المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌خروج القادة لقتال عسكر القائم المهديّ وفيها عسكر مؤنس وتَكِين والقوّاد - تاريخ الإسلام - ت تدمري - جـ ٢٣

[شمس الدين الذهبي]

فهرس الكتاب

- ‌[المجلد الثالث والعشرون (سنة 301- 320) ]

- ‌الطبقة الحادية والثلاثون

- ‌سنة إحدى وثلاثمائة

- ‌تولية محمد بن يوسف القضاء

- ‌ركوب المقتدر إلى الشمّاسية

- ‌محنة الحلاج

- ‌تقليد ابن المقتدر أعمال مصر والمغرب

- ‌تقليد عليّ بن المقتدر الريّ

- ‌اعتقال ابن ثَوَابة الكاتب

- ‌مقتل أحمد بن إسماعيل الساماني]

- ‌[مقتل أبي سعيد الْجَنَّابيّ]

- ‌مسير المهدي صاحب إفريقية إلى لِبْدة

- ‌وقعة برقة

- ‌حرب حَبَاسة الكُتامّي والعباسيّين بمصر

- ‌تقليد ابن بسّام حمص وقنّسرين والعواصم

- ‌وفاة الراسبيّ

- ‌وفاة القاضي ابن أبي الشوارب

- ‌سنة اثنتين وثلاثمائة

- ‌تغلُّب نصر بن أحمد الساماني على عمّه

- ‌مقتل حَبَاسة الكتامّي

- ‌طهور أولاد المقتدر

- ‌القبض على ابن الجصّاص ومصادرته

- ‌خروج الأطروش ودعوته الدَّيلم للإسلام

- ‌تقليد أبي الهيجاء الموصل والجزيرة

- ‌بناء المارستان بالحربيّة

- ‌قطع طريق وفد الحجَّاج

- ‌حرب العبّاسيّين والفاطميّين في مصر

- ‌قدوم مؤنس الخادم إلى مصر

- ‌صلاة العيد في جامع مصر

- ‌سنة ثلاثٍ وثلاثمائة

- ‌تألف الوزير ابن عيسى للقرامطة

- ‌ولادة على بن عبد الله بن حمدان

- ‌القبض على أبي الهيجاء بن حمدان

- ‌ولاية ذكاء الرومي مصر

- ‌سنة أربع وثلاثمائة

- ‌حبْس العلويّ

- ‌غزوة مؤنس الخادم بلاد الروم

- ‌وفاة ابن كنداجق

- ‌الخوف ببغداد من حيوان الزبزب

- ‌القبض على عليّ بن عيسى الوزير

- ‌إعادة ابن الفرات إلى الوزارة

- ‌إطلاق علي بن عيسى ومصادرة أخويه

- ‌عصيان ابن أبي الساج وأسْره

- ‌وفاة زيادة الله بن الأغلب

- ‌سنة خمس وثلاثمائة

- ‌قدوم رُسُل ملك الروم بالهدايا

- ‌إظهار المقتدر عظمة الخلافة أمام رُسُل الروم

- ‌ورود هدايا صاحب عُمان

- ‌رضاء المقتدر على أبي الهيجاء وإخوته

- ‌وفاة الأمير غريب

- ‌الحج هذا الموسم

- ‌سنة ستّ وثلاثمائة

- ‌فتح مارستان والدة المقتدر

- ‌وفاة القاضي وكيع

- ‌قتل الحسين بن حمدان

- ‌القبض على الوزير ابن الفرات

- ‌ولاية حامد بن العباس الوزارة

- ‌ازدياد تدخّل النساء في أمور الحكم

- ‌وفاة الفقيه ابن سُرَيج

- ‌استيلاء القائم المهديّ على الإسكندريّة

- ‌بناء المهديّة

- ‌سنة سبع وثلاثمائة

- ‌وفاة الفضل بن عبد الملك

- ‌ولاية نازوك دمشق

- ‌دخول القرامطة البصرة

- ‌دخول عسكر القائم المهديّ الإسكندريّة

- ‌ولاية تكين على مصر للمرّة الثانية

- ‌مسير مؤنس الخادم ومحمد بن طغج إلى مصر

- ‌اعتلال القائم المهديّ

- ‌سنة ثمان وثلاثمائة

- ‌فتنة الغلاء ببغداد

- ‌استيلاء المهديّ على بلاد المغرب

- ‌وفاة إبراهيم بن كَيَغْلَغ

- ‌قتل ابن المديني القاصّ

- ‌وفاة بنت المتوكّل

- ‌امتلاك القائم المهديّ للفسطاط

- ‌وفاة إمام جامع المنصور

- ‌سنة تسع وثلاثمائة

- ‌خلاف الطبريّ المؤرّخ والحنابلة

- ‌تلقيب مؤنس الخادم بالمظفّر

- ‌استرجاع الإسكندرية من المغاربة

- ‌عزل تكين عن مصر وإعادته

- ‌خروج القادة لقتال عسكر القائم المهديّ

- ‌مقتل الحلاج

- ‌فصل من ألفاظه

- ‌سنة عشر وثلاثمائة

- ‌القبض على أم موسى القهرمانة

- ‌عزل ابن البُهلول عن قضاء بغداد

- ‌بغلة يُرْضعها فلْو

- ‌[تراجم رجال هذه الطبقة]

- ‌سنة إحدى وثلاثمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الصاد

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الكاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الهاء

- ‌سنة اثنتين وثلاثمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف الدال

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الصاد

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة ثلاث وثلاثمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف الراء

- ‌ حرف الزاي

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة أربع وثلاثمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف الزاي

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الْقَافِ

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة خمس وثلاثمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة ستّ وثلاثمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌سنة سبع وثلاثمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الزاي

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة ثمان وثلاثمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف الراء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الشين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌سنة تسع وثلاثمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة عشر وثلاثمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف الدال

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الواو

- ‌ حرف الياء

- ‌الكنى

- ‌ذِكْرُ من لَمْ أَعْرفُ تاريخ موتِهِ من أهْل هذه الطبقة كتبته عَلَى التقريب [1]

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف التاء

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف الزاي

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الشين

- ‌ حرف الصاد

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الكاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الواو

