الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وهي مغيض ماء تجتمع فيه الشجر، والجمع: غياض وأغياض، و (الفرخ): ولد الطير، والجمع: فراخ وأفراخ، و (الرحم والرحم) كالعسر والعسر مصدر بمعنى الرحمة، والله أعلم.
…
6 -
باب
ما يقول عند الصباح والمساء والمنام
من الصحاح:
485 -
1707 - وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا أوى أحدكم إلى فراشه، فلينفض فراشه بداخله إزاره، فإنه لا يدري ما خلفه عليه، ثم يقول: باسمك ربي وضعت جنبي، وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين "
وفي رواية: " ثم ليضطجع على شقه الأيمن، ثم ليقل: باسمك ".
وفي رواية: " فلينفضه بصنفة ثوبه ثلاث مرات، وليقل: إن أمسكت نفسي فاغفر لها ".
(باب ما يقول عند الصباح والمساء والمنام)
(من الصحاح):
" عن أبي هريرة رضي الله عنه: أنه عليه السلام قال: إذا أوى أحدكم إلى
فراشه فلينفض فراشه بداخلة إزاره، فإنه لا يدري ما خلفه عليه ".
(داخلة الإزار): الحاشية التي تلي الجسد وتمامه، وإنما أمر بالنفض بها لأن المتحول إلى فراشه يحل بيمينه خارجة الإزار، وتبقى الداخلة معلقة فينفض بها.
…
486 – 1708 – عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه نام على شقه الأيمن، ثم قال:" اللهم أسلمت نفسي إليك، ووجهت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ، ولا منجا منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنيبيك الذي أرسلت، وقال رسول الل صلى الله عليه وسلم:" من قالهن، ثم مات تحت ليلته مات على الفطرة ".
وفي رواية: قال رسول الله لرجل: " إذا أويت إلى فراشك فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن، ثم قل: اللهم أسلمت نفسي إليك – بهذا – وقال: " فإن مت من ليلتك مت على الفطرة، وإن أصبحت أصبت خيرا ".
" وعن البراء بن عازب قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه نام على شقه الأيمن، ثم قال: اللهم " الحديث.
" أوى إلى فراشه ": انقلب إليه ليستريح، " نام على شقه الأيمن "،
لأن التيمن في جميع الأمور محبوب، ولأن المباحث الطبية دلت على أن أفضل هيئات النوم وأنفعها أن يبتدئ على اليمين، ثم ينقلب إلى اليسار.
" وألجأت ظهري إليك ": أسندته إليك، كأنه اضطر ظهره إلى ذلك لما علم أن لا سند سواه.
" رغبة ورهبة ": مفعول لهما، والعامل فيهما:(ألجأت) ، أو ما دل عليه الأفعال المعدودة، كأنه قال: فعلت ذلك رغبة ورهبة.
" إليك " صلة (رغبة) ، وأما صلة (رهبة) فمحذوفة، وقيل: إنها متعلقة بمحذوف تقديره: متوجها بهما إليك.
…
من الحسان:
487 – 1715 – وعن ابن عمر رضي الله عنه قال: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدع هؤلاء الكلمات حين يمسي وحين يصبح: " اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي، وعن يميني وعن شمالي، ومن فوقي، اللهم استر عوراتي، وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي، وعن يميني وعن
شمالي، ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي " يعني: الخسف.
(من الحسان):
" في حديث ابن عمر: اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي، وعن يميني وعن شمالي، ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي ".
ما يلحق الإنسان من نكبة وفتنة فإنما يحيق به ويصل إليه من إحدى هذه الجهات، فلذلك سأل أن يحفظ من جميع جهاته.
" وأعوذ بعظتمك أن أغتال من تحتي " أي: أهلك بالخسف، و (الاغتيال): الأخذ بغتة، وأصله: الاحتيال، والغائلة: الحيلة.
…
488 – 1725 – وعن علي رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول عند مضجعه: " اللهم إني أعوذ بك بوجهك الكريم، وكلماتك التامات من شر ما أنت آخذ بناصيته، اللهم أنت تكشف المغرم والمأثم، اللهم أنت الذي لا يهزم جندك، ولا يخلف وعدك، ولا ينفع ذا الجد منك الجد، سبحانك وبحمدك ".
" وعن علي رضي الله عنه: أن رسول الله كان يقول عند مضجعه: اللهم
إني أعوذ بوجهك الكريم، وكلماتك التامات " الحديث.
(وجه الله) مجاز عن ذاته، تقول العرب: أكرم الله وجهك، بمعنى: أكرمك، وقال تعالى:{كل شيء هالك إلا وجهه} [القصص: 88] أي: ذاته، و (الكريم) يطلق على الشريف النافع الذي يدوم نفعه ويسهل تناوله، و (الكلمات التامات): مر تفسيرها، والإستعاذة بها بعد الاستعاذة بذاته تعالى إشارة إلى أنها لا توجد نابضة حركة، ولا قابضة سكون من خير أو شر، إلا بأمره التابع لمشيئته، كما قال تعالى:{إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون} [النحل: 40].
