الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
867 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ وَالأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:"وإِذَا رَكَعَ أَحَدُكُمْ فَلْيَفْرِشْ ذِرَاعَيْهِ عَلَى فَخِذِيهِ (1) ، وَلْيُطَبِّقْ بَيْنَ كَفَّيْهِ، فَكَأَنِّى (2) أَنْظُرُ إِلَى اخْتِلَافِ أَصَابِعِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم". [م 534، ن 720، حم 1/ 378]
(153) بَابُ مَا يَقُولُ الرَّجُلُ في رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ
868 -
حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ نَافِعٍ أَبُو تَوْبَةَ وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمَعْنَى قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مُوسَى - قَالَ أَبُو سَلَمَةَ: مُوسَى بْنِ
===
والمراد بقوله: "أيدينا" في قوله: أن نضع أيدينا، أي أكفنا، من إطلاق الكل على الجزء، وصرح مسلم بهذا في حديثه ولفظه:"وأمرنا أن نضرب بالأكف على الركب".
867 -
(حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، نا أبو معاوية) محمد بن خازم، (ثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة والأسود، عن عبد الله قال: وإذا ركع أحدكم فليفرش ذراعيه على فخذيه، وليطبق بين كفيه) أي وليدخلهما بين ركبتيه (فكأني أنظر إلى اختلاف أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم)، وقد تقدم البحث المتعلق بهذا في الحديث السابق.
(153)
(بَابُ مَا يَقُولُ الرَّجُلُ في رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ)
868 -
(حدثنا الربيع بن نافع أبو توبة وموسى بن إسماعيل المعنى) أي معنى حديثيهما واحد (قالا: نا ابن المبارك) عبد الله، (عن موسى- قال أبو سلمة) أي موسى بن إسماعيل: (موسى بن
(1) وفي نسخة: "ذراعيه فخذيه" بدون "على".
(2)
وفي نسخة: "وكأني".
أَيُّوبَ- عن عَمِّهِ، عن عُقْبَةَ بْنِ عَامرٍ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ} ، قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:"اجْعَلُوهَا في رُكُوعِكُمْ"، فَلَمَّا نَزَلَتْ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} قَالَ:"اجْعَلُوهَا في سُجُودِكُمْ". [جه 887، دي 1305، حم 4/ 155، خزيمة 600، ك 1/ 225، ق 2/ 86]
===
أيوب-) غرض المصنف بهذا بيان الاختلاف بين لفظ شيخيه الربيع وموسى بن إسماعيل، بأن الربيع قال: عن موسى ولم ينسبه إلى أبيه، وقال موسى وهو أبو سلمة: عن موسى بن أيوب وذكر أباه.
(عن عمه) هو إياس بن عامر الغافقي، قال في "تهذيب التهذيب": موسى بن أيوب الغافقي عن رجل من قومه، (عن عقبة بن عامر) في التسبيح في الركوع والسجود، وقيل: عن موسى عن عمه وهو إياس بن عامر، عن عقبة بن عامر الجهني (قال: لما نزلت {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ} (1) قال رسول الله: اجعلوها) أي سبحان ربي العظيم (في ركوعكم، فلما نزلت {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} (2) قال: اجعلوها) أي سبحان ربي الأعلى (3)(في سجودكم) وليس مرجع ضمير اجعلوها الآية، لأن قراءة القرآن في الركوع والسجود منهي عنه، فالمرجع التسبيحات، هذا الحديث متمسَّك للقائلين بوجوب التسبيح في الركوع والسجود.
قال الشوكاني (4): قال إسحاق بن راهويه: التسبيح واجب، فإن تركه عمدًا بطلت صلاته، وإن نسيه لم تبطل. وقال الظاهري: واجب مطلقًا، وقال أحمد: التسبيح في الركوع والسجود، وقول سمع الله لمن حمده وربنا لك الحمد، والذكر بين السجدتين
(1) سورة الواقعة: الآية 74.
(2)
سورة الأعلى: الآية 1.
(3)
ولما كانت السجدة كمال الخشوع ناسب لفظ الأعلى، والركوع مطلق التعظيم ناسب مطلق التعظيم. "ابن رسلان". (ش).
(4)
"نيل الأوطار"(2/ 705).