- ‌ حرف الياء

- ‌الكنى

- ‌وقائع الطبقة الثانية والثلاثين

- ‌سنة إحدى عشر وثلاثمائة

- ‌عزل حامد بن العباس عن الوزارة

- ‌عزل عليّ بْن عيسى

- ‌نكبة ابن مُقْلَة

- ‌إخراج مؤنس الخادم إلى الرقّة

- ‌تفرُّغ ابن الفُرات لنكبة ابن الحاجب وشفيع المقتدريّ

- ‌ردّ المواريث

- ‌دخول الجنابيّ البصرة

- ‌إشخاص الماذرائيّ إلى بغداد

- ‌ولاية الراشديّ دمشق

- ‌صرف ابن حربَوَيْه عَنْ قضاء مصر

- ‌ظهور شاكر الزّاهد

- ‌سنة اثنتي عشرة

- ‌وقوع ركْب العراق في أسر الْجَنَّابي

- ‌ضعف أمر ابن الفُرات

- ‌القبض عَلَى ابن الفُرات

- ‌وزارة الخاقانيّ

- ‌ قتل ابن الفُرات وابنه

- ‌إطلاق القرمطيّ لأبي الهيجاء من الأسر

- ‌فتح فرغانة

- ‌إطلاق ولدي ابن الفُرات

- ‌سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة

- ‌دخول القَرْمَطيّ الكوفة ونهبها

- ‌عزل الخاقاني من الوزارة

- ‌كثرة الرطب ببغداد

- ‌كشف مصر

- ‌عزل ابن مُكْرَم عَنْ قضاء مصر

- ‌سنة أربع عشرة وثلاثمائة

- ‌نزوح أهل مكة

- ‌دخول الروم مَلَطْية

- ‌تجمد دجلة بالموصل

- ‌ثلج بغَداد

- ‌امتناع حجّاج خراسان والعراق

- ‌القبض عَلَى الوزير ابن الخصيب

- ‌وفاة ابن خاقان

- ‌منازلة الروم مَلَطْية

- ‌صرف الجوهريّ عَنْ قضاء مصر

- ‌سنة خمس عشرة

- ‌إكرام المقتدر لعيسى بْن عليّ

- ‌انتهاب الروم سُمَيْساط

- ‌امتناع مؤنس من وداع المقتدر

- ‌قدوم مؤنس عَلَى المقتدر

- ‌ظهور الديلم عَلَى الريّ والجبال

- ‌تغلب ابن شِيرُوَيْه عَلَى قزوين

- ‌حرب ابن أبي الساج والقرامطة

- ‌نزول القرامطة عند الأنبار

- ‌قتل ابن أَبِي الساج

- ‌فشل القَرْمَطيّ في دخول هيت

- ‌إنفاق المقتدر المال لحرب القرامطة

- ‌الخلْع عَلَى بعض القرامطة

- ‌ولاية أَبِي الهيجاء

- ‌شغب الْجُنْد ببغداد

- ‌وفاة الجوهريّ ابن الجصّاص

- ‌سنة ستّ عشرة وثلاثمائة

- ‌استباحة القَرْمَطيّ الرحبة

- ‌أمان أهل قرقيسيا

- ‌ارتداد القَرْمَطيّ عَنِ الرَّقَّةِ

- ‌انصراف القَرْمَطيّ عَنِ الكوفة

- ‌وزارة ابن مُقْلَة

- ‌بناء القَرْمَطيّ دار الهجرة والدعوة إلى المهديّ

- ‌الوحشة بين المقتدر ومؤنس

- ‌امتناع الحجّ

- ‌دخول الروم خلاط

- ‌سنة سبع عشرة وثلاثمائة

- ‌فتنة خلع المقتدر وخلافة القاهر

- ‌عودة المقتدر إلى الخلافة

- ‌مقتل أَبِي الهيجاء بْن حمدان

- ‌ولاية ابن غريب الجبل

- ‌تقليد ابني رائق شرطة بغداد

- ‌تقليد ابن ياقوت الحجابة

- ‌موت ثَمَل

- ‌دخول القَرْمَطيّ مكة واقتلاع الحجر الأسود

- ‌رواية السمنانيّ عَنِ القرمطيّ

- ‌رواية القليوبي عَنِ الحجر الأسود

- ‌ولاية ابن طُغج دمشق

- ‌ولاية ابن يوسف قضاء القضاة

- ‌الفتنة في تفسير آية

- ‌تعظيم ابن محرَّم للحجر الأسود

- ‌الخلاف بين أمير خراسان وإخوته

- ‌شعر القَرْمَطيّ

- ‌من قُتل بيد القرامطة

- ‌ذكر نازوك

- ‌خوف أهل الثغور من الروم

- ‌سنة ثمان عشرة

- ‌تقليد ابن ياقوت شرطة بغداد

- ‌ريح عظيمة ببغداد

- ‌القبض عَلَى ابن مُقْلَة

- ‌وزارة ابن مَخْلَد

- ‌حجّ ركب العراق

- ‌الوباء المهول

- ‌هزيمة الروم

- ‌سنة تسع عشرة

- ‌القبض عَلَى الوزير سليمان بْن الحَسَن

- ‌وزارة الكلوذاني

- ‌الوقعة بين ابن غريب ومرداويج

- ‌وزارة الحُسين بْن القاسم

- ‌الوحشة بين مؤنس والمقتدر

- ‌انتصار مؤنس ودخوله الموِصل

- ‌هرب أهل الكوفة من القَرْمَطيّ

- ‌دخول الديلم الدّيَنَور

- ‌[ولاية المعز]

- ‌[امتناع ركْب العراق]

- ‌[غزوة والي طرسوس في الروم]

- ‌[نجدة ابن حمدان لأهل مَلَطْية وسميساط]

- ‌[دخول والي طرسوس عمورية]

- ‌[الوباء ببغداد]

- ‌سنة عشرين وثلاثمائة

- ‌[وزارة ابن الفُرات]

- ‌[ولاية مرداويج الدَّيْلَمّي]

- ‌[انتهاب الْجُنْد دُور ابن الفُرات]

- ‌[امتناع ركب العراق]

- ‌[مقتل الخليفة المقتدر]

- ‌[رواية الصوليّ عَنْ مقتل المقتدر]

- ‌[إسراف المقتدر]

- ‌[خلافة القاهر]

- ‌[تعذيب أمّ المقتدر وموتها]

- ‌[تعذيب القهرمانة]

- ‌[وزارة ابن مُقْلَة]

- ‌[إهانة مؤنس لشفيع المقتدريّ]

- ‌[الصلاة عَلَى المقتدر]

- ‌المتوفّون في هذه الطبقة

- ‌سنة إحدى عشرة وثلاثمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الشين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الكاف

