الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفن المتقنين له كالحافظ ابن حجر وغيره؛ وأقرب مثال على هذا قوله في حنين هذا من "التقريب":
"صدوق".
وكذلك قال الذهبي في "الكاشف".
وعليه؛ فحديث الرجل حسن، لولا أن الراوي عنه ابن لهيعة ضعيف. فهذا هو علة الحديث، فهو الوجه. والله أعلم.
وإن مما يؤكد ذلك اضطرابه في روايته إياه عن حنين، فهو تارة يجعله من مسند أنس كما في ابن السني، وتارة من مرسل عراك بن مالك - فإنه تابعي - كما في رواية الحارث.
وقد ذكر المناوي في "فيض القدير" أن ابن النجار رواه عن أبي عبد الرحمن الحلبي مرسلاً، وهو مصري كابن لهيعة، فلا أستبعد أن يكون من طريق ابن لهيعة أيضاً. فهو وجه آخر للاضطراب.
4088
- (كانت سيما الملائكة يوم بدر عمائم سود، ويوم أحد عمائم حمر) .
موضوع
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"(3/ 123/ 1) عن عبد القدوس بن حبيب، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: (مسومين) قال: "معلمين، وكانت سيما
…
" إلخ.
قلت: وهذا موضوع؛ آفته عبد القدوس هذا؛ قال ابن حبان:
"كان يضع الحديث". وقال عبد الرزاق:
"ما رأيت ابن المبارك يفصح بقوله "كذاب" إلا لعبد القدوس".
ثم أخرج الطبراني (3/ 147/ 1-2) قال: حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة: أخبرنا عمار بن أبي مالك الجنبي: أخبرنا أبي، عن الحجاج، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس قال:
"كان سيما الملائكة يوم بدر عمائم بيض، قد أرسلوها إلى ظهورهم، ويوم حنين عمائم حمر، ولم تقاتل الملائكة في يوم إلا يوم بدر، إنما كانوا يكونون عدداً ومدداً؛ لا يضربون".
قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ مسلسل بالعلل:
الأولى: الحجاج - وهو ابن أرطاة -؛ مدلس.
الثانية: أبو مالك الجنبي والد عمار - واسمه عمرو بن هاشم -؛ قال الحافظ:
"لين الحديث، أفرط فيه ابن حبان".
قلت: قد ضعفه جداً إمام الأئمة البخاري؛ فقال:
"فيه نظر".
الثالثة: ابنه عمار بن أبي مالك؛ شبه مجهول؛ لم يذكروا فيه سوى قولهم:
"ضعفه الأزدي".
الرابعة: محمد بن عثمان بن أبي شيبة؛ فيه كلام كثير، حققت القول فيه في مقدمتي على كتابه "مسائل ابن أبي شيبة شيوخه"، وانتهيت فيها إلى أنه حافظ لا بأس به. والله أعلم.
وهذه العلل كلها لم يتعرض لها الهيثمي بذكر؛ إلا الثالثة منها، فقال في "المجمع" (6/ 83) :
"رواه الطبراني، وفيه عمار بن أبي مالك الجنبي، ضعفه الأزدي".
كما أنه لم يتعرض لحديث الترجمة بذكر لا في المكان المشار إليه منه، ولا في "اللباس".
وهو يختلف عن رواية عمار من ثلاثة وجوه:
الأول: أن فيه "عمائم سود"، وفيها "عمائم بيض".
الثاني: أن فيه "أحد"، وفيها "حنين".
الثالث: أنه ليس فيه: "قد أرسلوها إلى ظهورهم"، ولا قوله: "ولم تقاتل الملائكة
…
" إلخ.
وقد روي هذا من طريق أخرى عن عطاء، فقال الطبراني أيضاً (3/ 119/ 2) : حدثنا مسعدة بن سعد العطار: أخبرنا إبراهيم بن المنذر الحزامي: أخبرنا عبد العزيز بن عمران: حدثني أيوب بن ثابت، عن عطاء به بلفظ:
"لم تقاتل الملائكة مع النبي صلى الله عليه وسلم إلا يوم بدر، وكانت فيما سوى ذلك أمداداً، ولم يكن مع النبي صلى الله عليه وسلم من الخيل إلا فرسان؛ أحدهما من المقداد بن الأسود، والآخر لأبي مرثد الغنوي".
قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ آفته عبد العزيز بن عمران - وهو الزهري الأعرج المعروف بابن أبي ثابت -؛ قال الحافظ:
"متروك، احترقت كتبه، فحدث من حفظه، فاشتد غلطه".
وشيخه أيوب بن ثابت؛ قال الحافظ:
"لين الحديث".
وشيخ الطبراني مسعدة العطار؛ لم أعرفه.