الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
905 -
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِى إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِىِّ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ الْحَضْرَمِىِّ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِىِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«مَا مِنْ أَحَدٍ يَتَوَضَّأُ فَيُحْسِنُ الْوُضُوءَ وَيُصَلِّى رَكْعَتَيْنِ يُقْبِلُ بِقَلْبِهِ وَوَجْهِهِ عَلَيْهِمَا إلَّا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ» . [تقدَّم برقم 169]
(165) بَابُ الفَتْحِ عَلَى الإِمَامِ في الصَّلَاةِ
===
ما لم تعمل به أو تتكلم"، والمراد بالوساوس ما كانت من أمور الدنيا، وأما إذا كانت من أمور الآخرة فلا، وقد قال عمر بن الخطاب: وأُجَهّزُ جيشي وأنا في الصلاة، والمراد من الذنب الصغائر.
905 -
(حدثنا عثمان بن أبي شيبة، نا زيد بن الحباب) بضم المهملة، (نا معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني) عائذ الله بن عبد الله، (عن جبير) مصغرًا (ابن نفير) مصغرًا (الحضرمي، عن عقبة بن عامر الجهني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما من أحد يتوضأ فيحسن الوضوء ويصلي ركعتين) بحيث (يقبل بقلبه) أي لا يشتغل بغيرها من الخواطر والوساوس (ووجهه) أي لا يلتفت لغير جهة الصلاة (عليهما) أي الركعتين (إلَّا وجبت له الجنة) أي ثبت له حصول الجنة بوعد الله تعالى إياه بشرط أن لا يوجد منه ما ينافيه.
(165)
(بَابُ الْفَتْحِ عَلَى الإمَامِ في الصَّلاةِ)
قال في "البدائع"(1): ولو فتح على المصلي إنسان، فهذا على وجهين: إما إن كان الفاتح هو المقتدي به أو غيره، فإن كان غيره فسدت (2) صلاة
(1)(1/ 542).
(2)
لا عند أحمد كما في "المغني"(2/ 454)، ومالك معنا في هذا التفصيل كما في "المدونة"(1/ 103). (ش).
906 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ (1) وَسُلَيْمَانُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمنِ الدّمَشْقِيُّ قَالَا: أَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عن يَحْيَى الْكَاهِلِيِّ، عن الْمُسَوَّرِ
===
المصلي، سواء كان الفاتح خار الصلاة أو في صلاة أخرى غير صلاة المصلي، وفسدت صلاة الفاتح (2) أيضًا إن كان هو في الصلاة، لأن ذلك تعليم وتعلم، وكذا المصلي إذا فتح على غير المصلي فسدت صلاته، وإن كان الفاتح هو المقتدي به فالقياس هو فساد الصلاة، إلَّا أنا استحسنا الجواز (3)، لما روي "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ سورة المؤمنون فترك حرفًا، فلما فرغ قال: ألم يكن فيكم أبي، قال: نعم يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: هَلَّا فتحت علي، قال: ظننت أنها نسخت، قال صلى الله عليه وسلم: لو نسخت لأنبأتكم".
906 -
(حدثنا محمد بن العلاء وسليمان بن عبد الرحمن الدمشقي قالا: أنا مروان بن معاوية، عن يحيى) بن كثير (الكاهلي) لين الحديث، (عن المُسَوَّرِ) قال الحافظ في "الإصابة" (4): بضم أوله وفتح السين وتشديد الواو، ضبطه عبد الغني بن سعيد وابن ماكولا، وأورده البخاري مع المسور بن مخرمة، فاقتضى أنه مثله، انتهى.
قلت: وخالفه صاحب "جامع الأصول (5) " فقال: المسور بضم
(1) زاد في نسخة: "ح وثنا".
(2)
لا عند أحمد، كذا في "المغني". (ش).
(3)
قلت: هذا هو المذهب عندنا، وبه صرَّح الشامي باسطًا. [انظر:"رد المحتار"(2/ 461)]، ونقل في "الهداية" الاختلاف في قدر القراءة، فما نقل صاحب "العون" (3/ 177) عن الخطابي إذ قال: لا بأس به عند الشافعي ومالك وأْحمد وإسحاق، وكرهه ابن مسعود والشعبي، وقال أبو حنيفة: هذا كلام في الصلاة بلا شك، انتهى، فليس بصواب، وكذا غلط ابن قدامة في نقل المذهب. (ش).
(4)
(6/ 99).
(5)
(15/ 195).
