الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
دنوا إلا ازداد من الله بعدا "
" عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من سكن البادية جفا، ومن اتبع الصيد غفل، ومن أتى السلطان افتتن "
" جفا " الرجل: إذا غلط قلبه وقسا، ولم يرق لبر وصلة رحم، وهو الغالب على سكان البوادي، لبعدهم عن أهل العلم، وقلة اختلاطهم بالناس، فصارت طباعهم كطباع الوحوش، وأصل التركيب للنبو عن الشيء.
وغفلة التابع للصيد: إما لحرصه الملهي، أو لشبهه بالسباع، وانجذابه عن الترحم والرقة.
وافتتان المتقرب إلى السلطان ليس مما يخفى، فإنه إن وافقه فيما يأتيه ويذره فقد خاطر على دينه ، وإن خالفه فقد خاطر على روحه.
…
2 -
باب
ما على الولاة من التيسير
من الصحاح:
901 -
2805 - وقال: " لكل غادر لواء يوم القيامة يعرف به "
وقال: " لكل غادر لواء عند استه يوم القيامة، ألا ولا غادر أعظم غدرا من أمير عامة "
(باب ما على الولاة من التيسير)
(من الصحاح):
" عن أبي سعيد الخدري أنه عليه الصلاة والسلام قال: لكل غادر لواء عند استه يوم القيامة، ألا ولا غادر أعظم غدرا من أمير العامة "
الغدر في الأصل: ترك الوفاء، وهو شائع في أن يغتال الرجل من عهده وأمنه، والمعنى: أن الغادر ينصب وراءه لواء يوم القيامة تشهيرا له بالغدر، وإخزاء وتفضيحا على رؤوس الأشهاد.
وإنما قال: " عند استه " استخفافا بذكره، واستهانة لأمره ، أو لأنه لما كان أمارة الوفاء وحسن العهد رواء الوجه وبهاؤه ناسب أن تكون علامة الغدر ولواؤه فيما هو كالمقابل له وضده.
يريد بـ (أمير العامة): من قدمه العوام وسفلات الناس، ولم يكن له استحقاق، ولا لأهل الحل والعقد من خواص الناس عليه اتفاق، وإنما عظم غدره وفضله على سائر أنواع الغدر، لأنه نقض عهد الله ورسوله بتولي ما لا يستعده، ومنعه عمن يستحقه ، وعهود المسلمين بالخروج على إمامهم والتغلب على نفوسهم وأموالهم.
…
من الحسان:
902 -
2807 - عن عمرو بن مرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
من ولاه الله شيئا من أمر المسلمين، فاحتجب دون حاجتهم وخلتهم وفقرهم، احتجب الله دون حاجته وخلته وفقره " وفي رواية:" أغلق الله أبواب السماء دون خلته وحاجته ومسكنته "
(من الحسان):
" عن عمرو بن مرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من ولاه الله شيئا من أمور المسلمين، فاحتجب دون حاجتهم وخلتهم وفقرهم، احتجب الله دون حاجته وخلته وفقره "
المراد باحتجاب الوالي: أن يمنع أرباب الحوائج والمهمات أن يلجوا عليه فيعرضوها، ويعسر عليهم إنهائها ، واحتجاب الله تعالى: أن لا يجيب دعوته، ويخيب آماله.
والفرق بين الحاجة والخلة والفقر:
أن الحاجة: ما يهتم به الإنسان، وأن يبلغ حد الضرورة، بحيث لو لم يحصل لاختل به أمره.
و (الخلة): ما كان كذلك، مأخوذة من الخلل ، ولكن ربما لم يبلغ حد الاضطرار، بحيث لو لم يوجد لامتنع التعيش.
و (الفقر): وهو الاضطرار إلى ما لا يمكن التعيش دونه، مأخوذ من الفقار، كأنه كسر فقاره، ولذلك فسر الفقير بالذي لا شيء له