869 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ - يَعْنِى ابْنَ سَعْدٍ -، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى أَوْ مُوسَى بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ بِمَعْنَاهُ. زَادَ
===
وجميع التكبيرات واجب، فإن ترك منه شيئًا عمدًا بطلت صلاته، وإن نسيه لم تبطل، ويسجد للسهو، هذا هو الصحيح عنه، وعنه رواية: أنه سنة كقول الجمهور.
وذهب الشافعي ومالك وأبو حنيفة وجمهور العلماء إلى أنه سنة وليس بواجب.
وحجة الجمهور حديث المسيء صلاته، فإن النبي صلى الله عليه وسلم علمه واجبات الصلاة ولم يعلمه هذه الأذكار مع أنه علمه تكبيرة الإحرام والقراءة؛ فلو كانت هذه الأذكار واجبة لَعَلَّمَها إياه، لأن تأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز، فيكون تركه لتعليمه دالًّا على أن الأوامر الواردة بما زاد على ما علمه للاستحباب لا للوجوب.
وقال الإِمام الشافعي في "الأم"(1): وأقل كمال الركوع أن يضع كفيه على ركبتيه، فإذا فعل فقد جاء بأقل ما عليه في الركوع، حتى لا يكون عليه إعادة هذه الركعة، وإن لم يذكر في الركوع لقول الله عز وجل:{ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا} فإذا ركع وسجد فقد جاء بالفرض، والذكر فيه سنة اختيار لا أحب تركها، وما علم النبي صلى الله عليه وسلم الرجل من الركوع والسجود، ولم يذكر الذكر، فدل على أن الذكر فيه سنة اختيار، انتهى.
869 -
(حدثنا أحمد بن يونس، نا الليث -يعني ابن سعد-، عن أيوب بن موسى أو موسى بن أيوب) والصواب موسى بن أيوب كما تقدم، (عن رجل من قومه) وهو عمه إياس بن عامر الغافقي، (عن عقبة بن عامر بمعناه) أي بمعنى الحديث المتقدم (زاد) أي الليث بن سعد على حديث عبد الله بن المبارك
(1)(1/ 318).
قال: فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا رَكَعَ قَالَ: «سُبْحَانَ رَبِّىَ الْعَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ» ثَلَاثًا. وَإِذَا سَجَدَ قَالَ: «سُبْحَانَ رَبِّىَ الأَعْلَى وَبِحَمْدِهِ» ثلاثًا. [انظر سابقه]
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: وَهَذ الزِّيَادَةُ نَخَافُ أَنْ لَا تَكُونَ مَحْفُوظَةً.
===
(قال) ليث أو عقبة: (فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ركع قال: سبحان ربي العظيم وبحمده ثلاثًا، وإذا سجد قال: سبحان ربي الأعلى وبحمده ثلاثًا.
(قال أبو داود: وهذه الزيادة) أي جميع ما زاد الليث في حديثه على حديث ابن المبارك وهو: فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى آخر الحديث (نخاف أن لا تكون محفوظة) أي أن تكون غير محفوظة، وشاذة، قال صاحب "العون" (1): وهذه الزيادة أي وبحمده (2) واستدل عليه بعبارة "التلخيص الحبير"(3).
قلت: وهذا الذي قال بعيدٌ، فإن ظاهر العبارة يدل على أن أبا داود أشار إلى الزيادة التي ذكرها أولًا بقوله: زاد، وهي جميع الكلام لا لفظ "وبحمده" فقط، ووجه كونها غير محفوظة أن عبد الله بن المبارك كما في أبي داود وابن ماجه، وغيرهما روى هذا الحديث بسنده عن عقبة بن عامر، ولم يذكر هذه الزيادة.
وكذلك روى هذا الحديث عن عقبة بن عامر أبو عبد الرحمن المقرئ كما عند أحمد والطحاوي والدارمي، ولم يذكر هذه الزيادة.
وكذلك روى عبد الله بن وهب هذا الحديث بسنده عن عقبة بن عامر، ويحيى بن أيوب من طريق موسى بن أيوب، عن إياس بن عامر، عن علي بن أبي طالب كما عند الطحاوي، ولم يذكرا هذه الزيادة، وذكرها الليث، والحال
(1)(3/ 122).
(2)
وإليه يظهر ميلان ابن رسلان إذ قال بعده: ولهذا أنكرها ابن الصلاح وغيره، وسُئل أحمد عنه فقال: أما أنا فلا أقوله. (ش).
