الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
انظر "الإرواء"(42) .
4284
- (كان يقبل وهو محرم) .
ضعيف
أخرجه الخطيب في "التاريخ"(4/ 171) عن أبي حنيفة، عن زياد بن علاقة، عن عمرو بن ميمون، عن عائشة مرفوعاً.
قلت: وهذا إسناد ضعيف، ورجاله ثقات؛ لكن تكلم الأئمة في حفظ أبي حنيفة وضعفوه، كما سبق بيانه تحت الحديث (397 و 458) .
والمحفوظ من حديث عائشة مرفوعاً بلفظ:
"
…
وهو صائم".
وهو مخرج في "الصحيحة"(219-221) ، و "الإرواء"(616) .
4285
- (كان يقلس له يوم الفطر) .
ضعيف
أخرجه ابن ماجه (1/ 391-392) عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عامر، عن قيس بن سعد قال:
"ما كان شيء على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا وقد رأيته، إلا شيء واحد، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
".
قلت: وهذا إسناد ظاهره الصحة؛ فإن رجاله كلهم ثقات من رجال الشيخين، وجرى على ظاهره البوصيري في "الزوائد" فقال (81/ 2) :
"إسناده صحيح، رجاله ثقات"!
وخفي عليه أن أبا إسحاق - وهو عمرو بن عبد الله السبيعي - كان اختلط، وإسرائيل - وهو حفيده؛ فإنه إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق - سمع من جده بعد الاختلاط، ولذلك قال أحمد:
"إسرائيل عن أبي إسحاق فيه لين، سمع منه بأخرة".
قلت: ثم هو إلى ذلك مدلس، وضعفه بذلك غير ما واحد من المتقدمين والمتأخرين، فيخشى أن يكون تلقاه عن بعض الضعفاء ثم دلسه؛ فإن الحديث رواه إسرائيل أيضاً، عن جابر، عن عامر به.
أخرجه أبو الحسن بن سلمة القطان في "زوائده على ابن ماجه"(1/ 392) ، والطحاوي في "مشكل الآثار"(2/ 209) ، وأحمد (3/ 422) .
وتابعه شيبان، عن جابر به.
أخرجه القطان، والطحاوي.
وتابعهما شريك، عن جابر به.
أخرجه الطحاوي.
فرجع الحديث إلى أنه من رواية جابر، وهو ابن يزيد الجعفي، وهو ضعيف، بل كذبه بعضهم، ورماه آخرون بالتدليس، وبه أعله الطحاوي فقال:
"وما لم يذكر فيه سماعه ممن يحدث به عنه، أو ما يدل على ذلك فليس بالقوي عند من يميل إليه، فكيف عند من ينحرف عنه".
ثم روى بسنده الصحيح عن سفيان الثوري قال:
"كل ما قال لك فيه جابر: "سمعت" أو "حدثني" أو "أخبرني" فاشدد به يديك، وما كان سوى ذلك ففيه ما فيه".
نعم؛ قد روي الحديث من طريق أخرى؛ عن شريك، عن مغيرة، عن عامر قال:
"شهد عياض الأشعري عيداً بالأنبار، فقال: ما لي لا أراكم تقلسون كما كان يقلس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم".
أخرجه ابن ماجه، والطحاوي وأعله بالإرسال، فقال:
"ففي هذا الحديث رد الشعبي إياه إلى عياض الأشعري، وعياض هذا رجل من التابعين، فعاد الحديث به إلى أن صار منقطعاً، وكان أولى مما رواه جابر عن الشعبي؛ لأن مغيرة عن الشعبي أثبت من جابر عن الشعبي".
وبمثله أعله أبو حاتم الرازي أيضاً؛ فقال ابنه في "العلل"(1/ 209) :
"سألت أبي عن حديث عامر، عن قيس بن سعد
…
أي شيء معناه؟ بعضهم يقول هذا: عن عامر، عن عياض الأشعري، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أيهما أصح، وما معنى الحديث؟ فأجاب أبي؛ فقال:
معنى التقليس: أن الحبش كانوا يلعبون يوم الفطر بعد الصلاة بالحراب.
واختلفت الرواية عن الشعبي في عياض الأشعري، وقيس بن سعد، رواه جابر الجعفي، عن الشعبي، عن قيس بن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم. ورواه آخر ثقة - نسيت اسمه -، عن الشعبي، عن عياض، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعياض الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل، ليست له صحبة".
قلت: والراوي الثقة الذي نسي أبو حاتم اسمه، إنما هو شريك كما تقدم - وهو ابن عبد الله القاضي -، وهو ثقة فعلاً، إلا أنه سيىء الحفظ معروف بذلك، فهي علة أخرى في الحديث علاوة على الإرسال، على أن الحافظ قد جزم في "التقريب" بأن عياضاً هذا صحابي، ولم يذكر له مستنداً يعتد به، اللهم إلا قوله:
"جاء عنه حديث يقتضي التصريح بصحبته، ذكره البغوي في "معجمه"، وفي إسناده لين".
وليس يخفى أن لا يثبت الصحبة بمثل هذا الإسناد واللين. والله أعلم.