الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فانصرف عنه حتى يكون الرجل هو الذي ينصرف وكان يكرم من يدخل إليه وربما بسط له ثوبه ويؤثره بالوسادة التي تحته ويعزم عليه بالجلوس عليها ويكنى أصحابه ويدعوهم بأحب أسمائهم إليهم ولا يقطع على أحد حديثه وكان لا يجلس إليه أحد وهو يصلي إلا خفف من صلاته وسأله عن حاجته وقال سعيد بن العاص رضي الله عنه لجليسي علي ثلاث إذا دنا رحبت به وإذا جلس وسعت له وإذا حدث أقبلت عليه وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه ثلاث تثبت لك المحبة في صدر أخيك أن تبدأه بالسلام وتوسع له في المجلس وتدعوه بأحب الأسماء إليه وقال يحيى ابن خالد لولده جعفر يا بني إذا حدثك جليسك فأقبل عليه واصغ إليه ولا تقل قد سمعناه وإن كنت أحفظ له منه حتى كأنك لم تسمعه إلا منه فإن ذلك مما يكسبه المحبة والميل إليك ولا تستخدمه إذا جلس إلى مؤانستك فقد حكى أن هشام بن عبد الملك كان يعتم فقام إليه سعيد بن الوليد المعروف بالأبرش ليسوي عمامته فقال له مه إنا لا نتخذ الاخوان خولاً وقام عمر بن عبد العزيز وأصلح السراج لجلسائه فقال أحدهم ألا أمرتني يا أمير المؤمنين فكنت أكفيك اصلاحه فقال ليس من المروأة أن يستخدم المرء جليسه قمت وأنا عمر ورجعت وأنا عمر
ومما يثني عطف الصديق إلى التألف
زيارته صديقه من غير انقطاع ولا تكلف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من عاد مريضاً أو زار أخاً نادى مناد أن طبت وطاب ممشاك تبوأت من الجنة منزلاً وأحسن ما يقال امش ميلاً وعد أخاً وامش ميلين وأصلح بين اثنين وامش ثلاثاً وزر أخاً في الله وقالوا المودة جسم روحها الزيارة وقالوا المحبة شجرة ثمرتها المقة وأصلها الزيارة شاعر
رأيت أخا الدنيا وإن بات آمناً
…
على سفر يسعى به وهو لا يدري
تثاقلت إلا عن يد أستفيدها
…
وزورة ذي ودّ أشدّ به أزري
وعلى الزائر في الزيارة الأغباب فإنه به يؤمن من تجافي الأحباب قال عليه الصلاة والسلام زر غباً تزدد حباً وقالوا ربما كان التقالي في كثرة التلاقي وما أحسن قول عبد المنعم بن غلبون المقري
عليك بأغباب الزيارة إنها
…
إذا كثرت كانت إلى العيّ مسلكا
ألم تر أنّ الغيث يسألم دائماً
…
ويسأل بالأيدي إذا هو أمسكا
وقالوا قلة الزيارة أمان من الملالة وقالوا كثرة التعاهد سبب التباعد شاعر
زر قليلاً لمن يودّك غباً
…
فدوام الوصال داعي الملال
اعتذار من لم يزر أظرف ما كتب في ذلك قول علي بن الجهم
أبلغ أخانا تولى الله صحته
…
إني وإن كنت لا ألقاه ألقاه
وإن طرفي موصول برؤيته
…
وإن تباعد عن مثواي مثواه
الله يعلم أني لست أذكره
…
وكيف يذكره من ليس ينساه
مكاتبات في استدعاء الزيارة كتب بعضهم إلى صديق له طال العهد بالاجتماع حتى كدنا نتناكر عند التلاقي وقد جعلك الله للسرور نظاماً وللأنس تماماً فاطلع في فلك عيني شمساً وفي سماء قلبي بدراً فامضاء العزم بالحر أحرى وكتب سعيد بن حميد لبعض أصدقائه قد طلعت الكواكب تنتظر بدرها فرأينك في الطلوع قبل غروبها شاعر