- ‌ حرف الميم

- ‌سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف العين

- ‌حرف الميم

- ‌الكنى

- ‌سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الثاء

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف الزاي

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الشين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة أربع عشرة وثلاثمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الثاء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف الفاء

- ‌سنة خمس عشرة وثلاثمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة ستّ عشرة وثلاثمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الدال

- ‌ حرف الزاي

- ‌ حرف الصاد

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة سبع عشرة وثلاثمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الدال

- ‌ حرف الزاي

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة ثمان عشرة وثلاثمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الثاء

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الزاي

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الصاد

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الواو

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة تسع عشرة وثلاثمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الراء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف اللام

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة عشرين وثلاثمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الزاي

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الهاء

- ‌ الكنى

- ‌ذكر مَن لم أعرف وفاته من رجال هذه الطبقة الثانية والثلاثين عَلَى ترتيب المعجم

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الصاد

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الواو

الفصل: ‌ ‌خروج القادة لقتال عسكر القائم المهديّ وفيها عسكر مؤنس وتَكِين والقوّاد

‌خروج القادة لقتال عسكر القائم المهديّ

وفيها عسكر مؤنس وتَكِين والقوّاد وساروا إلى الفيّوم لحرب عساكر القائم، فرجع القائم إلى إفريقيّة مِن غير قتال، وذلك في أوائل السنة [1] .

‌مقتل الحلاج

وفيها قُتل الحلاج، وقد مرّ من أخباره في سنة إحدى وثلاثمائة، وهو أبو عبد الله الحسين بن منصور بن مَحْمِيّ، وقيل: أبو مغيث.

وكان محميّ مجوسيًّا فارسيًّا. نشأ الحلاج بواسط، وقيل: بِتُسْتَر، وتتلمذ لسهل بن عبد الله التستري. ثم قدم بغداد وأخذ عن الجنيد والنوري، وابن عطاء، وأخذ في المجاهدة ولبْس المُسُوح. ثمّ كان في وقتٍ يلبس الأقبية، وفي وقت يلبس المصبوغ [2] .

وقيل: كان أبوه حلاجًا.

وقيل: أنّه تكلَّم على النّاس، فقيل: هذا حلاج الأسرار [3] .

وقيل: إنّه مرَّ على حلاجٍ، فبعثه في شغلٍ له، فلمّا عاد الرجل وجده قد حلجَ كلّ قطنٍ في الدُّكّان [4] .

وقد دخل الهند وأكره الأسفار وجاور.

قال حَمَدٌ ابْنُه: مولد أبي بطور البيضاء [5] ، ومنشأه بِتُسْتَر. ودخل بغداد فكان يلبس المُسُوح، ومرّةً يلبس الدّرّاعة والعمامة، ومرّة القباء، ووقتًا يمشي بخرقتين [6] .

[1] صلة تاريخ الطبري لعريب 86، العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 303، ولاة مصر 295، الولاة والقضاة 277، 278، تاريخ حلب للعظيميّ 282، النجوم الزاهرة 3/ 200.

[2]

تاريخ بغداد 8/ 112، المنتظم 6/ 160، الفخرى 260.

[3]

وفيات الأعيان 2/ 146.

[4]

تكملة تاريخ الطبري 28، وفيات الأعيان 2/ 146.

[5]

البيضاء: أكبر مدينة في كورة إصطخر، وإنّما سمّيت البيضاء لأنّ لها قلعة تبصّ من بعد ويرى بياضها، وكان بها معسكر المسلمين يقصدونها في فتح إصطخر. واسمها بالفارسية تشانك، وهي تقارب في الكبر إصطخر. (المسالك والممالك للإصطخري 77) .

[6]

تاريخ بغداد 8/ 112.

ص: 33

وخرجَ إلى عُمَرو بن عثمان المكّيّ وإلى الْجُنَيْد وصحِبَهما. ثمّ وقع بين الْجُنَيد وبين أبي لأجل مسألة، ونسبه الْجُنَيد إلى أنّه مدَّعي. فرجع بأمّي إلى تُسْتَر، فوقع له بها قَبُولٌ. ولم يزل عُمَرو بن عثمان المكّيّ يكتب الكُتُب فيه بالعظائم، حتّى غضب ورمى بزِيّ الصُّوفيّة ولبس قباءٍ، وصحِبَ أبناء الدّنيا. ثمّ سافر عنّا خمس سِنين، بلغ إلى ما وراء النّهر، ثمّ رجع إلى فارس، وأخذ يتكلَّم ويدعو إلى الله. وصنَّف لهم، وتكلَّمَ على الخواطر، ولُقِّبَ حلاج الأسرار [1] .

ثمّ قدِم الأهواز فحُمِلت إليه، ثمّ خرج إلى البصرة ثمّ إلى مكّة، ولبس المرقَّعَة، وخرج معه خلْق، فتكلّم فيه أبو يعقوب النهْرَجُوريّ وحسده، فقدِم الأهوازَ، وحمل أمّي وجماعة من رؤسائها إلى بغداد، فبقي بها سنة، ثمّ قصدَ الهند وما وراء النهّر ثانيًا، ودعا إلى الله، وصنَّف لهم كُتُبًا، ثمّ رجع، فكانوا يكاتبونه من الهند بالمُغِيث، ومن بلاد تُرْكستان ب «المُقِيت» ، ومن خُراسان، ب «المميّز» ، ومن فارس ب «أبي عبد الله الزّاهد» ، ومن خُوزسْتان ب «الشّيخ حلاج الأسرار» . وكان ببغداد قوم يسمّونه:«المصْطَلِم» ، وبالبصرة «المحيّر» [2] .

ثمّ كثُرت الأقاويل عليه بعد رجوعه من هذه السَّفْرة، فحج وجاوَرَ سنتين رجاءً. وتغيّر عمّا كان عليه في الأوّل، واقتنى العقار ببغداد، وبنى دارًا ودعا النّاس إلى معنًى لم أقف عليه، بل على شطر منه، حتّى خرج عليه محمد بن داود وجماعة من أهلِ العلم، وقبَّحوا صورته [3] .

ووقع بين عليّ بن عيسى وبينه لأجل نصر القُشُوريّ، ثمّ وقع بينه وبين الشِّبْليّ وغيره من المشايخ، فقيل: هو ساحر، وقيل: هو مجنون، وقيل: بل له كرامات، حتّى حبسه السّلطان [4] .

روى هذا ابن باكُوَيْه الشِّيرازيّ، قال: أخبرني حمد بن الحلّاج، فذكره.

