المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

(17)   ‌ ‌كتاب الجهاد من الصحاح: 920 2854 - قال رسول الله صلى الله - تحفة الأبرار شرح مصابيح السنة - جـ ٢

[ناصر الدين البيضاوي]

فهرس الكتاب

- ‌كتاب الدعوات

- ‌ باب

- ‌ بابذكر الله عز وجل والتقرب إليه

- ‌ بابأسماء الله تعالى

- ‌ بابثواب التسبيح والتحميد والتهليل

- ‌ بابالاستغفار والتوبة

- ‌فصل

- ‌ بابما يقول عند الصباح والمساء والمنام

- ‌ بابالدعوات في الأوقات

- ‌ بابالاستعاذة

- ‌ بابجامع الدعاء

- ‌كتاب الحج

- ‌ بابالمناسك

- ‌ بابالإحرام والتلبية

- ‌ بابقصة حجة الوداع

- ‌ بابدخول مكة والطواف

- ‌ بابالوقوف بعرفة

- ‌ بابالدفع من عرفة والمزدلفة

- ‌ بابرمي الجمار

- ‌ بابالهدي

- ‌ بابالحلق

- ‌فصل

- ‌ بابالخطبة يوم النحر ورميأيام التشريق والتوديع

- ‌ بابما يجتنبه المحرم

- ‌ بابالمحرم يجتنب الصيد

- ‌ بابالإحصار وفوت الحج

- ‌ بابحرم مكة حرسها الله

- ‌ بابحرم المدينة على ساكنهاالصلاة والسلام

- ‌كتاب البيوع

- ‌ بابالكسب وطلب الحلال

- ‌ بابالمساهلة في المعاملة

- ‌ بابالخيار

- ‌ بابالربا

- ‌ بابالمنهي عنها من البيوع

- ‌فصل

- ‌ بابالسلم والرهن

- ‌ بابالاحتكار

- ‌ بابالإفلاس والإنظار

- ‌ بابالشركة والوكالة

- ‌ بابالغصب والعارية

- ‌ بابالشفعة

- ‌ بابالمساقاة والمزارعة

- ‌ بابالإجارة

- ‌ بابإحياء الموات والشرب

- ‌ بابالعطايا

- ‌فصل

- ‌ باباللقطة

- ‌ بابالفرائض

- ‌ بابالوصايا

- ‌كتاب النكاح

- ‌ بابالنظر إلى المخطوبة وبيان العورات

- ‌ بابالولي في النكاح واستئذان المرأة

- ‌ بابإعلان النكاح والخطبة والشرط

- ‌ بابالمحرمات

- ‌ بابالمباشرة

- ‌ بابالصداق

- ‌ بابالوليمة

- ‌ بابالقسم

- ‌ بابعشرة النساء وما لكلواحدة من الحقوق

- ‌ بابالخلع والطلاق

- ‌ بابالمطلقة ثلاثا

- ‌فصل

- ‌ باباللعان

- ‌ بابالعدة

- ‌ بابالاستبراء

- ‌ بابالنفقات وحق المملوك

- ‌ باببلوغ الصغير وحضانته في الصغر

- ‌كتاب العتق

- ‌ بابإعتاق العبد المشترك وشراء القريبوالعتق في المرض

- ‌ بابالأيمان والنذور

- ‌فصلفي النذور

- ‌كتاب القصاص

- ‌ بابالديات

- ‌ بابما لا يضمن من الجنايات

- ‌ بابالقسامة

- ‌ بابقتل أهل الردة والسعاة بالفساد

- ‌كتاب الحدود

- ‌ بابقطع السرقة

- ‌ بابالشفاعة في الحدود

- ‌ بابحد الخمر

- ‌ بابلا يدعى على المحدود

- ‌ بابالتعزير

- ‌ باببيان الخمر ووعيد شاربها

- ‌كتاب الإمارة والقضاء

- ‌ بابما على الولاة من التيسير

- ‌ بابالعمل في القضاء والخوف منه

- ‌ بابرزق الولاة وهداياهم

- ‌ بابالأقضية والشهادات

- ‌كتاب الجهاد

- ‌ بابإعداد آلة الجهاد

الفصل: (17)   ‌ ‌كتاب الجهاد من الصحاح: 920 2854 - قال رسول الله صلى الله

(17)

‌كتاب الجهاد

من الصحاح:

920 2854 - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من آمن بالله وبرسوله، وأقام الصلاة، وصام رمضان، كان حقا على الله أن يدخله الجنة، جاهد في سبيل الله أو جلس في أرضه التي ولد فيها " قالوا: أفلا نبشر الناس؟ قال: " إن في الجنة مئة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله، ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض، فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس، فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة، وفوقه عرش الرحمن، ومنه تفجر أنهار الجنة "

(كتاب الجهاد)

(من الصحاح):

" وفي حديث أبي هريرة - وهو المصدر به الكتاب -: فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس، فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة ".

