الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لولا مرارته والماء لولا إسراعه إلى الكدر والروض لولا حاجته إلى المطر قد جمع شرف الأخلاق إلى طيب الأعراق
له خلق على الأيام يصفو
…
كما رقت على الزمن العقار
آخر
خلق سهول المكرمات سهوله
…
وتوعر الأيام من أوعاره
إن لاح فهو الصبح في أنواره
…
أو فاح فهو الروض في نوّاره
المتنبي
صفت مثل ما تصفو المدام خلاله
…
ورقت كما رق النسيم شمائله
آخر
موفق لسبيل الرشد متبع
…
يزينه كل ما يأتي ويجتنب
تسمو إليه عيون كلما انفرجت
…
للناس وجهة الأبواب والحجب
له خلائق بيض لا يغيرها
…
صرف الزمان كما لا يصدأ الذهب
عيون من مكارم الأخلاق الدالة على طيب الأعراق
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثت لأتمم مكارم الأخلاق وهو ما أوصاه به ربه عز وجل في قوله خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين فلما امتثل أمر ربه وناطقه بشغاف قلبه أثنى على فعله بقوله تنويهاً بفضله الجسيم وإنك لعلى خلق عظيم ولهذا قال عليه الصلاة والسلام ألا أدلكم على خير أخلاق أهل الدنيا من وصل من قطعه وعفا عمن
ظلمه وأعطى من حرمه وقال الحسين بن مطير يفتخر
أحب مكارم الأخلاق جهدي
…
وأكره أن أعيب وإن أعابا
وأصفح عن سباب الناس حلماً
…
وشرّ الناس من يهوى السبابا
ومن هاب الرجال تهيبوه
…
ومن حقر الرجال فلن يهابا
وقال الأحنف بن قيس واسمه الضحاك وقيل صخر لبنيه ألا أدلكم على المحمدة الخلق السحيح والكف عن القبيح وقال أكثم بن صيفي لولده يا بني ذللوا أخلاقكم للمطالب وقودوها على المحامد وعلموها المكارم ولا تقيموا على خلق تذمونه من غيركم وصلوا من رغب إليكم وتخلقوا بالجود يلبسكم المحبة ولا تعتقدوا البخل فتتعجلوا الفقر وقيل لحممة بن رافع الدوسي من أكرم الناس قال من إذا قرب منح وإذا بعد مدح وإذا ظلم صفح وإذا ضويق سمح وقالوا من الأخلاق التي تزين ولا تشين وتحض على المكرمات وتعين نشر البشر وترك الكبر ونصر الحر وسلامة الصدر وقال جعفر بن محمد الصادق خير السادة أرحبهم ذراعاً عند الضيق وأعدلهم حلماً عند الغضب وأبسطهم وجهاً عند المسئلة وأرحمهم قلباً إذا سلط وأكثرهم صفياً إذا قدر وقال عامر العدواني يا معشر عدوان الخير ألوف عروف وإنه لن يفارق صاحبه حتى يفارقه وإني لم أكن سيدكم حتى تعبدت لكم وقال يزيد بن المهلب استكثروا من الحمد فإن الذم قلما ينجو منه أحد ومن رغب في المكارم صبر على المكاره واجتنب المحارم ويقال المكارم موصولة بالمكاره فمن أراد مكرمة احتمل مكروهاً وقال أبو الشيص
عشق المكارم فهو معتمد لها
…
والمكرمات قليلة العشاق
وأقام سوقاً للثناء ولم يكن
…
سوق الثناء يعدّ في الأسواق
بث الصنائع في البلاد فأصبحت
…
يجبي إليه مكارم الأخلاق
وقال أبو الطيب المتنبي
تلذ له المروأة وهي تؤذي
…
ومن يعشق يلذ له الغرام
ولله در القائل
الحمد شهد لا يرى مشتاره
…
يجنيه إلا من نقيع الحنظل
غلّ لحامله ويحسبه امرؤ
…
لم يوه عاتقه خفيف المحمل
وقال علي بن الفضل
لو قرب الدرّ على جلابه
…
ما نجح الغائص في طلابه
ولو أقام لازماً أصدافه
…
لم تكن التيجان في حسابه
ما لؤلؤ البحر ولا مرجانه
…
إلا وراء الهول من عبابه
من يعشق العلياء يلقى عندها
…
ما لقى المحب من أحبابه
وقال الشاعر
دعيني أنل ما لا ينال من العلا
…
فصعب العلا في الصعب والصعب في السهل
تريدين إدراك المعالي رخيصة
…
ولا بد دون الشهد من إبر النحل