الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بوركت يا دار *
نصّ القصيدة التي ألقاها الشاعر أحمد سحنون في حفلة افتتاح دار العلماء (المركز العام)
ــ
بوركت يا دارُ، لا حلّتك أكدار
…
فأنتِ معقل جند العلم يا دار
قد كنت حلمًا جميلًا رفّ طائره
…
بالوهم، حتى اجتلتك اليوم أنظار
قد كنت واجبَ شعب هبّ مندفعًا
…
كالسيل، تحدوه للأوطان أوطار
قد كنت حاجةَ نفس للعلا طمحت
…
فحقّقت حاجة في النفس أقدار
قد كنت فكرةَ بناء لأمّته
…
واليوم أنت بناءٌ ليس ينهار
وهكذا العزم لا تثنيه عاديةٌ
…
عن المضيّ ولا يطفيه إعصار
عزمُ "البشير"(1) أحال العجزَ عاصفة
…
والعزمُ كالسيف للأخطار بتار
"جمعيةُ العلماء" اليومَ إن طفرَت
…
نشوى فكم نالها من قبلُ أكدار
قد هزّها من وناها واستقلّ بها
…
نسرٌ تعوّد خوضَ الجوّ جبّار
فاليومَ نستقبل الدنيا بأفئدة
…
شعّتْ بها من أماني المجد أنوار
واليوم نهتف بالبشرى مردّدةً
…
نشيدَها الحلوَ أرجاءٌ وأقطار
واليوم نفرغ للأعمال في ثقة
…
والكل للكل أعوانٌ وأنصار
نمضي لتحقيق غايات مقدّسة
…
فيها يحاربنا باغ وغدّار
سلاحنا الحق، والإيمانُ قائدنا
…
وجندنا الصبر لا يعروه إدبار
"جمعيةُ العلماء" اليوم قد وجدتْ
…
اداتها، فلتسرْ لم تبقَ أعذار
فجرُ الحياة بدا في الأفق مؤتلقًا
…
تهفو قلوبٌ لمرآه وأبصار
يا دارُ فيك جمال الفن قد ظهرت
…
آياته، كل جزء فيه آثار
وشى مبانيك ذوق من بنيك سما
…
كما توشي حواشي الروض أزهار
* نُشرت في العدد 54 من جريدة «البصائر» ، 25 أكتوبر سنة 1948.
1) عَزْمُ "البشير": هو الإمام محمد البشير الإبراهيمي.
يا دارُ يهنيك ما تجنيه من ثمر
…
فيك البلادُ، وللأعمال أثمار
يا دار فيك تعيد الضادُ عزّتها
…
وكل قلب به للضاد إكبار
وفيك يبعثُ ماض طالما حييت
…
على مآتيه أجيال وأعصار
وتستعاد "عكاظ" فيك ثانيةً
…
بها تدوّي أناشيدٌ وأشعار
تفديك دُورٌ لغير الهدم ما بنيت
…
بل تفتديك من الأسواء أعمار
يفديك جيرانُ سوء منك أكمدَهم
…
جيشٌ عتيدٌ من الأحرار جرّار
غصّوا بهم حنقًا عنهم، ولا عجب
…
ليسوا بأول جيران لنا جاروا
يا فتيةَ الضاد حان الوقت فاطرحوا
…
هذا الونى وانهضوا، فالناس قد طاروا
سيروا على نهج آباء لكم سلفوا
…
فإنهم في طريق المجد قد ساروا
شقّوا الزحامَ إلى العلياء واقتحموا
…
أخطارَها، إنما العلياءُ أخطار
اسعوا لتحيوا حياة العز، أو فَرِدُوا
…
حوضَ الردى، فالردى يُمحى به العار
أرواحُ آبائكم في الخلد قد هتفت:
…
تحرّروا، فجميع الناس أحرار