ص: 577

أي: خير طبقات الجنة وأعلاها، مأخوذ من: الوسط، الذي هو أبعد من الخلل والآفات من الأطراف.

921 -

2856 - وقال: " انتدب الله لمن خرج في سبيله لا يخرجه إلا إيمان بي، وتصديق برسلي، أن أرجعه بما نال من أجر أو غنيمة، أو أدخله الجنة "

" وعنه أنه عليه الصلاة والسلام قال: انتدب الله لمن خرج في سبيله لا يخرجه إلا إيمان بي وتصديق برسلي أن أرجعه بما نال من أجر أو غنيمة وأدخله الجنة "

" انتدب الله " أي: تكفل وضمن، وأصله: الاستجابة، يقال: ندبته فانتدب، وكأن المجاهد في سبيل الله الذي لا غرض له في جهاده سوى التقرب إلى الله تعالى والإيمان والتصديق برسله فيما أخبروه به أنه قربة إلى الله ووصلة ينال بها الدرجات العلى، تعرض بجهاده لطلب النصر والمغفرة، فأجاب الله تعالى بغيته، ووعد له إحدى الحسنيين، إما السلامة والرجوع بالأجر والغنيمة، وإما الوصول إلى الجنة والفوز بمرتبة الشهادة.

***

ص: 578

922 -

2860 - وقال: " رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه، وإن مات جرى عليه عمله الذي كان يعمله، وأجري عليه رزقه، وأمن الفتان "

" وعن سلمان الخير: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه، وإن مات جرى عليه عمله الذي كان يعمله، وأجري عليه رزقه، وأمن الفتان "

(الرباط): المرابطة، وهو أن يربط هؤلاء خيولهم في ثغرهم، هؤلاء خيولهم في ثغرهم، ويكون كل منهم معدا لصاحبه، متربصا لقصده، ثم اتسع فيها، فأطلقت على ربط الخيل واستعدادها لغزو العدو حيث كان وكيف كان، وقد يتجوز به للمقام بأرض والتوقف فيها، وهو في الحديث يحتمل كل واحد من المعنيين.

قوله: " وإن مات " أي: المرابط، أضمره وإن لم يجر ذكره، لدلالة (الرباط) عليه.

" جرى عليه عمله الذي كان يعمل " أي: لا ينقطع أجره وثوابه، كما روى فضالة بن عبيد: أنه عليه الصلاة والسلام قال: " كل ميت يختم على عمله، إلا الذي مات مرابطا في سبيل الله، فإنه ينمي له عمله إلى يوم القيامة، ويأمن فتنة القبر ".

ص: 579

وهو معنى قوله في هذا الحديث: " وأمن الفتان" أي: عذاب القبر، أو الذي يفتن المقبور فيغلبه، وقيل: أراد به الدجال، وقيل: الشيطان، فإنه يفتن الناس بخدعه إياهم، وتزيين المعاصي لهم.

923 -

2863 - وقال: " من خير معاش الناس لهم، رجل ممسك عنان فرسه في سبيل الله يطير على متنه، كلما سمع هيعة أو فزعة طار عليه يبتغي القتل والموت مظانة، أو رجل في غنيمة في رأس شعفة من هذه الشعف أو بطن واد من هذه الأودية يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويعبد ربه حتى يأتيه اليقين، ليس من الناس إلا في خير "

" وعن أبي هريرة أنه عليه الصلاة والسلام قال: من خير معاش الناس لهم رجل ممسك عنان فرسه في سبيل الله يطير على متنه، كلما سمع هيعة أو فزعة طار عليه يبتغي القتل والموت مظانه، أو رجل في غنيمة في رأس شعفة من هذه الشعف أو بطن واد من هذه الأوية، يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويعبد ربه حتى يأتيه اليقين، ليس من الناس إلا في خير ".

ص: 580

(المعاش): التعيش، يقال: عاش الرجل معاشا ومعيشا، وما يعاش به فيقال له: معاش ومعيش، كـ (معاب ومعيب) ، و (ممال ومميل) ، وفي الحديث يصح تفسيره بهما.

