الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من الحسان:
548 -
1896 - عن قدامة بن عبد الله بن عامر قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يرمي الجمرة يوم النحر على ناقة له صهباء، ليس ضرب، ولا طرد، وليس قيل: إليك إليك.
(من الحسان):
" عن قدامة بن عبد الله قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يرمي يوم النحر على ناقة صهباء، ليس ضرب ولا طرد، وليس قيل: إليك إليك.
(الصهباء): وهي التي يخالط بياضها حمرة، من:(الصهبة) وهي الشقرة، و"قيل ": مصدر، يقال قلت قيلا وقولا وقالا مقالا ومقالة.
وقوله: " إليك إليك " أي: ضم إليك ثوبك، وتنح عن الطريق.
…
8 -
باب
الهدي
من الصحاح:
549 -
1899 - عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر بذي الحليفة، ثم دعا بناقته، فأشعرها في جنة صفحة سنامها الأيمن، وسلت الدم، وقلدها نعلين، ثم ركب راحلته، فلما استوت
به على البيداء أهل بالحج.
(باب الهدي)
(من الصحاح):
" عن ابن عباس قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر بذي الحليفة، ثم دعا بناقته فأشعرها في صفحة سنامها الأيمن، وسلت الدم [عنها] ، وقلدها نعلين، ثم ركب راحلته، فلما استوت به على البيداء أهل بالحج ".
" دعا بناقته " أي: دعا أن يؤتى بناقته، أي: الناقة التي أراد أن يجعلها هديا، ولعلها كانت من جملة رواحله.
" فأشعرها " أي: أعلمها، من: الشعور، والمعنى: أنه طعن في صفحة سنامها الأيمن حتى يسيل منه الدم، فيعلم أنه هدي.
" وسئلت الدم " أي: قطعه وأماطه، من قولهم: سلتت المرأة خضابها: إذا أزالته، وأصله: القطع، يقال: سلت فلان أنف فلان: إذا قطعه، وكان من عادة أهل الجاهلية إشعار الهدي وتقليده بنعل أو عروة أو لحاء شجرة أو غير ذلك، ليشعر بأنه هدي خارج عن ملك المهدي، فلا يتعرض له السراق وأصحاب الغارات.
فلما جاء الإسلام ورأى عرضهم في ذلك معنى صحيحا قرر ذلك، وذهب أكثر العلماء إلى أن إشعار الهدي وتقليده على ما جاء في الحديث سنة.
وقال أبو حنيفة: يحرم الإشعار.
وقال مالك وأبو يوسف: يشعر في صفحة سنامها اليسرى.
…
550 -
1903 - وقالت عائشة رضي الله عنها: فتلت قلائد بدن النبي صلى الله عليه وسلم بيدي، ثم قلدها وأشعرها، وأهداها، فما حرم عليه شيء كان أحل له.
551 -
1904 - وقالت: فتلت قلائدها من عهن كان عندي، ثم بعث بها مع أبي.
" وقالت عائشة: فتلت قلائد بدن الرسول صلى الله عليه وسلم بيدي، ثم قلدها وأشعرها، وأهداها، فما حرم عليه شيء كان أحل له ".
" وقالت: فتلت قلائدها من عهن كان عندي، ثم بعث بها مع أبي ".
يريد بـ (البدن): البدن التي أهداها وبعث بها مع أبي بر في العام السابق على العام الذي حج بنفسه، ويدل عليه سياق الحديث.
وقولها:" فما حرم عليه شيء كان أحل له ": إنما قالته ردا لما بلغها من فتيا ابن عباس فيمن بعث هديا إلى مكة أنه يحرم عليه ما يحرم على المحرم، حتى يبلغ الهدي محله، وينحر، و (العهن):
الصوف، قيل: هو الموصوف المصبوغ ألوانا، والعهنة: القطعة منه.
…
552 -
1907 - وقال ابن عباس رضي الله عنهما: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بست عشرة بدنة مع رجل وأمره فيها، فقال: يا رسول الله كيف أصنع بما أبدع علي منها؟ قال: " انحرها، ثم اصبغ نعليها في دمها، ثم اجعلها على صفحتها ، ولا تأكل منها أنت ولا أحد من أهل رفقتك ".
" وقال ابن عباس: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بست عشرة بدنة مع رجل وأمره فيها، فقال: يا رسول الله! كيف أصنع بما أبدع علي؟ قال: انحرها ثم اصبغ نعليها في دمها، ثم اجعلها على صفحتها ولا تأكل منها أنت ولا أحد من أهل رفقتك ".
هذا الرجل قيل: إنه ناجية بن جندب الأسلمي.
و" أمره فيها " أي: جعله أميرا فيها.
" بما أبدع علي " أي: عطب، من قولهم: أبدعت الراحلة: إذا انقطعت عن السير بكلال أو ضلع، كأنها أبدعت الراحلة بانقطاعها عما كانت مستمرة عليه من عادة السير أمرا خارجا هما اعتيد منها وألف، وكان أصله: بما أبدع علي منها، فحذف الجار والمجرور
الثاني والراجع إلى الموصول الذي هو فاعل (أبدع) ، وبني الفعل للمفعول وأسند إلى الجار والمجرور الثاني والراجع إلى الموصول الذي هو فاعل أبدع، وبنى الفعل للمفعول وأسند إلى الجار والمجرور الأول، كما أسند من نحو: سير بزيد، وإنما جاز قوع [وقوع] هذه الجملة صلة وهي خالية عن الراجع، لأنها في معنى (عطب) المتضمن له، وقد جاءت الرواية به.
