الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(من الحسان):
في حديث عبد الله بن عدي قال: " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم واقفا على الحزورة ". بسكون الزاي وتخفيف الواو، وروي بفتح الزاي وتشديد الواو، وهو موضع كان به سوق مكة، سميت بذلك، لأن فيه تلا صغيرا، و (الحزورة): التل، وجمعها: الحزاورة.
…
15 -
باب
حرم المدينة على ساكنها
الصلاة والسلام
من الصحاح:
578 -
1990 - عن علي رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " المدينة حرام ما بين عير إلى ثور، فمن أحدث فيها حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه صرف ولا عدل، ذمة المسلمين واحدة، يسعى بها أدناهم، فمن أخفر مسلما فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه صرف ولا عدل، ومن والى قوما بغير إذن مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه صرف ولا عدل ".
وفي رواية: " ومن ادعى إلى غير أبيه، أو تولى غير مواليه فعليه
لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه صرف ولا عدل ".
(باب حرم المدينة)
(من الصحاح):
عن علي رضي الله عنه:" المدينة حرام ما بين عير إلى ثور، فمن أحدث فيها حدثا، أو آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه صرف ولا عدل ذمة المسلمين واحدة، يسعى بها أدناهم، فمن أخفر مسلما فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه صرف ولا عدل ومن والى قوما بغير إذن مواليه فعليه لعنة الله
…
لا يقبل منه صرف ولا عدل ".
" عير ": اسم جبل بالمدينة، وقد يقال له أيضا: عائر و" ثور": جبل بمكة فيه الغر الذي لبث فيه - صلوات الله عليه - حين هاجر، وذكر في القرآن، ولم يعرف بالمدينة موضع يقال له: ثور، فقيل: معناه: أن مقدار ما بين عير مكة - وهو عير عدوي - وثورها من المدينة حرام، وقيل: كأن أصله: المدينة حرام ما بين عير إلى أحد أو غيره من أقطار المدينة، فغلط الراوي، ولذلك ترك بعض الرواة بياضا موضع (ثور).
وروى النسفي وابن السكن: " من عير إلى كذا ".
أو سماه الرسول - صلوات الله عليه - ثورا: تشبيها بثور مكة، لوقوعها في مقابلة دبل سمي عيرا، وقيل: أراد بهما مأزمي المدينة، لقوله في حديث أبي سعيد: " وإني حرمت المدينة حراما ما بين
مأزميها " وهما شعبتان تكتنفانها، فشبههما بالجبلين اللذين بمكة، أو لا بتيها، لقوله في حديث أنس:" وإني حرمت ما بين لابتيها "، وهما حرتان بجنبها يكتنفانها، فشبههما بعير وثور، والحرة: الأرض الذي ألبستها حجارة سود، وجمعها: حرار، وجمع اللآبة: لوب ولاب ولابات.
وقوله: " فمن أحدث حدثا " أي: بدعة، وهي في اصطلاح العلماء: ما خالف الكتاب والسنة مفصلا أو مجملا، و (المحدث): المبتدع.
وروي: " أو آوى محدثا " بفتح الدال، ومعناه: من قرر فيه بدعة ومكنها بأن روجها، أو قدر على إماطتها فلم يفعل.
و (الذمة): العهد سمي بها، لأنه يذم متعاطيها على إضاعتها، " يسعى بها ": يتولاها ويذهب بها.
والمعنى: أن ذمة المسلمين واحدة، سواء صدرت من واحد أو أكثر، شريف أو وضيع، فإذا أمن أحد من المسلمين كافرا وأعطاه ذمته لم يكن لأحد نقضه.
" لا يقبل منه صرف ولا عدل " أي: شفاعة ولا فدية، وقيل: صرف مال ولا بدل، وقيل: فريضة ولا نافلة.
قوله: " ومن والى قوما بغير إذن مواليه " قيل: أراد به ولاء الموالاة لا ولاء العتق، لعطفه على قوله:" من ادعى إلى غير أبيه "، وجمع بينهما
بالوعيد في الرواية الأخرى، فإن العتق من حيث إن له لحمة كلحمة النسب، فإذا نسب إلى غير من هو له كان كالداعي الذي تبرأ عمن هو منه، وألحق نفسه بغيره، فيستحق به الدعاء عليه بالطرد والإبعاد عن الرحمة.
