الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المطلب الأول: سَوْقُ حديث سُراقة بن مالك رضي الله عنه
-:
عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: لما أقبل النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، تبعه سُراقة بن مالك بن جُعشم، فدعا عليه النبي صلى الله عليه وسلم، فساخت
(1)
به فرسه. قال: ادعُ الله لي، ولا أضرّك فدعا له .. ) متفق عليه
(2)
.
وفي رواية لمسلم: (قد علمت أنّ هذا عملُك = فادعُ الله ليخلّصني مما أنا فيه، ولك عليَّ لأعُمّينّ على مَن ورائي .. )
(3)
وفي رواية للبخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: أقبل النبيُّ صلى الله عليه وسلم إلى المدينة .. ) وفيه: (فالتفت أبو بكر فإذا هو بفارسٍ قد لحقهم، فقال: يا رسول الله، هذا فارسٌ قد لحق بنا، فالتفت نبيُّ الله صلى الله عليه وسلم فقال: (اللهم اصرعْه)، فصرَعَه الفَرَس
…
)
(4)
وأخرج البخاري القصة - تعليقًا - عن سراقة رضي الله عنه، وفيها: (ساختْ يدا فرسي في الأرض حتى بلغتا الركبتين
…
ووقع في نفسي حين لقيت ما لقيت من الحبس عنهم = أنْ سيظهر أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم)
(5)
(1)
أي: غاصت في الأرض. انظر لسان العرب (3/ 27) مادة " سوخ ".
(2)
أخرجه البخاري، كتاب مناقب الأنصار، باب: هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة (803 - رقم [3908]، ومسلم في كتاب الزهد والرقائق، باب: في حديث الهجرة (4/ 2309 - رقم [2009]) واللفظ للبخاري.
(3)
أخرجه مسلم كتاب الزهد والرقائق، باب: في حديث الهجرة (4/ 2309 - رقم [2009])
(4)
أخرجه البخاري في: كتاب "مناقب الأنصار" باب " هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة"(803 - رقم [3911])
(5)
أخرجه البخاري تعليقا في الكتاب نفسه، والباب ذاته، رقم [3906] ووصله البيهقي في:"الدَّلائل"(2/ 485 - 489)
فهذا الحديث تضمّن عَلَمًا من أعلام نبوّته صلى الله عليه وسلم التي أظهرها الله تعالى، وأجراها لحمايته. ومع ظهور ذلك؛ حتى إنّ مَنْ صنّف في دلائل نبوته ساقها ضمن تلك الدلائل؛ كما هو صنيع الأئمة الذين صنّفوا في دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم
(1)
، وما ذاك منهم إلاّ لتحقق معنى الإعجاز فيها.
(1)
انظر مثلًا: " دلائل النبوة " للبيهقي (2/ 483)