و" رجل " رفع بالابتداء على حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه، أي: معاش رجل هذا شأنه من خير معاش الناس لهم.

" يطير على متنه " أي: يسرع راكبا على ظهره، مستعار من طيران الطائر.

و" الهيعة ": الصيحو التي يفزع منها ويجبن، من:(هاع يهيع هيعا): إذا جبن، و (الفزعة) هاهنا فسر بالاستعاثة، من:(فزع): إذا استغاث وأصل الفزع: شدة الخوف.

" فينبغي القتل أو الموت مظانه " أي: لا يبالي ولا يتحرز منه، بل يطلبه حيث يظن أنه يكون، و (مظان) جمع: مظنة، وهي الموضع الذي يعهد فيه الشيء ويظن أنه فيه. ووحد الضمير في (مظانه) إما لأن الحاصل والمقصود منهما واحد، أو لأنه اكتفى بإعادة الضمير إلى الأقرب، كما اكتفى به في قوله تعالى:{والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها} [التوبة: 34] ،

" أو رجل في غنيمة " أي: معاشه، والظرف متعلق به إن جعل مصدرا، أو بمحذوف هو صفة لـ (رجل)، و (غنيمة) تصغير: غنم وهو مؤنث سماعي، ولذلك صغرت بالتاء.

ص: 581

و (الشعفة): رأس الجبل " من هذه الشعف " يريد به الجنس لا العهد.

و" اليقين ": الموت، سمي به لتحقق وقوعه.

وقوله: " ليس من الناس إلا في خير " أي: ليس في شيء من أمور الناس إلا في خير، يسلم الناس منه، ويسلم هو منهم، أو: ليس هو في حال من أحوالهم إلا في خير، أو ليس معدودا منهم إلا في عداد الخير.

924 -

2864 - وقال: " من جهز غازيا في سبيل الله فقد غزا، ومن خلف غازيا في أهله فقد غزا "

" وفي حديث زيد بن خالد الجهني: ومن خلف غازيا في أهله فقد غزا "

يقال: خلفه في أهله: إذا قام مقامه في إصلاح حالهم ومحافظة أمرهم، أي: من تولى أمر الغازي وناب منابه في مراعاة أمره زمان غيبته شاركه في الثواب، لأن لإفراغ الغازي له واشتغاله بسبب قيامه بأمر عياله وكأنه مسبب من فعله.

925 -

2869 - وقال: " لا يكلم أحد في سبيل الله - والله أعلم بمن يكلم في سبيله - إلا جاء يوم القيامة وجرحه يثعب دما، اللون

ص: 582

لون الدم والريح ريح المسك "

وفي حديث أبي هريرة: " وجرحه يثعب "

أي: ينفجر منه الدم، يقال: ثعبت الماء فانثعب: إذا فجرته فانفجر، أسند الفعل إلى (الجرح) لأنه السبب فيه.

926 -

2871 - وسئل عبد الله بن مسعود عن هذه الآية: {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقزن} قال: إنا قد سألنا عن ذلك فقال: " أرواحهم في جوف طير خضر لها قناديل معلقة بالعرش، تسرح من الجنة حيث شاءت ، ثم تأوي إلى تلك القناديل، فاطلع عليهم ربهم اطلاعة فقال: هل تشتهون شيئا؟ قالوا: أي شيء نشتهي ونحن نسرح من الجنة حيث شئنا! ففعل ذلك بهم ثلاث مرات، فلما رأوا أنهم لن يتركوا من أن يسألوا، قالوا: يا رب نريد أن ترد أرواحنا في أجسامنا حتى نقتل في سبيلك مرة أخرى، فلما رأى أن ليس لهم حاجة تركوا "

" وسئل عبد الله بن مسعود عن هذه الآية: {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم} قال: إنا قد سألنا عن ذلك، فقال: أرواحهم في جوف طير خضر، لها قناديل معلقة بالعرش، تسرح من الجنة حيث شاءت، ثم تأوي إلى تلك القناديل، فاطلع إليهم ربهم

ص: 583

اطلاعة فقال: هل تشتهون شيئا؟ قالوا: أي شيء نشتهي؟ ونحن نسرح من الجنة حيث شئنا ففعل بهم ثلاث مرات، فلما رأوا أنهم لم يتركوا من أن يسألوا قالوا: يا رب! نريد أن ترد أرواحنا في أجسامنا حتى نقتل في سبيلك مرة أخرى، فلما رأى أن ليس لهم حاجة تركوا "

المسؤول والمجيب هو الرسول صلوات الله وسلامه عليه، وفي " قال " ضمير له، وتدل عليه قرينة الحال، فإن ظاهر حال الصحابي أن يكون سؤاله واستكشافه عن الرسول صلى الله عليه وسلم، لاسيما في تأويل آية هي من المتشابهات، وما هو من أحوال المعاد، فإنها غيب صرف لا يمكن معرفته إلا بالوحي، ولكونه بهذه المثابة من التعين أضمر من غير أن يسبق ذكره.

وقوله: " أرواحهم في أجواف طير خضر " أي: يخلق لأرواحهم بعد ما فارقت أبدانهم هياكل على تلك الهيئة تتعلق بها، وتكون خلفا عن أبدانهم، فيتوسلون بها إلى نيل ما يشتهون من لذائذ الجنة.

و" اطلاع الله عليهم، واستفهامه عما يشتهونه مرة بعد أخرى): مجاز عن مزيد تلطفه بهم، وتضاعف فضله عليهم.

ص: 584

وإنما قال: " اطلاعة " ليدل على أنه ليس من جنس اطلاعنا على الأشياء، وعداه بـ (إلى) ، وحقه أن يعدي بـ (على) لتضمنه معنى الانتهاء.

والمراد بقوله: " فلما رأوا أنهم لم يتركوا

" إلى آخره: أنه لا يبقى لهم متمنى ولا مطلوب أصلا غير أن يرجعوا إلى الدنيا، فيستشهدوا ثانيا، لما رأوا بسببه من الشرف والكرامة.

هذا وإن الحديث تمثيل وتخييل لحالهم وما هم عليه من البهجة والسعادة، شبه لطافتهم وبهاءهم، وتمكنهم من التلذذ بأنواع المشتهيات، والتبوء من الجنة حيث شاؤوا، وقربهم من الله تعالى، وانخراطهم في غمار الملأ الأعلى الذين هم حول عرش الرحمن = بما إذا كانوا في أجواف طير خضر، تسرح إلى الجنة حيث شاءت، وتأوي إلى قناديل معلقة بالعرش، وشبه حالهم في استجماع اللذائذ وحصول جميع المطالب بحال من يبالغ ويشدد عليه ربه المتفضل المشفق عليه غاية التفضل والإشفاق، القادر على جميع الأشياء، يسأل منه مطلوبا، ويكرر مرة بعد أخرى، بحيث لا يرى بدا من السؤال، فلم ير شيئا ليس له أن يسأله إلا أن يرد إلى الدنيا، فيقتل في سبيل الله مرة أخرى، والعلم عند الله تعالى.

927 -

2874 - وقال: " يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر يدخلان الجنة، يقاتل هذا في سبيل الله فيقتل ثم يتوب الله

ص: 585

على القاتل فيستشهد "

" وفي حديث أبي هريرة: يضحك الله إلى رجلين "

أي: يرضى ويلطف كالمنبسط إليهما المستعجب لحالهما، مأخوذ من قولهم: ضحكت إلى فلان: إذا انبسطت إليه، وتوجهت إليه توجه طلق.

928 -

2876 - عن أنس رضي الله عنه: أن الربيع بنت البراء - وهي أم حارثة بن سراقة - أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا نبي الله! ألا تحدثني عن حارثة، وكان قتل يوم بدر أصابه سهم غرب، فإن كان في الجنة صبرت، وإن كان غير ذلك اجتهدت عليه في البكاء، قال:" يا أم حارثة! إنها جنان في الجنة، وإن ابنك أصاب الفردوس الأعلى "

" وفي حديث أنس: أصابه سهم غرب "

أي: لا يدرى راميه، فقال:" أصابه سهم غرب " و" سهم غرب " بالصفة والإضافة، وبسكون الراء وفتحها بمعنى، وقيل: إذا أضيف فمعناه: أنه رمى به غيره فأصابه، وأصل التركب للغيبة والخفاء.

929 -

2877 - عن أنس رضي الله عنه قال: انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم

ص: 586

وأصحابه حتى سبقوا المشركين إلى بدر، وجاء المشركون فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" قوموا إلى الجنة عرضها السماوات والأرض، قال عمير بن الحمام: بخ بخ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما يحملك على قولك: بخ بخ؟ " قال: لا والله يا رسول الله! إلا رجاء أن أكون من أهلها، قال: " فإنك من أهلها "، قال: فأخرج تمرات فجعل يأكل منهن ثم قال: لئن أنا حييت حتى آكل تمراتي إنها لحياة طويلة، قال: فرمى بما كان معه من التمر ثم قاتلهم حتى قتل "

" وفي حديثه الآخر: فاخترج تمرات "

أي: أخرجها، يقال: اخترجه الأمير من السجن: إذا أخرجه منه.

930 -

2878 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما تعدون الشهيد فيكم؟ قالوا: يا رسول الله من قتل في سبيل الله، قال: إن شهداء أمتي إذا لقليل! من قتل في سبيل الله فهو شهيد، ومن مات في سبيل الله فهو شهيد، ومن مات في الطاعون فهو شهيد، ومن مات في البطن فهو شهيد ".

" وفي حديث أبي هريرة: ما تعدون الشهيد فيكم؟ "

استفهم عن " الشهيد " بـ" ما " وكان من حقه أن يستفهم عنه بـ (من) كما أجيب به، ولكن لما كان السؤال عن الحال التي ينال بها المؤمن رتبة

ص: 587

الشهادة، ويستأهل بها أن يقال: إنه شهيد، لا عن ذاته استفهم عنها بـ (ما) و (الشهيد): فعيل من: الشهود، بمعنى: مفعول، لأن الملائكة تحضره، وتشهد له بالفوز والكرامة، أو بمعنى: فاعل، لأنه يلقى ربه ويحضر عنده، كما قال تعالى:{والشهداء عند ربهم} [الحديد: 19]، أو من: الشهادة، فإنه بين صدقه في الإيمان والإخلاص في الطاعة ببذل النفس في سبيل الله، أو يكون تلو الرسل في الشهادة على الأمم يوم القيامة.

ومن مات بالطاعون، أو بوجع في بطن ملحق بمن قتل في سبيل الله، لمشاركته إياه في بعض ما ينال من الكرامة، بسبب ما كابده من الشدة، لا في جملة الأحكام والفضائل

931 -

2879 - وقال: " ما من غازية أو سرية تغزو فتغنم وتسلم إلا كانوا قد تعجلوا ثلثي أجورهم، وما من غازية أو سرية تخفق وتصاب إلا تم أجورهم "

" عن عبد الله بن عمرو: أنه عليه الصلاة والسلام قال: ما من غازية أو سرية تغزو فتغنم، وتسلم إلا كانوا قد تعجلوا ثلثي أجورهم، وما من غازية أو سرية تخفق وتصاب إلا تم أجورهم "

أنث " غازية " على تأويل الجماعة أو الفئة، والغزو في الأصل:

ص: 588

القصد، وفي العرف: الخروج إلى محاربة العدو، وفي الشرع: الخروج إلى محاربة الكفار.

و (السرية): القطعة من الجيش، و"أو" إن كان من لفظ الرسول - صلوات الله وسلامه عليه - فمعناه: أن الحكم المذكور شامل للجنس بأسره وللبعض منه، وإن كان من الراوي فلشكه في العبارة.

و" تخفق " من: أخفق الجيش: إذا لم يصب غنيمته، وحقيقته: وجدت الغنيمة خافقة غير ثابتة، فهو من باب (أجبنته وأبخلته) والمعنى: أن من غزا الكفار، فرجع سالما غانما فقد تعجل واستوفى ثلثي أجره، وهما السلامة والغنيمة في الدنيا، وبقي له ثلث الأجر يناله في الآخرة، بسبب ما قصد بغزو، ومحاربة أعداء الله ونصر دينه، ومن غزا، فأصيب في نفسه بقتل أو جرح، ولم يصادف غنيمة فأجره باق بكماله، لم يستوف منه شيئا، فيوفى عليه بكماله في الآخرة.

932 -

2883 - عن عبد الله بن عمرو قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاستأذنه في الجهاد، فقال:" أحي والدك؟ " قال: نعم، قال: ففيهما فجاهد "

وفي رواية: " فارجع إلى والديك فأحسن صحبتهما ".

ص: 589

" وفي حديث الآخر: ففيهما فجاهد "

أي: المجاهدة والسعي في خدمة الوالدين أهم لك من الجهاد، فإنها فرض عين عليك، والجهاد ليس كذلك، فجاهد في أمرهما، وفيه: دليل على أن للوالدين منع الولد من الجهاد، وهذا إذا لم يتعين، وكانا مسلمين.

