الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قلت: ومن طريقه أخرجه ابن أبي شيبة أيضاً في "مسنده"(2/ 72/ 1)(1) .
4056
- (قصوا الشارب مع الشفاه) .
ضعيف جداً
رواه الطبراني بسند الحديث السابق (برقم 756) : "الأمر المفظع
…
" وهو ضعيف جداً؛ كما بينته هناك.
لكن القص هو السنة لا الحلق، فقد روى الطحاوي وغيره عن المغيرة بن شعبة:
"أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم طويل الشارب، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم بسواك، ثم دعا بشفرة، فقص شارب الرجل على سواك".
وأخرجه أبو داود وغيره مختصراً بسند صحيح، وهو في "صحيح أبي داود" برقم (182) .
وعليه جرى عمل جمع من الصحابة، فقد روى الطبراني (1/ 329/ 2) : حدثنا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة الحوطي: حدثنا أبي: حدثنا إسماعيل بن عياش عن شرحبيل بن مسلم قال: رأيت خمسة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقمون شواربهم، ويعفون لحاهم ويصفرونها: أبو أمامة الباهلي، وعبد الله بن بسر المازني، وعتبة بن عبد السلمي، والحجاج بن عامر الثمالي، والمقدام بن معدي كرب؛ كانوا يقمون مع طرف الشفة.
وهذا سند حسن. وقال الهيثمي (5/ 167) :
"إسناده جيد".
وأما ما رواه الطحاوي في "شرح المعاني"(2/ 334) عن إسماعيل بن عياش
(1) وجدت منه المجلد الثاني في " الخزانة العامة " في الرباط، وقرأته واستفدت منه، وذلك في سفرتي الأولى إلى المغرب آخر الشهر الرابع من سنة 1396 هـ
قال: حدثني إسماعيل بن أبي خالد قال:
"رأيت أنس بن مالك وواثلة بن الأسقع يحفيان شواربهما، ويعفيان لحاهما ويصفرانها".
قال إسماعيل: وحدثني عثمان بن عبيد الله بن (أبي) رافع المدني قال:
رأيت عبد الله بن عمر وأبا هريرة وأبا سعيد الخدري وأبا أسيد الساعدي ورافع ابن خديج وجابر بن عبد الله وأنس بن مالك وسلمة بن الأكوع يفعلون ذلك.
ومن طريق عبد العزيز بن محمد، عن عثمان بن عبيد الله بن أبي رافع قال:
رأيت أبا سعيد الخدري وأبا سيد ورافع بن خديج وسهل بن سعد وعبد الله ابن عمر وجابر بن عبد الله وأبا هريرة يحفون شواربهم.
فهذا كله لا يصح إسناده؛ لأن عثمان بن عبيد الله بن أبي رافع مجهول الحال، أورده ابن أبي حاتم (3/ 1/ 156) من رواية ابن أبي ذئب فقط (!) عنه، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وقد روى عنه إسماعيل بن عياش وعبد العزيز بن محمد الدراوردي عند الطحاوي كما رأيت، ولم يطلع على هذا كله الحافظ الهيثمي؛ فقال بعد أن ذكر الرواية الوسطى:
"رواه الطبراني، وعثمان هذا لم أعرفه".
قلت: والطريق الأولى خالية منه، لكن فيها إسماعيل بن عياش، وهو ضعيف في روايته عن غير الشاميين، وهذه عن غيرهم.
نعم؛ قد صح عن ابن عمر: أنه كان يحفي شاربه.
أخرجه الطحاوي من طرق عنه بعضها صحيح، زاد في بعضها:
"حتى يرى بياض الجلد".