الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
39 - باب عَطِيَّةِ مَنْ سَأَلَ باللهِ
1672 -
حَدَّثَنا عُثْمانُ بْنُ أَبي شَيْبَةَ، حَدَّثَنا جَرِيرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مُجاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنِ اسْتَعاذَ باللهِ فَأَعِيذُوهُ وَمَنْ سَأَلَ باللهِ فَأَعْطُوهُ وَمَنْ دَعاكُمْ فَأَجِيبُوهُ وَمَنْ صَنَعَ إِلَيْكُمْ مَعْرُوفًا فَكافِئُوهُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا ما تُكافِئُونَهُ فادْعُوا لَهُ حَتَّى تَرَوْا أَنَّكُمْ قَدْ كافَأْتُمُوهُ"(1).
* * *
باب عطية من سأل بالله تعالى
[1672]
(حدثنا عثمان بن أبي شيبة) قال: (حدثنا جرير، عن الأعمش، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من استعاذ بالله) أي: امتنع واعتصم بالله تعالى من مكروه (فأعيذوه) منه ومن كل سوء بما (2) تصل الاستطاعة إليه إكرامًا لمن استعاذ به.
(ومن سأل بالله فأعطوه) وروى الطبراني بإسناد رجاله رجال الصحيح إلا شيخه يحيى بن عثمان بن صالح، وهو ثقة (3) عن أبي موسى الأشعري أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"ملعون من سأل بوجه الله، ملعون من سئل بوجه الله ثم منع سائله ما لم يسأل هجرًا"(4) هو بضم الهاء، وإسكان الجيم. أي (5): ما لم يسأل أمرًا قبيحًا لا يليق. ويحتمل أن
(1) رواه النسائي 5/ 82، وأحمد 2/ 68.
وصححه الألباني في "صحيح أبي داود"(1469).
(2)
من (م).
(3)
في (م): تغير.
(4)
"الدعاء"(2112).
(5)
من (م).
يراد: ما لم يسأل سؤالًا قبيحًا بكلام قبيح.
(من دعاكم فأجيبوه) تمسك به بعضهم على وجوب الإجابة إلى من دعاه؛ لإطلاق الأمر في قوله (فأجيبوه) سواء كانت إلى وليمة عرس أم لا، وكان عبد الله يأتي الوليمة في العرس وغير العرس وهو صائم، وقطع بعضهم بعدم الإجابة في غير وليمة النكاح، لرواية مسلم:"إذا دعي أحدكم إلى وليمة عرس فليجب"(1) فإنه يفهم إخراج غيرها، ولهذا - والله أعلم - فرق الشافعي بينهما في الإجابة وعدمها (2).
(ومن صنع إليكم معروفًا فكافئوه) على معروفه، وهو ما يعرف في الشرع من الخير والرفق والإحسان والبر (فإن لم تجدوا ما تكافئوه) هكذا في النسخ بغير نون. والقاعدة النحوية (تكافئونه) بالنون وحذفها ورد تخفيفًا (به فادعوا له) ومثال (3) الدعاء كما رواه الترمذي عن أسامة بن زيد، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من صنع إليه معروف (4) فقال لفاعله: جزاك الله خيرًا فقد أبلغ في الثناء". قال الترمذي: حديث حسن صحيح (5). (حتى [تروا) أي: تعلموا أو تظنوا. نسخة: أنه قد. الأكثر: أن قد نسخة] (6)(أنكم قد كافأتموه) على معروفه في حياته وبعد موته بالدعاء والمال وخدمة النفس والثناء عليه.
(1) مسلم (1429/ 98).
(2)
"الأم" 6/ 254.
(3)
في (ر): يقال.
(4)
في الأصول: معروفا. والمثبت من "سنن الترمذي".
(5)
"السنن"(2035).
(6)
في (م): تدروا.