ولما نزلنا منزلاً جله الندى
…
أنيقاً وبستاناً من النور جاليا
أجدّ لنا طيب المكان وحسنه
…
منى فتمنينا فكنت الأمانيا
آخر
لو تفضلت بالمجئ إلينا
…
لقررنا بقرّة العين عينا
وكتب آخر يومنا أعزك الله رقيق الحواشي لين النواحي ذو سماء قد رعدت وبرقت وأنت موضع السرور ونظام العيش والحبور فأقبل إلينا تنعم ولا تتأخر عنا تندم وإنك بطاعتنا تسعد وبمخالفتنا لا ترشد كتب بعضهم إلى صديق له يستزيره بأبيات منها
والألف لا يصبر عن ألفه
…
أكثر من يوم ويومين
وقد صبرنا عنكم جمعة
…
ما هكذا فعل المحبين
وكتب حميد بن مهران إلى أبي أيوب الهاشمي يستدعيه
أقيك الردى يا بديع الورى
…
ومن حل من هاشم في الذرى
ويفديك من وده في المغيب
…
إذا امتحن الود واهي العرى
وصالك يعدل صدق الرجا
…
وصفو المدام وطيب الكرى
وقد تاقت النفس من وامق
…
إلى أن تراك فماذا ترى
آخر
جعلت فداك في رأسي خمار
…
وليس دواؤه إلا العثار
وعندي من تحب فدتك نفسي
…
وأقداح وأكواب تدار
فبادر غير مأمور سريعاً
…
فإن بنا لموردك انتظار
ومن أظرف الاستدعاوات ما كتب به الرشيد هرون إلى جعفر بن يحيى
سل عن الصارم ابن يحيى تجده
…
راحلاً نحونا من النهروان
ليصون المدام سهداً ويغشى ال
…
هجر بين الأصوات والعيدان
فأتنا نصطبح ونلتذ جمعاً
…
لثلاث بقين من شعبان
فقام إليه وقدم بين يديه رقعة مكتوباً فيها
إنّ يوماً كتبت فيه إلى عب
…
دك يوم يسود كل زمان
يوم لهو كأنه طلعة الكأ
…
س إذا قابلت خدود القيان
فاصطبح واغتبق فداؤك نفسي
…
من جميع الآلام والحدثان
آخر
عندنا جدي رضيع
…
ودنين غير فارغ
وطفيلي مليح
…
واغل في الكأس والغ
وغزال من بني الدي
…
لم يحكي البدر بازغ
ماله عندك عيب
…
غير أن ليس ببالغ
والزلال العذب مع بع
…
دك ملح غير سائغ
فتحشم واركب الهم
…
لاج واحضر لا تراوغ
وكتب بعض المجان
عندنا قدر فريك
…
ليس للقدر شريك
ونبيذ في رطيل
…
وغلام مستنيك
فتعالوا نتغدى
…
ثم نشرب وننيك
وما أحسن قول المعتمد بن عباد يستدعي ندماءه من الزهراء إلى قصره بقرطبة
حسد القصر فيكم الزهراء
…
ولعمري وعمركم ما أساؤا
قد طلعتم بها شموساً صباحاً
…
فاطلعوا عندنا بدوراً مساء
ولآخر
وماذا عليكم لو مننتم بزورة
…
فأوجبتم فيها علينا التفضلا
فإن لم تكونوا مثلنا في اشتياقنا
…
فكونوا أناساً تحسنون التجملا
اعتذار من لم يزر أبو إسحق الصابي
عراني عنك يا مولا
…
ي عذر أيما عذر
عصوف الريح مع مدّ
…
عظيم زاخر يجري
فلم أقدم على الماء
…
ولم أجسر على الجسر
ولم أسمع إلى الآن
…
على ما مدّ من عمري
بريح حجبت روحاً
…
وبحر صدّ عن بحر
وهو مأخوذ من قول الحسن بن وهب وقد اعتذر عن تأخره عن زيارة محمد بن عبد الملك الزيات لمطر عاقه عن زيارته
أوجب العذر في تراخي اللقاء
…
ما توالى من هذه الأنواء
لست أدري ماذا أذمّ وأشكو
…
من سماء تعوقني عن سماء
غير أني أدعو على تلك بالصح
…
ووأدعو لهذه بالبقاء
فسلام الإله أهديه مني
…
كل يوم لسيد الوزراء
كتب بعض ظرفاء المحبين إلى محبوبه يستدعيه لزيارته فلم يجبه بما أحب
كتبت إليك من شوقي بدمعي
…
