الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وابن أبي الدنيا في "حسن الظن"(190-191) عن ابن لهيعة، عن أبي قبيل، عن أبي عبد الرحمن الجبلاني، عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره.
قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ أبو عبد الرحمن الجبلاني؛ مجهول الحال، كما يؤخذ من "التعجيل".
وابن لهيعة؛ ضعيف.
4410
- (أمرنا أن نستغفر بالأسحار سبعين مرة) .
ضعيف
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(2/ 309/ 1/ 9639) عن الحسن ابن أبي جعفر، عن محمد بن جحادة، عن مرزوق مولى أنس، عن أنس بن مالك قال: فذكره. وقال:
"لم يروه عن محمد بن حجادة إلا الحسن".
قلت: وهو ضعيف الحديث مع عبادته وفضله.
ومرزوق مولى أنس؛ لم أجد له ترجمة.
والحديث أشار إلى تضعيفه شيخ الإسلام ابن تيمية في "الكلم الطيب"(46)، وكنت علقت عليه بقولي:
"لا أعرفه، وما إخاله يصح".
فها قد صدق ظني بعد أن وقفت على مخرجه، والحمد لله على توفيقه.
ثم وجدت للحسن بن أبي جعفر متابعاً، فرواه الطبراني في كتابه "الدعاء" (201/ 2) من طريق أبي النعمان عارم: حدثنا سعيد بن زيد: حدثنا محمد بن جحادة: حدثني رجل، عن أنس به.
قلت: وسعيد بن زيد هو أخو حماد؛ قال الحافظ:
"صدوق له أوهام".
فانحصرت العلة في الرجل الذي لم يسم، وسمي مرزوقاً في الرواية الأولى. والله أعلم.
(تنبيه) : وقع الحديث في "الكلم الطيب" من حديث أنس بلفظ:
"أمرنا أن نستغفر بالليل سبعين استغفارة".
ولم يخرجه، فقد وقفت على من خرجه - والحمد لله - ومنه تبين أن اللفظ المذكور خطأ من وجوه لا تخفى على القراء إن شاء الله تبارك وتعالى.
ثم رأيته باللفظ المذكور في "تفسير أبي محمد البستي"(ق 234/ 2) من طريق وكيع: أخبرنا أصحابنا، عن علي بن زيد، عن أنس به؛ إلا أنه قال:"بالأسحار" مكان: "الليل".
والمحفوظ من حديث أنس: ما رواه جمع من الثقات، عن قتادة، عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إني لأتوب في اليوم سبعين مرة".
أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(322/ 432) ، وابن حبان في "صحيحه"(2457 - موارد) ، وأبو يعلى (5/ 2934،2989) ، والبزار (4/ 80-81)، والطبراني في "المعجم الأوسط" (3/ 201/ 2418) وفي "الدعاء" (3/ 1621-1622) من طرق - كما ذكرت - منها: شعبة - عند البزار، عن قتادة به.
قلت: وإسناده صحيح مع التحفظ من عنعنة قتادة، لكن الحديث صحيح يقيناً؛ فإن له شواهد من حديث أبي هريرة وأبي موسى الأشعري.
1-
أما حديث أبي هريرة؛ فيرويه الزهري قال: أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن قال: قال أبو هريرة: فذكره؛ إلا أنه قال:
"أكثر من سبعين مرة".
أخرجه البخاري (6307 - فتح) ، والنسائي (435-437 و 439) ، وابن حبان أيضاً (2456 - موارد) ، وابن السني في "عمله"(361) ، وأحمد (2/ 282،341) ، والطبراني في "الدعاء"(1838) ، والبغوي في "شرح السنة"(5/ 69/ 1285)، وكذا الترمذي (9/ 13/ 3255) من طرق عنه. وقال الترمذي:
"حديث حسن صحيح، ويروى عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إني لأستغفر الله في اليوم مئة مرة".
قلت: وليس عنده ولا الثلاثة الذين قبله لفظة "أكثر"، ولعل هذا أصح، للرواية الثانية التي علقها الترمذي بلفظ:
"مئة مرة".
وعليه أكثر الرواة عن الزهري، وقد استوعب الطرق إليه الإمام النسائي والطبراني.
وله شواهد خرجت بعضها في "الصحيحة"(556 و 1452) ، وهي رواية محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.
أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 297/ 9491) ، وأحمد (2/ 450) ، والبغوي (1286) ، وابن السني (359) من طريق النسائي (434) .
2-
وأما حديث أبي موسى؛ فقال ابن ماجه (3816) : حدثنا علي بن محمد: حدثنا وكيع، عن مغيرة بن أبي الحر، عن سعيد بن أبي بردة بن أبي موسى، عن أبيه، عن جده مرفوعاً بلفظ:
"إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم سبعين مرة".
قلت: وهذا إسناد جيد، رجاله ثقات رجال مسلم؛ غير المغيرة هذا، وهو صدوق ربما وهم؛ كما في "التقريب".
وعلي بن محمد، وهو الطنافسي؛ ثقة، لكن خالفه في بعض متنه الإمام أحمد؛ فقال في "مسنده" (4/ 410) : حدثنا وكيع به؛ إلا أنه قال:
"في كل يوم مئة مرة".
وقد تابعه أبو نعيم: حدثنا المغيرة به بلفظ:
"ما أصبحت غداة قط؛ إلا استغفرت الله فيها مئة مرة".
أخرجه النسائي (441) .
قلت: وسنده صحيح أيضاً، فلعل الاختلاف المذكور في العدد هو من المغيرة نفسه لما عرفت من ترجمته، والرواة عنه ثقات.
ولعل عدد المئة أرجح؛ لمتابعة أبي إسحاق، عن أبي بردة به.
أخرجه النسائي (440) .
وقد خولف المغيرة في إسناده أيضاً، فرواه ثابت وحميد بن هلال وعمرو بن مرة، عن أبي بردة، عن الأغر مرفوعاً بلفظ:"مئة".
أخرجه مسلم (8/ 72) ، والنسائي (442-446) ، وغيرهما كأبي داود؛ وهو مخرج في "صحيح أبي داود"(1356) .
(فائدة) : في هذه الأحاديث وغيرها مما فيه الأمر بالاستغفار والتوبة؛ رد على من قال من الفقهاء بكراهة قول الرجل: "أستغفر الله وأتوب إليه"، واختار أن