933 -

2884 - وعن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم الفتح: " لا هجرة بعد الفتح، ولكن جهاد ونية، وإذا استنفرتم فانفروا "

" وعن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم الفتح: لا هجرة بعد الفتح

الظاهر أنه أراد به نفي الهجرة من مكة، لأن الهجرة عنها إنما كانت مأمورا لأنها كانت دار كفر، فلما فتحت وصارت دار إسلام لم يبق للهجرة عنها أثر شرعا، لا نفيها مطلقا، لما روي أنه عليه الصلاة والسلام قال:" لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة " ولقيام المعنى الداعي إليها بالنسبة إلى بلاد الكفار من أهل الحرب.

934 -

2885 - عن عمران بن حصين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوأهم،

ص: 590

حتى يقاتل آخرهم المسيح الدجال "

(من الحسان):

" وفي حديث عمران بن حصين: يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوأهم "

أي: غالبين على من خاصمهم وعاداهم، و (المناوأة): المعاداة، من: النوء، فإن كلا من المتعاديين ينهض إلى قتال صاحبه.

935 -

2886 - عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من لم يغز ولم يجهز غازيا، أو يخلف غازيا في أهله بخير، أصابه الله بقارعة قبل يوم القيامة "

" وفي حديث أبي أمامة: أصابه الله بقارعة "

أي: شدة من الشدائد، يقرعه، أي: يدقه، ولذلك سميت القيامة: قارعة.

936 -

2888 - عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، واضربوا الهام، تورثوا الجنان " غريب.

" وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفشوا السلام، وأطعموا

ص: 591

الطعام، واضربوا السهام تورثوا الجنان "

(إفشاء السلام): إظهاره ورفع الصوت به، أو: إشاعته بأن تسلم على من تراه عرفته أو لم تعرفه، والمراد بـ (ضرب الهام): الجهاد، ولما كانت أفعالهم هذه تخلف عليهم الجنان فكأنهم ورثوها منها.

937 -

2890 - وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من قاتل في سبيل اله فواق ناقة، فقد وجبت له الجنة، ومن جرح جرحا في سبيل الله أو نكب نكبة، فإنها تجيء يوم القيامة كأغزر ما كانت، لونها الزعفران وريحها المسك، ومن خرج به خراج في سبيل الله فإن عليه طابع الشهداء "

" وفي حديث معاذ بن جبل: من قاتل في سبيل الله فواق ناقة "

أي: قدره، وهو - بالفتح والضم - زمان ما بين الحلبتين، فإن النوق تحلب، ثم تترك سويعة يرتضعها الفصيل لتدر، ثم تحلب مرة ثانية.

وفيه: " من خرج به خراج في سبيل الله " أي: ما يخرج من البدن كسلعة أو دمل، فإن عليه طابع الشهداء، أي: ختمهم، يريد به علامة الشهداء وأمارتهم.

***

ص: 592

938 -

2895 - عن أبي هريرة قال: مر رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بشعب فيه عيينة من ماء عذبة فأعجبته، فقال: لو اعتزلت الناس فأقمت في هذا الشعب، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: لا تفعل! فإن مقام أحدكم في سبيل الله أفضل من صلاته في بيته سبعين عاما، ألا تحبون أن يغفر الله لكم ويدخلكم الجنة، اغزوا في سبيل الله، من قاتل في سبيل الله فواق ناقة وجبت له الجنة "

" وفي حديث أبي هريرة: مر رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بشعب فيه عيينة من ماء عذبة "

" عيينة " تصغير: (عين)، و (عذبة): صفة لها، وفي أكثر النسخ:" غيضة من ماء " فإن صحت الرواية بها فالمعنى: غيضة كائنة من ماء، وهي الأجمة، من: غاض الماء: إذا نضب، فإنها مغيض ماء يجتمع فيه الشجر، والجمع: غياض وأغياض.

939 -

2898 - عن عبد الله بن حبشي: أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل: أي: الأعمال أفضل؟ قال: " إيمان لا شك فيه، وجهاد لا غلول فيه، وحجة مبرورة " قيل: فأي الصلاة أفضل؟ قال: " طول القيام " ؤقيل: فأي الصدقة أفضل؟ قال: " جهد المقل "، قيل: فأي الهجرة أفضل؟ قال: " من هجر ما حرم الله عليه " قيل: فأي الجهاد أفضل؟

ص: 593

قال: " من جاهد المشركين بماله ونفسه "، قيل: فأي القتل أشرف؟ قال: " من أهريق دمه وعقر جواده ".

