الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
علي 222/ 27) عن ثوير بن أبي فاختة، عن أبيه، عن علي رضي الله عنه مرفوعاً.
قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ آفته ثوير هذا؛ فإنه متروك؛ كما قال الهيثمي (7/ 136) وغيره.
ومن عجائب الطبري التي عرفناها حديثاً في كتابه المذكور؛ أنه يصحح إسناد هذا الحديث ثم يعله بقوله:
"ثوير بن أبي فاختة عندهم ممن لا يحتج بحديثه"!
4267
- (كان يدير كور العمامة على رأسه، ويغرزها من ورائه، ويرسل لها شيئاً بين كتفيه) .
منكر
أخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم"(ص 123) ، وابن حبان في "الضعفاء"(3/ 153)، والبيهقي في "الشعب" (5/ 174/ 6252) من طريق أبي معشر البراء قال: حدثنا خالد الحذاء قال: حدثنا أبو عبد السلام قال: قلت لابن عمر: كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتم؟ قال: فذكره. وقال ابن حبان:
"أبو عبد السلام، يروي عن ابن عمر ما لا يشبه حديث الأثبات؛ لا يجوز الاحتجاج به".
ثم ساق له هذا الحديث.
وكذلك رواه البخاري في "الكنى"(52/ 57) في ترجمة أبي عبد السلام هذا، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وتبعه ابن أبي حاتم (4/ 2/ 406) وقال عن أبيه:
"هو مجهول".
ومثله قول الذهبي؛ وتبعه العسقلاني:
"لا يعرف".
لكن الجملة الأخيرة منه - وهو إرسال العمامة بين كتفيه -؛ صحيحة؛ لأن لها شواهد تقويها من حديث ابن عمر وغيره من طرق كنت خرجتها في "الصحيحة" تحت الحديث (717)، وكان منها طريق أبي عبد السلام هذه معتمداً فيها على الهيثمي حيث قال فيها:
"رواه الطبراني في "الأوسط"، ورجاله رجال الصحيح؛ خلا أبا عبد السلام؛ وهو ثقة".
ولم يكن في حوزتي يومئذ، ولا في متناول يدي "المعجم الأوسط" للطبراني لأرجع إليه، عى قاعدة "ومن ورد البحر استقل السواقيا"، ثم من الله علي فأكرمني بالحصول على نسخة مصورة منه، بفضل أحد الإخوة السعوديين جزاه الله خيراً، لكن فيها نقص بعض الورقات، ومع ذلك فقد رقمت أحاديثه مستعيناً بصهر لنا جزاه الله خيراً، ثم وضعت له ثلاثة فهارس:
1-
أسماء الصحابة رواة الأحاديث المرفوعة.
2-
أسماء الصحابة رواة الآثار الموقوفة.
3-
أسماء شيوخ الطبراني.
فبها يتيسر لي استخراج الحديث للوقوف على إسناده، مستعيناً بكتاب الهيثمي الآخر:"مجمع البحرين في زوائد المعجمين"؛ فإنه يسوق زوائدهما بأسانيدهما، فيستغنى به عن "المعجم الصغير" و "الأوسط" في أكثر الأحيان، فرجعت إلى هذا "المجمع" لأقف فيه على شيخ الطبراني كخطوة أولى للرجوع إلى
"الأوسط"، ففوجئت بأنه ليس فيه، فاضطررت إلى تتبع أحاديث ابن عمر كلها في "الأوسط" بواسطة الفهرس الأول، فلا أدري إذا كان في الورقات الساقطة من المصورة، أو أنه سقط من نظرنا، أو أن الهيثمي وهم عزوه إلى "الأوسط"؛ وهذا مما لا أستبعده؛ فقد عزاه السيوطي في "الجامع الصغير" لـ (طب) ؛ أي:"معجم الطبراني الكبير"، وقال المناوي في "شرحه" عقبه:
"قال الهيثمي عقب عزوه للطبراني: ورجاله رجال الصحيح؛ إلا أبا عبد السلام؛ وهو ثقة".
قلت: فيحتمل أن يكون قوله في "مجمع الزوائد": "في الأوسط" سبق قلم من الناسخ أو المؤلف، ولكني - مع الأسف - لم أستطع أيضاً من التحقق من وجوده في "المعجم الكبير"؛ لأن "مسند ابن عمر" المطبوع في المجلد الثاني عشر منه لم ينته به مسنده، وقد أشار محققه الفاضل في آخره بأن تمامه في المجلد الذي يليه، أي الثالث عشر، وهذا لم يطبع بعد.
فلهذا كله لم أستطع يومئذ إلا الاعتماد على توثيق الهيثمي لأبي عبد السلام، والاستشهاد به لحديث آخر لابن عمر كما سبقت الإشارة إليه.
ثم قدر الله تعالى ويسر لي بفضله وكرمه الوقوف على إسناد الحديث في المصادر الثلاثة المذكورة أعلاه من طريق خالد الحذاء عن أبي عبد السلام، فانكشف لي وهم الهيثمي في توثيقه إياه، فبادرت إلى تخريجه هنا، والكشف عن علته، وهي جهالة أبي عبد السلام، وسبب وهم الهيثمي، وهو هناك راوياً آخر بهذه الكنية والطبقة، أورده ابن حبان في "الثقات" (5/ 563) وقال:
"يروي عن ثوبان، روى عنه ابن جابر".
وكذا في "كنى البخاري"(52/ 156) ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.
قلت: حديث هذا في "سنن أبي داود" وغيره برواية ابن جابر هذا عنه بلفظ:
"يوشك الأمم أن تداعى عليكم
…
"، وقد توبع، لذلك خرجته في "الصحيحة" (958) ،وإلا فهو مجهول كالراوي عن ابن عمر، وظاهر كلام الحافظ في "التهذيب" أنهما واحد؛ لأنه جعله الذي جهله أبو حاتم.
وهناك أبو عبد السلام ثالث يسمى صالح بن رستم، يروي عنه ابن جابر أيضاً، فرق الحافظ بينه وبين الذي قبله، وعلى ذلك جرى البخاري وغيره كابن حبان، فقد ذكر أيضاً صالحاً هذا في "الثقات"(6/ 456) ، وفي ترجمته خرج ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(8/ 193) حديث الأمم، المشار إليه آنفاً.
والمقصود أن الهيثمي لما وثق أبا عبد السلام هذا؛ توهم أنه هو الذي وثقه ابن حبان، وفاته أنه الذي ذكره في "الضعفاء" وساق له الحديث نفسه. على أن توثيق ابن حبان المذكور مما لا ينبغي الاعتداد به؛ لأنه تفرد به، ومن المعلوم تساهله في التوثيق.
وجملة القول: إن الحديث علته جهالة أبي عبد السلام هذا، ولهذا لم يحسن السيوطي بسكوته عنه في "الفتاوى"(1/ 98)، وبخاصة أنه استدل به على طول عمامته صلي الله عليع وسلم فقال:
"وهذا يدل على أنها عدة أذرع، والظاهر أنها كانت نحو العشرة، أوفوقها بيسير".
وهذا غير صحيح. والله أعلم.
ثم رأيت في "مصنف ابن أبي شيبة"(8/ 423/ 5007) عن سلمة بن وردان قال: