الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(9)
كتاب الدعوات
1 -
باب
من الصحاح:
447 -
1590 - وقال: " اللهم إني أتخذ عندك عهدا لن تخلفينه [تخلفنيه] ، فإنما أن بشر، فأي المؤمنين آذيته شتمته لعنته جلدته فاجعلها له صلاة، وزكاة، وقربة تقربه بها إليك يوم القيامة ".
(باب الدعوات)
(من الصحاح)
" عن أبي هريرة: أنه عليه السلام قال: "اللهم إني أتخذ عندك عهدا لن تخلفنيه" الحديث
"أتخذ عندك" أي: أسأل منك، وألتمس من عندك "عهدا" أي: وعدا، والعهد في الأصل: الميثاق والعقد، ولما كان كل واحد من العقد والوعد متضمنا معنى الآخر عبر عن الوعد بالعهد، تأكيدا وإشعارا
بأنه من المواعيد التي لا يتطرق إليها الخلف، ولا ينبغي أن يتطرق إليها كالمواثيق، ولذلك استعمل فيه الخلف، وقال:" لن تخلفنيه " للمبالغة وزيادة التأكيد.
وقوله: " فإنما أنا بشر ": تمهيد لمعذرته فيما يبدر عنه، لأن من لوازم البشرية الغضب المؤدي إلى ذلك.
وقوله: " فأي المؤمنين " إلى آخره: بيان وتفصيل لما كان يلتمسه، قابل أنواع الفظاظة والإيذاء بما يقابلها من أنواع التعطف والإلطاف، وعد الأقسام الأول متناسقة من غير عاطف، وذكر ما يقابلها بالواو، لما كان المطلوب معارضة كل واحدة من تلك بهذه الأمور.
وقوله: "صلاة" أي: رحمة وإكراما وتعطفا، و"زكاة" أي: طهارة من الذنوب والمعايب.
…
من الحسان:
448 -
1596 - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الدعاء هو العبادة ثم قرأ {وقال ربكم ادعوني استجب لكم} ".
449 1597 - وروي: "الدعاء مخ العبادة".
(من الحسان):
"عن نعمان بن بشير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الدعاء هو العبادة،
ثم قرأ: {وقال ربكم ادعوني استجب لكم} [غافر: 60].
ويروى:" الدعاء مخ العبادة".
لما حكم بأن الدعاء هو العبادة الحقيقية التي تستأهل أن تسمى عبادة، من حيث إنه يدل على أن فاعله مقبل بوجهه إلى الله تعالى، معرض عما سواه، لا يرجو ولا يخاف إلا منه = استدل عليه بالآية، فإنها تدل على أنه أمر مأمور به، إذا أتى به المكلف قبل منه لا محالة، وترتب عليه المقصود ترتب الجزاء على الشرط، والمسبب على السبب، وما كان كذلك كان أتم العبادات وأكملها.
ويقرب منه الرواية الأخرى، فإن مخ الشيء خالصه.
…
450 -
1599 - وقال: "لا يرد القضاء إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر".
"وعن سلمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يرد القضاء إلا الدعاء ولا يزيد في العمر إلا البر".
سبق في (باب الإيمان بالقدر): أن القضاء قسمان، جازم لا يقبل الرد والتعويق، ومعلق: وهو أن يقضي الله أمرا كان مفعولا ما لم يرده عائق، وذلك العائق لو وجد كان ذلك أيضا قدرا مقضيا، كما روي أنه عليه السلام سئل، فقيل: يا رسول الله! أرأيت رقى نسترقيها، وتقاة نتقيها، ودواء نتداوى به، أيرد ذلك من قدر الله شيئا؟ قال:
"هي من قدر الله"
وقد ذكرنا في شرح هذا الحديث مزيد تقرير لهذا الكلام.
وقيل: المراد بالقضاء: ما يخاف نزوله، وتبدو طلائعه وأمارته من المكاره والفتن، ويكون القضاء الإلهي جاريا بأن يصان عنه العبد الموفق للخير والدعاء، فإذا أتى به العبد حرس من حلول ذلك البلاء عليه، فيكون دعاؤه كالراد لما كان يظن حلوله ويتوقع نزوله.
وقيل: الدعاء لا يدفع القضاء النازل، لكن يسهله ويهونه من حيث أنه يتضمن الصبر عليه والتجمل فيه والرضا بالقضاء والرجوع إلى الله، وهو معنى الحديث التالي له.
وهو ما روى ابن عمر: أنه عليه الصلاة والسلام قال: "الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل".
…
451 -
1613 - وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "استأذنت النبي صلى الله عليه وسلم في العمرة، فأذن لي وقال: "أشركنا - يا أخي - في دعائك، ولا تنسنا" فقال كلمة ما يسرني أن لي بها الدنيا.
"وقال عمر رضي الله عنه: استأدنت النبي صلى الله عليه وسلم في العمرة فأذن لي" الحديث.
في هذا الالتماس إظهار الخضوع والمسكنة في مقام العبودية، وتحضيض الأمة على التبرك والرغبة في دعاء الصالحين، وتفخيم شأن عمر، والإشادة بذكره، وإرشاده إلى ما يحمي دعاءه من الرد، ويوجب إجابته، وتعليم للأمة بأن لا يخصوا أنفسهم بالدعاء، ويشاركوا فيه أقاربهم وأحبابهم، سيما في مظان الإجابة.
وروي: "أخي" - بالتصغير - وهو تصغير الاختصاص والتلطف كالتصغير في (بني).
وقوله " فقال كلمة ": يحتمل أن يكون المراد بها ما سبق، وأن يكون غيره، ولم يصرح به، توقيا عن تفاخر أو نحوه، والباء في "بها" للبدلية، أي: لو كانت الدنيا لي بدل تلك الكلمة، لما سرني، لعلمي بأن تلك الكلمة خير لي من الدنيا.
…
452 -
1614 - وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حين يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام ويفتح لها أبواب السماء، ويقول الرب: وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين".
"عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حين يفطر" الحديث.