وقوله:" بغير إذن مواليه ": ليس لتقييد الحكم بعدم الإذن وقصره عليه، وإنما هو للتنبيه على ما هو المانع، وهو إبطال حق مواليه والإهانة بهم، وإيراد الكلام على ما هو الغالب.
…
579 -
1991 - عن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إني أحرم ما بين لابتي المدينة أن يقطع عضاهها، أو يقتل صيدها، وقال: " لا يدعها أحد رغبة عنها إلا أبدل الله فيها من هو خير منه، ولا يثبت أحد على لأوائها وجهدها إلا كنت له شفيعا أو شهيدا يوم القيامة ".
وفي حديث سعد: " أن يقطع عضاهها".
(العضاه): من أشجار الشوك، واحده: عضاهة.
…
580 -
1992 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا يصبر على لأواء المدينة وشدتها أحد من أمتي إلا كنت له شفيعا يوم القيامة.
" وعن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يثبت على لأوائها وجهدها أحد من أمتي إلا كنت له شفيعا - أو شهيدا - يوم القيامة ".
" لا يثبت ": لا يصبر.
و (اللأواء): شدة العيش، يريد به، ضيق المعيشة، وبـ (الجهد): ما يجدون فيها من شدة الحر وكربة الغربة ونحو ذلك.
والظاهر: أن "أو" في قوله:" كنت له شفيعا أو شهيدا ": للتقسيم لا للشك من الراوي، لأنه روي كذلك عن جمع كثير من الصحابة بطرق مختلفة، فيبعد توافقهم جميعا في الشك فيه، والمعنى: كنت شهيدا للمتقين منهم، وشفيعا للعاصين.
…
581 -
1995 - وري أن سعدا وجد عبدا يقطع شجرا أو يخبطه، فسلبه، فجاءه أهل العبد، فكلموه أن يرد ما أخذ من غلامهم، فقال: معاذ الله أن لأرد شيئا نفلنيه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وروي: " أن سعدا وجد عبدا يقطع شجرا ويخبطه، فسلبه، فجاءه أهل العبد فكلموه أن يرد ما أخذ من غلامهم، فقال: معاذ الله أن أرد شيئا نفلنيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ".
" يخبطه " أي: ينقض أوراقه، وأصل الخبط: الضرب، يقال: خبطت الشجر خبطا: إذا ضربته بعصا ونحوها حتى يسقط ورقه.
والخبط - بفتح الباء - المخبوط كـ (السلب) بمعنى: المسلوب.
وقوله: " فسلبه " أي: أخذ ثيابه.
فـ" كلموه أن يرد " أي: في أن يرد، أو: بأن يرد.
وقوله: " نفلنيه " أي: أعطانيه نفلا، أي: غنيمة، وكان الشافعي يرى في القديم أن من اصطاد صيدا أو يقطع شجرا أخذ سلبه، لهذا الحديث، وهو مذهب أحمد والجمهور، على أنه لا شيء عليه، لأن تحريم المدينة تعظيم حرمتها، دون تحريم صيدها وشجرها.
…
582 -
1996 - وقالت عائشة رضي الله عنها: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وعك أبو بكر وبلال، فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فقال:" اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد، وصححها لنا، وبارك لنا في صاعها ومدها، وانقل حماها، فاجعلها بالجحفة ".
" وفي حديث عائشة: وعك أبو بكر وبلال رضي الله عنهما ".
أي: أخذتهما الحمى وأصابتهما شدتها والرعدة فيها حتى صرعتهما.
…
583 -
1998 - وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يفتح اليمن، فيأتي قوم يبسون، فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم، والمدينة خير لهم لو كانوا
يعلمون، ويفتح الشام، فيأتي قوم يبسون، فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، ويفتح العراق، فيأتي قوم يبسون فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون ".
" وعن سفيان بن أبي زهير الشنوئي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تفتح اليمن، فيأتي قوم يبسون، فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم، والمدينة خير لهم كانوا يعلمون ".
