الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
"متروك".
وهذا هو الذي اعتمده الحافظ؛ أنه متروك.
4199
- (كان إذا سأل جعل باطن كفيه إليه (وفي رواية: إلى وجهه) ، وإذا استعاذ جعل ظاهرهما إليه) .
ضعيف بتمامه
أخرجه أحمد (4/ 56) من طريق ابن لهيعة، عن حبان بن واسع، عن خلاد بن السائب الأنصاري مرفوعاً.
قلت: وهذا إسناد ضعيف، فيه علتان:
الأولى: خلاد هذا؛ مختلف في صحبته؛ قال الحافظ في "التقريب":
"ثقة من الثالثة، ووهم من زعم أنه صحابي".
قلت: وهذا التوثيق من الحافظ اجتهاد منه، وكأن وجهه أنه تابعي روى عنه جماعة من الثقات، ولم يجرح، وإلا فهو لم يحك في "التهذيب" توثيقه عن أحد، بل نقل عن العجلي أنه قال:
"ما نعرفه".
والأخرى: سوء حفظ ابن لهيعة.
والحديث قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 168) :
"رواه أحمد مرسلاً، وإسناده حسن"!
(تنبيه) : عزاه السيوطي في "الجامع" لـ (حم - عن السائب بن خلاد) .
يعني والد الخلاد بن السائب، وعليه؛ فالحديث متصل، وهو وهم من السيوطي رحمه الله، سببه أنه رأى الحديث عند أحمد في "مسند السائب بن
خلاد" فتوهم أنه عنه، ولم يتنبه أن الراوي لم يقل في إسناده: "عن أبيه"، وإنما أوقفه على الخلاد بن السائب، ولذلك جزم الهيثمي بأنه مرسل كما رأيت، ولم يتنبه لهذا المناوي، فقال عقب عبارة الهيثمي السابقة:
"وفيه إيذان بضعف هذا المتصل، فتحيز المصنف له كأنه لاعتضاده"! .
كذا قال! وقد علمت أن المتصل لا أصل له عند أحمد. نعم؛ قد عزاه الهيثمي (10/ 169) للطبراني عن خلاد بن السائب، عن أبيه بالشطر الأول منه؛ وقال:
"وفيه حفص بن هاشم بن عتبة؛ وهو مجهول".
قلت: وهذا الشطر هو عند أحمد أيضاً؛ لكن من الطريق الأولى مرسلاً، والتي فيها ابن لهيعة. والظاهر أنه في طريق الطبراني أيضاً؛ فقد ذكر الذهبي في ترجمة حفص هذا أنه:
"روى عنه ابن لهيعة وحده".
وإذا صح هذا؛ فيكون ابن لهيعة قد اضطرب في إسناد الحديث؛ فتارة أرسله، وتارة وصله من طريق هذا المجهول. والله أعلم.
لكن هذا الشطر له شواهد؛ منها عند الطبراني في "الكبير"(3/ 150/ 1) عن ابن عباس مرفوعاً:
"كان إذا دعا جعل باطن كفه إلى وجهه".
وإسناده ضعيف، لا بأس به في الشواهد.
بل قد ثبت الأمر بذلك والنهي عن السؤال بظهور الأكف؛ كما تقدم تحقيقه في "الصحيحة"(595) .
وأما الشطر الثاني من الحديث؛ فلم أجد له شاهداً نعضده به.
نعم؛ روى حماد بن سلمة، عن بشر بن حرب، عن أبي سعيد الخدري قال:
"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم واقفاً بعرفة يدعو هكذا - ورفع يديه حيال ثندوتيه، وجعل بطون كفيه مما يلي الأرض -".
أخرجه أحمد (3/ 13) .
قلت: فهذا ضعيف الإسناد؛ لأن بشراً هذا قال الهيثمي:
"ضعيف". وقال الحافظ:
"صدوق فيه لين".
ومع ذلك فليس فيه ذكر الاستعاذة.
ولحماد فيه إسناد آخر، قال: عن هشام بن عروة، عن أبيه وعمرو بن دينار وطاوس وثابت، عن أنس مرفوعاً بلفظ:
"كان إذا دعا جعل ظاهر كفيه مما يلي وجهه، وباطنهما مما يلي الأرض".
وسوى حماد كفيه وفرق أصابعه.
أخرجه الضياء المقدسي في "المختارة"(ق 27/ 1) من طريق المحاملي: حدثنا أحمد بن علي الجواربي: حدثنا يزيد بن هارون: أنبأ حماد - يعني ابن سلمة - به.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال مسلم غير الجواربي انقلب اسمه على أحد الرواة الذين دون المحاملي؛ فإن نسخة "المختارة" جيدة بخط المؤلف نفسه، وإنما أرجح هذا؛ لأن علي بن أحمد الجواربي قد ترجمه الخطيب في "التاريخ"(11/ 314-315) ، ثم السمعاني في "الأنساب"(3/ 364-365)