الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(162) بَابٌ: في التَّخَصُّرِ وَالإِقْعَاءِ
===
أنه لا يعرفه من هذا الطريق إلَّا من هذا الوجه مرسلًا فلعل قوله: مرسلًا غلطٌ من الناسخ، والصحيح موصولًا، والله أعلم.
(162)
(بَابٌ: في التَّخَصُّرِ وَالإقْعَاءِ)
هكذا في النسخ الموجودة، ولكن ذكر الإقعاء هاهنا غير مناسب، لأنه لا ذكر له في الحديث، وقد تقدم ذكر الإقعاء في الأبواب المارة، والتخصر هو وضع اليد على الخاصرة في الصلاة، وقد ورد في الروايات بلفظ التخصر والاختصار والخصر.
واختلف العلماء في معنى هذا اللفظ، وقد عقد أبو داود فيما يأتي قريبًا "باب الرجل يصلي مختصرًا"، وأخرج فيه عن أبي هريرة:"نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الاختصار في الصلاة"، فقال في "مرقاة الصعود": الأشهر في تفسيره أنه وضع اليد على الخاصرة، كذا فسره ابن سيرين راوي الحديث، وقيل (1): هو أن يمسك بيده مِخْصَرَةً أي عصًا يتوكأ عليها، حكاه الخطابي (2)، وقيل: هو أن يختصر السورة فيقرأ من آخرها آية أو آيتين، حكاه صاحب "الغريبين" و"النهاية"، وقيل: أن يحذف من الصلاة فلا يمد قيامها وركوعها وسجودها وحدودها، حكاه في "الغريبين".
قال في "شرح الترمذي": والقول الأول هو الصحيح الذي عليه المحققون والأكثرون من أهل اللغة والحديث والفقه.
وقال: اختلف في المعنى الذي نهي عن الاختصار في الصلاة لأجله، قيل: التشبه بإبليس، لأنه أهبط مختصرًا. وروي أنه إذا مشى مشى مختصرًا، رواه ابن أبي شيبة، عن ابن عباس.
(1) وعلى هذا لا بأس به في النوافل، كما سيجيء في "باب الرجل يعتمد في الصلاة على عصًا". (ش).
(2)
"معالم السنن"(1/ 325).
902 -
حَدَّثَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ، عن وَكِيعٍ، عن سَعِيدِ بْنِ زِيَادٍ، عن زِيَادِ بْنِ صُبَيْحٍ الْحَنَفِيِّ قَالَ:"صَلَّيْتُ إِلَى جَنْبِ ابْنِ عُمَرَ فَوَضَعْتُ يَدَيَّ عَلَى خَاصِرَتَيَّ، فَلَمَّا صَلى قَالَ: هَذَا الصَّلْبُ في الصَّلَاةِ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَنْهَى عَنْهُ"(1). [ن 891]
===
وقيل: التشبه باليهود، لأنهم يفعلونه في صلاتهم، رواه ابن أبي شيبة عن عائشة، أو لأنه راحة أهل النار، رواه عنها وعن مجاهد، وورد مرفوعًا رواه البيهقي من حديث أبي هريرة.
وقيل (2): إنه شكل من أشكال أهل المصائب يضعون أيديهم على الخواصر إذا قاموا في المأتم، قاله الخطابي، انتهى "مرقاة الصعود"(3).
952 -
(حدثنا هناد بن السري، عن وكيع، عن سعيد بن زياد)(4) الشيباني (عن زياد بن صبيح) مصغرًا، وحكي عن ابن أبي حاتم أنه بالفتح (الحنفي) وقال الحافظ في "التقريب": سعيد بن زياد بن صبيح، صوابه سعيد بن زياد وهو الشيباني عن زياد بن صبيح (قال: صليت إلى جنب ابن عمر فوضعت يديَّ) بصيغة التثنية المضافة إلى ياء المتكلم، وكذا في (على خاصرتيَّ (5)، فلما صلَّى) ابن عمر (قال: هذا الصلب في الصلاة) أي هذه الهيئة في الصلاة شبيهة هيئة الصلب، فإن المصلوب يمد باعه على الجذع (وكان رسول صلى الله عليه وسلم ينهي عنه) أي عن الصلب بأن يتشبه بهذه الهيئة في الصلاة.
(1) وفي نسخة: "منه".
(2)
وقيل: شكل من أشكال المتكبرين، "ابن رسلان". (ش).
(3)
انظر: "درجات مرقاة الصعود"(ص 68).
(4)
له عند المصنف والنسائي هذا الحديث الواحد، "ابن رسلان". (ش).
(5)
ولفظ النسائي: "على خصري". (ش).