وحرمة وجهك الحسن الجميل
لقد أسهرتني وأطلت ليلي
…
وأضحكت العواذل من عويلي
فكان جوابه لما قرأه
لقد أثقلت في عتب طويل
…
وقد أكثرت من قال وقيل
فأما ما ذكرت فقد فهمنا
…
وليس إلى الزيارة من سبيل
ومن أحسن ما أوجبه الوداد وافترض عيادة الأخ أخاه في حال المرض قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في حديقة الجنة حتى يرجع قيل يا رسول الله وما حديقة الجنة قال
جناتها حكى أن المسور بن مخرمة اعتل فجاءه ابن عباس نصف النهار فقال له المسور يا ابن عباس إن أحب الساعات إلي ساعة أودي فيها حق الصديق دخل بعضهم على محمود الوراق يعوده فأنشده
فإنك تك حمى الغبّ شفك وردها
…
فعقباك منها أن يطول لك العمر
وقيناك لو يعطي الهوى فيك والمنى
…
لكانت بنا الشكوى وكان لك الأجر
وكتب أبو تمام حبيب بن أوس الطائي إلى الحسن بن وهب يتوجع له من حمى أصابته
يا حليف الندى ويا توأم الجو
…
د ويا خير من حبوت القريضا
ليت حماك لي وكان لك الأج
…
ر فلا تشتكي وكنت المريضا
وكتب أبو الفتح خاقان يتوجع للمتوكل من رمد اعتراه
عيناي أجمل من عينيك للرمد
…
فاسلم وقيت الردى في آخر الأبد
من ضنّ عنك بعينيه ومهجته
…
فلا رأى الخير في مال ولا ولد
ويجب على اللطيف الظريف في عيادة المريض الضعيف تخفيف السلام وتقليل الكلام وتعجيل القيام ويقال جلسة العيادة خلسة وقالوا التخفيف خير عادة في العيادة فإن حاله كما قال عمرو بن العلاء وقد عاده صديق في مرض ألم به فابطأ عنده فقال له ما يبطئك قال أريد أن أسامرك قال أنت معافى وأنا مبتلي والعافية لا تدعك تسهر والبلاء لا يدعني أنام والله أسأل أن يسوق لأهل العافية الشكر وإلى أهل البلاء الصبر ومن آدابه الأغباب فإنه جاء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أغبوا في زيارة المريض واربعوا إلا أن يكون مغلوباً وحكى سلمة قال دخلت على الفراء أعوده فأطلت وألحفت في السؤال فقال
لي ادن فدنوت فأنشدني
حق العيادة يوم بعد يومين
…
ولحظة مثل لحظ العين بالعين
لا تبرمنّ مريضاً في مساءلة
…
يكفيك من ذاك تسأل بحرفين
آخر
أدب العيادة أن تكون مسلماً
…
وتكون في أثر السلام مودّعا
فإذا نظرت إلى العليل فلا تكن
…
متخشعاً في اللمح أو متوجعا
بل كن إذا أبدى الحراك مسكتاً
…
منه وعند الخوف منه مشجعا
واحذر بأن تنعي إليه ميتاً
…
أو أن تذكره لميت مصرعا
وإذا وجدت عليه اشفاقاً فقم
…
من غير أن ترأى بذلك مسرعا
وتوق شر العائدين فشرهم
…
من كان منهم موهماً ومروّعا
دخل علي بن إبراهيم العلوي المعروف بالأعرج على علي بن عيسى عائداً فأنشده
كم لوعة للندى عليك وكم
…
من قلق للمجود من قلقك
ألبسك الله ثوب عافية
…
في نومك المعتري وفي أرقك
ينزع من جسمك السقام كما
…
نزعت حبل الملام من عنقك
آخر
تلقيت السلامة من مريض
…
توقى كل نائبة تنوب
فإنك ما اعتللت بل المعالي
…
وإنك ما مرضت بل القلوب
آخر
ولما اشتكيت اشتكى كل ما
…
على الأرض واعتل شرق وغرب
لأنك قلب لهذا الزمان
…
وما صح جسم إذا اعتل قلب
البسامي
إذا ما صديق لي تأوّه واشتكى
…
