الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المطلب الثاني: سوق المعارضات العقلية المدعاة على أحاديث نزول عيسى عليها السلام
-
أورد الطاعنون في تلك الدلائل عددًا من المعارضات العقليَّة؛ التي تعود في جُمْلتها إلى اعتقاد أن إِثبات مدلول تلك الأَحاديث يلزم منه التناقض ـ بزعمهم ـ.
وهذه المعارضات كالآتي:
المعارض الأول: إنّ أَصحاب تلك المرويات يزعمون أَن عيسى عليها السلام إنما ينزل في آخر الزمان متّبعًا للشريعة المحمدية. ومن كان متبعًا لغيره؛ كيف يحمِل الناسَ على الإيمان به ـ حسبما جاء في تلك الروايات ـ؟! وكيف تكون عاقبة مَن لم يؤمن به القتلُ؟!
وفي تقرير هذه الشُّبهة يقول الدكتور مصطفى بو هندي: « .. أَصحاب الروايات يَدّعون أَن المسيح عندما يجيء في آخر الزمان لن يكون نبيًا؛ وذلك تهرُّبًا من التناقض مع ختْمِ النبوة بمحمد. ولكن الروايات تقول: إنّ من لم يؤمن به يُقتل = فهل يؤمن الناس إلا بالأنبياء والمرسلين؟ وهل يَحقّ لأَحد من أتباعِ النبي محمد يقول: " آمن بي فلانٌ "؟ .. إنما الإيمان بالله وملائكته وكتبه ، ورسله ، واليوم الآخر. وليس باتباع الأَنبياء، وعموم الناس»
(1)
.
الثاني: أن المسيح عيسى عليها السلام إذا كان يَنْزِلُ في آخر الزمان متبعًا لمحمد صلى الله عليه وسلم «فعليه أن لا يغيّر في شريعته شيئًا.
فما الإكراه في الدِّين، وقَتْل من لا يؤمن به ، وتخريب البِيَع والكنائس ، وإزالة الجزية والصدقة والقلاص ، وترْك الحرب؛ بمعنى:
(1)
"المصدر السابق"(224).
إزالة الجهاد = إلا مخالفات صريحةٌ، وتغيير جذْرِيٌّ في الدِّين»
(1)
.
الثالث: كيف يملأ المَسيحُ الدُّنيا عدلًا بعد أن ملئت جورًا؟ وهل هذا من سنة الله في الحياة الإنسانيَّة؟ وكيف يفيض المال عند رجعة المسيح فلا يقبله
…
أَحد؟
(2)
(1)
المصدر السابق.
(2)
نَقَل هذا المعارض العلامة جمود التويجري في كتابه"إقامة البرهان"(15) ولم يُسمِّ المُعترض