(3)
(1/ 396).
870 -
حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: قُلْتُ لِسُلَيْمَانَ: أَدْعُو فِى الصَّلَاةِ إِذَا (1) مَرَرْتُ بِآيَةِ تَخَوُّفٍ؟ فَحَدَّثَنِى عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ مُسْتَوْرِدٍ، عَنْ صِلَةَ بْنِ زُفَرَ، عَنْ حُذَيْفَةَ: أَنَّهُ صَلَّى مَعَ النَّبِىِّ (2) صلى الله عليه وسلم، فَكَانَ يَقُولُ فِى رُكُوعِهِ:«سُبْحَانَ رَبِّىَ الْعَظِيمِ» . وَفِى سُجُودِهِ: «سُبْحَانَ رَبِّىَ الأَعْلَى» ،
===
أنه شك في أيوب بن موسى أو موسى بن أيوب، وذكر عن رجل من قومه وهو مجهول، فهذا يدل على عدم حفظه تلك الرواية مع كونه ثقة.
فثبت بهذا أن مراد المصنف بالزيادة التي حكم عليها بالشذوذ، هو جميع الكلام الذي زاده الليث على حديث ابن المبارك وغيره لا لفظ "بحمده" فقط، وإذا كان جميع هذا الكلام شاذًّا، فهو مستلزم أن يكون لفظ "وبحمده" أيضًا شاذَّا، ولا دلالة في كلام الحافظ في "التلخيص الحبير" على أن مراد أبي في داود بالزيادة زيادة لفظ "وبحمده" فقط.
870 -
(حدثنا حفص بن عمر، نا شعبة قال) شعبة: (قلت لسليمان) بن مهران الأعمش: (أدعو) بصيغة المتكلم بحذف حرف الاستفهام أي أأدعو (في الصلاة) بالتعوذ (إذا مررت بآية تخوف؟ ) أي آية فيها تخويف من الله تعالى سبحانه (فحدثني) سليمان (عن سعد بن عبيدة، عن مستورد، عن صلة بن زفر، عن حذيفة أنه) أي حذيفة (صلى (3) مع النبي صلى الله عليه وسلم فكان) رسول الله صلى الله عليه وسلم (يقول في ركوعه: سبحان ربي العظيم) ثلاثًا (وفي سجوده سبحان ربي الأعلى) ثلاثًا
(1) وفي نسخة: "إذ".
(2)
وفي نسخة: "رسول الله".
(3)
وظاهر ما في "قيام الليل" أن ذلك كان في رمضان، فصلَّى من بعد العشاء إلى الغداة أربع ركعات، وحكاه القاري في "شرح الشمائل"(2/ 75) عن رواية النسائي وأحمد، وحديث الباب مختصر، والمفصل في مسلم، وبسط في "الأوجز"(2/ 125) أن عند الحنفية ومالك محمول على النوافل أو النسخ، وفي "البدائع"(1/ 541) محمول على التطوع. (ش).
وَمَا مَرَّ بِآيَةِ رَحْمَةٍ إلَّا وَقَفَ عِنْدَهَا فَسَأَلَ، وَلَا بِآيَةِ عَذَابٍ إلَّا وَقَفَ عِنْدَهَا فَتَعَوَّذَ. [م 772، ت 262، جه 897، ن 1008، دي 1306، حم 5/ 382، خزيمة 543]
871 -
حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ فِى سُجُودِهِ وَرُكُوعِهِ (1): «سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلَائِكَةِ وَالرُّوحِ» . [م 487، ن 1048، حم 6/ 34، خزيمة 606]
===
(وما مر بآية رحمة إلَّا وقف عندها) أي الآية (فسأل) أي الرحمة من الله تعالى، (ولا بآية عذاب إلَّا وقف عندها، فتعوذ) من عذاب الله تعالى.
قال القاري (2): حمله أصحابنا والمالكية على أن صلاته كانت نافلة لعدم تجويزهم التعوذ والسؤال أثناء القراءة في صلاة الفرض ويمكن حمله على الجواز، لأنه يصح معه الصلاة إجماعًا، ويدل عليه ندرة وقوعه.
