الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مثل (إبراهيم بن مسلم الهجري)، فقد كان ضعفه من جهة أنه كان يرفع الموقوف، قال سفيان بن عيينة:" كان رفَّاعاً "(1).
ومثله قول شعبة في (علي بن زيد بن جدعان): " كان رفاعاً "(2)، وقوله في (يزيد بن أبي زياد) مثل ذلك (3).
و
رابعها: الجمع بين الرواة في سياق واحد وحمل حديث بعضهم على بعض
.
ومثاله في الضعفاء (ليث بن أبي سليم):
قال أبو نعيم الفضل بن دكين: قال شعبة لليث بن أبي سليم: " كيف سألت عطاء وطاوساً ومجاهداً كلهم في مجلس؟ "، قال: سل عن هذا خف أبيك. قال ابن أبي حاتم: فقد دل سؤال شعبة لليث بن أبي سليم عن اجتماع هؤلاء الثلاثة له في مسألة، كالمنكر عليه (4).
وقال الداقطني: " صاحب سنة، يخرج حديثه، إنما أنكروا عليه الجمع بين عطاء وطاوس ومجاهد، وحسْب "(5).
قلت: وهذه صورة ناتجة عن تخليط الراوي واضطرابه؛ لما علم من سوء حفظه.
وقال إبراهيم الحربي: سمعت أحمد (يعني ابن حنبل) وذكر الواقدي، فقال: " ليس أنكر عليه شيئاً إلا جمعه الأسانيد، ومجيئه بمتن واحد على
(1) أخرجه يعقوب بنُ سفيان في " المعرفة والتاريخ "(2/ 711) والعُقيلي (1/ 66) بإسناد صحيح. وكقول سُفيان فيه كذلك قولُ عددٍ من أئمة الجرح والتعديل.
(2)
أخرجه البُخاري في " التاريخ "(3/ 2 / 275) والترمذي (بعد حديث: 2678) وعبد الله بن أحمد في " العلل "(النص: 4978) وابنُ أبي حاتم في " تقدمة الجرح والتعديل "(ص: 147) و " الجرح والتعديل "(3/ 1 / 186) والعُقيلي (3/ 229، 230) وابنُ عدي (6/ 334، 335) بإسناد صحيح.
(3)
أخرجه ابنُ أبي حاتم في " تقدمة الجرح والتعديل "(ص: 156) و " الجرح والتعديل "(4/ 2 / 265) والعقيلي (4/ 340) وابنُ عدي (9/ 164) بإسناد صحيح.
(4)
أخرجه ابنُ أبي حاتم في " التقدمة "(ص: 151) وإسناده صحيح.
(5)
سؤالات البُرقاني (النص: 421).
سياقة واحدة عن جماعة، وربما اختلفوا ". قال إبراهيم: ولم، وقد فعل هذا ابن إسحاق، كان يقول: حدثنا عاصم بن عمر، وعبد الله بن أبى بكر، وفلان، وفلان. والزهري أيضاً قد فعل هذا؟
قال إبراهيم: قال بور بن أصرم (1): رآني الواقدي أمشي مع أحمد بن حنبل، قال: ثم لقيني بعد، فقال لي: رأيتك تمشي مع إنسان ربما تكلم في الناس. قيل لإبراهيم: لعله بلغه عنه شيء؟ قال: نعم، بلغني أن أحمد أنكر عليه جمع الرجال والأسانيد في متن واحد. قال إبراهيم: وهذا قد كان يفعله حماد بن سلمة، وابن إسحاق، ومحمد بن شهاب الزهري (2).
قلت: يعني وما أنكر عليهم، فلم ينكر على الواقدي؟
وقد كان أحمد ربما أطلق على صنيع الواقدي هذا قلب الأحاديث، وهو إنما كان يحيل لفظ هذا على لفظ هذا، قال أحمد بن حنبل:" يقلب الأحاديث، يلقي حديث ابن أخي الزهري على معمر، ونحو هذا "(3).
وذكر ابن حبان هذه المسألة وكان قد ضرب مثلاً بحماد بن سلمة، فقال في الجواب عن قول من قال:" يروي عن جماعة حديثاً واحداً، بلفظ واحد من غير أن يميز بين ألفاظهم ": " يقال له: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعون يؤدون الأخبار على المعاني بألفاظ متباينة، وكذلك كان حماد يفعل، كان يسمع الحديث عن أيوب وهشام وابن عون ويونس وخالد وقتادة (4) عن ابن سيرين، فيتحرى المعنى ويجمع في اللفظ، فإن أوجب
(1) مرْوَزي ثقة، ممن رَوى عنه البخاري.
(2)
أخرجه الخطيب في " تاريخه "(3/ 16) وإسناده جيد.
(3)
أخرجه ابنُ أبي حاتم في " الجرح والتعديل "(4/ 1 / 21) بإسناد صحيح. وكذلك أخرجه الخطيب في " تاريخه "(3/ 16).
(4)
أيوب هوَ السختياني، وهِشام هوَ ابنُ حسان، وابنُ عون هوَ عبد الله، ويونس هوَ ابنُ عبيْد، وخالدٌ هوَ الحذَّاء، وقتادة هوَ ابن دعامَة السدوسي، جَميعاً من حُفاظ أصْحاب مُحمد بن سيرين.