" وفي حديث عبد الله بن حبشي قال: جهد المقل "

أي: بذل الفقير، لأنه يكون بجهد ومشقة لقلة ماله، وإنما يجوز له الإنفاق إذا قدر على الصبر، ولم يكن له عيال تضيع بإنفاقه.

وفيه: " عقر جواده " أي: هلك.

940 -

2902 - وعن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ليس شيء أحب إلى الله من قطرتين وأثرين: قطرة دمع من خشية الله، وقطرة دم يهراق في سبيل الله، وأما الأثران: فأثر في سبيل الله، وأثر في فريضة من فرائض الله تعالى "غريب

" وفي حديث أبي أمامة: وأما الأثران: فأثر في سبيل الله، وأثر في فريضة من فرائض الله تعالى ".

(الأثر) - بفتحتين -: ما بقي من الشيء دالا عليه، والمراد بـ (الأثرين): آثار خطى الماشي في سبيل الله، والساعي في فريضة من فرائض الله، أو ما يبقى على المجاهد من أثر الجراحات، وعلى

ص: 594

الساعي المتعب في أداء الفرائض والقيام بها والكد فيها من علامات ما أصابه فيها، كاحتراق الجبهة من حر الرمضاء التي يسجد عليها، وانفطار الأقدام من برد الماء الذي يتوضأ به.

941 -

2903 - عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تركب البحر إلا حاجا أو معتمرا أو غازيا في سبيل الله، فإن تحت البحر نارا وتحت النار بحرا "

" وعن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تركب البحر إلا حاجا أو معتمرا أو غازيا في سبيل الله، فإن تحت البحرنارا وتحت النار بحرا "

يريد أن العاقل ينبغي ألا يلقي نفسه إلى المهالك، ويوقعها مواقع الأخطار إلا لأمر ديني يتقرب إلى الله تعالى، أو يحسن بذل النفس فيه وإيثاره على الحياة.

وقوله: " فإن تحت البحر نارا وتحت النار بحرا ": يريد به تهويل شأن البحر، وتعظيم الخطر في ركوبه، فإن راكبه متعرض للآفات والمهالك المتراكمة بعضها فوق بعض، لا يؤمن من الهلاك عليه، ولا يرجى خلاصه، فإن أخطأته ورطة منها جذبته أخرى بمخالبها، وكان الغرق رديف الحرق، والحرق رديف الغرق.

***

ص: 595

942 -

2904 - عن أم حرام عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " المائد في البحر الذي يصيبه القيء له أجر شهيد، والغريق له أجر شهيدين "

" وفي حديث أم حرام: المائد في البحر الذي يصيبه القيء "

" المائد " أي: المائل، يقال: ما الرجل يميد: إذا مال، وفي القرآن:{أن تميد} [النحل: 15] ،

945 -

2905 - عن أبي مالك الأشعري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من فصل في سبيل الله فمات، أو قتل، أو وقصه فرسه أو بعيره، أو لدغته هامة، أو مات على فراشه بأي حتف شاء الله فإنه شهيد، وإن له الجنة" وفي حديث أبي مالك الأشعري: أو وقصه فرسه "

أي: رماه من ظهره فأهلكه، وأصل الوقص: كسر العنق.

" أو لدغته هامة " أي: دويبة مؤذية.

" أو مات على فراشه بأي حتف " أي: بأي نوع من أنواع الموت، يقال: مات فلان حتف أنفه: إذا مات من غير قتل بجارح أو مثقل، لأنهم يتوهمون أن من مات كذلك زهقت نفسه من أنفه.

***

ص: 596

944 -

2906 - عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " قفلة كغزوة "

" وعن عبد الله بن عمر [و] رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قفلة كغزوة "

أي: يثاب الغازي بقفوله ورجوعه إلى أهله كما يثاب بغزوه وخروجه إلى العدو، لأن حركات القفول من توابع الغزو ومقتضياته، فيكون كحركات الغزو في استدعاء الأجر وإيجاب الثواب، وقيل: أراد بالقفلة الكرة على العدو بعد ما انفصل عنه فرارا أو لغيره.

945 -

2907 - وقال: " للغازي أجره، وللجاعل أجره وأجر الغازي "

" وعنه أنه عليه الصلاة والسلام قال: للغازي أجره، وللجاعل أجره وأجر الغازي "

يريد بـ (الجاعل): من شرط للغازي جعلا، فله أجر بذل المال الذي جعله جعلا، وأجر الغازي المجعول له، فإنه حصل بسببه.