" ما أنت آخذ بناصيته " أي: ما هو في ملكتك وتحت سلطانك، وأنت متمكن من التصرف على [ن] تشاء، والأخذ بالناصية كناية عن الاستيلاء والتمكن من التصرف فيه، وإنما عدل إلى هذه العبارة ولم يقل:[من شر] كل شيء، إشعارا بأنه المسبب لكل ما يضر وينفع والمرسل له، لا يقدر أحد على منعه، ولا شيء ينفع في دفعه، وإليه أشار بقوله:" لا يهزم جندك ولا ينفع ذا الجد منك الجد ": فلا مفر منه إلا إليه، ولا معاذ يستعاذ به سواه.
و" المغرم " في الأصل: ما يلزم الإنسان من غرم، وقد يعمم فيطلق لما يحيق حاله من خسران.
و" المأثم " والإثم: وهو الوقوع في الذنب، و" الجد ": الحظ والإقبال في الدنيا.
***
489 – 1728 – عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خلتان لا يحصيهما – وفي رواية: لا يحافظ عليهما – رجل مسلم إلا دخل الجنة، ألا وهما يسير، ومن يعمل بهما قليل: يسبح الله في دبر كل صلاة عشرا، ويحمده عشرا، ويكبره عشرا " قال: فأنا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقدها بيده، قال:" فتلك خمسون ومائة باللسان، وألف وخمسمائة في الميزان، وإذا أخذ مضجعه يسبحه ويحمده ويكبره مائة ".
وفي رواية: " يكبر أربعا وثلاثين، ويحمد ثلاثا وثلاثين، ويسبح ثلاثا وثلاثين، فتلك مائة باللسان، وألف في الميزان، فأيكم يعمل في اليوم والليلة ألفين وخمسمائة سيئة؟ قالوا: فكيف لا نحصيها؟ قال: " يأتي الشيطان أحدكم وهو في صلاته فيقول: اذكر كذا، اذكر كذا، حتى ينفتل، فلعله أن لا يفعل، ويأتيه في مضجعه فلا يزال ينومه حتى ينام ".
" وفي حديث ابن عمرو: خلتان لا يحصيهما رجل مسلم إلا دخل الجنة ألا وهما يسير " الحديث.
(الخلة): الخصلة، " لا يحصيهما " لا يأتي بهما، ولا يحافظ عليهما، لما كان المأتي به من جنس المعدودات عبر عن الإتيان بهما بالإحصاء.
" ألا ": حرف تنبيه تؤكد بها الجملة، وهي بالجملة المصدرة بها
اعتراض أكد بها التحضيض والتحريض عليهما.
وقوله: " يسبح الله " إلى قوله: " ويكبره عشرا ": بيان إحدى الخلتين.
وقوله عليه السلام: " فتلك خمسون ومئة في اللسان " فذلكة الكلمات المذكورة دبر الصلوات، وجملة تعدادها في اليوم والليلة، وذلك لأن عدد الكلمات المحصاة خلف كل صلاة ثلاثون، وعدد الصلوات المفروضة في يوم وليلة خمس، فإذا ضرب أحدهما في الآخر بلغ هذا المبلغ.
وقوله: " وألف وخمس مئة في الميزان " لأن الحسنة بعشر أمثالها.
وقوله: " فإذا أخذ مضجعه " إلى آخره: بيان للخلة الأخرى.
…
490 – 1731 – عن أبي الأزهر الأنماري: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أخذ مضجعه من الليل قال: " بسم الله وضعت جنبي، اللهم اغفر لي ذنبي، واخسأ شيطاني، وفك رهاني، وثقل ميزاني، واجعلني في الندي الأعلى ".
" وفي حديث أبي الأزهر الأنماري: اللهم اغفر لي ذنبي، واخسأ شيطاني، وفك رهاني، واجعلني في الندي الأعلى ".
(الخسأ): الزجر والطرد، والمعنى: اجعل الشيطان مطرودا عني،
وممنوعا عن تسويلي وتثبيطي عن الطاعة، وأضافه إلى نفسه من حيث هو قاصده ومتوجه إلى وسوسته وإزالته.
" وفك رهاني " أي: خلص نفسي عن عهدة ما عليها من التكاليف بالتوفيق للإتيان بها، أو عما أقترفه من الأعمال التي لا ترتضيها بالعفو، قال تعالى:{كل امرئ بما كسب رهين} [الطور: 21].
" واجعلني في الندي الأعلى " أي: النادي يريد به مجتمع الملأ الأعلى الذي هم الطبقة الأولى من الملائكة.
وروي:" في النداء الأعلى " أي: فيمن ينادى به للتعظيم والتنويه، أو: من أهل النداء الأعلى، وهو نداء الله تعالى لأوليائه والمقربين من عباده.
وقيل: نداء أهل الجنة أهل النار، كما حكى الله تعالى في القرآن، فإنهم الأعلون رتبة ومكانا من أصحاب الأعراف وأهل النار.
***