الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المطلب الثاني: سوق دعوى المعارض العقلي على أحاديث الصراط:
ومما أَورده المخالفون لهذه الأحاديث من المعارضات العقلية على هذه الأحاديث الصريحة في إثبات الصراط ، والتي أَجمعت الأُمّة على معناها:
1 -
أنَّ الدار الآخرة ليست بدار تكليف؛ حتى يَصحّ إيلام المؤمنين وتكليفهم بالمرور على هذا الصراط، الذي من صفته أنه أدق من الشعر، وأحدّ من السَّيف.
وفي ذلك يقول القاضي عبد الجبار: (فلسنا نقول في الصراط ما يقوله الحشوية ، من أنّ ذلك أَدق من الشعر ، وأحدُّ من السَّيف ، وأن المكلفين يكلفون اجتيازه والمرور به؛ فمن اجتازه فهو من أهل الجنة ، ومن لم يمكنه ذلك فهو من أهل النَّار. فإن تلك الدار ليست هي بدار تكليف؛ حتى يصح إيلام المؤمن، وتكليفه المرور عليه، على ما هذا سبيله في الدِّقّة والحِدّة)
(1)
2 -
[استحالة الجمع بين كونه أدق من الشّعَر وأحدّ من السَّيف، وبين (أنّ الملائكة يقومون بجنبيه ، وأن فيه كلاليبَ وحسكًا ، وأنّ من يمرّ عليه يقع على بطنه ، ومنهم من يزل ثم يقوم. وفيه: أنّ مِن الذين يمرون عليه من يعطى النور بقدر موضع قدميه؛ وفي ذلك إشارة: أنّ للمارّين عليه مواطئ الأقدام = ومعلوم أن دِقّة الشّعَر لا يحتملُ هذا كلّه)
(2)
فهذان الاعتراضان هما مجمل الاعتراضات العقلية المَسُوقَة على أحاديث الصراط.] [*]
(1)
"شرح الأصول الخمسة"(737)
(2)
"التذكرة"(2/ 758) ، و"شرح لوامع الأنوار"(2/ 193).
[*] قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: ما بين المعكوفين ليس في المطبوع، وأضفناه من أصل الرسالة الجامعية. وقد أجاب المصنف وفقه الله عن هذا الدعوى، في المطبوع، كما سيأتي ص 577