عدمت سروي ما اشتكى ورقادي
وحرمت شرب الراح ما دام شاكياً
…
ولم أخله من طارفي وتلادي
اعتذار من لم يعد
إن كنت في ترك العيادة تاركاً
…
حظي فإني في الدعاء لجاهد
فلربما ترك العيادة مشفق
…
وأتى على غلّ الضمير الحاسد
ولآخر
كحلت مقلتي بشوك القتاد
…
لم أذق مذ حممت طعم الرقاد
يا أخي الحافظ الاخوّة والنا
…
زل من مقلتي مكان السواد
منعتني عليك رقة قلبي
…
من دخولي عليك في العوّاد
لو بأذني سمعت منك أنينا
…
لتفتت من الأنين فؤادي
ولآخر يعتذر بكونه لم يعلم
دفع الله عنك نائبة السو
…
ء وحاشاك أن تكون عليلا
أشهد الله ما علمت وماذا
…
ك من العذر جائزاً مقبولا
ولعمري أن لو علمت لقاسم
…
تك نصفاً وكان ذاك قليلا
فاجعلن لي إلى التعلق بالعذ
…
ر سبيلاً ألم أجد لي سبيلا
فقديماً ما جاد ذو الودّ بالودّ
…
وما سامح الخليل الخليلا
الشريف أبو يعلى بن الهبارية
العذر في تركي عيادة سيدي
…
إني له فيما اعتراه مقاسم
لا بل نصيبي منه فوق نصيبه
…
وعليه فيما أدعيه مياسم
فلئن تألم جسمه أفديه من
…
داء يخامره وقلبي يألم
وأنا أحق بأن أعاد وإنما
…
يدعي لخدمته الصحيح السالم
حكى محمد بن داود الظاهري في كتاب الزهرة أن الرشيد لما بلغه أن الفضل ابن الربيع عليل كتب إليه معتذراً عن تأخره عن العيادة
أعزز عليّ بأن تكون عليلاً
…
أو أن يكون بك السقام نزيلا
ولئن سئلت أجيب عنك بلوعة
…
إذ قيل أوعك أو أحس غليلا
فوددت أني مالك لسلامتي
…
فأعيرها لك بكرة وأصيلا
هذا أخ لك يشتكي ما تشتكي
…
وكذا المحب إذا أحبّ خليلا
أنشدني الشيخ الامام الفقيه المفيد أمين الدين محمد بن علي المحلي النحوي لنفسه يعتذر من تركه لعيادة بعض الرؤساء
إن جئت نلت ببابك التشريفا
…
وإن انقطعت فأوثر التخفيفا
فوحق حبي فيك قدما إنني
…
عوفيت أكره أن أراك ضعيفا
ومما يورد من المحبة أعذب الموارد هدية يستطف بها القلب الشادر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تهادوا تحابوا وتذهب الشحناء وقال عليه الصلاة والسلام تهادوا فإن الهدية تذهب وغر الصدور وكان صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية
ويثيب عليها وقال لو أهدى إلي كراع لقبلت ولو دعيت إلى كراع لأجبت وقالت عائشة رضي الله عنها اللطفة عطفة تزرع في القلوب المحبة والألفة وفي الأثر الهدية تجلب إلى المودة القلب والسمع والبصر شاعر
إن الهدية حلوة
…
كالسحر نجتلب القلوبا
تدني البغيض من الهوى
…
حتى تصيره حبيبا
وتعيد مضطغن العدا
…
وة في تباعده قريبا
ومن أمثالهم إذا قدمت من سفر فأهد لأهلك ولو حجر وقال الجاحظ ما استعطف السلطان ولا استرضى الغضبان ولا أزيت السخائم ولا استدفعت المغارم بمثل الهدايا وقالوا في نشر المهاداة طي المعاداة وقال ضياء الدين بن الأثير في رسالة يذكر فيها الهدية الهدية رسول يخاطب عن مرسله بغير لسان ويدخل على القلوب من غير استئذان وبهدية المرء يستدل على عقله كما ذكر أن رجلاً أهدى إلى قتادة نعلاً رقيقة فجعل النعمان يرزنها بيده ويقول يعرف قدر الرجل في سخف هديته اللهم إلا أن يهدي شيأً مخيفاً حقيراً فيصيره بالاعتذار عنه شريفاً خطيراً كما فعل أبو العتاهية فإنه أهدى إلى الفضل بن الربيع نعلاً وكتب له معها
