الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ شهر بن حوشب؛ ضعيف لسوء حفظه.
وسيار بن حاتم؛ فيه ضعف، وقال الحافظ في "التقريب":
"صدوق، له أوهام".
ومن طريقه أخرجه أحمد في "الزهد"(ص 185) : حدثنا سيار به؛ إلا أنه لم ذيكر في إسناده شهراً ولا الحارث بن نبهان، فلا أدري أهكذا الرواية عنده، أم سقط ذلك من الناسخ أو الطابع. وفيه عنده قصة مطولة بين سعيد بن عامر وعمر ابن الخطاب. وبنحو ذلك ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (3/ 124) وقال:
"رواه الطبراني في "الكبير" ورجاله ثقات، وله طرق في صفة الجنة".
كذا قال! وفي المكان الذي أشار إليه لم يذكر له طريقاً - فضلاً عن طرق - أخرى، ولا هو أطلق التوثيق كما فعل هنا؛ فإنه ساق الحديث دون القصة ثم قال (10/ 417) :
"رواه الطبراني مطولاً أطول من هذا، وتقدم في صدقة التطوع، ورواه البزار باختصار كثير، وفيهما الحسن بن عنبسة الوراق، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات، وفي بعضهم ضعف".
كذا قال؛ وهو أقرب إلى الصواب من إطلاقه التوثيق هناك، وفيه إشارة إلى أن في طريق الطبراني - أيضاً - الوراق المذكور، وهو معروف، وإنما لم يعرفه الهيثمي؛ لأنه سقط منه أثناء النقل اسم ابنه فهو حماد بن الحسن بن عنبسة الوراق، كما وقع عند البزار وغيره، على أنه قد تابعه الإمام أحمد كما سبق.
4348
- (لو أن رجلاً في حجره دراهم يقسمها، وآخر يذكر الله؛ كان الذاكر لله أفضل) .
ضعيف
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(433) عن عمر بن موسى
الحادي: حدثنا أبو هلال: حدثنا جابر أبو الوازع، عن أبي بردة، عن أبي موسى مرفوعاً. وقال:
"لا يروى عن أبي موسى؛ إلا بهذا الإسناد، تفرد به عمر".
قلت: وهو إسناد ضعيف؛ لأن عمر بن موسى الحادي - بمهملتين - قال الذهبي في "المغني في الضعفاء":
"هو عم الكديمي، قال ابن عدي: ضعيف يسرق الحديث".
وأبو هلال؛ هو محمد بن سليم الراسبي؛ صدوق فيه لين.
وأبو الوازع؛ هو جابر بن عمرو الراسبي؛ صدوق يهم.
قلت: وأما قول المنذري في "الترغيب"(2/ 231) عقب الحديث:
"وفي رواية: "ما صدقة - أفضل من ذكر الله". رواهما الطبراني، ورواتهما حديثهم حسن".
فأقول: فيه مؤاخذتان:
الأولى: أنه أوهم أن الرواية الأخرى هي من حديث أبي موسى أيضاً، وليس كذلك، بل هي من حديث ابن عباس، كما صرح بذلك الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 74) .
والأخرى: قوله: "ورواتهما حديثهم حسن". فليس مسلماً على إطلاقه؛ لما عرفت من ضعف الحادي - أحد رواته - وأنه يسرق الحديث، نعم قد ذكره ابن حبان في "ثقاته"، ولكنه - مع تساهله في التوثيق - قد قال فيه:"إنما أخطأ". فمثله مما لا يعتد به مع جرح ابن عدي إياه بسرقة الحديث. وقد ضعفه ابن نقطة أيضاً بقوله:
"هو معدود في الضعفاء".
وكأنه لذلك لم يجزم الهيثمي بتوثيق رجاله، فقال:
"ورجاله وثقوا".
وعهدي به أنه لا يقول هذا القول إلا إذا كان توثيق أحد رجاله غير موثوق به، وفي الغالب يكون مما تفرد بتوثيقه ابن حبان كما هو الشأن هنا. وهذه الحقيقة مما فات المناوي؛ فإنه في كثير من الأحيان يستلزم من مثل قول الهيثمي المذكور التحسين بل التصحيح؛ غافلاً عما ذكرنا، وعما هو أهم من ذلك، وهو أنه لا يلزم من ثقة رجال الإسناد - ولو جزم بذلك - سلامته من علة قادحة كالانقطاع والتدليس وغيره؛ كما شرحناه في غير هذا الموضع، فتأمل قوله في حديث أبي موسى هذا:
"قال الهيثمي: رجاله وثقوا. اهـ. ومن ثم رمز المصنف لحسنه، لكن صحح بعضهم وقفه"!
فإنه استلزم منه التحسين، ولذلك سلم برمز السيوطي لحسنه ولم يرده بما ذكرنا، وإنما بأن الصحيح وقفه! وهذا في الحقيقة علة أخرى في الحديث يزداد به وهنا. ثم قال المناوي في حديث ابن عباس:
"رمز المصنف لحسنه، وهو كما قال بل أعلى؛ فقد قال الهيثمي: رجاله موثقون"!!
كذا قال! وفيه نظر كبير؛ فإنه من رواية محمد بن الليث أبي الصباح الهدادي: حدثنا أبو همام الدلال: أخبرنا داود بن عبد الرحمن العطار، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس مرفوعاً به.