[1] تاريخ بغداد 8/ 113.

[2]

تاريخ بغداد 8/ 113، 114، المنتظم 6/ 161 وفيه:«المخيّر» ، وفي العبر 2/ 139:

«المجير» .

[3]

المنتظم 6/ 161.

[4]

تاريخ بغداد 8/ 114.

ص: 34

وقال الحسين بن محمد المذاريّ: سمعت أبا يعقوب النَّهْرَجُوري يقول:

دخل الحسين إلى مكّة فجلس في صحن المجلس سنة لَا يبرح من موضعه الّا لطهارةٍ أو طواف، ولا يُبالي بالشّمس ولا بالمطر، ويُفْطر على أربع عضّات مِن قُرصٍ يؤتَى به، ثمّ إنّه سافر إلى الهند، وتعلَّم السِّحر [1] .

وقال أحمد بن يوسف التّنُوخيّ الأزرق: كان الحلاج يدعو كلّ وقتٍ إلى شيء على حسب ما يَسْتَبْله طائفة. أخبرني جماعة من أصحابه أنّه لمّا افتتن النّاس به بالأهواز ونواحيها لِما يُخْرجه لهم من الأطعمة في غير حِينها والدّراهم، ويسمّيها «دراهم القُدرة» . حُدِّث أبو عليّ الْجُبَّائيّ بذلك فقال: هذه الأشياء تمكن الحِيَل فيها، ولكنْ أدخِلُوه بيتًا من بيوتكم، وكلّفوه أن يُخرج منه خرْزتين [2] شَوْك. فخرج عن الأهواز [3] .

وعن محمد بن يحيى الرّازيّ قال: سمعت عُمَرو بن عثمان المكّيّ يلعن الحلاج ويقول: لو قدرت عليه لقتله، قرأت آية فقال: يمكنني أن أؤلّف مثله [4] .

وقال أبو يعقوب الأقطع: زوّجت بنتي من الحلاج، فبانَ لي بعد مُدَيدة أنّه ساحر محتال [5] .

وقال أبو عُمَر بن حَيَّوَيْه: لما أُخْرِج الحلاج لِيُقْتَلَ مَضَيْتُ وزاحَمْتُ حتّى رأيته، فقال لأصحابه: لَا يَهُولَنَّكُم، فإنّي عائد إليكم بعد شهر [6] .

هذه حكاية صحيحة توضح أنّه ممخرق حتّى عند القتل [7] .

[1] تاريخ بغداد 8/ 118، وفيات الأعيان 2/ 141، المختصر في أخبار البشر 2/ 71، تاريخ ابن الوردي 256.

[2]

في الأصل: «جرزتين» ، والتصحيح من: نشوار المحاضرة 1/ 172 وفيه: أن يخرج منه خرزتين سوداء وحمراء. وفي تاريخ بغداد 8/ 125: «جرزتين شوكا» ، ومثله في العبر 2/ 140.

[3]

تاريخ بغداد 8/ 125، المنتظم 6/ 161.

[4]

تاريخ بغداد 8/ 121، المنتظم 6/ 162.

[5]

تاريخ بغداد 8/ 121، المنتظم 6/ 162.

[6]

في تاريخ بغداد 8/ 131 «فإنّي عائد إليكم بعد ثلاثين يوما» ، المنتظم 6/ 164، الفخري 261، نهاية الأرب 23/ 600.

[7]

المنتظم 6/ 164.

ص: 35

وقال أبو بكر الصولي: جالسْت الحلاج، فرأيت جاهلًا يتعاقل، وعييًا يتبالغ، وفاجرًا يتزهد. وكان ظاهره أنّه ناسك، فإذا علم أن أهل بلدته يرون الاعتزال صار معتزليًا، أو يرون التشيع تشيع، أو يرون التسنن تسنن. وكان يعرف الشعبذة والكيمياء والطب. وكان حينًا ينتقل في البلاد، ويدعي الربوبية، ويقول للواحد من أصحابه: أنت آدم، ولذا: أنت نوح، ولذا: أنت محمد.

ويدعي التناسخ، وأن أرواح الأنبياء انتقلت إليه.

وروى عليّ بن أحمد الحاسب، عن أبيه قال: وجَّهني المعتضد إلى الهند، وكان معنا في السفينة رجل يقال له الحسين بن منصور، قلت: فيم جئت؟ قال: أتعلم السِّحْر، وأدعو الخلق إلى الله [1] .

وقال أبو بكر الصوليّ: قبضَ عليّ بن أحمد الراسبيّ الأمير الحلاج وأدخله بغداد وغلامًا له على جمل مشهورين سنة إحدى وثلاثمائة. وكتب يذكر أن البينة قامت عنده أنه يدعي الربوبية ويقول بالحلول. فأحضره عليّ بن عيسى الوزير، وأحضر العلماء فناظروه، فأسقط في لفظه، ولم يجده يُحسن من القرآن شيئًا ولا من غيره. ثمَّ حُبِس مدّة.

قال الصولي: كان يري الجاهل شيئًا من شعبذته، فإذا وثق به دعاه إلى أنه إله، فدعا فيمن دعا أبا سعيد بن نوبخت، فقال له، وكان أقرع: أَنْبِت في مقدم رأسي شعرًا [2] .

ثم ترقت به الحال، ودافع عنه نصر الحاجب لأنه قيل إنّه سني، وإنما يريد قتله الرافضة.

قال: وكان في كتبه: إني مغرق قوم نوح ومهلك عاد وثمود [3] .

وكان حامد بن العبّاس الوزير قد وجد لهُ كتبًا فيها أنّه إذا صام الإنسان وواصل ثلاثة أيّام وأخذ في اليوم الرابع ورقات هنْدباء فافطر عليها أغناه عن صوم رمضان [4] .

[1] تاريخ بغداد 8/ 120، المنتظم 6/ 161.

[2]

انظر. تاريخ بغداد 8/ 124، 125، والمنتظم 6/ 163.

[3]

سير أعلام النبلاء 14/ 327.

[4]

المنتظم 6/ 163.

ص: 36

وإذا صلّي في لَيْلَةٍ واحدةٍ رَكْعَتَين طول اللّيل أغنته عن الصّلات ما بقي [1] .

وإذا تصدَّق في يومٍ بجميع ما يملكه أغناه عن الزّكاة [2] .

وإذا بنى بيتًا وصامَ أيامًا وطاف به أغناه عن الحجّ [3] .