871 -
(حدثنا مسلم بن إبراهيم، نا هشام، نا قتادة، عن مطرف) بن عبد الله بن الشخير، (عن عائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في ركوعه وسجوده: سبوح قدوس) يرويان بالفتح والضم وهو أكثر، والفتح أقيس، وهو من أبنية المبالغة للتنزيه، وهما خبر محذوف، أي ركوعي وسجودي لمن هو سبوح، أي طاهر عن أوصاف المخلوقات، وقدوس بمعناه، وقيل: مبارك، قلت: والأولى عندي أن يكون المبتدأ المحذوف أنت ضمير المخاطب، أي أنت سُبوح قُدُّوسٌ (رب الملائكة والروح) هو ملك عظيمٌ أو خلق لا تراهم الملائكة، كما لا ترى (3) الملائكة، أو روح الخلائق.
(1) وفي نسخة: "ركوعه وسجوده".
(2)
"مرقاة المفاتيح"(2/ 316).
(3)
كذا في الأصل، وفي "شرح صحيح مسلم" للنووي (2/ 443):"كما لا نرى نحن الملائكة".
872 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنَا (1) مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الأَشْجَعِىِّ قَالَ: قُمْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةً، فَقَامَ فَقَرَأَ سُورَةَ الْبَقَرَةِ، لَا يَمُرُّ بِآيَةِ رَحْمَةٍ إلَّا وَقَفَ فَسَأَلَ، وَلَا يَمُرُّ بِآيَةِ عَذَابٍ إلَّا وَقَفَ فَتَعَوَّذَ. قَالَ: ثُمَّ رَكَعَ بِقَدْرِ قِيَامِهِ يَقُولُ فِى رُكُوعِهِ: «سُبْحَانَ ذِى الْجَبَرُوتِ وَالْمَلَكُوتِ وَالْكِبْرِيَاءِ وَالْعَظَمَةِ» ، ثُمَّ سَجَدَ بِقَدْرِ قِيَامِهِ ثُمَّ قَالَ فِى سُجُودِهِ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ قَامَ فَقَرَأَ بِآلِ عِمْرَانَ، ثُمَّ قَرَأَ سُورَةً سُورَةً. [تم 298، ن 1049، حم 6/ 24]
===
872 -
(حدثنا أحمد بن صالح، نا ابن وهب، نا معاوية بن صالح، عن عمرو بن قيس، عن عاصم بن حميد، عن عوف بن مالك الأشجعي قال: قمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة) أي مقتديًا به في الصلاة، (فقام) في الركعة الأولى (فقرأ سورة البقرة) في الركعة الأولى، والظاهر أنه أتمها فيها) لا يمر بآية رحمة إلَّا وقف) عندها (فسأل) الرحمة، (ولا يمر بآية عذاب إلَّا وقف) عندها (فتعوذ) من العذاب.
(قال) عوف: (ثم ركلع بقدر قيام) في الركعة الأولى (يقول في ركوعه: سبحان ذي الجبروت) فعلوت من الجبر (والملكوت) فعلوت من الملك، والتاء للمبالغة، وهو المُلك العظيم الذي يدل عليه المخلوقات العظام كالسماوات والأرض، (والكبرياء) العظمة والمُلك، أو كمال الذات وكمال الوجود، قولان، ولا يوصف بها إلَّا الله، من الكبر (والعظمة، ثم سجد بقدر قيامه، ثم قال في سجوده مثل ذلك، ثم قام) بعد فراغه من السجدتين إلى الركعة الثانية (فقرأ) فيها (بآل عمران، ثم قرأ) في الركعتين الأخريين (سورة سورة) أي في كل واحد منهما سورة.
(1) وفي نسخة: "حدثني".
873 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ وَعَلَيُّ بْنُ الْجَعْدِ قَالَا: نَا شُعْبَةُ، عن عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عن أَبِي حَمْزَةَ مَوْلَى الأَنْصَارِ (1)، عن رَجُلٍ مِنْ بَنِي عَبْسٍ، عن حُذَيْفَةَ:"أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم يصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ فَكَانَ يَقُولُ: "الله أَكْبَرُ" ثَلَاثًا "ذُو الْمَلَكُوتِ وَالْجَبَرُوتِ وَالكِبْرِيَاءِ وَالْعَظَمَةِ".