ابْنِ يَزِيدَ الْمَالِكِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم قَالَ يَحْيَى: وَرُبَّمَا قَالَ: شَهِدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ في الصَّلَاةِ فَتَرَكَ شَيْئًا لَمْ يَقْرَأهُ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تَرَكْتَ آيَةَ كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم:"هَلَّا أَذْكَرْتَنِيهَا"(1). [حم 4/ 74، حب 2240، خزيمة 1648]
===
الميم وفتح السين المهملة وتشديد الواو وفتحها، هكذا قيده الدارقطني وابن ماكولا وغيرهما، وأورده ابن منده وابن عبد البر في باب مسور بكسر الميم وسكون السين وفتح الواو وتخفيفها، وأما البخاري فإنه أورده في الباب الواحد، ولم يذكره في باب مسور، وذلك منه دليل على أنه بالتشديد، انتهى.
(ابن يزيد المالكي)(2) هكذا في "أسد الغابة"(3)، وفي "الإصابة": وهو ابن يزيد الأسدي ثم المالكي، قال البغوي: من بني مالك، وفي نسخة: الكاهلي، وهكذا في "التقريب" و"تهذيب التهذيب".
(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يحيى) أي الكاهلي: (وربما قال) المسور بن يزيد: (شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ) والفرق بين القولين أن القول الأول وهو: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ، لايدل على شهوده الصلاة ولا على سماعه منه صلى الله عليه وسلم، فلا يقتضي الكلام كونه صحابيًّا، وأما القول الثاني وهو: شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ، ففيه تصريح بشهوده صلاة رسول الله وسماعه من قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو يثبت كونه صحابيًّا.
(في الصلاة فترك) رسول الله صلى الله عليه وسلم (شيئًا) أي آية (لم يقرأه) أي سهوًا (فقال له رجل) بعد الانصراف من الصلاة، وهو أبي بن كعب: (يا رسول الله تركت آية كذا وكذا، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: هَلَّا أذكرتنيها،
(1) وفي نسخة: "ذكرتنيها".
(2)
قال ابن رسلان: له هذا الحديث الواحد. (ش).
(3)
(4/ 131) رقم الترجمة (4928).
قَالَ سُلَيْمَانُ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ: كُنْتُ أُرَاهَا نُسِخَتْ. وَقَالَ سُلَيْمَانُ: قَالَ: نَا يَحْيَى بْنُ كَثيرٍ (1).
907 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدِّمَشْقِىُّ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلَاءِ بْنِ زَبْرٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى صَلَاةً فَقَرَأَ فِيهَا
===
قال سليمان في حديثه: قال) الرجل في جواب رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كنت أراها نسخت) أي ما ظنننت أنك نسيتها، بل ظننت أنها نسخت، فلأجل نسخها لم تقرأها، ولم يذكر هذا الكلام محمد بن العلاء.
(وقال سليمان) بن عبد الرحمن الدمشقي: (قال: نا يحيى بن كثير)(2) أي قال في سنده بعد مروان بن معاوية: حدثنا يحيى بن كثير، والغرض منه بيان الاختلاف في لفظ محمد بن العلاء ولفظ سليمان بن عبد الرحمن، فإن محمدًا قال: عن يحيى الكاهلي بلفظة "عن" وترك النسبة إلى أبيه، وذكر النسبة إلى بني كاهلة، وقال سليمان بلفظ "التحديث" وذكر النسبة إلى أبيه، وترك النسبة إلى القبيلة.
907 -
(حدثنا يزيد بن محمد الدمشقي، نا هشام بن إسماعيل، نا محمد بن شعيب، أنا عبد الله بن العلاء بن زبر) بفتح الزاء وسكون الموحدة، (عن سالم بن عبد الله، عن عبد الله بن عمر (3): أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى صلاة فقرأ فيها)
(1) زاد في نسخة: "الأسدي قال: حدثني المسور بن يزيد".
(2)
الأسدي، زاده ابن رسلان. (ش).
(3)
وقد أخرج السيوطي في "الدر المنثور"(6/ 214) برواية عبد الرحمن بن عوف: "أنه صلى الله عليه وسلم صلَّى الصبح فقرأ سورة الفرقان فأسقط آية، فلما سلم قال: هل في القوم أبي؟ فقال: ها أنا! فقال: ألم أسقط آية؟ قال: بلى، قال: فلم لم تفتحها؟ قال: حسبتها نسخت، قال: لا، ولكني أسقطتها". (ش).