فأحضر حامد القضاة وأحضره وقال: أتعرف هذا الكتاب؟

قال: هذا كتاب «السُّنَن» للحَسَن البصْريّ.

فقال: ألست تدين بما فيه؟

قال: بلى. هذا كتاب أدين الله بما فيه.

فقال له أبو عُمَر القاضي: هذا فيه نقض شرائع الإسلام.

ثمّ جاراه في الكلام إلى أن قال له أبو عُمَر: يا حلال الدّم، من أيَّ كتابٍ نقلت هذا؟

قال: من كتاب «الإخلاص» للحَسَن البصْريّ.

قال: كذبت يا حلال الدّم، فقد سمعنا الكتاب، وليس فيه شيء من هذا [4] .

فقال حامد لأبي عُمَر القاضي: قد أفتيت أنه حلال الدّم، فضع خطَّك بهذا. فدافعَ ساعةً، فمدّ حامد يده إلى الدَّواة وقدّمها للقاضي وألحّ عليه، فكتب بأنّه حلال الدّم، وكتب الفُقَهاء والعُلماء بذلك خطوطهم، والحلاج يقول: يا قوم، لَا يحلّ لكم إراقةُ دمي.

فبعث حامد بخطوطهم إلى المقتدر، وأستأذنه في قتله، فتأخّر عنه الجواب، فخاف أن يبدو للمقتدر فيه رأي لِما قد استماع من الخواصّ بزُهْده وتعبُّده في الحبْس، فنفَّذ إلي المقتدر أنّه قد ذاع كُفْره وادّعاؤه الرُّبوبيّة، وإنْ لم يُقتل افتتن النّاس، وتجرَّى قومُ على الله تعالى وَالرُّسُلِ. فأذِن المقتدر في قتله.

وطلبَ حامدُ صاحبَ الشرطة محمد بن عبد الصَّمد، وأمره أن يضربه ألف سوط،

[1] المنتظم 6/ 163.

[2]

المنتظم 6/ 163.

[3]

انظر: تكملة تاريخ الطبري 24، ونشوار المحاضرة 1/ 162، 163، والمنتظم 6/ 163، وتاريخ مختصر الدول 156.

[4]

إلى هنا في: وفيات الأعيان 2/ 143.

ص: 37

فإنْ ماتّ وإلّا يقطع يديه ورِجْليه.

فلمّا كان يوم الثلاثاء لستِّ [1] بقين من ذي القعدة أُحضِر الحلاج مقيَّدًا إلى باب الطّاق وهو يتبختر بقيده ويقول:

حبيبي غير منسوب

إلى شيء من الحيفِ

سقاني مثل ما يشربُ

فعلَ الضيف بالضيف

فلما دارت الكاسُ

دعا بالنطع والسيف

كذا من يشرب الراح [2]

مع التّنّين في الصيف

[3]

.

فضُرب ألف سوط، ثم قطعت يده ورجله، ثم حز رأسه وأحرقت جثته [4] وذكر أن حوقل قال: ظهر من إقليم فارس الحسين بن منصور الحلاج، زعم أنه من هذب في الطاعة جسمه، وشغل بالأعمال الصالحة قلبه، وصبر على مفارقة اللذات، ومنع نفسه عن الشهوات يترقى في درج المصافاة حتّى يصفو عن البشرية طبعُه، فإذا صفى حلّ فيه روح الله الّذي كان منه إلى عيسى بن مريم عليه السلام، فيصير مطاعًا، يقول للشيء: كن فيكون فكان الحلاج يتعاطى ذلك، ويدعو إلى نفسه، حتّى استمال جماعة من الوزراء والأمراء وملوك الجزيرة والجبال والعامة.

وقال أبو الفرج بن الجوزي [5] : «قد جمعت كتابًا سمّيته «القاطع لِمُحَال اللّجاج بحال الحلاج» ، وقال: قد كان هذا الرجل يتكلّم بكلام الصّوفيّة فتندر له

[1] في الأصل: «لثلاث» ، وكتب فوقها:«لستّ» ، وهو الصحيح كما أثبتناه عن المصادر.

[2]

في الديوان: «الكأس» .

[3]

الأبيات في: ديوان الحلّاج 73، وتاريخ بغداد 8/ 131، 132، والمنتظم 6/ 164، والفخري 261.

[4]

الخبر في: تكملة تاريخ الطبري 24، 25، ونشوار المحاضرة 6/ 87- 91، وتاريخ بغداد 8/ 126، 127، و 138، 139، والمنتظم 6/ 163، 164، وتجارب الأمم 1/ 80- 82، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 301، 302، ووفيات الأعيان 2/ 143- 145، والكامل في التاريخ 8/ 128، 129، وتاريخ مختصر الدول 156، والفخرى 261، ونهاية الأرب 23/ 59، 60، والمختصر في أخبار البشر 2/ 71، وتاريخ ابن الوردي 1/ 256، 257.

[5]

في المنتظم 6/ 162.

ص: 38

كلمات حِسان، ثمّ يخلطها بأشياء لَا تجوز.

وكذلك أشعاره، فقال: فمنها:

سبحان من أظهر ناسوتُهُ

سِرَّ سَنا لاهُوتِه الثّاقبِ

ثمّ بدا في خلقِه ظاهرًا

في صورة الآكل والشارب

حتّى لقد عايَنَهُ خَلْقُهُ

كَلَحْظَةِ الحاجِبِ بالحاجِبِ

[1]

.

قال: ولمّا حبس ببغداد استغوى جماعةً، فكانوا يستنشقون بوله، ويقولون: إنّه يُحيي الموتى [2] .

وقال ثابت بن سنان: انتهى إلى حامد بن العبّاس في وزارته أمرُ الحلاج، وأنّه قد موَّه على جماعةٍ من الخَدَم والحَشَم وأصحاب المقتدر، وعلى خَدَم نصر بن الحاجب بأنّه يُحْيِي الموتى، وأنّ الْجِنّ يخدمونه ويُحْضرون إليه ما يريد [3] . وأنّ حَمْد بن محمد الكاتب قال: إنّه مرض فشربَ بَوْلَه، فعُوفي، وكان محبوسًا بدار الخلافة.

وَسُعِيَ إلى حامد برجل يُعرف بالسّمّريّ وبجماعة، فقبض عليهم وناظرهم، فاعترفوا أنّ الحلاج إله وأنّه يُحْيِي الموتى. ووافقوا الحلاج وكاشفوه فأنكر [4] .