ونظيره: هذا حلو حامض، فإن كل واحد منهما خال عن الراجع، لعدم استقلاله، وإنما صح وقوع المجموع خبرا، لأنه في معنى (المز) المتضمن له، وإنما قال:(علي) والمستعمل: (أبدع بي) ، لأن عطبة كل عليه، وللفرق بين انقطاع الراحلة وانقطاع ما يسوقه.
وقوله: " اصبغ نعليها " أي: النعلين المقلد لهما، ونهى السائق ورفقته عن الأكل منها، قطعا لأطماعهم، حتى لا يحملهم القرم إلى اللحم على الاستعجال في النحر، ودفعا للتهمة عنهم، ولهذا إذا أبدع على المالك في الطريق، فذبحها ليس له ولا أحد من أهل رفقته أن يأكلوا منها، سواء كانوا فقراء أو أغنياء، إذا كان هديا أوجب على نفسه، فإن كان تطوعا فله أن يتموله ويأكل منه، ولا شيء عليه، وهو مذهب الشافعي وغيره من أهل العلم، فإن مجرد التقليد لا يخرجه عن ملكه وتصرفه إلى أن ينحر.
وعن بعض المالكية: أن التقليد كالإيجاب، فيذبحه، ولا يحل له ولا لرفقته أكل شيء منه، فإن أكله هو أو أحد من رفقته حيث
لم يجز لزمه الغرم.
…
553 -
1909 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما: أنه أتى على رجل قد أناخ بدنته ينحرها، فقال: ابعثها قياما مقيدة، سنة محمد صلى الله عليه وسلم.
" وعن ابن عمر رضي الله عنهما: أنه أتى على رجل قد أناخ بدنته ينحرها، قال: ابعثها قياما مقيدة سنة محمد صلى الله عليه وسلم ".
" قياما " بمعنى: قائمة، وقد صحت الرواية بها أيضا، وانتصابه على الحال، والعامل فعل محذوف دل عليه قرينة الحال، أي: انحرها قائمة مقيدة، و" سنة " نصب بعامل مضمر على أنه مفعول به، والتقدير: فاعلا بها، أو: مقتفيا في نحرها سنة محمد عليه الصلاة والسلام، أو مصدر دل على فعله مضمون الجملة السالفة.
…
من الحسان:
554 -
1912 - عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أهدى عام الحديبية في هدايا رسول الله صلى الله عليه وسلم جملا كان لأبي جهل، في رأسه برة من فضة يغيظ بذلك المشركين ".
ويروى: برة من ذهب.
(من الحسان):
" عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أهدى عام الحديبية في هدايا رسول الله جملا كان لأبي جهل، في رأسه برة من فضة، يغيظ بذلك المشركين ".
" عام الحديبية " هي السنة السادسة من الهجرة، توجه فيها رسول الله [إلى] مكة للعمرة، فأحصره المشركون بالحديبية، وهو موضع من أطراف الحل، قصته مشهورة.
و" جملا" نصب بـ"أهدى" و" في هدايا ": صلة له، وكان حقه أن يقول: في هداياه، فوضع المظهر موضع المضمر، وكان ذلك مع أبي جهل بدر، فاغتنم.
" في رأسه برة من فضة " أي: في أنفه حلقة فضة، فإن البلاة هي الحلقة التي تجعل في أنف البعير، لكن لما كان الأنف من الرأس قال:(في رأسه) على الاتساع، قال أبوعلي: وأصلها بروة، لأنها تجمع على برى، مثل: قرية وقرى، وقد تجمع على:(برات) و (برون) ، كـ (ثبات) و (ثبون).
…
555 -
1916 - عن عبد الله بن قرط عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن أفضل الأيام عند الله يوم النحر، ثم يوم القر".
وقال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ببدنات خمس أو ست، فطفقن يزدلفن
إليه بأيتهن يبدأ، فلما وجبت جنوبها، قال: فتكلم بكلمة خفية لم أفهمها، فسألت الذي يليه فقال: قال: " من شاء فليقتطع ".
" عن عبد الله بن قرط، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن أفضل الأيام عند الله يوم النحر، ثم يوم القر ".
" يوم القر": أول أيام التشريق، سمي بذلك لأن الحاج يقرون فيه بمنى، ولا ينفرون عنه، بخلاف اليومين الآخرين، ولعل المقتضي لفضلهما فضل ما يخصهما من وظائف العبادات.
" وعنه قال: أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم ببدنات خمس أو ست، فطففن يزدلفن إليه، بأيتهن يبدأ، فلما وجبت جنوبها قال: فتكلم بكلمة خفية لم أفهمها، فسألت الذي يليه، فقال: قال: من شاء فليقتطع ".
"بدنات" - بفتح الدال - جمع: بدنة.
و" يزدلفن " بمعنى: يتقربن منه ويتقدمن نحوه، وأصله: الزلفة، والدال مبدلة من تاء الافتعال.
وقوله: " فلما وجبت جنوبها " معناه: سقطت جنوبها على الأرض، وهي كناية عن موتها وزهوق روحها، فإنها إذا كانت تنحر قياما كان سقوطها على الأرض حين تزهق روحها وتتقطع قواها.
***