نعلاً بعثت بها لتلبسها
…
قدم تسير بها إلى المجد
لو كان يحسن ان أشرّكها
…
جلدي جعلت شراكها خدي
وأهدى الأخيطل الأهوازي إلى ابن حجر في يوم نوروز طبقاً فيه وردة وسهم ودينار ودرهم وكتب معه
قل لابن حجر ذي السماح الخضرم
…
لا زلت كالورد نضير المبسم
ونافذاً مثل نفاذ الأسهم
…
في عز دينار ونجح درهم
وقال بعضهم من امتنع من اهداء القليل لجلالة قدر المهدي إليه انقطعت سبل المودة بينه وبين اخوانه ولزمه الجفاء من حيث التمس الاخاء أبو العتاهية
هدايا الناس بعضهم لبعض
…
تولد في قلوبهم الوصالا
وتزرع في القلوب هوى وودا
…
وتكسوهم إذا حضروا جمالا
آخر
ما من صديق وإن تمت صداقته
…
يوماً بأنجح في الحاجات من طبق
إذا تلثم بالمنديل منطلقاً
…
لم يخش نبوة بواب ولا غلق
لا تكذبن فإنّ الناس مذ خلقوا
…
لرغبة يكرمون الناس أو فرق
وبالجملة إذا كانت من الصغير إلى الكبير فلطفت ودقت كان أبهى وأحسن وإذا كانت من الكبير إلى الصغير فعظمت وجلت كان أوقع لها وأنجع أهدى يعقوب الكندي إلى بعض اخوانه سيفاً وكتب معه الحمد لله الذي خصك بمنافع ما أهدى إليك فجعلك تهتز للمكارم اهتزاز الصارم وتمضي في الأمور مضاء المأثور وتصون عرضك بالارفاد كما تصان السيوف في الأغماد ويظهر دم الحياء في صفحة خدك المشروف كما يشف الرونق في صفحات السيوف وتصقل شرفك بالعطيات كما تصقل متون المشرفيات وأهدى الصابي دواة ومرفعاً وكتب معهما قد خدمت مجلس مولانا بدواة يداوي بها مرض عفاته ويروي بها قلوب عداته على مرفع يؤذن بدوام رفعته وارتفاع النوائب عن ساحته وأهدى أيضاً إلى بعض الأصحاب فرساً وكتب معه قد قدمت إليك فرساً والله تعالى يبارك لك فيه ويجعل الخير معقوداً بنواصيه والاقبال غرة وجهه ونيل الأماني طلق شده وفتح الفتوح غاية شاوه وادراك المطالب تحجيل قوائمه وسلامة العواقب منتهى عنانه والسلام
من أهدى هدية حقيرة واعتذر عنها
…
كتب بعضهم مع هدية حقيرة
قبول الهداية اكرومة
…
وحاشاك من أن ترد الكرم
فإنّ الملوك على قدرها
…
لتقبل نشابه أو قلم
ابن التعاويذي
هدية المرء تنبي عن مروأته
…
وعن حقارة مهديها وخسته
وما يحط من المهدي إليه إذا
…
كانت محقرة عن قدر رتبته
فاغفر جريمة من خست هديته
…
وتلك منه على مقدار قدرته
وكتب آخر مع هداية أهداها ليلاً
بعثت عشياً إلى سيد
…
بما هو من خلقه مقتبس
هدية خلّ صحيح الأخاء
…
جرى منه ذكرك مجرى النفس
فجدبا القبول وأيقن بأن
…
لفرط الحياء أتت في الغلس
آخر
يا أيها المولى الذي
…
عمت أياديه الجميلة
أقبل هدية من يرى
…
في حقك الدنيا قليلة
آخر
قد بعثنا إليك أيدك الل
…
هـ بشيء فكن له ذا قبول
لا تقسه إلى ندى كفك الغم
…
ر ولا نيلك الكثير الجليل
فاغتفر قلة الهدية مني
…
إن جهد المقلّ غير قليل
ومن ظرائف الهدايا التي هي من أحسن ما يسطر في الصحف ويذكر ما يروى أن يحيى بن خالد بن برمك عزم على ختان ولده فأهدى إليه وجوه الدولة