وكانت ابنة السمّريّ صاحب الحلاج قد أقامت عنده في دار السّلطان مدّة، وكانت عاقلة حسنة العبارة. فدعاها حامد فسألها عن أمره فقالت: قال لي يومًا: قد زوّجْتُك من سليمان ابني وهو بنَيْسابور، وليس يخلو أن يقع بين المرأة وزوجها [خلاف][5] ، فإنْ جرى منه ما تكرهينه، فصومي يومك، واصعدي آخر

[1] الأبيات في: ديوان الحلّاج 41، والخبر في: تاريخ بغداد 8/ 129، المنتظم 6/ 162، البداية والنهاية 11/ 134.

[2]

نشوار المحاضرة 6/ 85، المنتظم 6/ 162، الفخري 261.

[3]

تاريخ بغداد 8/ 132.

[4]

تاريخ بغداد 8/ 133، الكامل في التاريخ 8/ 127، تاريخ مختصر الدول 156، نهاية الأرب 23/ 59.

[5]

ويقال: «كلام» .

ص: 39

النّهار إلى السطح، وقومي على الرماد، وأَفْطري على المِلْح، وأذكُري ما أنكرتيه منه، فإنّي أسمع وأرى [1] .

قالت: وكنتُ نائمةً لَيْلَةٍ وهو قريب منّي، وابنته عندي، فما حسست به إلّا وقد غشيَني، فانتبهتُ فَزعةً فقلت: ما لك؟

قال: إنّما جئت لأوقظك للصّلاة [2] .

وقالت لي بنته يومًا: اسجدي له.

فقلت: أَوَ يسجد أحدُ لغير الله؟ وهو يسمع كلامنا، فقال: نعم إله في السّماء وإلهُ في الأرض [3] .

وذكر القصّة إلى أن قال: فسلّمه حامد الوزير إلى صاحب الشرّطة وقال:

اضربه ألف سَوْط، فإنْ ماتَ فحُزّ رأسه وأحرِق جثَّته، وإنْ لم يتلف فاقطع يديه ورجليه، وأحرق جسده، وانصب رأسه على الْجِسْر. فَفُعِلَ به ذلك، وبعث برأسه إلى خُراسان، وطيف به، وأقبل أصحابه يعدّون أربعين يومًا ينتظرون رجوعه [4] .

وزعم بعضهم أنّه لم يُقْتَلْ، وأنّ عدوًا له ألقي عليه شبهة [5] .

وبعضهم ادَّعى أنّه راه في غد ذلك اليوم في طريق النّهْروان راكبًا على حمار وهو يقول: قولوا لهؤلاء البقر الّذين ظنُّوا أنّني أنا الّذي قتلت ما أنا ذاك [6] .

[1] نشوار المحاضرة 6/ 89، تجارب الأمم 1/ 78، العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 297، 298، تاريخ بغداد 8/ 134، 135.

[2]

نشوار المحاضرة 6/ 81، 82، تاريخ بغداد 8/ 135.

[3]

نشوار المحاضرة 6/ 82، تجارب الأمم 1/ 78، العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 298، تاريخ بغداد 8/ 135.

[4]

نشوار المحاضرة 6/ 91.

[5]

نشوار المحاضرة 6/ 91، تجارب الأمم 1/ 82، العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 302، تاريخ بغداد 8/ 141، الكامل في التاريخ 8/ 129، وفيات الأعيان 2/ 145، نهاية الأرب 23/ 60.

[6]

تكملة تاريخ الطبري 25، نشوار المحاضرة 6/ 91، 92، تاريخ بغداد 8/ 141، الكامل في التاريخ 8/ 129، وفيات الأعيان 2/ 145، نهاية الأرب 23/ 60.

ص: 40

وأحضر حامد الورّاقين واستحلفهم أن لَا يبيعوا شيئًا من كُتُب الحلاج ولا يشترونها [1] .

وقيل: إنّ الحلاج لم يتأوه في ضربه [2] .

وقيل: إنّ يده لمّا قطعت كتبَ الدّم على الأرض: الله الله [3] وليس ذلك بصحيح.

وسائر مشايخ الصُّوفيّة ذمّوا الحلاج إلّا ابن عطاء، ومحمد بن خفيف الشِّيرازيّ، وإبراهيم بن محمد النَّصْراباذيّ، فصححّوا حاله ودوّنوا كلامه [4] .

ثمّ وقفت على الجزء الّذي جمعه ابن باكُوَيْه في الحلاج فقال: حدَّثني حمد بن الحلاج، وذكر فصلًا قد تقدم قطعة منه، إلى أن قال: حتى أخذه السّلطان وحبَسه، فذهب نصر القُشُوريّ واستأذن الخليفة أن يبني له بيتًا في الحبْس، فبنى له دارًا صغيرة بجنْب الحبْس، وسدّوا باب الدّار، وعملوا حواليه سُورًا، وفتحوا بابه إلى الحبْس، وكان الناس يدخلون عليه سنة، ثمّ مُنِعوا، فبقي خمسة أشهر لَا يدخل عليه أحد، إلا مرة رأيت أبا العباس بن عطاء الأدميّ دخل عليه بالحيلة. ورأيت مرّةً أبا عبد الله عبد الله بن خفيف وأنا برًّا [5] عند والدي باللّيل والنّهار عنده. ثمّ حبسوني معه شهرين، وعُمَري يومئذٍ ثمانية عشر عامًا.

فلمّا كانت اللّيلة الّتي أخرج من صبيحتها، قام فصلّى رَكعات، ثمّ لم يزل يقول: مَكْر مَكْر، إلى أن مضى أكثر اللّيل. ثمّ سكت طويلًا ثم قال: حقّ، حقّ. ثمّ قام قائمًا، وتغطّى بإزارٍ، واتّزر بمئزر، ومدّ يديه نحو القِبْلة، وأخذ في المُنَاجاة. وكان خادمه حاضرًا، فحفظْنا بعضها. فكان من مناجاته:

نحن شواهدك، نَلُوُذ بَسَنا [6] عِزَّتك، لَتُبْدِي ما شئتَ من شأنك ومشيئتك،

[1] نشوار المحاضرة 6/ 92، تجارب الأمم 1/ 82، تاريخ بغداد 8/ 141.

[2]

تكملة تاريخ الطبري 25، تاريخ بغداد 8/ 131، تاريخ مختصر الدول 156.

[3]

تاريخ حلب للعظيميّ 279.

[4]

تاريخ بغداد 8/ 128.

[5]

برّا: أي خارج.

[6]

في تاريخ بغداد 8/ 129: «نحن شواهدك فلو دلتنا عزّتك» .