وفيه: ترغيب للجاعل ورخصة للمجعول له، وللعلماء في جواز أخذ الجعل على الجهاد خلاف، ترخص فيه الزهري ومالك وأصحاب الرأي، ومنعه الشافعي.

ص: 597

ويدل عليه الحديث الذي بعده وهو:

946 -

2908 - عن أبي أيوب سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " ستفتح عليكم الأمصار، وستكون جنود مجندة، يقطع عليكم فيها بعوث، فيكره الرجل البعث فيتخلص من قومه، ثم يتصفح القبائل يعرض نفسه عليهم: من أكفيه بعث كذا، ألا وذلك الأجير إلى آخر قطرة من دمه "

" ما روى أبو أيوب أنه عليه الصلاة والسلام قال: ستفتح عليكم الأمصار، وستكون جنود مجندة، يقطع عليكم فيها بعوث، فيكره الرجل البعث، فيتخلص من قومه، ثم يتصفح القبائل، يعرض نفسه عليهم: من أكفه بعث كذا، ألا وذلك الأجير إلى آخر قطرة من دمه "

فإنه يدل على أن الآخذ له أجير، وليس بغاز،،وإن قتل في الواقعة، لأن ظاهر حاله أن الطنع في هذا الجعل أخرجه، ولم يكن قصده به إعلاء كلمة الله وامتثال أمره، وعلى هذا فتأويل الحديث: أن يحمل الجاعل على الكجهز للغازي والمعين له ببذل ما يحتاج إليه، ويتمكن به من الغزو، من غير استئجار وشرط.

قوله في حديث أبي ايوب: " ستكون جنود مجندة " أي: مجموعة من جند العسكر إذا جمعه.

ص: 598

" تقطع عليكم فيها بعوث " أي: تقدر عليكم في تلك الجنود بعوث، أي: جيوش، بمعنى: يلزمون أن يخرجوا بعوثا تنبعث من كل قوم إلى الجهاد.

" فيتخلص " أي: يخرج منهم طالبا لخلاصه من أن يبعث.

" ثم يتصفح القبائل " أي: يتفحص عنها ويتأمل فيها.

" من أكفه كذا " أي: من يعطيني، أو يشرط لي شيئا فأنبعث بدله وأكفيه البعث.

" ألا وذلك الأجير إلى آخر قطرة من دمه " أي: إلى أن يموت فينقطع دمه، والمراد بذكر هذه الغاية: المبالغة في نفي الغزو عنه، والإقناط الكلي عن أن يكون من عداد الغزاة، ويستحق من أجورهم شئا.

947 -

2911 - وعن معاذ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " الغزو غزوان: فأما من ابتغى وجه الله، وأطاع الإمام، وأنفق الكريمة، وياسر الشريك، واجتنب الفساد، فإن نومه ونبهه أجر كله، وأما من غزا فخرا ورياء وسمعة، وعصى الإمام وأفسد في الأرض، فإنه لم يرجع بالكفاف "

" وعن معاذ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الغزو غزوان: فأما من

ص: 599

ابتغي وجه الله، وأطاع الإمام، أنفق الكريمة، وياسر الشريك، واجتنب الفساد، فإن نومه ونبهه أجر كله، وأما من غزا فخرا ورياء وسمعة، وعصى الإمام وأفسد في الأرض فإنه يرجع بالكفاف "

" الغزو غزوان " غزو على ما ينبغي، وغزو على ما لا ينبغي، فاقتصر الكلام، واستغنى بذكر الغزاة وعد أصنافها، وشرح حالهم وبيان أحكامهم، عن ذكر القسمين وشرح كا واحد منهما مفصلا.

قوله: " وأطاع الإمام " أي: في غزوه، فأتى به على نحو ما أمره.

و" أنفق الكريمة " أي: المختار من ماله، وقيل: نفسه.

" وياسر الشريك " أي: ساهل الرفيق واستعمل اليسر معه، نفعا بالمعونة، وكفاية للمؤونة.

" واجتنب الفساد " أي: لم يتجاوز المشروع في القتل والنهب والتخريب.

" فإن نومه ونبهه " أي: يقظته.

" أجر كله " أي: ذو أجر وثواب.

والمعنى: أن من كان هذا شأنه كان جميع حالاته من الحركة والسكون والاستراحة والانتباه مقتضية للأجر، جالبة للثواب، وأن من حاله على خلاف ذلك " لم يرجع بالكفاف " أي: الثواب، مأخوذ من: كفاف الشيء وهو خياره، أو من: الرزق، أي: لم يرجع بخير أو بثواب يعينه يوم القيامة.

***

ص: 600