ثُمَّ اسْتَفْتَحِ فَقَرَأَ الْبَقَرَةَ، ثُمَّ رَكَعَ فَكَانَ رُكُوعُهُ نَحْوًا مِنْ قِيَامِهِ، وَكَان يَقُولُ في رُكُوعِهِ: "سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ،
===
873 -
(حدثنا أبو الوليد الطيالسي وعلي بن الجعد قالا: نا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن أبي حمزة) بحاء مهملة ثم ميم ثم زاي، طلحة بن يزيد (2) الأيلي (مولى الأنصار، عن رجل من بني عبس) قال في "التقريب": كأنه صلة بن زفر (3).
(عن حذيفة أنه رأى رسول الله يصلي من الليل) أي التهجد (فكان يقول: الله أكبر ثلاثًا) وليس في رواية النسائي ثلاثًا (ذو الملكوت والجبروت والكبرياء والعظمة، ثم استفتح) يحتمل احتمالًا قريبًا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تكلم بهذا الذكر قبل افتتاح الصلاة، ثم استفتح الصلاة بتكبيرة الافتتاح، فقرأ البقرة، ويحتمل أنه صلى الله عليه وسلم استفتح الصلاة بهذا الذكر، وعلى هذا يكون معنى قوله: ثم استفتح، أي قرأ دعاء الافتتاح وهو الثناء، واستفتح بالقراءة (فقرأ البقرة) في الركعة الأولى.
(ثم ركع فكان ركوعه) أي زمان ركوعه (نحوًا) أي قريبًا (من) زمان (قيامه) في الركعة الأولى (وكان يقول في ركوعه: سبحان ربي العظيم،
(1) وفي نسخة: "عن أبي حمزة طلحة بن يزيد مولى الأنصار".
(2)
وقيل: طلحة بن زيد، كذا في "المرقاة"(3/ 248). (ش).
(3)
وبه جزم القاري في "المرقاة"(3/ 248)، و"جمع الوسائل"(2/ 75)، وكذا في "ابن رسلان". (ش).
سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ" (1). ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ فَكَانَ (2) قِيَامُهُ نَحْوًا مِنْ رُكُوعِهِ (3) يَقُولُ: "لِرَبِّيَ الْحَمْدُ"، ثُمَّ يَسْجُدُ (4) فَكَانَ سُجُودُهُ نَحْوًا مِنْ قِيَامِهِ، فَكَانَ (5) يَقُولُ في سُجُودِهِ: "سُبْحَانَ رَبِّيَ الأَعْلَى"، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ مِنْ السُّجُودِ، وَكَانَ يَقْعُدُ فِيمَا بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ نَحْوًا مِنْ سُجُودِهِ، وَكَانَ يَقُولُ: "ربِّ اغْفِرْ لِي، رَبِّ اغْفِرْ لِي"، فَصَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ فَقَرَأَ فِيهِنَّ الْبَقَرَةَ وآلَ عِمْرَانَ وَالنِّسَاءَ وَالْمَائِدةَ، أَوْ الأَنْعَامَ" شَكَّ شُعْبَةُ. [ن 1145، حم 5/ 398، تم 262]
===
سبحان ربي العظيم، ثم رفع رأسه من الركوع، فكان قيامه) بين الركوع والسجدة (نحوًا من ركوعه، يقول) في قومته: (لربي الحمد، ثم يسجد، فكان سجوده نحوًا من قيامه، فكان يقول في سجوده: سبحان ربى الأعلى، ثم رفع رأسه من السجود، وكان يقعد فيما بين السجدتين نحوًا من سجوده، وكان يقول) في جلسته بين السجدتين: (رب اغفر لي، رب اغفر لي، فصلى) هكذا (أربع (6) ركعات فقرأ فيهن البقرة) في الأولى منها (وآل عمران) في الثانية (والنساء) في الثالثة (والمائدة أو الأنعام) في الرابعة (شك شعبة) في أن شيخه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ في الرابعة المائدة أو الأنعام.
(1) ذكر في نسخة مرة.
(2)
وفي نسخة: "وكان".
(3)
وفي نسخة: "نحوًا من قيامه".
(4)
وفي نسخة: "سجد".
(5)
وفي نسخة: "وكان".
(6)
وفي "جمع الوسائل"(2/ 77): ظاهر حديث أبي داود أنه عليه السلام قرأ أربع سور في أربع ركعات، وظاهر "مسلم" أنه قرأ البقرة والنساء وآل عمران في ركعة. (ش).