ص: 41

أنتَ الّذي في السّماء إله وفي الأرض إله، يا مُدَهّر الدُّهور، ومصوَّر الصُّوَر، يا من ذَلّتْ له الجواهر، وسجدت له الأعراض، وانعقدت بأمره الأجسام، وتصوَّرت عنده الأحكام. يا مَن تجلّى لما شاء، كما شاء، كيف شاء، مثل التجلّي في المشيئة لأحسن الصُّورة.

وفي نسخة: مثل تجلّيك في مشيئتك كأحسن صورة.

والصّورة هي الرّوح النّاطقة الّتي أفردته بالعلم والبيان والقدرة.

ثمّ أوعزت إلى شاهدتك [لأنّي] في ذلك [الهُويّ][1] اليسير لمّا أردت بدايتي، وأظهرتني عند عقيب كراتي، ودعوت إلى ذاتي بذاتي، [وأبديت][2] حقائق علومي ومعجزاتي، صاعدًا في مَعَارجي إلى عُروش أوليائي [3] ، عند القول من برياتي، إنّي أحتضر وَأُقْتَلُ وأُصلب وأُحرق، وأُحمل على السّافيات الذّاريات. وإنّ الذَّرّة من [ينجوج][4] مظَانّ هيكل [متجلّياتي][5] لأعظم من الرّاسيات.

ثم أنشأ يقول:

أنْعى إليك [نفوسًا][6] ماج [7] شاهدها فيما وراء الغيب وفي [8] شاهد القِدَم.

أنْعى إليك قلوبًا [9] طالما هطلت

سحائب الْوحْيِ لها أو بحر الْحِكَمِ [10]

أنْعى إليك لسان الحقّ من [11] زمن

أوْدَى وتَذْكَارُهُ في الوهم كالعدم [12]

[1] في الأصل بياض، والمستدرك من: سير أعلام النبلاء 14/ 349، وتاريخ بغداد 8/ 130.

[2]

في الأصل بياض، والمستدرك من: سير أعلام النبلاء، وتاريخ بغداد.

[3]

في تاريخ بغداد «أزلياتي» .

[4]

في الأصل بياض، والمستدرك من: سير أعلام النبلاء، وتاريخ بغداد.

[5]

في الأصل بياض، والمستدرك من: سير أعلام النبلاء وفي تاريخ بغداد: «متحلياتي» .

[6]

في الأصل بياض، والمستدرك من: سير أعلام النبلاء، وتاريخ بغداد.

[7]

في: سير أعلام النبلاء 14/ 349: «طاح» ، وكذا في تاريخ بغداد.

[8]

في تاريخ بغداد: «فيما ورا الحيث أو في..» .

[9]

في السير 14/ 350: «علوما» ، والمثبت يتفق مع: تاريخ بغداد.

[10]

في السير: «سحائب الوهي فيها أو بحر الحكم» ، وكذا في: تاريخ بغداد.

[11]

في السير: «من» ، وفي تاريخ بغداد:«منك ومن» .

[12]

في السير: «وتذكاره كالوهم في العدم» :

ص: 42

أنْعى إليك بيانًا تستبشر [1] له

أقوال كلِّ فصحٍ مَقُول فَهم

أنْعى إليك إشارات العُقول معًا

لم يَبْق مِنْهنّ الّا دارسُ الْعِلْمَ [2] .

أنْعى- وحقَّك- أحلامًا [3] لطائفةٍ

كانت مطاياهم من مكمد الكِظَمِ

مضى الجميعُ، فلا عَيْنُ ولا أثرُ

مُضِيّ عادٍ وفِقْدَانَ الأُولَى إرَم

وخلفوا معشرًا يَجْدُون [لِبستَهم][4]

أعمى من البَهْم بل أعمى من النَّعَمِ

[5]

ثم سكت، فقال خادمه أحمد بن فاتك: أوْصِني يا سيّدي.

فقال: هي نفسُك إنّ لم تَشْغلْها شَغَلتْك [6] .

فلمّا أصبحنا أُخرج من الحبْس، فرأيته يتبخْترَ في قَيده ويقول:

نديمي غير منسوبِ [7] .

الأبيات.

ثمّ حُمِل وقُطِّعت يداه ورِجْلاه، بعد أن ضُرِب خمسمائة سوط، ثم صُلب، فسمعته وهو على الْجِذْع يناجي ويقول: إلهي، أصبحتُ في دار الرّغائب انظر إلى العجائب، إلهي إنّك تتودّد إلى مَن يؤذيك، فكيف لَا تتودّد إلى من لَا يؤذَى فيك [8] .

ثمّ رأيتُ أبا بكر الشِّبْليّ وقد تقدَّم تحت الْجِذْع، وصاح بأعلى صوته يقول: أَوَلم أَنْهَكَ عن العالَمين [9] .

ثمّ قال له: ما التَّصوّف؟ قال: أهون مرقاةٍ عندي [10] ما ترى.

[1] في السير: «تستسرّ» ، وفي تاريخ بغداد:«يستكين» .

[2]

في الديوان: «الرحم» ، وفي تاريخ بغداد:«العدم» .

[3]

في تاريخ بغداد: «وحبك أخلاقا» .

[4]

في الأصل بياض، والمستدرك من: سير أعلام النبلاء 14/ 350، وفي تاريخ بغداد: يحذون.

[5]

الأبيات في ديوان الحلّاج 24، 25، وتاريخ بغداد 8/ 130.

[6]

تاريخ بغداد 8/ 131.

[7]

تقدّمت الأبيات قبل قليل، ومطلعها هناك:«حبيبي» بدل «نديمي» .

[8]

تاريخ بغداد 8/ 131.

[9]

تاريخ بغداد 8/ 121.

[10]

في سير أعلام النبلاء 14/ 350: «أهون مرقاة فيه ما ترى» .

ص: 43

قال: فما أعلاه؟ قال: ليس لك إليه سبيل، ولكنْ سترى غدًا ما يجري، فإنّ في الغَيْب ما شهدتَه وغابَ عنك.

فلمّا كان بالعِشيّ جاء الإذْن من الخليفة بأن تُضرب رَقَبَتُه، فقالوا: قد أمسينا ويؤخّر إلى الغَداة. فلمّا أصبحنا أُنْزل وقُدِّم لتُضْرب رقبته، فسمعتُه يصيح ويقول بأعلى صوته: حَسْب الواحِد إفرادُ الواحد له [1] . وقرأ هذه الآية:

يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِها وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْها وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ 42: 18 [2] . وهذا آخر كلامه.