" يبسون ": يسوقون أموالهم، من: البس، وهو سوق بلين، والمعنى: أنه يفتح اليمن، فأعجب قوما بلادها ويلهنيه أهلها، فتحملهم على المهاجرة إليها بأنفسهم وأموالهم حتى يخرجوا منها، والحال أن " المدينة خير لهم ": لأنها حرم الرسول - صلوات الله عليه - وجواره، ومهبط الوحي، ومنزل البركات " لو كانوا يعلمون " ما فيها والإقامة بها من الفوائد الدينية. والعوائد الأخروية، التي يستحقر دونها ما يجدونه من الحظوظ الفانية العاجلة بسبب المهاجرة عنها، والإقامة في غيرها.
…
584 -
1999 - وقال صلى الله عليه وسلم: " أمرت بقرية تأكل القرى، يقولون: يثرب، وهي المدينة، تنفي الناس كما ينفي الكير خبث الحديد ".
" وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أمرت بقرية تأكل
القرى، يقولون: يثرب، وهي المدينة، تنفي الناس كما ينفي الكير خبث الحديد ".
" أمرت بقرية " أي: بنزولها واستيطانها، " تأكل القرى " أي: تغلبها وتظهر عليها، بمعنى: أن أهلها يغلب أهل سائر البلاد فتفتح منها، يقال: أكلنا بني فلان، أي: غلبناهم وظهرنا عليهم، فإن الغالب المستولي على الشيء كالمفني له إفناء الأكل إياه.
و" يثرب " من أسماء المدينة، سميت باسم واحد من العمالقة نزل بها، وكانت تدعى به قبل الإسلام، فلما هاجر الرسول - صلوات الله عليه - كره ذلك، لما فيه من إيهام معنى التثريب أو غيره، فبدله بـ (طابة) و (المدينة)، ولذلك قال:" يقولون يثرب، وهي المدينة " أي: هم كانوا يقولون ذلك، والاسم الحقيق بأن تدعى به هي المدينة، فإنها تليق بأن تتخذ دار إقامة، وهي (فعيلة) من: مدن بالمكان: إذا أقام به.
" تنفي الناس " أي: شرار الناس وهمجمهم، ويدل عليه التشبيه بـ (الكير) ، فإنه ينفي خبث الحديد ورديئه، وقد صرح بهذا المعنى في الأحاديث التي بعدها.
…
585 -
2004 - وقال: " ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال، إلا مكة والمدينة، ليس نقب من أنقابها إلا عليه الملائكة صافين يحرسونها، فينزل السبخة، فترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات،
فيخرج إليه كل كافرومنافق "
" عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال إلا مكة والمدينة، ليس نقب من أنقابها إلا عليه الملائكة صافين يحرسونها، فينزل السبخة، فترتجف الأرض بأهلها ثلاث رجفات، فيخج إليه كل منافق ".
(النقب): الطريق في الجبل.
" فترتجف " أي: تتزلزل وتضطرب، فكأنها تنفض إليه الكافر والمنافق من أقطارها.
…
586 -
2006 - وعن أنس رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قدم من سفر فنظر إلى جدرات المدينة أوضع راحلته، وإن كان على دابة حركها، من حبها.
" وفي حديث أنس: أوضع راحلته.
أي: حركها وأسرعها.
…
587 -
2008 - ويروى أنه قال: " أحد جبل يحبنا ونحبه ".
" وعن أنس: أنه عليه السلام قال: أحد جبل يحبنا ونحبه "
(محبة الحي للجماد): إعجابه وسكون النفس إليه، والمؤانسة به، لما يرى فيه من نفع، و (محبة الجماد للحي): مجاز عن كونه نافعا، إياه سادا بينه وبين ما يؤذيه، ولو لم يجد من أحد سوى ما وجده يوم أحد لكفى في صدق المحبة من الجانبين.
…
من الحسان:
588 -
2011 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من استطاع أن يموت بالمدينة فليمت بها، فإني أشفع لمن يموت بها " صح.
(من الحسان):
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله: " من استطاع أن يموت بالمدينة فليمت بها، فإني أشفع لمن يموت بها ".
أي: من استطاع أن يقيم بالمدينة، حتى يموت إذا جاءه الموت أدركه ثمة " فليمت بها ": أي: فليقم ثمة حتى يموت بها.
***
(11)
كتاب البيوع