلم من فلان كان يقرأ في المغرب بقصار المفصل، أخرجه النسائي، وصححه ابن خزيمة "ابن رسلان"، واستدل القسطلاني برواية ابن عمر عند ابن ماجه بسند صحيح قال: كان عليه السلام يقرأ في المغرب {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} . [انظر: "إرشاد الساري" (2/ 467)]. (ش).
{وَالْعَادِيَاتِ} ، وَنَحْوِهَا مِنَ السُّوَرِ.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: وهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ ذَاكَ (1) مَنْسُوخٌ، وقال أبو داود: وَهَذَا أَصَحُّ.
812 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ السَّرْخَسِىُّ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِى قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ يُحَدِّثُ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ
===
السور القصار {وَالْعَادِيَاتِ} ، ونحوها من السور، قال أبو داود: وهذا) أي فعل عروة (يدل على أن ذاك) أي قراءة الطوال المفصل في المغرب (منسوخ) قال الحافظ (2): وفي حديث أم الفضل إشعار بأنه صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الصحة بأطول من المرسلات لكونه كان في حال شدة مرضه، وهو مظنة التخفيف، وهو يرد على أبي داود ادعاء نسخ التطويل، لأنه روى عقب حديث زيد بن ثابت من طريق عروة أنه كان يقرأ في المغرب بالقصار، قال: وهذا يدل على نسخ حديث زيد، ولم يبين وجه الدلالة، وكأنه لما رأى عروة راوي الخبر عمل بخلافه حمله على أنه اطلع على ناسخه، ولا يخفى بعد هذا الحمل، وكيف تصح دعوى (3) النسخ وأم الفضل تقول: إن آخر صلاة صلاها بهم قرأ بالمرسلات؟ انتهى.
(وقال أبو داود: هذا أصح).
812 -
(حدثنا أحمد بن سعيد السرخسي، نا وهب بن جرير، نا أبي) أي جرير بن حازم (قال: سمعت محمد بن إسحاق يحدث عن عمرو بن شعيب، عن أبيه) أي شعيب، (عن جده) أي جد شعيب، وهو عبد الله بن
(1) وفي نسخة: "هذا".
(2)
"فتح الباري"(2/ 249).
(3)
والأوجه عندي أن الإِمام أبا داود استدل عليه بلفظ: نحو ما تقرؤون، وهذا يشعر بأن عملهم قاطبة هكذا، فهو إعراض عن العمل بحديث زيد، والإعراض في الصدر الأول دليل النسخ، وهو الأصل المعروف في الفقه. (ش).
أَنَّهُ قَالَ: "مَا مِنَ الْمُفَصَّلِ سُورَةٌ صَغِيرَةٌ وَلَا كَبِيرَةٌ إلَّا وَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَؤُمُّ النَّاسَ بِهَا فِى الصَّلَاةِ الْمَكْتُوبَةِ". [ق 2/ 388]
813 -
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ، حَدَّثَنَا أَبِى، حَدَّثَنَا قُرَّةُ، عَنِ النَّزَّالِ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ أَبِى عُثْمَانَ النَّهْدِىِّ: "أَنَّهُ صَلَّى خَلْفَ ابْنِ مَسْعُودٍ الْمَغْرِبَ فَقَرَأَ بـ (1){قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} (2). [ق 2/ 391]
===
عمرو بن العاص (أنه) أي عبد الله (قال: ما من المفصل سورة صغيرة ولا كبيرة إلَّا وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤم الناس بها في الصلاة المكتوبة) وهذا الحديث لا يناسب الباب مناسبة قريبة.
813 -
(حدثنا عبيد الله بن معاذ، نا أبي، نا قرة) بن خالد، (عن النزال بن عمار، عن أبي عثمان النهدي) عبد الرحمن بن مل (أنه) أي أبا عثمان (صلى خلف ابن مسعود المغرب فقرأ) ابن مسعود (بـ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ})، قال العيني في "شرح البخاري" (3): وروي في هذا الباب عن عمر بن الخطاب وابن مسعود وابن عباس وعمران بن الحصين وأبي بكر الصديق -رضي الله تعالى عنهم-.
فأثر عمر أخرجه الطحاوي (4) عن زرارة بن أبي أوفى قال: أقرأني أبو موسى في كتاب عمر رضي الله عنه إليه: اقرأ في المغرب آخر المفصل.
(1) وفي نسخة: "قل".
(2)
في "تحفة الأشراف"(5/ 20) ح (6607): حديث لأبي داود ليس في رواية اللؤلؤي، حديث:"أبو داود عن القعنبي عن مالك عن أبي عبيد مولى سليمان بن عبد الملك عن عبادة بن نسي أنه سمع قيس بن الحارث يقول: أخبرني أبو عبد الله الصنابحي أنه صلَّى وراء أبي بكر المغرب فقرأ في الركعة الأولى بأم القرآن وسورة من قصار المفصل".
قال المزي: هذا الحديث في رواية أبي الطيب ابن الأشناني، ولم يذكره أبو القاسم.
(3)
"عمدة القاري"(4/ 467).
(4)
"شرح معاني الآثار"(1/ 215).