ثم ضُربت رَقَبَتُه، وعُلِّق في بارية [3] ، وصب عليه النِّفْط وأُحْرِق، وحُمل رماده إلى رأس المنارة لتسْفيه الرّياح [4] .

وسمعت أحمد بن فاتك تلميذ والدي يقول بعد ثلاثٍ من قتل والدي، قال: رأيتُ ربّ العزّة في المنام، وكأنّي واقفُ بين يديه قلت: يا ربّ ما فعلَ الحسين بن منصور؟

قال: كاشفته بمعنى، فدعا الخلْقَ إلى نفسه، أنزلتُ به ما رأيت [5] .

قال ابن باكُوَيْه: سمعتُ أبا القاسم يوسف بن يعقوب النُّعْمَانيّ يقول:

سمعت الإمام ابن الإمام أبا بكر محمد بن داود الفقيه الإصبهانيّ يقول: إن كان ما أنزل الله على نيّته حقّ فما يقول الحلاج باطل. وكان شديدًا عليه [6] .

قال: وسمعت أبا الفوارس الْجُوزَقانيّ بقَرْمِيسِين: سمعت إبراهيم بن شيبان يقول: من أحب أن ينظر إلى ثمرات الدّعاوى فلينظر إلى الحلّاج وما جرى عليه [7] .

[1] تاريخ بغداد 8/ 132.

[2]

سورة الشورى، الآية 18.

[3]

الباريّة: الحصيرة المنسوجة.

[4]

انظر: تاريخ بغداد 8/ 140.

[5]

تاريخ بغداد 8/ 132.

[6]

تاريخ بغداد 8/ 129.

[7]

تاريخ بغداد 8/ 120.

ص: 44

سمعتُ عيسى القَزْوينيّ سأل أبا عبد الله بن خفيف: ما تعتقدون في الحلاج؟

فقال: اعتقد فيه أنّه رجل من المسلمين فقط.

فقال له: قد كفّره المشايخ وأكثر المسلمين! فقال: إن كان الّذي رأيته منه في الحبْس لم يكن توحيدًا، فليس في الدّنيا توحيد.

قلت: قول ابن خفيف لَا يدّل على شيء، فإنّه لَا يلزم أنّ المبطِل لَا يعمل بالحقّ، بل قد يكون سائر عمله حقّ وعلى الحقّ، ويكفر بفِعْلةٍ واحدة، أو بكلمة تحُبِط عمله.

قال ابن باكُوَيْه: سمعت عليّ بن الحسن الفارسيّ بالمَوْصل قال:

سمعت أبا بكر بن [أبي] سَعْدان يقول: قال لي الحسين بن منصور: تؤمن بي، حتّى أبعث إليك بعُصْفورة تطرح من ذرَقها وزن حبّةٍ على كذا مَنًّا من نُحاس، فيصير ذَهَبًا؟

قلت: بل أنت تؤمن بيَ حتّى أبعث إليك بفيلٍ يستلقي، فتصير قوائمه في السّماء، فإذا أردت أن تُخفيه أخفَيتَه في عينك؟

قال: فبهُت وسكت [1] .

ثم قال ابن [أبي] سعدان: هو مُمَوّه مُشَعْوِذ [2] . سمعت عيسى بن بزول القَزوينيّ، وسأل أبا عبد الله هذه الأبيات:

سبحان من أظهر ناسوتُهُ [3] .

الأبيات الثلاثة، فقال ابن خفيف: على قائلها لعنة الله. فقال عيسى: هي للحلاج. فقال: إن كانت اعتقاده فهو كافر، الّا أنّه لم يصح أنّه له، ربّما يكون مقولا عليه [4] .

[1] تاريخ بغداد 8/ 126.

[2]

تاريخ بغداد 8/ 121.

[3]

تقدّمت الأبيات.

[4]

تاريخ بغداد 8/ 129.

ص: 45

سمعتُ محمد بن عليّ الحضرمي بالنّيل يقول: سمعتُ والدي يقول:

كنتُ جالسًا عند الْجُنَيْد، إذ ورد شابُّ حَسَن الوجه، عليه خِرْقتان، فسلّم وجلس ساعةً، ثمّ أقبل عليه الْجُنَيْد فقال: سل ما تريد.

فقال: ما الذي بائن الخليفة عن رسوم الطَّبْع؟

فقال الْجُنَيْد: أرى في كلامك فضولًا، لِم لَا تسأل عمّا في ضميرك من الخروج والتّقدّم على أبناء جنسك؟

فسكت، وسكت الْجُنَيْد ساعةً، ثمّ أشار إلى أبي محمد الجريريّ أنْ قمْ، فقمنا، وتأخّرنا قليلًا، فأقبل الْجُنَيْد يتكلّم عليه، وأقبل هو يعارضه، إلى أن قال:

أيّ خشبة تُفْسِد؟

فبكى وقام، فتبِعه الجريريّ إلى أن خرج إلى مقبرةٍ وجلس، فقال لي أبو محمد الجريريّ: قلت في نفسي: هو في حدّة شبابه واستوحش منّا، وربّما به فاقة. فقصدتُ صديقًا لي فقلت: اشترِ خُبزا وشِواءً وفالوذج بسُكَّر، واحمله إلى موضع كذا وكذا، مع ثلّجية ماء وخلال، وقليل أشنان. وبادرت إليه، فسلّمت وجلست عنده، وكان قد جعل رأسه بين رُكبتيه، فرفع رأسه وانزعج، وجلس بين يديّ، وأخذتُ أُلاطفه وأداريه إلى أن جاء صديقي. ثمّ قلتُ له: تفضّل.

فمدّ يده وأكل قليلًا.

ثمّ قلت له: من أين القصد ومن أين القصر؟

قال: من البيضاء، إلّا أنيّ رُبيت بخوزسْتان والبصرة.

فقلت: ما الاسم؟

قال: الحسين بن منصور.

وقمتُ وودَّعته، ومضى على هذا خمسُ وأربعون سنة، ثمّ سمعت أنّه صُلِب وفُعِل به ما فُعِل.

وقد ذكره السُّلَميّ في تاريخه، ثمّ قال: فهذه أطراف ممّا قال المشايخ فيه من قبولٍ وردٍ، واللَّه أعلم بما كان عليه. وهو إلى الرّدّ أقرب.

وقد هتك الخطيب حال الحلاج في «تاريخه الكبير» ، وشفى وأوضح أنّه

ص: 46